حذرت الأممالمتحدة من عدم قدرة الكثير من اللاجئين حول العالم، الذين يقدر عددهم بنحو 43 مليون لاجئ ونازح، على العودة إلى ديارهم التي شردوا منها، وحثت الحكومات والأفراد، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، على عدم نسيان محنتهم.ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة بالمناسبة، إلى العمل مع الحكومات المضيفة للاجئين من أجل توفير الخدمات وتعزيز الجهود في سبيل إيجاد حلول للنزاعات كي يتمكن اللاجئون من العودة إلى أوطانهم.
وأشار تقرير صادر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى انخفاض كبير في عدد اللاجئين الذين يستطيعون العودة إلى أوطانهم الأصلية، فبينما عاد أكثر من مليون شخص إلى أوطانهم طواعية عام 2005، لم يشهد العام الماضي سوى عودة ربع مليون فقط، وهو أقل عدد على مدى عقدين من الزمان.
وقد أكد المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس أنه "على الرغم من الانخفاض في العودة الطوعية للاجئين فإن المفوضية تعمل على إيجاد حلول لهذا الوضع"، لضمان أن يجد اللاجئون مكانا يمكن أن يسمونه بالوطن، حسب قوله.
وتقدر الأممالمتحدة عدد اللاجئين الذين نزحوا عن أوطانهم حول العالم بأكثر من 15 مليون لاجئ، بينما تقدر عدد النازحين داخليا في العالم بأكثر من 27 مليون نازح.
فلسطين والعراق وتأتي الاحتفالات باليوم العالمي للاجئين بعد مرور 62 عاما على نكبة فلسطين، ومع وجود ما يقارب 4.7 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأونروا يعيش ثلثهم في 58 مخيما معترفا به للاجئين في كل من الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية.
كما تأتي الاحتفالات في ظل استمرار مشكلة اللاجئين العراقيين بسبب تداعيات غزو العراق وأعمال العنف الطائفي، حيث تشير إحصائيات المفوضية العليا إلى أن أعدادهم تقدر بأربعة ملايين لاجئ توزع معظمهم على خمس دول هي سوريا والأردن وإيران ولبنان وتركيا, إضافة إلى النازحين داخل العراق.
وفي الإطار ذاته حث غوتيريس، الذي يحتفل بهذا اليوم العالمي في سوريا التي تؤوي أكثر من مليون لاجئ عراقي، الحكومة العراقية المقبلة على أن تقوم بدور إيجابي إزاء اللاجئين وأن تنشط في إقامة برنامج فاعل وناشط للعودة الطوعية إلى بلدهم وإنشاء نظام فعال يتعلق بإعادة الملكية والتعليم والخدمات.
وجاءت تصريحات غوتيريس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الناشطة في المجال الإنساني الشيخة حصة بنت أحمد آل ثاني في دمشق اليوم الأحد، مشيرا إلى أن اختياره دمشق لعقد المؤتمر الصحفي جاء تقديرا من المفوضية لسوريا على ضيافتها للاجئين الفلسطينيين والعراقيين منذ الأزل دون أن تقوم بأي مضايقات تجاههم، حسب قوله.
وقالت الأممالمتحدة على موقعها الإلكتروني إنه سيضاء لهذه المناسبة مبنى أمباير ستيت في نيويورك، وكوليزيوم في روما والجسر الذي يربط بين مدينة ميتروفيتشا المقسمة في كوسوفو، باللون الأزرق للإعراب عن التضامن مع اللاجئين في يومهم.
كما تتضمن فعاليات الاحتفال باليوم عروضا سينمائية ومعارض صور وعروضا للأزياء وحفلات موسيقية وفعاليات رياضية في بلدان في الشرق الأوسط وأفريقيا والأميركتين وأوروبا وآسيا.