تونس:بعودة الترجي بكامل نقاط مباراة قفصة تعالت الأصوات الحمراء والصفراء زهوا وفرحا معتبرة أن أمر البطولة انتهى وأن «النسر» بدأ في التحليق «رسميا» في اتجاه باب سويقة..وجمهور الترجي يعتمد في حساباته على أكثر من معطى أهمها الحالة الصحية الحالية للفريق فنيا وبدنيا إضافة إلى استقرار النتائج محليا وإفريقيا دون نسيان ما تبقى من مشوار البطولة من محطات يعتبرها الجمهور سهلة العبور.. إلى حد هذه المعطيات.. تبدو الأمور منطقية خاصة أن الترجي تعثر أكثر من اللازم بالنسبة لفريق يريد المحافظة على عرشه وبالتالي منح أكثر من فرصة لملاحقيه للالتحاق به وتجاوزه لكنهم لم يفعلوا وكأنهم راضون بالأدوار الثانوية وبالتالي فإن منح الأسبقية للترجي للظفر مجددا بالبطولة ليس اعتباطيا ولا هو «هدية» من أحد طالما بعض الفرق خاصة التي نسميها «الكبرى» ترفض أدوار البطولة ثم تبرر إخفاقها بما لم يعد ينطلي على أحد... قلنا إن هذه المعطيات منطقية لكن وضع الترجي منذ الآن على عرش البطولة التونسية فيه الكثير من الظلم للملاحقين الذين وإن لم يستغلوا الفرص العديدة التي أتيحت لهم يواصلون التشبث بالأمل وانتظار أي عثرة للترجي مع «الدربي» الذي تغيب فيه التكهنات.. فالترجي الهارب بأربع نقاط كاملة بعد أخطر منعرج للبطولة يدرك خطورة الدخول في الحسابات منذ الآن وهو أكثر العارفين بأن زمن استسهال المنافسين ولّى إلى الأبد وأن الشبيبة القيروانية ونادي حمام الأنف وأمل حمام سوسة والنادي البنزرتي تملك جميعها فرصة إيقاف الزعيم الحالي ولو في العاصمة بالذات.. وهذا ما يحلينا على توجيه السؤال إلى أطراف قريبة جدا من صنع قرار البطولة حول مصير «نسر» هذا العام.. هل أنه متجه فعلا إلى باب سويقة أم أن تغيير وجهته ممكن جدا.. جدا في ظل ما تعرفه البطولة من تقلبات؟ سليم الربعاوي عامر حيزم (مدرب وطني سابق): الترجي في الطريق الطويل.. والافريقي لم يرم المنديل المنطق الكروي يفرض انتظار كل الاحتمالات لما تبقى من مشوار البطولة خاصة أن ست جولات كاملة مازالت تفصلنا عن آخر خط للموسم الكروي غير أن المعطيات الحالية تؤكد أن الأولوية على مستوى التتويج تسير نحو باب سويقة خاصة أن الترجي يعتبر في أوج عطائه ويعرف كيف يجني نقاطه سواء على القواعد أو خارجها، إلا أنه وفي المقابل يمكن الاشارة أيضا الى أن الافريقي لم يرم المنديل وسيبقى مدافعا عن حظوظه ومنتظرا لتعثر صاحب الصدارة الذي تفصله عنه أربع نقاط كاملة قبل مباراة «الدربي» التي ستجمعهما.. أما على مستوى التدحرج، فإن كل الاحتمالات تبقى واردة أيضا وأعتقد أن الجاهز ذهنيا أكثر من غيره ومن سيستطيع تجاوز صعوباته وكسب نقاطه وخاصة من خارج قواعده يمكن له ضمان بقائه غير أنني أتمنى أن تنتهي البطولة متسمة بالروح الرياضية والنزاهة بعيدا عن كل المزايدات وما لفّ حولها من معطيات.. علي حمادي العقربي: انتظروا التقلبات أعتقد أن الجولات الست المتبقية من عمر هذا الموسم مصيرية بالنسبة للفرق المعنية بالتتويج أو المعنية بالنزول ولا نقدر أن نحكم على أي فريق مسبقا سواء بالنزول أو الفوز بلقب البطولة حتى لو درسنا كل المباريات مقابلة بمقابلة، فلا يمكن لنا أن نتكهن بأي نتيجة، ولا يمكن لنا تصنيف الفرق هذا كبير والآخر صغير، وهذا يلعب في ميدانه وآخر خارجه. فكل المباريات عبارة عن مقابلات كأس. إن بداية النهاية ستنطلق في الجولة الثامنة لمرحلة الاياب (أي الجولة القادمة) لتنتهي مع آخر جولة في الموسم وحسب اعتقادي لم يلعب شيء (rien n'est joué) ربما هناك خمسة أو ستة فرق متواجدة في وسط الترتيب غير معنية بأي شيء، لكن البقية تلعب سواء من أجل التتويج أو التدحرج للقسم الثاني. ست مقابلات يعني 18نقطة وبالتالي لا يمكن لنا الحديث عن نهاية بطولة هذا الموسم. فهناك 3 أو 4 فرق معنية باللقب وتترصد العثرات والمفاجآت المنتظرة. صحيح أن متزعم الكوكبة هو الترجي التونسي الذي ينطلق مبدئيا بأوفر الحظوظ لكن وكما أكدت آنفا، فلا يمكن تحديد بطل هذا الموسم، كما لا يمكن قبل ست جولات حصر الفرق المعنية بالنزول. وأعتقد أننا سنشاهد في الجولات الست عديد التقلبات وعديد المفاجآت وأؤكد مرة أخرى أنه لم يلعب شيئا، وكل مقابلة من المقابلات الست لها حقيقتها وواقعها لكنها غير خاضعة للتكهنات المسبقة وكل مقابلة لها نكهتها وكل نقطة لها قيمتها. نورالدين البكوش جمال الإمام: «الدربي» سيحسم المسألة والفرق المهددة بالتدحرج وضعها عسير سأبدأ بالعكس الذي أتحدث فيه عن المجموعة المهددة بالتدحرج والتي قد يكون عدد أنديتها تجاوز نصف المجموعة ككل... باعتبار أن أي انتصار قد يبعد هذا عن ذاك في صورة تعثر المنافس ولذلك فإن ما تبقى من المشوار يعتبر عسيرا عن هذه الاندية كلها في حين أن مجموعة التتويج انحصرت حسابيا وحتى منطقيا بين الافريقي والترجي ولذلك فإن «الدربي» وفي صورة تعثر الترجي قبل إدراك الجولة (12) يمكن أن يكون فاصلا... كما يمكن للترجي الحفاظ على نقاطه وبالتالي الخروج بورقة التتويج... علي الشروق
