تونس:يواصل مربّو الدواجن اطلاق صيحة الفزع خاصّة أن سعر البيض عند الانتاج ظل منهارا وانضاف إليه انهيار سعر لحم الدواجن الذي انخفض من 2200 مليم الى حدود 1900 مليم بينما بقي السعر مرتفعا على مستوى سوق التفصيل التي تظل عاجزة عن استيعاب وترويج الكمّىات الضخمة المنتجة.وتشير مصادر بجامعة مربي الدواجن الى أن انتاج جويلية الحالي قياسي حيث سيبلغ 9 آلاف طن كما أنه ولأول مرة سيقع خلال شهر أوت انتاج ما يقرب 10 آلاف طن إلا أنه رغم توفر هذه الكميات ونتساءل عن سبب توريد الدجاج المجمد الجاهز للطبخ و"الاسكالوب". تهريب وقال محدثنا أنه إذ أضفنا الى عاملي التوريد ووفرة الانتاج تهريب مليون «فلوس مخصصّ لانتاج لحم الدجاج خلال الفترة الأخيرة من الجزائر فإن السوق ستغرق وبالتالي سيصبح القطاع الذي يضع حوالي 4 آلاف منتج ويوفر 15 ألف موطن شغل مباشر مهددا بالافلاس بسبب تواصل انهيار الأسعار على مستوى الانتاج وعدم تطبيق الاتفاقات القاضية بشراء الفائض والتخزين كما نزل سعر الكيلوغرام تحت مستوى 2200 مليم على مستوى الانتاج. في الوقت الذي لا ينتفع فيه المستهلك بشيء. تأكيد وأكد بعض المنتجين ورئيس جامعة مربّي الدواجن شكيب التريكي «للأسبوعي» أن المليون «فلوس» المهربة تم معاينة جزء منها لدى بعض المتطفلين على القطاع وأيضا عدد من المربين بالقيروان وبنزرت وكان من المفروض اتخاذ الاجراءات الردعية اللاّزمة واعدامها حسب القانون خاصّة أن عددا منها نفق بسبب عدم خضوعه للمراقبة الصحية والمداواة.. وذكرت الأطراف ذاتها أن وجود هذا العدد الهائل من الدواجن «المهربة» من شأنه أن يؤثر على المنتجين ويزيد في انهيار الأسعار عند البيع ليعرف قطاع اللحوم نفس المصير الذي لقيه قطاع البيض رغم توفيره لمخزون خاص بشهر رمضان في حدود 82 مليون بيضة.. فرغم أن سعر البيض عند الانتاج تدحرج ولم يعد الفلاح قادرا على ترويج منتوجه فإن سعر البيض في سوق التفصيل ظل في حدود 500 مليم «للحارة» ببعض المناطق مقابل توفره في مناطق أخرى بما بين 300 و400 مليم "للحارة". ويدعو المنتجون الى ضرورة احداث توازن في الانتاج والاستهلاك وتخفيض الأسعار على مستوى التفصيل لتحفيز المواطن على شراء هذه المواد بأسعار معقولة ما دام السعر في انهيار على مستوى الانتاج خاصة ان قطاع الدواجن سيحقق مع نهاية السنة الحالية أرقاما قياسية تتمثل في انتاج 100 ألف طن من اللحوم و42 الف طن من شرائح الديك الرومي وأكثر من مليون و600 ألف بيضة علما وأن قطاع الدواجن حيوي وهو ملجأ «الزوالي» اذ يوفر 56% من جملة البروتينيات المستهلك سنويا في بلادنا لمختلف اللحوم البيضاء والحمراء والأسماك. مشاكل داخلية التهريب والتوريد وفائض في انتاج اللحم والبيض وانهيار الأسعار على مستوى الانتاج وثقل المديونية لدى بعض المربين كلها ملفات ضخمة ألقت بظلالها على قطاع تربية الدواجن وتطرح أكثر من تحدّ، واذا ما أضفنا إليها المشاكل والصراعات القائمة بين المربين أنفسهم فإن القطاع يسير باتجاه أزمة حقيقية حيث علمت «الأسبوعي» أن شقا من المربين غير موافق على تزكية مكتب جديد لجامعة مربّي الدواجن ويطالب هذا الشق بانتخابات حتى يختار المربون من ينوبهم في الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري.. وانطلقت حرب التحالفات والصراعات وآخر سيناريوهاتها تسريب عريضة بين المربين في صفاقس ومدنين وقابس واقليم تونس الكبرى لجمع امضاءات الرافضين للمكتب الجديد. من جهته اندهش الرئيس الحالي للجامعة شكيب التريكي للأمر ورفض التعليق معتبرا أن فئة معينة تحرّكها أطراف معينة تقف وراء هذه الصراعات رغم أنه عندما قرّر التخلي عن المسؤولية عارضه الأغلبية (على حد تعبيره) وطالبوا ببقائه لأنه حقق الكثير خلال السنوات الخمس المنقضية.. كما أشار محدثنا أنه لا يهتم للأمر مادام الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري قد منحه الثقة ليخدم القطاع كمتطوّع. الصباح التونسية