القاهرة:استغلت الشرطة المصرية أمس انتهاء الدورة البرلمانية لمجلس الشعب وقامت بالاعتداء على عدد من نواب البرلمان وفق مصادر جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما اعتبره نواب وقيادات من الجماعة كإشارة على أن الأجهزة الأمنية باتت تتعامل مع هؤلاء النواب باعتبارهم غير حاملين للحصانة البرلمانية حيث من المتوقع ان يطاح بنفوذ الإخوان في البرلمان خلال الإنتخابات البرلمانية القادمة والمقرر إجراؤها نهاية العام الحالي. وكان نواب من المعارضة معظمهم من الإخوان والمستقلين قد نظموا وقفة احتجاجية أمام مجلس الشورى بالتوازي مع عقد المجلس لأولى جلساته بعد انتخابات التجديد النصفي وتعيين 44 نائبا من قبل الحزب الحاكم. وقام عناصر من أفراد الشرطة الذين يرتدون الزي المدني وفق ما أكده النائب محمد البلتاجي بالاعتداء بالضرب على النائب فتح الباب وإسقاطه على الأرض عند محاولته المشاركة في الوقفة وتجاوز الكردون الأمني حولها، كما اعتدى أفراد آخرون من الأمن على مجموعة من النشطاء السياسيين الذين شاركوا في الوقفة ومنهم الناشطة بحركة كفاية كريمة الحفناوي، وكذلك تم احتجاز محمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحافيين واصطحابه في إحدى السيارات قبل بدء الوقفة. وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' قال النائب حمدي حسن بأن يد الأمن الحديدية أصبحت تبطش بكل من يقع في طريقها غير مفرقة بين مواطن عادي ونائب في البرلمان. واشار حسن إلى أن نواب الجماعة والمستقلين ينددون بتلك البربرية التي تم التعامل بها مع نواب من المعارضة كل ما كان يشغلهم هو التنديد بشكل سلمي بالتزوير الواسع الذي شهدته الإنتخابات الخاصة بمجلس الشورى والتي حقق فيها الحزب الوطني السيادة المطلقة بالتزوير. ووقعت مشادة كلامية بين النائب الإخواني أشرف بدر الدين وأحد القيادات الأمنية عندما حاول مجموعة من أفراد الشرطة تفريق المحتجين، وقال له 'أنا نائب للشعب ومتفتكرش إني هاخاف منك أو من وزير الداخلية أو رئيس الجمهورية'. ورفع النواب وعلى رأسهم محمد البلتاجي سكرتير كتلة الإخوان، والنائب المستقل جمال زهران، لافتات كتبوا عليها 'باطل'، ورددوا هتافات 'نواب الشورى باطل ' و'التعيين باطل'، وانضم لهم الدكتور حسن نافعة المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، ومجموعة من مرشحي الإخوان في انتخابات الشورى الماضية. ومنعت قوات الأمن النشطاء السياسيين وعددا من نواب مجلس الشعب من التظاهر أمام مجلس الشورى، وحوَّلت الأجهزة الأمنية ميدان التحرير وشارع القصر العيني إلى ثكنة عسكرية، ومنعت المارَّة من الوجود على أرصفة مجلسي الشعب والشورى والمنطقة المحيطة بهما. وانتشرت فرق الجنود من قوات الأمن مرتدين الزيَّ المدني ومدعومين بعدد كبير من البلطجية بالشوارع الجانبية بطول شارع القصر العيني وتم إحتلال مداخل العديد من البنايات، في محاولة لإجهاض المظاهرة التي دعت إليها 'الجمعية الوطنية للتغيير' و'اللجنة القومية للدفاع عن سجناء الرأي' تنديدًا بتزوير انتخابات مجلس الشورى تزامنًا مع أداء النواب الجدد اليمين الدستورية بالمجلس. وحاصرت قوات الأمن بالدكتورة كريمة الحفناوي القيادية بحركة (كفاية)، ومنعتها من الحضور أمام مجلس الشورى، كما اعتقلت الناشط أحمد دومة من أمام المجلس كما تم منع مشاركة عدد من نواب مجلس الشعب والشخصيات العامة فى المظاهرة من بينهم النائب عصام مختار وحسين الشورى، بجانب الدكتور عبد الجليل مصطفى وجورج إسحاق. ووصف النائب الدكتور جمال زهران، الاعتداء على النائب علي لبن، ب'الجريمة البشعة'، داعياً لمحاسبة المسؤولين معتبراً مصر بأنها تحولت لدولة بوليسية ذات نظام قمعي. وأشار إلى أن النهج الذي بدأ الأمن يمارسه دليل على أنه يحاول إثارة الخوف والذعر في نفوس المواطنين خاصة مع قدوم انتخابات الشعب، فيما أوضح النائب الإخواني الدكتور محمد البلتاجي أن هدف التظاهرة هدفها الضغط على النظام، ليعلم جيدا أن تزوير الانتخابات لم ينته، بل سيمتد أثره حتى يفضح أمام الشعب بكامله. وكان عدد من الشخصيات العامة ونواب مجلس الشعب نظموا اعتصاما مساء أمس بمقر حزب الجبهة ضد تزوير انتخابات الشورى، شارك فيها الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة، والنائب الإخوانى الدكتور محمد البلتاجي، والنائب جمال زهران، وجورج إسحاق قيادي الجمعية الوطنية للتغيير، والمهندس سمير عليش والدكتور عمرو الشوبكي، وعدد آخر من النشطاء بالحملة المستقلة لدعم البرادعي وآخرين. وأكد الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة أن 'الجبهة' قرر مقاطعة الإنتخابات لأن النظام أصبح مهندساً للتزوير في كل الأحداث. وأضاف أنه يعلم أنه لا انتخابات حقيقية تفرضها الإرادة الشعبية في مصر، مطالبا كافة القوى السياسية بمقاطعة انتخابات الشعب القادمة. وأضاف أن أصعب قرار قد يتخذه حزب هو المقاطعة، لكن مصر ليس بها انتخابات من الأساس، رافضا المشاركة على حد وصفه في 'تمثيلية'. وقال أسامة الغزالي إن قوة المعارضة ليست بالقوة الكافية، في الوقت الراهن غير أن هبة شعبية من الممكن أن تحدث في أي لحظة بسبب حالة التذمر الواسع بين الجماهير . وفي سياق متصل أعاد أعضاء مجلس الشورى امس الخميس إنتخاب السيد صفوت الشريف رئيسا للمجلس لمدة ثلاث سنوات قادمة وحصل الشريف على 260 صوتا من أصل 260 شاركوا فى الانتخابات. كان الشريف خاض الإنتخابات رغم عدم ترشح أحد من الأعضاء على الرئاسة نظرا لأن اللائحة الداخلية للمجلس تنص على إجراء الانتخابات حتى لو تقدم لها عضو واحد. وتشكلت لجنة لفرز الأصوات برئاسة المستشار رجاء العربي وعضوية الدكتور صالح الشيمي وناجي الشهابي والدكتورة سلوى بيومي. وفاز المستشار عبدالرحيم نافع بوكالة مجلس الشورى عن الفئات والسيد أحمد العماوي عن العمال في الانتخابات التي جرت خلال جلسة المجلس امس التي رأسها صفوت الشريف رئيس المجلس. ووجه نواب الحزب الحاكم التهنئة للسيد صفوت الشريف على هذا الفوز وتوافدوا على الترحيب به رئيساً للحقبة القادمة لمجلس الشورى. وأعرب الشريف عن سعادته بثقة الأعضاء به وأشار إلى أن ما ينعم به المصريون اليوم من ديمقراطية وراءه مبارك الذي يعد بحق هدية لشعبه مشدداً على أن الرئيس حريص على توفير الديمقراطية للشعب لكي يتقدم وانه مهتم بدعم المعارضة وأعلن صفوت الشريف حصول نافع والعماوي على 257 صوتا من إجمالي الأصوات البالغة 260 صوتا. وجرت عملية الانتخابات رغم عدم ترشيح أحد من الأعضاء أمام نافع والعماوي وذلك تطبيقا لنص اللائحة الداخلية. 'القدس العربي' من حسام أبوطالب