باشرت السلطات الجزائرية حملة واسعة ل ضبط ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين وتحديد اماكن التعبد في محاولة لمراقبة ما تقول انها انشطة تخرج عن الاطار القانوني الذي تضبطه التشريعات الساري العمل بها في البلاد. وتنفيذا لهذه الاجراءات قررت سلطات ولاية تيزي وزو، عاصمة القبائل، غلق كنائس تابعة للمسيحيين البروتستانت في الولاية واستدعاء القساوسة المشرفين عليها واحاطتهم علما بالهدف من قرار السلطات المركزية. وشرعت السلطات الجزائرية في جرد الكنائس ودور العبادة التابعة للمسيحيين في الجزائر في مسعي لتحديد المسؤولين عنها وكذا اماكن انتشارها. وقال وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله ان العملية تتم بتنسيق وثيق مع مصالح الامن والجهات المختصة الاخري لمعرفة ما اذا كانت هذه الكنائس قد تكيفت مع القوانين الجديدة المحددة لممارسة نشاطها الديني. ولكنه اكد ان الكنائس المغلقة ستعاود نشاطها مباشرة بعد الحصول علي الترخيص القانوني بذلك. وتدخل هذه الاجراءات في اطار تطبيق قانون تقنين العبادة لغير المسلمين في الجزائر الذي بدأ العمل به بداية العام 2006. وتحركت السلطات الجزائرية في ظل حملة واسعة تحدثت عن وجود عمليات تبشير واسعة في عدة ولايات من الوطن وخاصة في منطقة القبائل، بالاضافة الي تخصيص دور عبادة سرية بعيدا عن اعين السلطات الرسمية. ويمنع القانون المذكور اي نشاط ديني دون الحصول علي ترخيص مسبق من الجهات المختصة في كل ولاية. وقالت مصادر محلية ان قرار غلق هذه الاماكن يعود بالاساس الي نشاطها غير الشرعي والتعارض مع الاجراءات القانونية الجديدة، موضحة ان اصحابها واصلوا العمل بدون رخصة رسمية. وذكرت صحف محلية ان القساوسة سيعقدون اجتماعا طارئا اليوم الاثنين لبحث الاجراءات اللازمة للتعامل مع قرار السلطات الجزائرية القاضي بمنع النشاط الديني خارج الأطر القانونية. وشمل اجراء الغلق كنيستين في قلب مدينة تيزي وزو بالاضافة الي استدعاء قس كنيسة مدينة الاربعاء ناث ايراثن، بنفس الولاية، وهي اقدم الكنائس في الجزائر لمطالبته بتكييف وضعية كنيسته مع الاجراءات القانونية الجديدة. وكثر الحديث في المدة الاخيرة في الجزائر عن نشاطات تبشير غير شرعية اتهم فيها الانجيليون الجدد الذين تقول الصحف انهم يقومون بتحركات سرية لتنصير الجزائريين مقابل اغراءات مالية واخري مهنية وتسهيل حصولهم علي وثائق اقامة وعمل في اوروبا. وكان غلام الله وصف في تصريح سابق الانجيليين الجدد ب الخارجين عن القانون الذين يسعون الي تأسيس اقلية دينية غير مسلمة في البلاد بهدف ايجاد المبررات لتدخل اجنبي بدعوي اضطهاد الاقليات الدينية فيها . وتضاربت في المدة الاخيرة الاحصاءات حول العدد الحقيقي للمسيحيين في الجزائر. فبينما قال وزير الشؤون الدينية ان عددهم لا يتعدي 11 الفا، قالت مصادر اخري انهم يتعدون هذا العدد بكثير وان العدد الاكبر منهم اعتنق المسيحية في اطار حملات التبشير السرية التي تستهدف الشباب الجزائريين. وكانت القبضة اشتدت بين السلطات الجزائرية والكنائس قبل شهر عندما منحت وزارة الداخلية القس البروتستانتي هيو جونسون البالغ من العمر 74 عاما والحامل للجنسية الامريكية مهلة لمغادرة التراب الجزائري بعد انتهاء مدة اقامته. وتقدم القس المعني الذي عاش في الجزائر أكثر من 45 سنة بالتماس امام المحكمة من اجل اعادة النظر في قرار وزارة الداخلية بطرده.