تونس:تفيد آخر الإحصائيات الصادرة عن الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات والتي لم ينفها المرصد الوطني للمرور، أن عدد الحوادث الناجمة عن الدراجات النارية قد بلغ في آخر إحصائية للسنة الفارطة، 2723 حادثا نتج عنها 296 قتيلا و3170 جريحا. وبناء على هذه الأرقام فإن الدراجة النارية تساهم بنسبة 27 فاصل 3 بالمائة سنويا من جملة الحوادث المسجلة على الطرقات. وتشير مصادر من المرصد الوطني للمرور من ناحيته إلى أن استعمال الدراجات النارية بالبلاد يشهد ارتفاعا متواصلا، حيث فاق أسطول هذه الدراجات مليون دراجة صغيرة ومتوسطة، و500 ألف دراجة نارية كبيرة. ويعود ارتفاع الإقبال على شراء الدراجات النارية وكثرة استعمالها إلى كلفتها المنخفضة، وسهولة التنقل بها، علاوة على ما يوفر استعمالها من اقتصاد في الطاقة. وتفيد نفس المصادر أن عدد حوادث الدراجات النارية يبقى منخفضا خارج مناطق العمران، بينما ارتفع هذا العدد في مناطق العمران وخاصة في تونس الكبري وسوسة وصفاقس وبعض مدن الوطن القبلي التي يتنامى فيها استعمال الدراجات النارية بشكل مطرد. وتشير مصادر الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات إلى أن حوادث الدراجة النارية تمثل خطورة مرتفعة وهو ما يبرز المخاطر التي يكتسيها جولان الدراجات النارية على الطرقات. ويمثل السهو وعدم الانتباه والسرعة والسير بدون إنارة، والتخلي عن حمل الخوذة وعدم توفر مسالك خاصة بالدراجات النارية أبرز الأسباب في حصول الحوادث التي تكون سببها الدراجة. وبينت الجمعية أنه ورد ضمن التقرير العالمي حول الوقاية من الإصابات الناجمة عن حوادث المرور، أن ركاب الدراجات النارية معرضون للموت في كل كيلومتر يقطعونه بأكثر من 20 مرة من تعرض راكب السيارة، وتأتي هذه الخطورة من عدم وجود هيكل يحمي مستعملي الدراجات النارية عند الاصطدام، وكذلك بعدم تميز الدراجة النارية بالتوازن مقارنة بالسيارة في حال التوقف المفاجىء والانزلاق. وكانت مجلة الطرقات قد نصت في قانونها الصادر سنة 2000 على ضرورة حصول مستعملي الدراجات النارية صغيرة الحجم على رخصة سياقة، وذلك ليخول هذا القانون على الأقل من معرفة قوانين الطرقات، كما أن هذه الرخصة يمكنها أن تمثل أداة للحد من الاستعمال العشوائي للدراجة النارية وخاصة للذين تقل أعمارهن عن 16 سنة. غير أن مثل هذا الإجراء لم يطبق إلى اليوم رغم ما تخلفه هذه الوسيلة من أضرار جسيمة كل سنة. وقد بين السيد رياض دبو المدير التنفيذي لجمعية الوقاية من حوادث الطرقات أن السبب الرئيسي في تزايد ضحايا الدراجات النارية هو عدم تفعيل القرارات والإجراءات المتخذة في هذا المجال. وبين أن إقرار رخصة سياقة لمستعملي الدراجات النارية من شأنه أن يحد من عدد الضحايا الناجمة عن حوادثها، خاصة وأن هذه الوسيلة تتكاثر من سنة إلى أخرى، وتساءل عن أسباب عدم تطبيق هذا القانون لحد الآن رغم إقراره بمجلة الطرقات منذ سنة 2000. علي الزايدي