الجزائر :دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد بوعبدالله غلام الله، الجزائريين إلى التجند لمواجهة حملات التنصير التي تستهدف بعض أنحاء الوطن. مشيرا إلى أن ''المسؤولية جماعية وليست حكرا على السلطات العمومية لوحدها''. قال غلام الله، خلال ندوة صحفية، أمس، بدار الإمام بالمحمدية، على هامش افتتاح فعاليات الأسبوع التاسع للقرآن الكريم، إن ''المجتمع المسلم لا يرضى البقاء ساكنا لا يتحرك وهو يرى الغير يعتدي عليه''. وحث الجزائريين ''بلا استثناء'' على ''التجند من أجل حماية مقدساتنا ودفع أي اعتداء على هوية الأمة ووحدتها''. وأردف مؤكدا: ''أنا متأكد أن جميع الجزائريين يؤيدون هذا الرأي''. غير أن غلام الله لم يوضح الطريقة التي ينبغي على المواطنين القيام بها من أجل التصدي لحملات التنصير. وفي نفس السياق، كشف الوزير غلام الله أنه طلب من وزارة الداخلية والجماعات المحلية موافاته بقائمة الجمعيات المسيحية المسجلة لديها، كما طلب مراسلة المشرفين عليها من أجل التقرب من المصالح المعنية ''لتصحيح أوضاعها''. وأوضح أن قانون الجمعيات واضح في هذا المجال، حيث يتعين عليها ''تجديد هياكلها ومكتبها الإداري وقانونها الأساسي ونظامها الداخلي''. وعما إذا كان الأمر يتعلق بمهلة يتوجب على تلك الجمعيات احترامها، أجاب غلام الله بأن ذلك ''يدخل في نطاق صلاحيات وزارة الداخلية''. وأشار أن عدد هذه الجمعيات ثمانية، ''كاثوليكية وبروتستانتية وأنجليكانية''، وهي ملزمة ب''التكيف مع القوانين الجديدة وإلا سيضطر إلى حظر نشاطها بشكل رسمي غير قابل للمراجعة''. وكانت الجزائر قد أصدرت، في شهر فيفري 2006، قانونا يضبط وينظم ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، بغية سد الباب أمام حملات التبشير التي كانت تستغل الفراغ القانوني للمساس ب''مقدسات الشعب الجزائري''. وفي سياق متصل، انتقد غلام الله ''بعض المثقفين والجرائد'' الذين وقعوا مؤخرا على بيان يتضامنون فيه مع الجمعيات الدينية (المسيحية) وقال مستغربا ''بعض الصحف أصبحت تدافع عن الجمعيات وتنتقد غلق الكنائس غير المصرح بها، علما بأنها كانت تدعو لغلق المصليات، وهؤلاء إما أن يكونوا فاهمين أو يتعمدون الإساءة إلى الجزائر وإسلامها''. من جهة ثانية، كشف الوزير أنه تم إحصاء 96 إماما قتلوا على أيدي الإرهابيين، وصفهم ب''الشهداء''، حيث أوضح بأن وزارته تقوم حاليا بإعداد سير لهؤلاء الأئمة تمهيدا لإصدارها في موسوعة مصورة لتخليد تضحياتهم من أجل مقومات الأمة والدين الإسلامي الحنيف. وعن أسباب تأخر انطلاق نشاط الديوان الوطني للحج والعمرة وتأثير ذلك على عملية التحضير للموسم المقبل، قال الوزير: ''الوزارة هي التي تشرف حاليا على عملية التحضير بالتعاون مع الجهات السعودية المعنية، وعندما يتم التنصيب الرسمي قريبا سوف نسلم له العهدة ليستكمل بقية العملية''. وعن اسم المرشح لتولي منصب مدير الديوان، أوضح الوزير بأنه قدم ملف ترشيح أحد الإطارات الجزائرية وهو الآن محل دراسة من طرف رئيس الجمهورية، نافيا في الوقت نفسه أن يكون الأمر يتعلق برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السابق محمد روراوة. وبخصوص موعد الانطلاق الفعلي لأشغال إنجاز مسجد الجزائر، أوضح الوزير أنه ''يتوقع أن يتم ذلك مطلع العام 2009''، بعد استيفاء الجوانب المتعلقة بالتصميم النهائي للمشروع وهي عملية جارية.