بروكسيل مدريد:بينما يحظى المغاربة المقيمون في أوروبا والمشاركون في 'أسطول الحرية' باستقبال حار من طرف الدول المضيفة لهم، كحالة بلجيكا، ارتأت سلطات الرباط التضييق على المغاربة الذين وصلوا إلى الدارالبيضاء وعملت على الحيلولة دون استقبالهم استقبالا حافلا.وقد شارك عدد من الأوروبيين من أصل مغربي في 'أسطول الحرية' وخاصة من بلجيكا، وكانوا ضمن الذين اعتقلتهم القوات الإسرائيلية فجر الاثنين الماضي. واستقبلت وزارة الخارجية في بروكسل عائلات البلجيكيين من ضمنهم من هم من أصل مغربي مثل فاطمة المرابطي وكنزة اليزناسني، حيث كان هناك قلق كبير حول الأخيرة نتيجة أخبار أولية أفادت عن تعرضها لاعتداء خطير من الجنود الإسرائيليين، ولكن تبين في آخر المطاف أنها بخير. وعاد النشطاء البلجيكيون الذين كانوا معتقلين، حيث حظوا باستقبال سياسي رسمي من طرف الدبلوماسية البلجيكية والقوى السياسية وغير الحكومية مثل حزب العمل والجمعية البلجيكية الفلسطينية، في حين بقيت فاطمة المرابطي وكنزة اليزناسني في تركيا لحضور مراسيم دفن شهداء 'أسطول الحرية'. وأفادت مجلة 'لوفيف' في موقعها في شبكة الإنترنت احتمال رفع فاطمة المرابطي وكنزة اليزناسني دعوى ضد إسرائيل بتهمة الاعتقال غير القانوني وخرق حقوق الإنسان. يذكر أن القضاء البلجيكي سبق وأن تابع عدداً من القادة الإسرائيليين بتهم جرائم ضد الإنسانية من ضمنهم رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرييل شارون. وكانت بلجيكا من الدول الأوروبية التي شهدت تحركا مكثفا ضد الاعتداء الإسرائيلي بفضل تواجد جالية تركية ضخمة رفقة المغربية وجاليات إسلامية أخرى، حيث جرى تنظيم عدد من الاعتصامات أبرزها أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسيل. وأمام الترحيب الذي يحظى به المغاربة في أوروبا، نهجت الرباط سياسة مغايرة من خلال منعها الخميس توافد ممثلي بعض الأحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية ومواطنين عاديين لمطار الدارالبيضاء لاستقبال المغاربة الذين كانوا على متن 'أسطول الحرية'. وأفادت جريدة 'أخبار اليوم' في عدد الجمعة أن قوات الأمن طوقت أحد أجنحة مطار الدارالبيضاء ومنعت المواطنين من الدخول إليه وتركت المغاربة الأربعة العائدين في حالة شبه احتجاز. وبعد اعتصام وشبه مشادات مع مختلف أفراد الأجهزة الأمنية التي طوقت الجناح الثاني في المطار، سمحت السلطات في آخر الأمر باستقبال شعبي للمغاربة الأربعة الذين هم عبد القادر عمارة وهو برلماني وعبد الصمد فتحي ولطفي الحساني وحسن الجابري. واستغرب مغاربة القافلة كيف جرى الترحيب بهم في دول أخرى ومن ضمنها الأردن بعد ترحيلهم من إسرائيل أمام الطريقة العنيفة التي لقوها في مطار الدارالبيضاء. ويذكر أن عدداً من المدن المغربية شهدت تظاهرات منددة بالاعتداء العسكري الإسرائيلي ضد أسطول الحرية، وتفاوتاً بين الترخيص في مدن مثل الرباط وتطوان واستعمال العنف في مدينة طنجة. وعنونت 'أخبار اليوم' خبرها عن تصرف الأمن المغربي ب'قوات الأمن تفسد فرحة المغاربة بعودة المغاربة المشاركين في أسطول الحرية'، في حين تساءل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران بالقول: 'من هو هذا البليد الذي اتخذ مثل هذه الاجراءات؟' ومن جانب آخر، أعلنت مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين عن تنظيم تظاهرة ضخمة الأحد في العاصمة الرباط تحت عنوان 'مسيرة الحرية ضد الإرهاب الصهيوني'. القدس العربي سعيد العمراني وحسين مجدوبي