أعلنت الشرطة الإسبانية عن حدوث مواجهة في مسجد قرطبة الكبير عندما حاولت مجموعة من السياح المسلمين أداء الصلاة في المسجد الذي تم تحويله إلى كنيسة في القرن الثالث عشر الميلادي ، فيما تعرض مصلى في جزيرة كريت اليونانية لاعتداء عندما أشعل مجهولون حريقاً في المكان.وقالت متحدثة باسم الشرطة الوطنية الإسبانية :"تم اعتقال رجلين من السياح المسلمين فيما أصيب شرطي وحارس أمني بجروح طفيفة". وأوضحت المتحدثة أن مجموعة من حوالي 120 سائحاً مسلماً من النمسا دخلت "الكاتدرائية المسجد" ,حسبما أسمته, وعندئذ بدأت مجموعة صغيرة منهم، ستة أو سبعة أداء الصلاة ,حسبما قالت. وعندما طلب منهم الحراس الأمنيون التوقف عن الصلاة، أصرّوا على مواصلة صلاتهم ، وعندئذ حدثت مشادة . ويفترض أن يكون المعتقلان (وعمرهما 23 و19 سنة) قد مثلا أمام قاضي تحقيق أمس الجمعة . وكانت أسقفية قرطبة قد جددت مؤخراً منع المسلمين من الصلاة في "الكاتدرائية المسجد" رغم مطالبة السكان المسلمين بتخفيف هذا الإجراء . و اتهمت الأسقفية في بيان لها أمس السياح المسلمين بافتعال الحادث، وقال البيان :"إن الحادث لا يمثل حقيقة هوية المسلمين الذين يبدي الكثير منهم احتراماً للكنيسة الكاثوليكية ورغبة في الحوار معها". من جهته، قال منصور اسكوديرو، أحد زعماء الجماعة المسلمة الاسبانية، :"إنه كان منذ سنوات يضغط على الكنيسة الكاثوليكية لكي تسمح للمسلمين بالصلاة في المسجد، ولكن من دون جدوى". وأضاف اسكوديرو ،والذي يترأس اللجنة الإسلامية في أسبانيا، "أنه على مر العقود، كانت هناك بعض الاستثناءات، بناء على طلب العاهل الأسباني خوان كارلوس" ، مشيراً على سبيل المثال إلى أن أفراداً من العائلة المالكة السعودية سمح لهم بأداء الصلاة في المسجد . وأشار اسكوديرو إلى أن الاسم الرسمي للمبني هو "الكاتدرائية المسجد في قرطبة"، وقال :"إن هذا الاسم ينبغي تغييره إلى (الكاتدرائية المسجد السابق) أو إلى (كاتدرائية) لأنه إذا لم يكن المبنى مسجداً، فينبغي ألا يسمى مسجداً" . وتعد الجماعة المسلمة في أسبانيا حوالي مليون نسمة، من ضمن مجموع سكان يبلغ 45 مليوناً . يذكر أن المسجد الكبير بني في عهد الخلافة الإسلامية في الأندلس , وتم تحويل المسجد إلى كاتدرائية عام 1236م عندما استولى الملك الاسباني فرديناند الثالث على المدينة . ومنذ ذلك الحين، يحظر على المسلمين أداء شعائر الصلاة في المبنى، مع بعض الاستثناءات النادرة . ولا يزال المسجد يحتفظ بروعته، وقد صنفته منظمة اليونسكو عام 1984 كجزء من التراث العالمي، وهو اليوم أحد المعالم السياحية الرئيسية في إسبانيا . من ناحية أخرى, أفاد مصدر أمني في اليونان أن اعتداء استهدف قاعة صلاة يتردد عليها مهاجرون قرب "هراكليون" كبرى مدن جزيرة كريت (جنوب اليونان) أمس الجمعة وتسبب في إلحاق أضرار طفيفة به أثر حريق . وأوضح المصدر أن مكان العبادة الواقع في قرية "كامينيا" كان مقاما في مبنى خاص وأن النيران الناجمة عن انفجار قارورة غاز وضعت أمام المدخل، تسببت في خسائر طفيفة . وقالت الشرطة التي لم تشر حتى الآن إلى أي عملية من هذا القبيل ضد مبنى عبادة إسلامي في كريت، :"إنها تحقق في أوساط اليمين المتطرف الذي نسبت إليه أيضاً خلال الأشهر الأخيرة اعتداءات متكررة على المهاجرين والناشطين المناهضين العنصرية". وتعتبر جالية المهاجرين ومعظمهم من المسلمين القادمين حديثاً من آسيا وإفريقيا مهمشة جداً في اليونان وما زالت محرومة من أماكن عبادة رسمية ومقبرة رغم وعود السلطات المتكررة .