كيف يكون هناك حق للصهاينة المحتلين المستعمرين الغزاة في أرض لم يجلبوا لها إلا الدمار والقتل والتشريد والعذاب والاعتقال! وهل من العقل والحق أن تصبح قوة الاحتلال في أرض ما صاحبة تلك الأرض بحكم قوتها وجبروتها وبطشها وجيشها المتفوق عسكرياً! الحقيقة أن الاحتلال يبقى قوة غاشمة معتدية يجب قهره وطرده مهما طال الزمان ومهما تبدّلت الظروف. لقد حاك الصهاينة كل المؤامرات التي تسعى لتثبيتهم في فلسطين، ونجحوا حتى الآن في غسل بعض الأدمغة التي للأسف أصبحت تنادي بحق للصهاينة في فلسطين. لذلك نجد قادة وحكام عرب منهزمون نفسياً ينادون بتثبيت الكيان الصهيوني المحتل في فلسطين بل ويعلنون صراحة بحق للصهاينة على أرض فلسطين. إن وجود قيادات فلسطينية وعربية غير شرعية، أفرزها الاستعمار الصهيوني الأمريكي يجعل من مهمة الصهاينة في تلفيق الأكاذيب وتزوير الحقائق أمراً سهلاً عليهم. وبدل من مقارعتهم والجهاد ضدّهم لتحرير كامل تراب فلسطين، يقوم بعض زبانيتهم من القيادات العربية بمساعدتهم على تحقيق أكاذيبهم وتثبيتهم وتثبيت إجرامهم وتمادييهم في غيّيهم.
إن الصهيونية شرّ مطلق عدو للانسانية، وعدو للمسلمين وللمسيحية وللبشر أجمعين، بل إنّ الصهاينة أعداء لله وللأنبياء وللرسل ولكل قيم الحق والعدالة. ولن نستسلم لقوتهم ولقوة من ورائهم من المتصهينين الأمريكان والأوروبيين، ولن نعترف بالكيان الصهيوني الفاشي ولن نعترف بأي حق للصهاينة في أي شبر من فلسطين. فكل مدينة وقرية فلسطينية ستبقى فلسطينية إلى الأبد: القدس وحيفا ويافا وعمواس ودير ياسين ولفتا وعكا والخليل ونابلس وجنين كلها سواسية، وكل شبر فلسطيني سيبقى فلسطينياً مهما طال الزمان ومهما استمرت المؤامرات، ومهما قال الساسة ومهما خان الخائنون وفرّط المفرّطون وتنازل المتخاذلون.
بل أننا سنجعل من حياة الصهاينة على أرضنا جحيماً لا يطاق بكل السبل الممكنة حتى تذهب الصهيونية إلى الجحيم. فقد أصبحت الأمور واضحة بعد مائة عام من العذاب الذي ذاقه الشعب الفلسطيني والأمة العربية على أيدي أؤلئك المجرمين. ولن تستقر المنطقة ولن تتوقف الحروب الاستعمارية الغربية على الشعوب العربية ولن تعود الحقوق إلى أصحابها ويتحقق العدل والسلام إلا بالتخلص من الصهيونية والقضاء عليها قضاءً تاما واستئصالها من فلسطين والعالم العربي. فلم يشهد العرب يوماً هادئا منذ الغزو الصهيوني للمنطقة، ولن يشهدوا هذا اليوم إلا بعد القضاء على الصهيونية. وبعدها يستطيع العرب أن يتفرّغوا للتنمية والديمقراطية والإزدهار ويعيشوا مثل باقي الأمم المتحضرة. أمّا طالما بقي هذا العدو الصهيوني يعيث فساداً في كل البلدان العربية والإسلامية، فلن ترى أعيننا هذا الاستقرار الذي تنشده الأجيال العربية منذ عقود طويلة.
وقد صدقت الصحفية العريقة في البيت الأبيض السيدة هيلين توماس حين قالت: "على اليهود أن ينصرفوا ويخرجوا من فلسطين ويعودوا إلى ديارهم في بولندا وألمانيا وأمريكا. فقد قرفت هيلين من مجاملة الصهاينة واليهود تماماً كما قرف جميع العرب والمسلمين من استخدام القنوات الدبلوماسية معهم. فهم عصابة لا يفهمون إلا لغة القوة، ولن يندحروا من فلسطين إلا بعد هزيمة نكراء تعيدهم إلى بلدانهم وبيوتهم التي ما زالت مفتوحة في أوروبا وأمريكا ويقضون فيها عطلهم الصيفية والشتوية. القدسالمحتلة 11-06-2010