أعلنت وزارة العدل المغربية في بيان لها يوم الاثنين، أن تسعة سجناء إسلاميين فروا فجر نفس اليوم، من سجن القنيطرة 40 كلم شمال الرباط، وكان المعتقلون التسعة يخضعون لعقوبة طويلة بسبب إدانتهم بالاشتراك في تفجيرات الدارالبيضاء عام 2003، التي قتل فيها حوالي 45 شخصا. ومن بين هؤلاء السجناء الشقيقان كمال ومحمد الشطبي، المحكومان بمدة 20 عاما، وعبد الهادي الذهبي المحكوم بالإعدام، والباقي محكمون بالمؤبد، وكان السجناء قد تمكنوا من إحداث ثقب في حائط الزنزانة بعمق 30 مترا، قادهم إلى نفق يفتح على حديقة مدير السجن، حيث تمكنوا من الخروج دون أن ينتبه إليهم أحد، وكانوا قد تركوا خلفهم رسالة اعتذار، وضحوا فيها المعاناة التي تعرضوا لها في السجن، والتي حسب رأيهم أجبرتهم على الفرار. لا يزال البحث جاريا وقالت وزارة العدل في بيانها، أن التحقيقات جارية لمعرفة الملابسات التي أدت إلى فرار هؤلاء السجناء الخطرين، وأن قوات الأمن تبدل ما في وسعها لتعقب الفارين، وإعادتهم إلى السجن، وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا طائرات مروحية تحوم في سماء القنيطرة بحثا عن الفارين. ويقدر عدد السجناء الإسلاميين في سجون المغرب بحوالي 900 سجينا موزعين على عشرة سجون، من بينهم سجن القنيطرة. فرار بارونات المخدرات يأتي هذا الحادث بينما لا تزال ظروف هروب بارون المخدرات في المغرب الشريف بين الويدان يلفها الغموض، وكانت السلطات قد اتهمت ضباط كبار في الأمن الوطني بمساعدة بارون المخدرات من الهروب من سجنه في طنجة، وكانت قوات الأمن قد نجحت في اعتقال محمد الخراز، المعروف باسم الشريف بين الويدان في عام 2006، وحكمت عليه إحدى المحاكم بالسجن لمدة 8 سنوات، وبغرامة قدرها 500 ألف درهم، ومصادرة 5.2 من ثروته، واعترف الخراز الذي يحظى بسمعة طيبة بين الفقراء بسبب سخاءه، بأن 30 من أفراد الأجهزة الأمنية يتعاونون معه، من بينهم عبد العزيز ايزو رئيس الشرطة القضائية في طنجة، الذي حكمت عليه إحدى محاكم الدارالبيضاء بالسجن لمدة 18 شهرا، ومصادرة 700 ألف درهم من ثروته، وفي الأول من يناير الماضي، حكمت محكمة مغربية بالسجن ما بين شهرين وسنتين، في حق ثمانية من موظفي السجن المركزي بالقنيطرة، بسبب مساعدتهم في فرار بارون المخدرات الآخر، محمد الطيب الوزاني، المعروف باسم النيني، في ديسمبر 2007. أعلى نسبة اكتظاظ في العالم فرار المدانين بالإرهاب التسعة يفتح من جديد سجل السجون في المغرب، حيث سجل في المغرب أعلى معدل اعتقال في العالم مقارنة بعدد السكان، ووفق لإحصائيات صادرة عن إدارة السجون المغربية، فإنه يوجد بالبلاد 58 ألف معتقل، أي ما يساوي 0.2 في المائة من عدد السكان، ويذكر أن أعلى نسبة في العالم لا تزيد عن 0.1 في المائة. بينما يقول تقرير صادر عن مرصد السجون المغربية، أن السجون الأربعة والأربعين في المملكة تعاني من اكتظاظ شديد، ويعيش السجناء في ظروف سيئة جدا، وأن نظام السجون يعاني من الفساد، كما أن العنف والأمراض، والتحرش الجنسي وخاصة ضد الفتيان ينتشر بشكل واسع في كل السجون. وضع مأساوي وكان خمسون سجينا قد قضوا نحبهم في سجن الجديدة عام 2002، بعد أن نشب حريق ضخم في السجن الشديد الاكتظاظ. وذكرت عدة تقارير لمنظمات حقوقية عربية، من بينها المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، أن السجون المغربية تتجاوز أربعة أضعاف طاقتها الاستيعابية. كما ذكرت تقارير أخرى أن نسبة انتشار مرض الإيدز داخل السجون المغربية تفوق نسبة انتشاره خارجها، حيث يقدر عدد المصابين بهذا المرض بحوالي 0.6 % بين السجناء، وحوالي 0.1% خارج السجون. من اليمن إلى أفغانستان يذكر أن 23 سجينا فروا من سجنهم في اليمن في فبراير 2006، منهم 13 على صلة بتنظيم القاعدة، على رأسهم العقل المدبر لتفجير المدمرة الأمريكية كول عام 2000، وكان السجناء قد تمكنوا من الفرار بعد أن حفروا نفقا طوله 140 مترا، حيث وجدوا أنفسهم في مسجد مجاور للسجن، واستغلوا صلاة الجمعة للاختلاط بالمصلين، ثم الاختفاء عن الأنظار. وكان أربعة سجناء قد تمكنوا من الفرار من سجن باغرام في أفغانستان في يوليو 2005، على رأسهم أبو يحي الليبي، الذي تمكن من الصعود في سلم القيادة في تنظيم القاعدة، وخاصة بعد مقتل أبو الليث الليبي الذي كان يقود الجماعة الليبية المقاتلة، المتحالفة مع تنظيم القاعدة، وتمكن السجناء من الفرار بعد أن تحايلوا على عدد من نقاط التفتيش، قبل أن يجدوا أنفسهم في المحيط الخارجي للسجن، ووجد حراس السجن أربعة أثواب برتقالية خارج السجن، الذي يديره وتحرسه القوات الأمريكية، مما يدل على أن هناك متواطئون مع السجناء داخل السجن وخارجه، وخاصة أن إدارة السجن تستعين ببعض الأفغان في السجن. إذاعة هولندا العالمية