نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني أكثرالساسة الأمريكان تطرفا وعنصريا وحقدا على العرب والمسلمين. وغالبا ما تكون زياراته الى المنطقة العربية مصحوبة باجواء الشؤم والنحس والتوجّس. فهو يختلف عن بوش الصغير بهالة الغموض الكثيفة التي تحيط بشخصيته, وله باع طويل في الكذب والتضليل والدسائس والمؤامرات وترويع من هم تحت أمرته, كالحكام العرب مثلا. بينما تتسم شخصية بوش الصغير بالجهل والبلادة والسطحية وقلّة الخبرة. والحقيقة إن ديك تشيني هو الذي يقف بكل ثقله خلف معظم القرارات العدوانية التي إتخذها الرئيس الأمريكي سواء فيما يتعلّق بالعراق أو أفغانستان أو فلسطين وغيرها. نائب الرئيس الأمريكي هذا, الذي نزل أهلاً على الحكام العرب ووطأ سهلاً في القواعد العسكرية الأمريكية كالمنطقة الخضراء في بغداد والكويت, وغيرها, لم يأتِ لتجييش الجيوش, كما يتوهّم البعض, وجمع الحلفاء ضد إيران وبرنامجها النووي. فأمريكا لا يمكنها أن تستغني أبدا عن إيران, حليفتها وشريكتها في إحتلال وتدميرالعراق, والتي يعود لها الفضل الكبير, وإدارة بوش الصغيرتدرك تماما هذه الحقيقة, في تحييد الميليشيات الطائفية التابعة لها, كتيارمقتدىالصدرعلى سبيل المثال. وما اللقاء الذي تمّ بين المجرم ديك تشيني والزنديق عبد العزيزاللاحكيم, مع إن الأخيرلا يحمل أية صفة رسمية أو حكومية,الاّ تعبيرا صادقا عن تقدير وإمتنان الولاياتالمتحدة لما يقوم به الجناح الصفوي الايراني في حكومة المنطقة الخضراء من عمل ممتاز في خدمة المصالح والمشاريع الأمريكية - الصهيونية في العراق المحتل. وبالفعل, ما أن وصل ديك تشيني الى بغداد حتى أعلنت حكومة نوري المالكي العميلة عن عقد ما أسمته بمؤتمر مصالحة وطنية. وحشرت في المنطقة الخضراء خمسمئة من الشخصيات التي تدورفي فلك الحكومة وأحزابها لتجعل منهم بوستر دعائي لبضاعة فاسدة ما عادت تثير إهتمام أحد. وبالرغم من أن هدف هذا المؤتمرهو المصالحة بين العملاء أنفسهم من"قادة" العراق الجديد الاّ أن الكثير منهم إمتنع عن المشاركة في مؤتمر لا يختلف كثيرا عن جميع المؤتمرات المماثلة والتي طواها النسيان وأصبحت موضوعا للسخرية والتندّر. ومع ذلك فان العميل نوري المالكي أراد, بعقده مؤتمرمصالحة وطنية تحت حراب الغزاة, أن يقدّم هدية متواضعة الى ربّ نعمته,المسترديك تشيني. ليبيّن له إن حكومة بغداد العميلة جادة في موضوع المصالحة الوطنية, العزيز جدا على قلب بوش الصغير, والذي ينوي إضافته الى سجلّه الحافل بالانجازات"الكبيرة" في عراق اليوم. ومعلوم إن ثمة أهدافا كثيرة , علنية وسرية, لعودة المجرم ديك تشيني الى العراق والمنطقة. فلم يبق أمام هذا الأمريكي البشع غيربضعة أشهر ليغادربعدها منصبه غير مأسوف عليه لينتهي به المطاف الى مزبلة التاريخ. وهو المكان الوحيدالذي يستحقّه بجدارة وإمتياز, وسيلحقه بكل تأكيد الى ذات المزبلة سيده الكبير جورج بوش. ولا يفوت المتتبع لشؤون المنطقة إن ديك شتيني حطّ الرحال في أرض العرب حاملا معه آخر شروط ومطالب الادارة الأمريكية للحكام العرب وقمتهم العربية المزمع عقدها في دمشق نهاية هذا الشهر. وبما أن أمريكا تعودت أن تكون صاحبة الكلمة المسموعة في جميع القمم العربية الاّ أن إنعقاد القمة هذه المرّة في دمشق, التي لم ترضخ بعد لهيمنة العم سام وأحفاده الصهاينة, وإحتمال أن تجد أمريكا نفسها خارج اللعبة, جعل إدارة الشرالأمريكية تسارع بارسال الأفعى السامة ديك تشيني ليخلط الأوراق على الزعماء العرب رغم أن معظمهم لم تبق لديه لا القدرة ولا الشجاعة ليقول كلمة"لا" واحدة لحاخام البيت الأبيض بوش الصغير. كما أن زيارة ديك تشيني تهدف فيما تهدف,عراقيا,الى تقوية الحلف الشيطاني, الذي أخذ على عاتقه مهمّة تفكيك العراق وإزالته من على الخارطة, وأقصد به شيعة إيران القابعين في المنطقة الخضراء وأكراد بني إسرائيل في شمال العراق, من أتباع العميلين مسعود البرزاني وجلال الطلباني. فقد أدركت أمريكا, في الأونة الأخيرة, إن الأمور ليست على ما يرام بين أكثر حلفائها إخلاصا في العراق, أي الشيعة والأكراد. وبالفعل فما أن ألتقى ديك تشيني بالعميل مسعود البرزاني في مدينة أربيل حتى صرّح قائلا"إننا نعتمد على البرزاني في تمريرالمشاريع المهمّة والوصول الى إتفاق بين الحكومتين الأمريكية والعراقية" .وهذا التصريح هو أفضل شهادة حسن سلوك تُمنح لعميل وخائن من قبل أمريكا. فألف مبروك يا مسعود البرزاني! [email protected] المصدر بريد الفجرنيوز