أية انتخابات تتحدثون عنها وأية ديمقراطية ممكنة في ظل الانقسام الفلسطيني القائم! تضحكون على أنفسكم أم تضحكون على الشعب البسيط؟ نقول لكل المسؤولين الفلسطينيين والقيادات الفلسطينية في جميع الفصائل الكبيرة والصغيرة أنّ الشعب فهم اللعبة كاملها ولا يمكنكم أن تضحكوا عليه بعد الآن. لهذا فأنتم تضحكون على أنفسكم فقط، وهذا لا يهمنا لأنه سيأتي الوقت الذي نحاسبكم به وبانتخابات حرة ونزيهة في ظل وحدة وطنية كاملة. سننتخب فقط من هو صادق مع هذا الشعب الذي ملّ الكذب. كيف تريدوننا أن ننتخب في ظل انقسام فلسطيني: حماس تحكم غزة وفتح تحكم الضفة. والسجون الفلسطينية فيها من المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي والفكر. لن نتفاجىء على الإطلاق، إذا فازت فتح في الضفة الغربية في أية انتخابات محلية أو رئاسية أو تشريعية وإذا فازت حماس كذلك في أية انتخابات تجري في غزة. فهل يصدّق أحد على وجه الكرة الأرضية أن حماس التي فازت بالانتخابات التشريعية السابقة والتي جرت بكل نزاهة وشفافية أن تفوز اليوم في الانتخابات المحلية إذا شاركت فيها في الضفة الغربية؟ وكيف تفوز وأفضل قيادييها، الذين قد يكونوا مرشحيها، موجودون اليوم في سجون سلطة فتح. والأسوأ لحماس، أنهم عندما يفوزوا في أية انتخابات في الضفة الغربية، سيتم اعتقالهم من قبل الاسرائيليين كما جرى في المرة السابقة.
من البديهي أن تفوز حركة فتح وأنصارها من الفصائل في الضفة الغربية حيث لا يمكن لحماس أن تترشح لأن قيادييها في السجون الفتحاوية. وبالتأكيد لن تفوز فتح في غزة إذا حصلت أية انتخابات. فأية انتخابات نزيهة وشفافة نتحدث عنها. هذه مهزلة تضاف إلى المهازل التي تلم بالشعب الفلسطيني في ظل قيادة تتخبط ليل نهار وتسبح بنا في المجهول وتعمق الانقسام وتفتّت الوطن الفلسطيني.
والمأساة الكبرى أن بعض الفصائل الصغيرة جداً، ترتع على مثل هذا الانقسام وتتغذى منه وتبني عليه بل وتغذيه وتشجعه، لأنها بالتأكيد مستفيدة منه. فنجد تلك الأحزاب والحركات تؤيد فتح بالمضي قدماً بالانتخابات في ظل الانقسام لأنه قد يكون لها حصة ممكنة بغياب حماس. هذه هي المصلحة الفصائلية الضيقة والمقيتة التي تقاتل من أجل مقعد هنا أو هناك ولا تكترث بما يحصل للقضية الفلسطينية. في الحقيقة، لولا المواقف الهزيلة من معظم الفصائل السياسية المهزومة لما استمر هذا الانقسام المخجل ثلاث سنوات حتى الآن.
ناهيك عن احتمالية التزوير في أية انتخابات في ظل انقسام وتفرد الحزب الحاكم بالسلطة المطلقة تبقى أكبر بكثير منها في ظل أوضاع مستقرة حيث تكون الفصائل الكبرى تراقب الانتخابات عن كثب كما حصل في المرة السابقة. فمن يضمن لنا عدم التلاعب بالصناديق حتى وإن لم يحتاجوا لذلك لفوزهم!
لقد آن الأوان للشعب الفلسطيني أن يُسمع كلمته لقيادته بكل صدق وحزم. فالسكوت عن هذه المهزلة بالإضافة للمهازل السياسية اليومية الأخرى تزيد من تعقيد الأمور وتعمق الانقسام الذي لا يفيد فتح ولا حماس ولا أية فلسطيني أينما كان موقعه ومهما كان موقفه.