قالت رئيسة الحكومة المؤقتة في قرغيزستان إن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين استفسر عن الأوضاع في بلادها وعرض عليها تقديم العون. وفي الأثناء علقت الولاياتالمتحدة الأميركية الرحلات إلى أفغانستان من قاعدة ماناس العسكرية قرب بشكيك.وقالت روزا أوتونباييفا إنها أبلغت بوتين أن بلادها بحاجة إلى مساعدات مالية واقتصادية، مشيرة إلى أنها أوفدت نائبها وهو المسؤول عن الاقتصاد إلى موسكو.
وقال أحد سكان بشكيك لأسوشيتد برس "نحن ممنونون لروسيا اعترافها بالحكومة الجديدة وعدم دعمها للرئيس المخلوع"، مضيفا "ليس لبلادنا مستقبل بلا روسيا".
وأكدت أوتونباييفا أنها لن تفاوض الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف الذي لجأ إلى مدينة جلال آباد جنوب البلاد، لكنها قالت إن الحكومة ستؤمن رحيله سالما خارج البلاد إذا استقال.
وكانت زعيمة المعارضة دعت في تصريح للجزيرة باكييف إلى الاستقالة بهدف ضمان أمنه الشخصي، لكنها قالت إن حلفاءه وبعضا من أفراد عائلته سيكونون عرضة لدعاوى جنائية.
لن يستقيل وفي المقابل قال باكييف لوكالة الصحافة الفرنسية إنه لن يستقيل لكنه مستعد لمفاوضة المعارضة التي اعتبر أن يدها ملطخة بالدماء بعد أعمال عنف قتل وجرح خلالها العشرات، نافيا أن يكون قد أعطى أي أمر لقوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين.
وقتل 76 شخصا على الأقل وجرح نحو 1400 آخرين في الاشتباكات التي اندلعت بين الشرطة والمتظاهرين في العاصمة بشكيك الأربعاء لدى إطاحة المعارضة بالرئيس باكييف. وتتهم المعارضة باكييف بالتورط في سقوط هذا العدد من الضحايا. وقالت أوتونباييفا التي أدت زيارة الجمعة لأحد المستشفيات إن "عددا كبيرا من الجرحى في حالة حرجة.. يجب أن تتحمل قوات الأمن المسؤولية عن تلك الأحداث، وأن تأخذ العدالة مجراها".
وساد حذر هادئ بشكيك أمس الجمعة مع خروج آلاف من المعزين في ساحة آلاتو بالعاصمة حيث سقط معظم القتلى والجرحى في أعمال العنف. وقال أحدهم "يلفنا الحزن على أبطالنا الحقيقيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل مستقبل قرغيزستان.. يجب أن يتحمل باكييف مسؤولية القتلى".
وفي السياق قال متحدث باسم الأممالمتحدة الجمعة إن الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيس في طريقه إلى قرغيزستان في مهمة لتقصي الحقائق تابعة للمنظمة الدولية لتقديم تقرير بشأن أعمال العنف. قاعدة ماناس وفي تطور آخر قال مسؤولون عسكريون أميركيون إن أوامر صدرت بتعليق رحلات نقل الجنود جوا من قاعدة ماناس الأميركية في قرغيزستان، وإنه تقرر بدلا من ذلك أن يتم نقل الجنود الأميركيين من وإلى أفغانستان عبر الكويت.
وقال متحدث باسم الجيش الأميركي إن الرحلات العسكرية الأخرى بالقاعدة -التي تتخذ من مطار العاصمة مقرا لها- سيقرر بشأنها وفق الظروف الخاصة بكل رحلة على حدة.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي "على الرغم من أن الرحلات العادية استؤنفت في ماناس بعد ظهر الجمعة، فقد اتخذ قرار مساء الجمعة بتحويل رحلات نقل الركاب العسكرية بشكل مؤقت".
وتعليقا على مصير هذه القاعدة -التي رفعت واشنطن تأجيرها من 17 مليون دولار سنويا إلى 63 مليون دولار- قالت أوتونباييفا إن هذا الموضوع لم يثر بعد، إلا أنها أشارت إلى أن حكومتها ستلتزم بالاتفاقيات الدولية التي وقعتها وستفي بالتزاماتها، على حد قولها.