فلسطين،القدس:أوضح والد المتضامنة الأمريكية الشهيدة راشيل كوري انه أمضى معظم الشهر الحالي في مناطق السلطة و”إسرائيل” لمتابعة قضية ابنته في المحكمة “الإسرائيلية” .وأكد في أمسية نظمتها المؤسسة العربية لحقوق الإنسان في مدينة الناصرة المحتلة عام ،48 عرض خلالها فيلماً عن راشيل، أنه ليس طامعاً بشيء سوى إظهار الحقيقة والكشف عن الجناة واستخدام المحاكمة فرصة لتعريف العالم بما يدور في فلسطين من ظلم واضطهاد . ويستعيد الفيلم ممارسات الاحتلال الذي انتهك حقوق الفلسطينيين وداسها بمجنزرات حديدية لم ترهب راشيل، فوقفت بشجاعة قبالة جرافة من نوع “كتر بيلر” وزنها 70 طناً وهي تتقدم لهدم منزل على من فيه، سائق الجرافة الذي تربى على أن لا يأبه بحياة البشر سحقها بفظاظة، وتخضبت رمال رفح بدمائها . الفيلم يستجوب عدداً كبيراً من أصدقائها الفلسطينيين واليهود، ويستحضر وقائع لجنة التحقيق العسكرية التي أغلقت الملف ليبقى قتلها جريمة بلا مجرم وبلا إدانة، رغم أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” الأسبق ارييل شارون وعد الرئيس جورج بوش بتحقيق جاد . والدا راشيل، كريج وسندي كوري، اللذان يشاركان في الفيلم ويتلوان بعض رسائل وانطباعات راشيل من رفح، شاركا في الأمسية، وأجابا عن أسئلة الجمهور بصدق وشجاعة ومنحا جائزة رمزية من المؤسسة . وقال مدير المؤسسة العربية لحقوق الإنسان محمد زيدان “طيلة الوقت رفرف السؤال: كيف يمكن لهما مشاهدة فيلم يكشف عن بشاعة الجريمة والجرافة المتوحشة تتقدم نحو ابنتهما وأصدقائها المتطوعين الدوليين العزل الذين يدافعون بأجسادهم وإيمانهم عن بيوت وحقول الفلسطينيين”؟ . في رده على أسئلة “الخليج” أوضح والد راشيل أنه جاء من خلف المحيط وترك مشاغله ومنزله ليقيم طيلة شهر مارس/آذار تقريباً في فلسطين لمتابعة قضية ابنته في المحكمة . وأشار الى أن أوساطاً واسعة في المجتمع الأمريكي اطلعت على مأساة راشيل بعدما كانت تجهل ما تشهده الأراضي الفلسطينية، وتحدث في المقابل عن صعوبة طرح القضية في الكونجرس ودوائر صناعة القرار في الولاياتالمتحدة، الذين لم يقوموا حتى الآن بشيء عملي ولو حتى استعمال علاقاتهم الدبلوماسية القوية مع “إسرائيل” من اجل الحث على إجراء تحقيق جدي . وأثنت الوالدة على عشرات الصبايا العربيات (بجيل ابنتها راشيل)، اللواتي حضرن لمشاهدة الفيلم، وقالت إن الرسالة من الفيلم التشبث بقيم الإنسانية والدفاع عن الحرية والعدالة والمشاركة بحمايتها بجهد جماعي