الجزائر- أيد مجلس الدولة بالجزائر (أعلى هيئة قضائية) قرار وزارة الداخلية بطرد القس الأمريكي البروتستانتي "هيو جونسون"، جراء تورطه في "أنشطة تنصيرية"، بحسب صحف جزائرية. وغادر جونسون (74 عاما) الرئيس السابق للكنيسة البروتستانتية بالجزائر البلاد بعد رفض الطعن الذي تقدم به قبل أكثر من أسبوعين لمجلس الدولة لإلغاء قرار وزارة الداخلية في فبراير الماضي بضرورة مغادرته البلاد بعد انتهاء صلاحية إقامته الرسمية في مايو 2007. وفي تصريحات نقلتها عنه الصحف الجزائرية الأحد 30-3-2008، قال رشيد كرار المحامي: إن موكله "القس جونسون غادر الجزائر مساء الأربعاء الماضي بعد رفض الطعن، وهو يعتزم مواصلة جميع الإجراءات القضائية حتى استنفادها بغرض إبطال قرار الطرد". وأوضحت مصادر صحفية أن إقدام السلطات على طرد جونسون المقيم في الجزائر منذ 45 عاما راجع لخرقه القانون المتعلق بتنظيم ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، بتورطه في أنشطة تنصيرية تستهدف مناطق شتى في الجزائر، فضلا عن إدخاله نسخا من الإنجيل إلى الجزائر دون ترخيص. وكانت الجزائر أصدرت قانون حرية الشعائر الدينية في مارس 2006، تلزم فيه غير المسلمين بالترخيص الرسمي لممارسة شعائرهم الدينية وبمقار رسمية علنية وذات عناوين معروفة. شد وجذب وغادر جونسون وسط حالة من الشد والجذب تشهدها الجزائر، عقب قرار السلطات في منتصف الشهر الجاري بغلق كنيستين بروتستانتيين بولاية تيزي أوزو شرق البلاد، بعد اتهامهما ب"ممارسة أنشطة تنصيرية مخالفة للقانون". وأشار مصطفى كريم المتحدث باسم الكنيسة إلى أن "البروتستانت استجابوا لقرار السلطات وهم الآن بصدد القيام بالإجراءات القانونية التي تسمح لهم باستئناف نشاطاتهم الدينية في الكنائس التي تعرضت للغلق". وكان الدكتور بو عبد الله غلام الله وزير الشئون الدينية والأوقاف الجزائري أوضح في وقت سابق أن "قرار السلطات بإغلاق هاتين الكنيستين يندرج في سياق التطبيق الفعلي لقانون تنظيم ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين". وجاء في تقرير رسمي حول أنشطة الكنيسة البروتستانتية في الجزائر أن "المجتمع يتعرض لهجمة شرسة تستهدف وحدته ودينه"، داعيا إلى "ضرورة التكافل المادي والثقافي بأفراد المجتمع". وحث التقرير الذي رفع لوزارة الداخلية على "الاستعانة بالزوايا والمساجد وإعادة الاعتبار لها وتمكينها من كافة الوسائل المادية والمعنوية" للتصدي لحركة التنصير". ويوجد في الجزائر 32 كنيسة للبروتستانت حسب أرقام الكنيسة البروتسانتية. حبس قس كاثوليكي وخلال الأسابيع الماضية صدر حكم على القس الكاثوليكي الفرنسي بيار فاليز في ولاية وهران بالسجن عامًا مع وقف التنفيذ، بتهمة "نشاطات دينية" بين مهاجرين غير شرعيين في البلاد. ونفى أسقف الجزائر العاصمة هنري تيسيه أن يكون ما قام به القس فاليز عملا تنصيريا؛ لأن هؤلاء الشباب مسيحيون أصلا، "ونأى بنفسه عن نشاطات الإنجيليين المتهمين بممارسة أنشطة تنصيرية في الجزائر". وقال في برنامج في الإذاعة الجزائرية حول التنصير: "إن الجزائر ليست البلد الوحيد المعني في الحركة الإنجيلية"، مؤكدا "أن أتباع الكنيسة الكاثوليكية في الجزائر كانوا أكثر المستهدفين من قبل الإنجيليين". ويقدر عدد المسيحيين في الجزائر بأحد عشر ألفا من جميع الطوائف منهم 9 آلاف ونصف بروتستانت، بينما لا يتجاوز عدد الكاثوليك الألف ونصف نسمة، حسب وزارة الشئون الدينية والأوقاف الجزائرية. وعلى الرغم من ضآلة العدد مقارنة بعدد سكان الجزائر البالغ نحو أربعة وثلاثين مليون نسمة فإن هناك تخوفًا من تشكيل أقلية مسيحية في الجزائر تكون ذريعة لتدخل خارجي بحجة حماية الأقليات الدينية، بحسب دراسة لباحث جزائري.