جاء مونديال 2010 على عكس توقعات المتتبعين الذين انقسموا إلى متفائل بإمكانية بروز المنتخبات الإفريقية في العرس الإفريقي وإلى استمرارية هيمنة المنتخبات الأوروبية بشكل عام الأدوار المتقدمة، غير أن المفاجأة فجرتها منتخبات أمريكا اللاتينية التي انتفضت هذا العام وقلبت التكهنات رأسا على عقب. باستثناء منتخبي البرازيل والأرجنتين المتعودين على الذهاب بعيدا في أكبر تظاهرة كروية عالمية، وحتى التتويج بلقبها، فإن منتخب الأورغواي يعد اللغز الأكبر في جنوب إفريقيا، باعتباره يصل لأول مرة في تاريخه إلى الدور ربع النهائي بعد 40 سنة، وتحديدا منذ مونديال مكسيكو ,1970 إضافة إلى اقتطاعه تأشيرة الحضور في هذا المونديال بشق الأنفس بعد أن أرغم على لعب المقابلة الفاصلة مع منتخب كوستا ريكا. ومن جهته، استعاد منتخب الباراغواي ذكريات مونديال 1998 بفرنسا حين وصل إلى الدور ثمن النهائي، وخرج مرفوع الرأس أمام منظم الدورة بعد الوقت الإضافي ''0/''1، بل سجل هذه المرة إنجازا فريدا من نوعه بوصوله إلى ربع النهائي، ليؤكد تفوقه خلال تصفيات أمريكا اللاتينية المؤهلة إلى المونديال حيث جاء في المرتبة الثانية بعد البرازيل. وكان بإمكان قارة أمريكا أن تكون ممثلة بأزيد من 4 منتخبات في ربع النهائي، لو لم تجد الشيلي والمكسيك في طريقيهما كلا من البرازيل والأرجنتين على التوالي في الدور ثمن النهائي. وإذا كانت المعطيات ترشح البرازيل والأرجنتين لنيل اللقب العالمي بالنظر إلى قوتهما ومشوارهما الإيجابي إلى حد الآن، فإن القارة الأوروبية الممثلة هذه المرة بثلاثة منتخبات فقط، وهي إسبانيا، ألمانياوهولندا، يمكنها خطف التاج، مثلما فعلته عدة مرات، خاصة في ظل قوة حامل لقب أوروبا إسبانيا التي أضحت هاجس منتخبي ''الصامبا'' و''التانغو''، وكذا منتخب هولندا الفائز في مبارياته الأربع، مما جعله محل مخاوف المنافسين. كما لا يستبعد أن تصل ألمانيا، بمنطق واقعية منتخبها، إلى دور متقدم، مثلما عودت المتتبعين عليه. لكن هذا الطموح قد يصطدم هذه المرة بنقص تجربة لاعبيها الشبان. وسيكون منتخب غانا، حامل لواء قارة إفريقيا بأكملها، وحيدا أمام الجميع في الدور ربع النهائي، وكله أمل في حفظ ماء وجه الكرة في القارة السمراء بعد أن خذلت من قبل المنتخبات الخمسة الأخرى. ورغم تجاوز الأهداف المسطرة من قبل الاتحادية الغانية، فإن ''النجوم السوداء'' ستلعب تحت ضغط تطلعات الأفارقة للوصول إلى المربع الذهبي. وهو طموح في متناول رفاق الهداف جيان باعتبارهم يواجهون منتخب الأورغواي الذي لا يعد ذاك ''الغول'' الذي لا يقهر، في الوقت الذي لم تتمكن منتخبات القارة الآسيوية من بلوغ ربع النهائي. المصدرالخبر:الجزائر: أ.أيمن
