روما:تتجه الأوضاع السياسية الايطالية رغم فترة عطلة الصيف الى التداعي السريع نحو نهاية مبكرة للدورة التشريعية بعد أن فقدت حكومة بيرلسكوني عمليا أغلبيتها البرلمانية في مجلس النواب نتيجة تصعيد رئيس الوزراء خلافه مع رئيس مجلس النواب ما اعتبره زعيم حزب رابطة الشمال الحليف مستنقعا يستدعي العودة الى صناديق الانتخاب على عجل. وفي تصريح هو الأول من نوعه بعد اندلاع الأزمة داخل حزب (شعب الحرية) بزعامة بيرلسكوني قال زعيم رابطة الشمال ثاني حزبي الائتلاف الحاكم أومبيرتو بوسي انه من الأفضل الذهاب سريعا الى التصويت من أجل الخروج من هذا المستنقع والانتهاء من التعديلات الدستورية نحو حلحلة مركزية الدولة والتي تعد الهدف الجوهري لحزبه المطالب بنوع من استقلالية الشمال تجنبا للانفصال كما يهدد. وقال بوسي وهو وزير الاصلاحات الدستورية في الحكومة التي يتمع حزبه بتأثير كبير داخل الحكومة في هذا الصدد متوعدا "اذا ذهبنا الى صناديق الاقتراع فلسوف ترون ما هو مدهش لأن ما سيحدث معروف وهو أن الشعب صاحب السيادة سوف يعطي صوته لبوسي وبيرلسكوني لأننا المؤهلان للحكم". وأوضح بوسي الذي تتهمه أحزاب المعارضة والجناح المنشق عن حزب بيرلسكوني بالعمل ضد الوحدة الوطنية في تصريحاته التي سيطرت على الجدل السياسي والاعلامي اليوم أن قيام حكومة تقنية انتقالية كما يطالب الحزب الديمقراطي اليساري وحزب الوسط المسيحي "أمر لا محل له ومجرد حجة لتجنب العودة الى صناديق الانتخاب التي سيخروجون منها يجرون ذيول الهزيمة". ويرى المراقبون هذا التطور في موقف حزب رابطة الشمال الذي كان يعارض انهاء الدورة التشريعية مبكرا وحل حكومة له فيها الكلمة العليا مما يهدد تحقيق هدف "الفيدرالية" الذي يعد به ناخبيه في أقاليم شمال ايطاليا منذ عقود مؤشرا واضحا على استراتيجية بيرلسكوني التسريع بانتخابات سريعة تنقذ زعامته وشعبيته قبل فوات الأوان. وتدلل الحملة الاعلامية الشرسة غير المسبوقة التي تشنها الصحف ووسائل الاعلام المملوكة لبيرلسكوني والقريبة منه على رئيس مجلس النواب على خلفية استئجار شقيق رفقيته لشقة كان يملكها حزبه السابق في امارة مونت كارلو بسعر تفضيلي من ناحية وتصاعد مطالبة مسؤولين بارزين من رجال بيرلسكوني في الحزب لفيني للاستقالة من رئاسة مجلس النواب المستقل دستوريا عن السلطة التنفيذية على رغبة بيرلسكوني التعجيل بانتخابات تشريعية مبكرة. وعلى غير العادة في شهر أغسطس القائظ حيث يلوذ الايطاليون الى المصايف وتتوقف الحياة العامة وفي المدن فقد دعا بيرلسكوني في بيان متلفز أنصاره الى الاستنفار السياسي داخل الشارع السياسي والتأهب لانتخابات محتملة.ومن جانب آخر طالب الحزب الديمقراطي وحزب اتحاد الوسط المسيحي المعارضان وبعض القوى السياسية الأخرى التي تؤكد أن هذه الأزمة تمثل نهاية مرحلة ما عرف بالبيرلسكونية تستدعي تشكيل حكومة انتقالية لضمان الاستقرار المالي وتعديل قانون الانتخابات "سيء السمعة".