كرة اليد: الترجي يتفوق على المكارم في المهدية    بلاغ هام لرئاسة الحكومة بخصوص ساعات العمل في الوظيفة العمومية..    عاجل/ المحامون يدخلون في اضراب عام بكامل محاكم الجمهورية..    الاشتباه في وفاة 4 أشخاص بسبب احتسائهم "القوارص"..#خبر_عاجل    عاجل/ وفاة ثلاثة اطفال غرقا في خزان ماء بهذه الجهة..    وزير الخارجية يُشيد بتوفر فرص حقيقية لإرساء شراكات جديدة مع العراق    العثور على شابين مقتولين بتوزر    حفوز: العثور على جثث 3 أطفال داخل خزّان مياه    باجة: اطلاق مشروع "طريق الرّمان" بتستور لتثمين هذا المنتوج و ترويجه على مدار السنة [صور + فيديو]    افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك وسط العاصمة لعرض منتوجات فلاحية بأسعار الجملة وسط إقبال كبير من المواطنين    وزارة التجارة: تواصل المنحى التنازلي لأسعار الخضر والغلال    قادة الجيش يتهمون نتنياهو بتعريض حياة الإسرائيليين والجنود للخطر وهاليفي يؤكد إن حرب غزة بلا فائدة    مؤشر جديد على تحسن العلاقات.. رئيس الوزراء اليوناني يتوجه إلى أنقرة في زيارة ودّية    رجة أرضية بقوة 3.1 درجة على سلم ريشتر بمنطقة جنوب شرق سيدي علي بن عون    البطولة العربية لالعاب القوى (اقل من 20 سنة): تونس تنهي مشاركتها ب7 ميداليات منها 3 ذهبيات    رسمي.. فوزي البنزرتي مدربا للنادي الإفريقي    أخصائي نفسي يحذّر من التفكير المفرط    سليانة: عطب في مضخة بالبئر العميقة "القرية 2 " بكسرى يتسبب في تسجيل إضطراب في توزيع الماء الصالح للشرب    التهم الموجّهة لبرهان بسيّس ومراد الزغيدي    وفاة 3 أشخاص وإصابة 2 اخرين في حادث مرور خطير بالقصرين    المحكمة الابتدائية بسوسة 1 تصدر بطاقات إيداع بالسجن في حق اكثر من 60 مهاجر غير شرعي من جنسيات افريقيا جنوب الصحراء    شركة "ستاغ" تشرع في تركيز العدّادات الذكية "سمارت قريد" في غضون شهر جوان القادم    مدنين: نشيد الارض احميني ولا تؤذيني تظاهرة بيئية تحسيسية جمعت بين متعة الفرجة وبلاغة الرسالة    سيدي بوزيد: تظاهرات متنوعة في إطار الدورة 32 من الأيام الوطنية للمطالعة والمعلومات    مصر تهدد الاحتلال بإنهاء اتفاقيات كامب ديفيد    زهير الذوادي يقرر الاعتزال    صفاقس تتحول من 15 الى 19 ماي الى مدار دولي اقتصادي وغذائي بمناسبة الدورة 14 لصالون الفلاحة والصناعات الغذائية    سبيطلة.. الاطاحة بِمُرَوّجَيْ مخدرات    امين عام التيار الشعبي يلتقي وفدا عن حركة فتح الفلسطينية    ر م ع الصوناد: بعض محطات تحلية مياه دخلت حيز الاستغلال    في الصّميم ... جمهور الإفريقي من عالم آخر والعلمي رفض دخول التاريخ    سيدي بوزيد.. اختتام الدورة الثالثة لمهرجان الابداعات التلمذية والتراث بالوسط المدرسي    المالوف التونسي في قلب باريس    الناصر الشكيلي (أو«غيرو» إتحاد قليبية) كوّنتُ أجيالا من اللاّعبين والفريق ضحية سوء التسيير    نتائج استطلاع رأي أمريكي صادمة للاحتلال    إصدار القرار المتعلّق بضبط تطبيق إعداد شهائد خصم الضريبة من المورد عبر المنصة الإلكترونية    حضور جماهيري غفير لعروض الفروسية و الرّماية و المشاركين يطالبون بحلحلة عديد الاشكاليات [فيديو]    اليوم: إرتفاع في درجات الحرارة    حوادث: 07 حالات وفاة و اصابة 391 شخصا خلال يوم فقط..    انشيلوتي.. مبابي خارج حساباتي ولن أرد على رئيس فرنسا    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مع الشروق .. زيت يضيء وجه تونس    قيادات فلسطينية وشخصيات تونسية في اجتماع عام تضامني مع الشعب الفلسطيني عشية المنتدى الاجتماعي مغرب-مشرق حول مستقبل فلسطين    حل المكتب الجامعي للسباحة واقالة المدير العام للوكالة الوطنية لمقاومة المنشطات والمندوب الجهوي للشباب والرياضة ببن عروس    الدورة 33 لشهر التراث: تنظيم ندوة علمية بعنوان "تجارب إدارة التراث الثقافي وتثمينه في البلدان العربيّة"    النادي الافريقي - اصابة حادة لتوفيق الشريفي    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    مدير مركز اليقظة الدوائية: سحب لقاح استرازينيكا كان لدواعي تجارية وليس لأسباب صحّية    نحو 6000 عملية في جراحة السمنة يتم اجراؤها سنويا في تونس..    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    أسعارها في المتناول..غدا افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك بالعاصمة    عاجل : إيلون ماسك يعلق عن العاصفة الكبرى التي تهدد الإنترنت    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    بعيداً عن شربها.. استخدامات مدهشة وذكية للقهوة!    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نصرة الرسول الكريم تهيمن علي الندوة السنوية للتجمع الثقافي الإسلامي بموريتانيا
نشر في الفجر نيوز يوم 27 - 03 - 2008


في إطار ردود الأفعال علي إعادة نشر الرسوم المسيئة
نواكشوط - معروف ولد أداع
محمد سالم ولد عبد الودود:
مقام رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يخدش منه افتراء المفترين
محمد منماحنا:
الحوار هو لغة الله جل شأنه، استعملها مع خلقه ليعلمهم كيف يتعاملون عندما يختلفون
الدكتور سعد الاحمراني:
آن لنا أن نخرج من كهوف المذهبية والفئوية والطائفية إلي رحاب سماحة الإسلام
محمد الحافظ النحوي:
الندوة ترمي إلي إعادة الصفحة النيرة للإشعاع الثقافي المعرفي لبلاد شنقيط موريتانيا، أرض المنارة والرباط
: حركت إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم في الصحف الدانمركية الشارع الموريتاني في صرخة استنكار ومقت تساوي فيها العلماء العارفون والبسطاء العاميون. ونظمت مسيرات ومظاهرات ومهرجانات شعرية لنصرة النبي في العاصمة نواكشوط وفي المدن الداخلية وأطلقت دعوات لمقاطعة السلع الدانمركية علي قلتها في موريتانيا.
وفي هذا السياق كذلك أدرجت الدورة العشرون للندوة الدولية التي ينظمها سنويا التجمع الثقافي الإسلامي عشية ذكري ميلاد المصطفي عليه الصلاة والسلام والتي بدأت فعالياتها ليلة الأحد بالعاصمة الموريتانية. ومع أن هذه الندوة اتخذت كعنوان الإسلام والسلام والتنمية، إلا أن واقع الأمة الإسلامية هذه الأيام وخاصة التجرؤ علي النيل من النبي الكريم والانبراء لنصرته مثلوا المحور الرئيسي للمداخلات.
أول المتدخلين كان العلامة الجليل محمد سالم ولد عبد الودود الذي ذكر بأن الله سبحانه وتعالي هيأ الأمة الإسلامية لمثل هذه الهجمات الشرسة التي يطلقها الكفرة ضد النبي صلي الله عليه وسلم. واستطرد في هذا السياق قوله تعالي لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذي كثيرا. وأضاف ولد عبد الودود أن الله سبحانه وتعالي لقن المؤمنين به دروسا في التعامل مع أمثال هؤلاء إذ قال: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزءا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين وإذا ناديتم إلي الصلاة اتخذوها هزءا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولائك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصاري أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فتري الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشي أن تصيبنا دائرة فعسي الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا علي ما أسروا في أنفسهم نادمين يقول الذين آمنوا هؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين. وأعاد العلامة إلي ذاكرة الحضور مواصفات اليهود والنصاري، المحرفون لكتب الله سبحانه وتعالي والجاحدون للحق وهم يعلمون. وقال في هذا المضمار إن الله تعالي حدث عنهم في آخر كتاب ينزل من السماء، في آخر فرصة تتاح من السماء لأهل الأرض بقوله: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داوود وعيسي ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه فبئس ما كانوا يفعلون. وبين أن مقام رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يخدش منه افتراء هؤلاء وإنما مثلهم كما قال صلي الله عليه وسلم عن نفسه: لا تعجبون إن صرف الله سبحانه وتعالي عني أن المشركين يذمون مذمما وأنا محمد. وشرح أن اسمه صلي الله عليه وسلم محمد مفعل من الحمد، اسمه أحمد، أفعل تفضيل من الحمد. وصفه الله تعالي في الكتب السماوية وهم يجدون ذلك في كتبهم المنزلة، إذ يجدون في التوراة: أنت عبدي ورسولي سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا فحاش ولا سخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح. وقال الله سبحانه وتعالي في حقه: ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويرفع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون. وقال العلامة المهيب تحت تصفيق الجماهير الغفيرة: لا يضر مقامه صلي الله عليه وسلم شيء من هذه التشويشات والتشويهات ولكن علينا نحن أن ننصره، وإن لم نفعل فالله ناصره وكافيه. إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم. وأضاف مخاطبا الحضور: اسمعوا إلي الإذاعات، انظروا منارات المساجد في مختلف أصقاع الأرض، اذهبوا إلي استراليا أو إلي أمريكا الجنوبية أو الشمالية أو إلي أوربا الشرقية أو الغربية، لا تمرون بمصر إلا وفيه مساجد ومنارات يشهد فيها من ذراها أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وذكر بأن الله سبحانه وتعالي ضمن للنبي عليه الصلاة والسلام أن يتم له دينه. يقول تعالي: إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا. وقال ولد عبد الودود: لقد وفي الله له بما وعد. ويقول تعالي:: ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك. ويقول صلي الله عليه وسلم ما معناه: لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ويموت غير مؤمن بما جئت به إلا دخل النار. ويواصل العلامة حديثه قائلا: نعم، لولا ما أحس به أعداؤنا من ضعف فينا وتشرذم لما اجترأوا علي مثل هذا، فمن أبسط القوانين الدولية أن لكل دولة في المجتمع الدولي حقوقا ومن هذه الحقوق الاحترام. فلا يجوز في القانون الدولي العام ولا يسمح به التعرض لمقدسات الدول كالعلم والشعار ولقب الرئيس أو الدبلوماسي. فما بالكم برسول الله صلي الله عليه وسلم الذي اصطفاه الله علي جميع بني آدم. كما استطرد الحديث الشريف الوارد في صحيح مسلم وعند الترمذي وصححه من حديث واثلة ابن الاسقع الكناني الليثي رضي الله تعالي عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: إن الله اصطفي من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفي من ولد إسماعيل بني كنانة واصطفي من بني كنانة قريشا واصطفي من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم. وقال إن الله سبحانه وتعالي جعل محمدا صفوة الصفوة من خلقه وجعله أول من ستنشق عنه الأرض وأول من يستفتح باب الجنة وأول من يفتح له وأول شافع وأول مشفع والناس كلهم يحشرون علي قدمه يوم القيامة. وأضاف أن الإمام مالك ابن أنس رحمه الله تعالي ختم كتابه الموطأ بخمسة أسماء هي: أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس علي قدمي وأنا العاقل. وأوضح العلامة أن كل هذا لا يضر النبي عليه الصلاة والسلام ولكنه امتحان لنا نحن، هل بقيت فينا حياة؟ هل بقي فينا إحساس؟ هل بقي فينا شعور؟ وأجاب نفسه: نعم، صدق فينا قوله صلي الله عليه وسلم: إنكم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل. لو أن هؤلاء الناس يحسون أن علي وجه هذه الأرض أكثر من ألف ألف ألف مسلم لما اجترأوا علي هذا، وعلينا أن نلقنهم دروسا لا ينسونها، وعلينا أن نبدأ بأنفسنا لنصلح ما بيننا وبين نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلي الله عليه وسلم. علينا أن نحيي شريعته وأن نحيي سنته وأن نلتزم بهديه صلي الله عليه وسلم وخلقه الذي قال الله سبحانه وتعالي فيه: إنك لعلي خلق عظيم.
من جانبه، ذكر ممثل الوفود الإفريقية، محمد منماحنا ابن الشيخ إبراهيم انياس السنغالي، بأن الإسلام دين يأمر بالسلام ولا يفرق في ذلك بين أتباعه من المسلمين وبين مخالفيه ويأمر بالحفاظ علي أموالهم وأعراضهم والبعد عن كل ما يتسبب في ظلمهم، وهو ما يلمس بوضوح في قوله تعالي: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم علي أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي. وأضاف أن هذا المعني يفسره الحديث الشريف في قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: من ظلم معاهدا أو انتقص حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ شيئا منه من غير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة. وقال ابن شيخ الإسلام الحاج إبراهيم انياس: إذا كان العالم اليوم يفتقد السلام ويفتقر إليه فإنهم مدعوون إلي الاتفاق حول الإسلام الذي علم الإنسان كيف يبني السلام بينه وبين ربه وبينه وبين نفسه وبينه وبين مجتمعه وحتي بينه وبين الإنسانية جمعاء، مبينا أن الدين الإسلامي هو دين السلام وهو دين التآلف والإخاء بين أبناء البشر وهو دين التعايش الايجابي البناء بين الناس جميعا وأن المسلم الصحيح العقيدة يتمسك بالفضائل ويتجنب الرذائل، يتعاون مع غيره ولا يؤذيه، وينكر الجريمة ولا يقرها، حريص علي سلامة مجتمعه وعلي سلامة المجتمع الإنساني، وأن المسلم مطالب باستعمال لغة الحوار عند التعامل مع الآخرين. وعلي هذا يضيف ممثل الوفود الإفريقية يتأكد علي المسلمين، عربا وعجما، أن يتلاقوا في تعاون مثمر وجاد لتخليص الإنسان من هذا الشر الذي يحيط به من كل جانب وهو الذي من عمل نفسه، ما أصابك من سيئة فمن نفسك. واعتبر أن المخرج لن يكون إلا بنور الإسلام، وكيف لا والإسلام جاء بقوانين عادلة وأحكام فاضلة فيها سعادة البشرية دنيا وأخري وفيها الخير والأمان والنفع العام والإصلاح التام للفرد والجماعات والأمم والشعوب، وهذب معاملاتهم ورفعها من وحدة المادية إلي الحياة الطيبة الكريمة التي تشرق بالقيم الروحية والمبادئ الفاضلة، ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا. وشرح محمد منماحنا أن مصادر التشريع من الكتاب والسنة تدعو الإنسان إلي الاتصاف بصورته الكمالية التي خلقه الله من أجلها وهي العبادة ودوام ذكر الله تعالي حتي يفهم حقيقة نفسه وما هيأ الله له من أرزاق حسية ومعنوية تحيط به من كل مكان ويكون بذلك إنسانا رفيعا أو كاملا كما يقول العلماء بالله يسعي لنفع غيره قبل نفسه ويجد في حماية الغير قبل نفسه، لا يتم إيمان أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه. وخاطب الحضور قائلا: لا شك أنكم تدركون خطورة مخططات أعداء الإسلام منذ ظهوره إلي اليوم. وهل يشك عاقل أن ما فعله الغرب من اصطناع حملة باسم القضاء علي الإرهاب إنما هو تمويه وتضليل للقضاء علي الإسلام عقيدة وعبادة وأخلاقا وسلوكا. ولما أغراهم نجاحهم في المرحلة الأولي عندما اسقطوا الإسلام نظاما وسياسة وأحس المسلمون الغيورون من أبناء الأمة بعظم الكارثة وقاموا ينادون بضرورة عودة الخلافة وقيام الجامعة الإسلامية، بدأ الصراع الرهيب الذي ازداد اليوم حدة وضراوة بإعلان المرحلة الثانية وهي القضاء علي الإسلام عقيدة وتراثا وأخلاقا وآدابا حتي لا يبقي له علي الأرض أثر يذكر أو يدل عليه. ولفت الرجل الانتباه إلي أن التخطيط المحكم والتدبير الشيطاني الرهيب الذي يؤتي ثماره اليوم في إعلامنا ومناهج دراستنا هو ما نراه يقع في العراق وفلسطين وأفغانستان وفي جنوب السودان وفي جميع البلاد العربية والإسلامية في كيد ظاهر حينا ومختف في غالب الأحيان، ولكن ما تخفي ضمائرهم ينزح اليوم سما زعافا علي ألسنتهم وعلي صفحات إعلامهم، بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون.
وتمني ابن الشيخ إبراهيم انياس علي التجمع الثقافي الإسلامي دعوة علماء الأمة ورجال الفكر من كل الأجناس لتدارس القضايا الإسلامية. وقال: بأيدي علماء الأمة فقط نصل إلي وضع ما يستعيد به المسلمون عزهم ومجدهم وتصدرهم إلي القيادة الإنسانية، مشيرا إلي الملوك والرؤساء الذين اجتمعوا بداكار في القمة الإسلامية ومؤكدا في الوقت ذاته حقيقة أن أمر الإسلام لا ينتظم إلا بأيدي علماء الأمة الذين ينبغي أن يكونوا علي مستوي المسؤولية في تصحيح المفاهيم الخاطئة وتربية النشء علي قبول الطرف الآخر والتعاون الايجابي البناء معه وعدم الإساءة إلي أتباع الديانات المخالفة، أحري الإساءة إلي أنفسنا. واختتم مداخلته بالقول: يجب أن نؤمن جميعا أن الحوار هو لغة الله جل شأنه، استعملها مع خلقه ليعلمهم كيف يتعاملون عندما يختلفون.
أما الدكتور سعد الاحمراني الذي تحدث باسم الوفود العربية فتمني في البداية أن يجري التصالح بين السياسة والعلم، معتبرا أن ذلك يمثل عزة الدين وعزة الأمة. وقال: نحن نشهد عدوانا من هنا وهناك علي حبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم، اسما وشرعا ومقدسات، وآن لنا أن نخرج من كهوف المذهبية والفئوية والطائفية إلي رحاب سماحة الإسلام وأن نغادر مواقع الغلو والتطرف إلي وسطية الإسلام وسماحته وأن نترك الجور والظلم إلي عدل الإسلام وأن نترك الشر والفساد إلي خيرية الأمة التي وصفها الله سبحانه، كنتم خير أمة أخرجت للناس. وأضاف أن المسلمين أقوياء بالله وبرسول الله، خيرون بخير الله. كما دعا إلي الانتقال من الانفعال إلي الفعل ومن الأخذ إلي العطاء ومن المطالبة بالحقوق الوطنية إلي القيام بالواجب تجاه الوطن ومن الخذلان والكسل إلي البناء والتعمير والازدهار، فبهذا تنتصر الأمة وتحقق العزة والكرامة، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. وأوضح الدكتور الاحمراني أن المسلم هو إيجابي في كل ما يقول ويصنع، فنحن ننطلق من الغضب لله ولرسوله. وذكر بأمير المؤمنين صاحب السيف ذي الفقار عندما سقط رجل من المشركين أمامه فداس علي صدره ليقتله فبسق الرجل وأتي البساق علي لحية أمير المؤمنين علي، فأمسك سيفه ورده إلي قرابه وامتنع عن قتله. قال له المشرك: لم فعلت وكنت هممت بقتلي؟ فرد أمير المؤمنين بالقول: كنت أريد أن أقتلك لله وللإسلام، أما وقد بسقت في لحيتي فأخاف أن أنتقم لنفسي. واسترسل ممثل الوفود العربية بحماسة ألهبت مشاعر الحضور: أريد أن ننتقم لكل طفل مسلم يتبع رسول الله ولكل مقدسات تبني في شعائر الله ولكل جائع لنطعم معدته لقمة ولكل مريض لنعطيه حبة دواء ولكل عاشق للعلم لنقدم له قرطاسا أو كتابا أو قلما. بهذا تقوي الأمة وتعز، وعندها لن يتجرأ علي العمالقة الأقزام.
ذكر رئيس المركز الثقافي الإسلامي، الشيخ محمد الحافظ النحوي، بأهداف هذه الندوة العلمية الإسلامية الدولية التي انعقدت دورتها الأولي في العام 1989. وقال إن الندوة ترمي إلي إعادة الصفحة النيرة للإشعاع الثقافي المعرفي لبلاد شنقيط موريتانيا، أرض المنارة والرباط، علي أوسع نطاق، بمعني استجلاب قدوم العلماء والمفكرين والباحثين لتدارس الشؤون التي تعني الأمة وبالتالي تعزيز هذا الجانب من الإشعاع الثقافي الذي عرفت به موريتانيا من قديم. وأضاف أن من بين الأهداف كذلك جمع شمل علماء وباحثي وأئمة ومشايخ موريتانيا انطلاقا من قاعدة الثوابت المشتركة التي تجمع ولا تفرق، وخاصة علي أرضية محبة المصطفي صلي الله عليه وسلم وإتاحة الفرصة لهم للقاء الإخوان القادمين من الخارج ولقاح القلوب، فضلا عن تربية الأجيال الناشئة شباب وطلاب علي محبة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم. وقال الشيخ النحوي لقد حصلت لدينا قناعة كاملة أنه لا حصانة ولا مناعة أمام التيار الزاحف للعولمة إلا بتربية الأجيال علي محبة رسول الله صلي الله عليه وسلم، مستطردا قول الله سبحانه وتعالي: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. وبين أن هذه المقولة هي التي توفر المناعة ضد كل التيارات وضد التطرف والغلو وضد اللانسانية بمختلف أبعادها ومقاصدها. وقد تناولت الندوة علي مدي العقدين الماضيين مختلف القضايا الكبري التي تهم الأمة كعالمية الإسلام بالمقارنة مع العولمة، والإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ومنهج الوسطية ومناهج التربية بالنسبة للأجيال، ودور الإعلام الإسلامي والوقف والزكاة والتنمية الاقتصادية.
وبين رئيس المركز الثقافي الإسلامي أن الندوة هذه السنة تعالج الأبعاد المختلفة المتعلقة بمقاصد بناء المجتمع البشري أو البشرية جمعا ليس فقط في ما يتعلق بالمسلمين وإنما بغير المسلمين أيضا: كيف نتعايش مع الآخر وما هي القواعد التي ينبغي أن يبني عليها هذا التعايش من الاحترام والتقبل المتبادل بالرأي والرأي الآخر ومن السعة والرحمة وغرس التشبث بالأخلاق الفاضلة لسيدنا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم وهو الرحمة المهداة للعالمين في حلمه وتسامحه. وذكر بقول الرسول صلي الله عليه وسلم للأشج أبي قيس: إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة.
ويتداعي إلي هذه الندوة عدد من الشخصيات العلمية المميزة في العالم الإسلامي، في إفريقيا، في الوطن العربي وفي بلدان أخري وحتي في بعض الأحيان من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلي علماء موريتانيا. ويقول الشيخ النحوي: اخترنا أن يكون تاريخ انعقادها شهر ربيع الأول قبل ذكري مولد الحبيب صلي الله عليه وسلم تجسيدا لوقفة التاريخ مع هذه الأيام المباركة انطلاقا من قول الله تعالي: كلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك. واعتبر أنه ينبغي تذكير الأجيال في كل وقت، في كل يوم، في كل ساعة، في كل شهر، بهذه المعاني السامية المتعلقة بمولد أفضل إنسان، صفوة الله من عباده، محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه. لذلك، يشرح الرجل رأيه، لا نعتبر أن في اختيار هذا الظرف، كما يعتقد البعض، بدعة. وحتي لو كانت كذلك فهي بدعة مستحسنة، من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها. وأضاف: نحن ننطلق من قول الله تعالي بهذا الخصوص: ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وقوله تعالي: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب.
وحول سؤال عن مصادر تمويل هذا النشاط ذي الكلفة الباهظة، قال الشيخ النحوي إن الندوة ما هي إلا نشاط من أنشطة التجمع، فله قوافل ومحاضرات ومواسم مختلفة من بينها موسم القرآن الكريم، مسابقات متعددة، ندوات، طاولات مستديرة وكل ما يمكن من الدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وذكر بأن التجمع يمتلك مراكز متعددة داخل البلاد ومعاهد ومحاظر ومساجد، وينفذ أعمالا خيرية كثيرة، خاصة في المجتمعات الريفية المحتاجة في موريتانيا وحتي في بعض دول غرب إفريقيا سواء كانت في مجال الماء الصالح للشرب أو الدواء أو العلاج. وأضاف: أما من ناحية التمويل، فنعتمد علي الجهود الذاتية للتجمع وبالطبع نتعاون مع جهات من المحسنين وفاعلي الخير في دول مختلفة حسب نوعية النشاط الذي نقوم به. ففي مجال الندوات، نتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية وجمعية الدعوة العالمية الإسلامية وهيئة الإعجاز القرآني التابعة لرابطة العالم الإسلامي. بطبيعة الحال الدولة الموريتانية ترعي رعاية معنوية هذه الأنشطة، فلديها الكثير من الأعباء، ومع ذلك تقوم بما يمكن من الدعم المادي أيضا.
وحول الإجراءات الملموسة لنصرة الرسول الكريم، بين رئيس المركز الثقافي الإسلامي أن هيئته قامت، مباشرة بعد إعادة نشر الرسوم المسيئة، بجمع العلماء الموريتانيين من مختلف التوجهات وتم الاتفاق علي القيام بحملة وطنية كبري لنصرة المصطفي صلي الله عليه وسلم وإنشاء منتدي وطني لهذا الغرض. وأضاف أن مهمة هذا المنتدي لا تزال متواصلة وأن الندوة الحالية ما هي إلا وقفة سبقتها وقفات وستليها أخريات. وقال الشيخ النحوي: النصرة نريدها أن تكون بالعلم والعمل وبتطبيق الأخلاق المحمدية وبالتعبير بالكلمة والقلم لشرح أبعاد الإسلام ومضامينه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.