مثل المغربي رشيد بنيس (34 سنة)، أمام المحكمة الإقليمية التابعة لمدينة بالما دي مايوركا الإسبانية، بتهمة ارتكابه جريمة قتل زوجته المغربية، نورا هيشو، في فاتح أكتوبر 2006. بأحد شوارع المدينة نفسها، أمام الملأ، وبحضور ابنهما البالغ من العمر 10 سنوات، وهو أصغر الأبناء الأربعة، الذين كانوا يعيشون مع الضحية. وذكرت وكالت الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس"، استنادا إلى مصادر من المحكمة المذكورة، أن النيابة العامة تطالب بعقوبة المتهم بالحبس لمدة 21 سنة، نظرا لبشاعة الطريقة التي قتل بها زوجته، إذ وجه إليها طعنات عدة في كل جسدها، بما في ذلك الوجه واليدين والعنق والرأس. كما طالبت النيابة المتهم بدفع غرامة مالية بقيمة 100 ألف أورو لكل واحد من أبناء الضحية. وأشار المصدر إلى أن المتهم رفض الجواب على أسئلة محامية الضحية، رغم أنه رد على كل الأسئلة التي وجهتها إليه جهات أخرى، مكتفيا بالقول "لن أجيب على أي سؤال تسأله لي محامية زوجتي الهالكة". وأضاف أن المشتبه به قال في جواب للنائب العام "لم أكن أرغب في قتلها، بل كنت أنوي تشويه وجهها لكي لا ترتبط برجل غيري"، موضحا "اشتد غضبي ولم أعد أتمالك نفسي حين أخبرتني أنها تعرفت على رجل أحسن مني". وتابع أقواله بالإشارة إلى أنه تعرف على نورا في حفلة بالمغرب، وحاول إنكار زواجه بها، إلا أن هيئة القضاء أجبرته على الاعتراف علنا أنها زوجته، وأن ارتباطه بها كان شرعيا. من جهتها، أكدت يومية "دياريو دي مايوركا"، في عدد أمس الثلاثاء، أن المتهم ذكر أنه لو كان ينوي قتل زوجته لما فعل ذلك في الشارع أمام الملأ، وأن حمله للسكين من حجم 20 سم، كان من باب حماية نفسه في حالة تعرضه للاعتداء من قبل أخ الضحية، الذي ذكر أنه كان يهدده من قبل. وأفادت اليومية أنه أياما قليلة قبل ارتكابه جريمة قتل زوجته، وقف رشيد بنيس أمام كاميرا أحد المحلات التجارية وسط بالما دي مايوركا، وقال "لم أعد أحتمل الوضع الذي أعيش فيه، يجب أن أفعل شيئا يشفي غليلي". ونقلت اليومية شهادة إحدى زميلات الضحية في العمل بفندق دي الأرنال، التي ذكرت أن المتهم كان أجبر الضحية على الصعود معه رغما عنها في سيارته مهددا إياها بتشويه وجهها بسكين حادة إن مانعت في مرافقته، وهي الأقوال نفسها التي أدلت بها زميلتان غيرها، إذ أكدتا أن المتهم أوقف الضحية بالقرب من محطة الحافلة في منطقة "كان دي باستيا"، وأرغمها بالعنف على الصعود معه في السيارة التي كان بها الابن الأصغر. وأبرزت أن أخ الضحية ، الذي ذكر أنه عايش الزوجين في مشاكلهما وشجاراتهما المستمرة، قال "كانت أختي تعيش تحت التهديد بالقتل، لأن زوجها قام بذلك أمامي أكثر من مرة، إذ أكد أنه سيضع حدا لحياتها، ويفر إلى المغرب".