الجزائر:عندما أعلن عبد العزيز بلخادم، الفائز بعهدة ثانية كأمين عام لجبهة التحرير الوطني، اختتام أشغال المؤتمر التاسع، كان العشرات من المناضلين والقياديين مستائين جدا من مقاييس اختيار أعضاء اللجنة المركزية، وطعنوا في مصداقية المشرفين على لجنة الترشيحات.عاشت القاعة البيضوية، الليلة الماضية، غليانا كبيرا أثاره ناقمون على ما اعتبروه ''إقصاء منظما'' من العضوية باللجنة المركزية، التي حلت محل المجلس الوطني. وأصر الغاضبون من غالبية المحافظات، على مقابلة عبد العزيز بلخادم الذي بدا منتشيا بعد تزكيته من طرف ''برلمان'' الأفالان الجديد. وخرج الأمين العام تحت تصفيقات الراضين عن نتيجة انتخاب أعضاء اللجنة المركزية وعن الطريقة التي استعملها بلخادم في إنقاذ الذين أقصاهم الاقتراع. وبحكم التجربة التي اكتسبها من مؤتمرات الحزب، كان بلخادم يدرك بأن الجلسات التاسعة ستخلف ناقمين وسيواجه غضبا عارما وسيتعرض لتهمة الإقصاء، فاهتدى إلى طريقة لامتصاص استيائهم بتمديد العضوية في اللجنة المركزية من 256 عضو، كما كان معمولا به في الفترة ما قبل المؤتمر ''الثامن الجامع''، إلى 350 عضو. نصف تركيبة اللجنة تقريبا، تم اختيارها بطريقة التعيين في المؤتمر التاسع. ويرى قياديون قريبون من بلخادم أنه استهدف، من خلال تمديد تركيبة اللجنة المركزية، احتواء الأشخاص المحسوبين على الأمين العام السابق، علي بن فليس، الذين لم يهضموا إبعادهم من الحزب طيلة السنوات الخمس الماضية. ويعتقد بلخادم أن ذلك أفضل طريقة لطي صفحة الصراع، الذي شطر الحزب إلى جناحين في 2004، نهائيا. وتركت الأزمة تداعيات خطيرة على هيكلة الحزب في الولايات، لدرجة أن المؤتمر التاسع عقد دون إتمام مسار الهيكلة. ونجح الكثير من ''البنفليسيين'' (رغم أن علاقة غالبيتهم مع بن فليس انقطعت)، في دخول اللجنة المركزية بفضل نظام الإنقاذ، بعدما عجزوا عن المرور عبر الغربلة التي فرضتها لجنة الترشيحات على قوائم المحافظات. ومن بين هؤلاء عباس ميخاليف، رأس معارضي قيادة الحزب، وعبد القادر زيدوك وعلي ميموني وعبد العزيز بلعيد. يشار إلى أن كل محافظة اختارت ستة من صفوفها، والثلاثة الأوائل، حسب عدد الأصوات، هم المؤهلون للعضوية في اللجنة المركزية. واتهم العديد ممن ينتمون لمجموعة ميخاليف، قيادة لجنة الترشيحات للجنة المركزية بممارسة الإقصاء ضدهم. وتوجهت التهمة تحديدا إلى رشيد حراوبية والطيب لوح وبربارة الشيخ. ولم يكترث بلخادم للهجوم اللفظي الحاد الذي تعرض له من طرف الغاضبين، ووصف في كلمته الاختتامية المؤتمر ب''العرس بالنسبة لكل مناضلي الحزب''. ودعا أعضاء اللجنة المركزية الجدد إلى التعامل مع مهامهم ''كتكليف وليس كتشريف''. وتعهد بتنظيم جمعيات عامة في القسمات والمحافظات لفتح أبواب الحزب أمام الشباب والنساء. المصدر الخبر :الجزائر: حميد يس