قرأت مصادر أمنية شروط تنظيم القاعدة مقابل الإفراج عن الرهينتين النمساويين، على أنها مطلب صريح لإطلاق سراح قائدها البارز عماري صايفي المعتقل بالجزائر، ومجموعة من الجهاديين التونسيين الذين تدربوا في معاقلها ويقضون حاليا عقوبات ثقيلة بالسجن في تونس. وضع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي شروطا نظير الإفراج عن السائحين وولف غانغ إبنر وأندريا كلويبر، نشرهما في بيان بثه على الأنترنت الليلة الماضية. ويتعلق الأمر ب''إطلاق سراح بعض أسرانا المعتقلين عند تونسوالجزائر مقابل إطلاق سراح الرهينتين، وتم تسليم قائمة بأسماء أسرانا للجهة المفاوضة''. ويحمل البيان الذي حصلت عليه ''الخبر''، عنصرين هامين. أولهما أنه يشير إلى تبليغ المطالب إلى حكومة النمسا، وإن كان لم يحدد الطريقة. أما العنصر الثاني فهو الحديث عن اتصال مع جهة مفاوضة، لم يذكر لأي دولة تنتمي. وأوضح بيان القاعدة أن عناصرها ''يمهلون السلطات النمساوية ثلاثة أيام للاستجابة للمطالب''، ويبدأ الحساب من منتصف ليلة الخميس الماضي. ولم يذكر الإرهابيون بوضوح أنهم سيقتلون السائحين، لكن الحديث عن مهلة يحمل ضمنيا هذا الاحتمال. وأضاف البيان في نفس السياق: ''وعليه فإن دولة النمسا مسؤولة عن حياة الرهينتين في حال انقضاء المدة وعدم الاستجابة لمطالبنا''. يشار إلى أن احتجاز الزوج السائح دخل يومه ال.24 ورجحت مصادر أمنية تحدثت إليها ''الخبر''، حول الأزمة، أن الشروط تتعلق بإطلاق سراح بعض قادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، أبرزهم عماري صايفي الشهير ب''عبد الرزاق البارا''، وسمير سعيود المدعو ''مصعب'' المعتقلين لدى أجهزة الأمن بالعاصمة. وعرف الأول بحادثة اختطاف 32 سائحا أوروبيا في 2003، بينما تخصص الثاني في تجنيد مغاربيين في صفوف القاعدة. وأوضحت المصادر أن الشروط تتعلق أيضا بحوالي 10 سلفيين تونسيين، حكم على بعضهم بالإعدام في تونس لعلاقتهم بالقاعدة. وقد اعتقل عدد منهم نهاية 2006 بعد عودتهم من معاقل القاعدة بالجزائر لفتح جبهة قتال بتونس. وذكر البيان متوجها إلى السلطات النمساوية، بقوله إن ''فكاك أسر إخوتنا يهمنا كما يهمكم سلامة مواطنيكم''. ودعا عائلة الرهينتين والرأي العام في النمسا، إلى ''أن يضغطوا على دولتهم لتلبية مطالب المجاهدين حفاظا على حياة السائحين''. وتوعد البيان السياح الغربيين من مغبة زيارة المنطقة المغاربية ''وقد أعذر من أنذر''. وأرفق التنظيم شروطه بست صور يظهر فيها إيبنر وكلويبر مع مجموعة من عناصر المنطقة الصحراوية في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، يتقدمهم عبد الحميد أبو زيد، حسب البيان. وهو أحد أبرز أتباع البارا شارك في اختطاف السياح 32 قبل خمس سنوات. ويظهر في إحدى الصور بلحية كثة عليها بعض الشيب وواضعا عمامة فوق رأسه. أما الرهينتان فيرتديان زي الصحراويين، وظهر إينبر في صورة أخرى جالسا على ركبتيه حاملا كتابا يرجح أنه نسخة من القرآن الكريم، وإلى يساره تجلس رفيقته تتأمل ما يحدث حولها. وفي صورة أخرى، يتفحص السائح الرهينة خارطة وحوله ستة مسلحين وسط الصحراء. وذكرت مصادر عليمة بنشاط الإرهابيين في الجنوب، أن البيئة التي تتضمنها الصور تؤكد بلا شك بأن الخاطفين ورهينتيهم يوجدون في صحراء الجزائر.