قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية العامة، إرنست أورلاو، أمس الثلاثاء، إن تنظيم القاعدة أسس قاعدة جديدة في شمال إفريقيا، محذرا من مغبة الأمر، باعتباره "يشكل تهديدا مباشرا يجثم أمام أبواب ألمانيا". وأوضح المسؤول الاستخباراتي، في حديث لمجلة "دير شبيغل شبيتسيال"، الصادرة في مدينة هامبورغ، أن التنظيم، الذي يتزعمه أسامه بن لادن، أسس قاعدة في المغرب العربي، كخطوة لتعزيز أوضاع الشبكة إرهابية، مؤكدا أن الاستخبارات الألمانية العامة تتابع هذه التطورات، وتواكبها بقلق كبير. وكان تنظيم القاعدة مدد نشاطه رسميا إلى شمال إفريقيا بعدما حولت جماعة إسلامية جزائرية اسمها إلى "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي"، وتبنت هجمات في الجزائر نفذت في أواخر عام 2007 وبداية 2008. وحذر أورلاو من الأخطار المحتمل أن تواجه ألمانيا "عبر إسلاميين متطرفين، تلقوا تدريباتهم في أفغانستان، أو في باكستان، ويعيشون الآن في ألمانيا"، وقدر عدد هؤلاء بحوالي 700 شخص. وقال أيضا إن السلطات الأمنية الألمانية تراقب هؤلاء المتطرفين بانتظام، وترصد حركاتهم بمنتهى الدقة، مبينا أن من بين هؤلاء يوجد أكثر من 12 شخصا من المواطنين الألمان، الذين اعتنقوا الإسلام خلال السنوات القليلة الماضية. في سياق متصل، قالت جماعة في الولاياتالمتحدة تراقب منتديات الإنترنت الإسلامية، الاثنين، إن تنظيما تابعا للقاعدة يحتجز سائحين نمساويين رهينتين في صحراء مالي، مدد مهلة تلبية مطالبه من الحكومة النمساوية أسبوعين. وذكرت جماعة "سايت إنتلجنس غروب" أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مدد المهلة إلى 6 أبريل، قائلا إنها مهلة أخيرة.
قواعد في شمال مالي
ويطالب الخاطفون بالإفراج عن عشرة متشددين محتجزين في الجزائروتونس، مقابل الإفراج عن الرهينتين. وقالت مصادر أمنية جزائرية إن الخاطفين يطلبون أيضا فدية. وقال بيان "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" إن شروط المجاهدين المتعلقة بالإفراج عن بعض معتقلينا، مقابل الإفراج عن الرهينتين تبقى هي نفسها دون تغيير، حتى ولو كتبت بعض الصحف المعتادة على الأكاذيب، أمورا أخرى". ويبدو أن المجموعة تشير إلى ما ذكرته صحيفة "كورير" النمساوية حول فدية بقيمة 5 ملايين أورو، قد يكون طلبها الخاطفون للإفراج عن الرهينتين. ونفت السلطات النمساوية أي تفاوض مباشر مع الخاطفين، الذين هددوا بقتل الرهينتين إذا ما جرت محاولة للإفراج عنهما بالقوة، كما نفت طلب فدية. وفي معرض التوجه إلى الرأي العام في النمسا وعائلات الرهينتين، كتبت المجموعة في رسالتها "إذا كانت دولتكم تدعي أنها قلقة على أمن مواطنيها، وتعتذر لأن الوقت الممنوح غير كاف، فإن المجاهدين يعرضون فرصة ثمينة ونهائية لإنقاذ حياة الرهينتين". وأعلنت فيينا، الاثنين، أنها كانت تأمل في الإفراج عن النمساويين بعد ساعات من انتهاء المهلة السابقة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية بيتر لاونسكي-تيفنثال "لدينا المزيد من الوقت للمفاوضات"، لكنه رفض إعطاء تفاصيل حول المباحثات الجارية، خصوصا في مالي، حيث يعتقد أن الرهينتين موجودان، حسب معلومات من مصادر متطابقة غير مؤكدة رسميا. وفقد السائحان، المستشار المالي فولفغانغ إيبنر (51 عاما)، وصديقته الممرضة أندريا كلويبر (44 عاما)، اللذان غالبا ما يجريان رحلات في الصحراء، في 22 فبراير، فيما كانا يتنقلان في جنوبتونس في سيارتهما رباعية الدفع، التي تحمل لوحة تسجيل نمساوية. وأعلنت "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" المسؤولية عن خطفهما في 10 مارس. ونقلت وكالة فرانس برس عن والدة أندريا كلويبر، كريستين لينز، قولها إن الرهينتين موجودان في منطقة حدودية بين شمال مالي والجزائر، وأضافت "لكننا لا نعرف شيئا أكثر دقة".