يبدو أن خيرت فيلدرز حصل أخيرا على ما كان يبتغيه، والحديث هنا عن التكلفة التي تتكبدها هولندا لإيواء المهاجرين، فالتقرير الذي نشرته صحيفة دي تليخراف اليوم والذي يحتوي على النتائج الأولية لمسح أجراه حزب الحرية، كشف أن المهاجرين من الدول غير الغربية الذين يفدون على هولندا كل عام، والذين يبلغ عددهم نحو 20 ألف مهاجر يكلفون البلاد كل عام مبلغ يتراوح ما بين 6 و 10 مليار يورو. ولكن فيلدرز يشير إلى أن تلك التقديرات تعد متحفظة ف"التكلفة الحقيقية أكبر من ذلك بكثير"،ونتيجة لذلك فإن الحزب يعتقد أنه يجب وقف المهاجرين، أو على الأقل تخفيض أعدادهم بشدة، خاصة وأن الحكومة الجديدة سيتعين عليها إجراء تخفيضات في الميزانية، ويضيف فيلدرز قائلا "لن يضر هذا المواطنين، فلن تكون هناك حاجة لطرد أحد من هولندا". ويتضح أن من بين الأسباب التي زادت من التكلفة التي تتكبدها هولندا تجاه هؤلاء المهاجرين، هو أنهم أكثر ميلا لتلقي إعانات اجتماعية، والتورط في ارتكاب الجرائم، أما على الجانب الأخر فهم أقل ميلا لإرسال أطفالهم إلى مراكز رعاية الأطفال، أو الحصول على منح تعليمية.وجاءت الدراسة التي مولها حزب الحرية بنفسه بعد أن رفض وزير التكامل إبرهارد فان دير لان الكشف عن الأموال التي تدفعها الحكومة الهولندية لرعاية شؤون المهاجرين. ولكن صحيفة تراو تحذر الحزب من اتخاذ موقف قوي معادي للمسلمين، بعد أن تسببت دعوة الحزب إلى فرض حظر على الحجاب في الأماكن العامة إلى عزوف بقية الأحزاب، في أعقاب الانتخابات العامة إلى عقد محادثات مع الحزب لتشكيل ائتلاف محلي.ومنذ ذلك الحين و الحزب يشهد تدهورا في شعبيته في استطلاعات الرأي، بسبب عجزه عن تبني حل وسط، بالإضافة إلى عجزه عن القيام بمسؤولياته السياسية في المجلسين المحليين الهامين لبلديتي أمستردام و ألميره، اللتين حقق فيهما الحزب نتائج كبيرة في الانتخابات المحلية الأخيرة.