جدّت نهاية الأسبوع الفارط بمدينة مادزارا الإيطالية جريمة قتل فظيعة راح ضحيتها المهاجر التونسي رياض بن بلقاسم سراط (من مواليد 1974) على يد مجهولين خربوا جسده بخمس طلقات نارية استهدفت الرأس والقفص الصدري واليد اليسرى.ولفظ الشاب التونسي (أصيل ولاية ساحلية) أنفاسه الأخيرة بطريق بعيدة عن الأنظار واقعة على مقربة من مزرعة بمنطقة كابو فاتو بأحواز مادزارا متأثرا بالمضاعفات البليغة للإصابات التي طالت أنحاء عديدة من جسمه، وقد باشرت المصالح الأمنية الإيطالية البحث في القضية لتحديد هويات القتلة والقبض عليهم بعد فرارهم إلى وجهة مجهولة إلى حدّ كتابة هذه الأسطر. وبحثا عن المزيد من التفاصيل حول هذه الجريمة تحولت «الاسبوعي» إلى إحدى المدن الساحلية حيث تقطن عائلة المأسوف عليه الذي عرف بطيبة سريرته وعادت بالمعطيات التالية: حال وصولنا صباح يوم السبت إلى مسقط رأس الضحية أدركنا حجم المأساة... فبيت العائلة المنكوبة يعترضك في المدخل الشمالي للمدينة... عشرات الأشخاص مرابطون امامه... يواسون الأب والأم والإخوة... يتجاذبون أطراف الحديث حول الجريمة التي استهدفت أحد أبنائهم... يحاولون معرفة الحقيقة.. بعضهم بصدد الاتصال بأبناء الجهة بإيطاليا بحثا عن معلومة... عن حقيقة لم تظهر بعد... البعض الآخر في حيرة.. إنها فاجعة حلت بهذه المدينة الهادئة... هاجر لتحقيق احلامه السيد بلقاسم (والد المأسوف عليه) حدثنا بعيون باكية عن الجريمة التي أودت بحياة ابنه والتي علم بوقوعها في الساعات الاولى من صباح أمس الأول... أي قبل فترة وجيزة من لقائنا به فقال: «لقد هاجر رياض إلى إيطاليا منذ العام 2002 لتحقيق أحلامه واستقرّ بمدينة مادزارا حيث فتح محلا لبيع الاسماك بعد أن قام بتسوية وضعية إقامته... لقد كان عضدي الأيمن... لم ينس اهله وظل على اتصال دائم بنا كما لم يبخل علينا بالمال». الزيارة الأخيرة وأضاف محدثنا: «لقد حلّ ابني بمسقط رأسه لزيارتنا قبل أن يعود إلى إيطاليا منذ أقل من شهر بعد أن قام بتسوية وضعيتي مع الضمان الاجتماعي حتى يضمن لي مستقبلي عند الكبر ولكن هذا الصباح (السبت) علمت عن طريق الأقارب بوفاته في ظروف مأساوية.. لقد رحل ابني.. لقد رحل دون ان يودعنا». جريمة فظيعة أدمعت عينا محدثنا... حاولنا مواساته ولكن المصاب جلل... يصمت الاب المكلوم... يتقبل التعازي من بعض الأقارب واصدقاء رياض الذين سمعوا للتوّ بمقتله ثم يواصل: «لقد استهدف ابني لجريمة بشعة فقد افادني أحد أبناء الجهة المقيمين بمادزارا أن مجهولين استدرجوا رياض إلى الشاطئ وهناك أصابوه بأعيرة نارية في ساقيه ثم انهالوا عليه ضربا في الرأس بقضيب حديدي وسكين وتركوه طريح الأرض في حالة صحية حرجة وفرّوا، وبتفطن هذا الشخص للواقعة قام بنقله في الحين إلى المستشفى حيث فارق الحياة بعد فترة وجيزة من وصوله بسبب نزيف دموي حاد». 5 طلقات نارية محدثنا استدرك لاحقا بالقول: «بعد حصولنا على هذه المعطيات من هذا المواطن علمنا لاحقا أنّ كل ما قاله لنا لا أساس له من الصحّة، إذ استفدنا أنه لم يعثر على ابني جريحا ولم ينقله إلى المستشفى كما أن رياض لم يتعرض لاعتداء بقضيب حديدي وسكين قبل أن يتمّ إعلامنا أنّ الشخص الذي كان أوّل من اتصل بي من إيطاليا قد تمّ إيقافه على ذمة الأبحاث». من جانبها قالت وسائل الإعلام الإيطالية ان مزارعا إيطاليا عثر في حدود منتصف نهار يوم الجمعة على جثة رياض ملقاة بجهة كابو فاتو بأحواز مادزارا وسط بركة من الدماء وتحمل آثار طلقات نارية فأشعر أعوان الأمن الذين أجروا المعاينة الموطنية ونقلوا الجثة إلى مخبر الطب الشرعي لفحصها. وحسب ذات المصدر-نقلا عن مصدر أمني فإن الجثة التي عُثر عليها بعد نحو 12 ساعة من وقوع الجريمة كانت تحمل خمس رصاصات بينها اثنتان في الرأس واثنتان في القفص الصدري وواحدة في اليد اليسرى ما يرجح أن يكون الضحية حاول تفادي الطلق الناري، كما عُثر بالقرب من جثته على دراجته النارية. محدثنا أفادنا أن كل أبناء منطقته قاموا بمجهودات كبيرة واتخذوا بالتنسيق مع القنصلية التونسية ببلارمو الاجراءات اللازمة للإسراع بترحيل جثمان رياض إلى تونس وتتبّع التحريات للكشف عن هوية القاتل. نداء وفي انتظار كشف حقيقة مقتل ابنه ناشد محدثنا مصالح وزارة الخارجية التونسية والسفارة التونسية بإيطاليا والقنصلية التونسية ببلارمو مواصلة إيلاء القضية كل العناية ومتابعة حيثيات الواقعة للحفاظ على حقوق ابنه. الصباح