تونس تشارك في معرض ليبيا للإنشاء    غرفة القصابين: معدّل علّوش العيد مليون ونص    نيويورك: الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات المؤيدين لغزة    تونس: الإحتفاظ بعنصر تكفيري مفتّش عنه    علم تونس لن يرفع في الأولمبياد    جبل الجلود تلميذ يعتدي على أستاذته بواسطة كرسي.    مهرجان سيكا جاز: تغيير في برنامج يوم الافتتاح    الفيلم السّوداني المتوّج عالميا 'وداعًا جوليا' في القاعات التّونسية    سامي الطاهري يُجدد المطالبة بضرورة تجريم التطبيع    دعما لمجهودات تلاميذ البكالوريا.. وزارة التربية تدعو إلى تشكيل لجان بيداغوجية جهوية    الطبوبي في غرة ماي 2024 : عيد العمّال هذه السنة جاء مضرّجا بدماء آلاف الفلسطينين    عاجل: وفاة معتمد القصرين    انطلاق فعاليات الاحتفال بعيد الشغل وتدشين دار الاتحاد في حلتها الجديدة    بنزرت: وفاة امرأة في حادث اصطدام بين 3 سيارات    اليوم: طقس بحرارة ربيعية    تونس: 8 قتلى و472 مصاب في حوادث مختلفة    البطولة العربية السادسة لكرة اليد للاواسط : المغرب يتوج باللقب    الهيئة العامة للشغل: جرد شركات المناولة متواصل    اليوم: تونس تحيي عيد الشغل    جولة استكشافية لتلاميذ الاقسام النهائية للمدارس الابتدائية لجبال العترة بتلابت    نتائج صادمة.. امنعوا أطفالكم عن الهواتف قبل 13 عاماً    اليوم.. تونس تحتفل بعيد الشغل    اتفاق لتصدير 150 ألف طن من الاسمدة الى بنغلاديش سنة 2024    الليلة في أبطال أوروبا... هل يُسقط مبابي «الجدار الأصفر»؟    الكرة الطائرة : احتفالية بين المولودية وال»سي. آس. آس»    «سيكام» تستثمر 17,150 مليون دينار لحماية البيئة    أخبار المال والأعمال    وزارة الفلاحة تضبط قيمة الكيلوغرام من التن الأحمر    لبنان: 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من السلطات    موظفون طردتهم "غوغل": الفصل كان بسبب الاحتجاج على عقد مع حكومة الكيان الصهيوني غير قانوني    غدا الأربعاء انطلاقة مهرجان سيكا الجاز    قرعة كأس تونس للموسم الرياضي 2023-2024    اسقاط قائمتي التلمساني وتقية    تأخير النظر في قضية ما يعرف بملف رجل الأعمال فتحي دمّق ورفض الإفراج عنه    تعزيز أسطول النقل السياحي وإجراءات جديدة أبرز محاور جلسة عمل وزارية    غدا.. الدخول مجاني الى المتاحف والمواقع الاثرية    هذه تأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة المراهقين    قفصة: تواصل فعاليات الاحتفال بشهر التراث بالسند    وزيرة النقل في زيارة لميناء حلق الوادي وتسدي هذه التعليمات..    تحذير من برمجية ''خبيثة'' في الحسابات البنكية ...مالقصة ؟    ناجي جلّول: "أنوي الترشّح للانتخابات الرئاسية.. وهذه أولى قراراتي في حال الفوز"    الاستثمارات المصرح بها : زيادة ب 14,9 بالمائة    عاجل/ "أسترازينيكا" تعترف..وفيات وأمراض خطيرة بعد لقاح كورونا..وتعويضات قد تصل للملايين..!    مختص في الأمراض الجلدية: تونس تقدّمت جدّا في علاج مرض ''أطفال القمر''    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    إحداث مخبر المترولوجيا لوزارة الدفاع الوطني    أمير لوصيف يُدير كلاسيكو الترجي والنادي الصفاقسي    إصطدام 3 سيارات على مستوى قنطرة المعاريف من معتمدية جندوبة    خبراء من منظمة الصحة العالمية يزورونا تونس...التفاصيل    ربع نهائي بطولة مدريد : من هي منافسة وزيرة السعادة ...متى و أين؟    التوقعات الجوية اليوم الثلاثاء..أمطار منتظرة..    فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية    الخليدية .. أيام ثقافية بالمدارس الريفية    زيادة في أسعار هذه الادوية تصل إلى 2000 ملّيم..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهاجمة قبيلة جمال مبارك من المثقفين ورجال الأعمال... وفشل البرادعي...
نشر في الفجر نيوز يوم 16 - 08 - 2010


واتهام الدول الخليجية بالتحالف مع الإخوان المسلمين
القاهرة:كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس الاثنين عن التصريح الذي أدلى به الرئيس مبارك اثناء افتتاحه محور صفط اللبن، وتجديدات المتحف الإسلامي، والاعلان عن أن مكان أول محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية سيكون في الضبعة لدرجة ان 'المصري اليوم' جعلتها موضوعها الرئيسي في تحقيق زميلينا خالد عمر عبد الحليم وعادل البهنساوي جاء فيه 'قال مصدر حكومي مطلع ان الرئيس حسني مبارك ابدى تأييده في حسم اختيار موقع الضبعة لصالح إقامة أول محطة نووية مصرية، وانه قال للدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة، أنا زرت فرنسا ووجدت المحطات النووية بجوار المساكن، وهذا يرد على المشككين من تأثير المحطات النووية، فهي لا تؤثر على المساكن، والناس يستخدمون الشاطىء المجاور لها للاستحمام'.
وصحيح ان 'الشروق' و'المصري' و'الدستور' و'الأهرام' أكدت من قبل ان الضبعة هي المكان الذي ستقام عليه الأربع محطات الأولى، لكن المهم (في رأيي) هو تركيز المصري من مدة على ضرورة ان تكون الضبعة المكان الأول لأنها بذلك حاولت التخلص من الآثار السلبية التي طالتها عندما تحولت فجأة للترويج لرجال الأعمال الذين يخططون للاستيلاء على الموقع وعلى رأسهم إبراهيم كامل عضو الهيئة العليا للحزب الحاكم وعضو أمانة السياسات، وكان الجيش والمخابرات وجناح داخل الحزب والنظام يقف بالمرصاد لمحاولته ومعه أعضاء جمعية مستثمري محافظة مرسى مطروح.
وتواصل الاهتمام بالمسلسلات التلفزيونية وتصريحات المفتي الدكتور الشيخ علي جمعة التي اكد فيها ان زكاة الفطر خمسة جنيهات وأضاف نقلا عن زميلنا محمد فرغلي ب'المصري'، 'إذا كان المسلم غنيا وصاحب مليارات لكنه من البخلاء فيجوز له إخراج الحد الأدنى وهي فيها شوية ندالة، بس الندالة مالهاش دعوة لأنه بذلك أدى الفريضة وسقطت عنه'.
ولذلك نشرت 'وطني' القبطية رسما لزميلنا نبيل صادق عن رجل اعمال يحتضن رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف وأمامهما مواطن بائس يغني وهو يبكي قائلا: ما خطرتش على بالك يوم تسأل عني.
وحذرت الصحف من استمرار الموجة الحارة حتى نهاية الأسبوع، وقد أدى ذلك بأحد الصائمين كما في كاريكاتير القارىء أسامة خليل في 'المسائية'، لان يستنجد بالعفريت قائلا له وهو يكاد يقبل قدميه ويديه: أبوس ايدك ياعم العفريت اضرب المدفع هموت من العطش.
وإعلان وزير الصحة تخفيض اسعار أربعة وأربعين صنفا من الأدوية في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، وإحالة المسؤولين في شركة بناء خاصة لمحكمة الجنايات لكسرها خطين للمياه في مدينة القاهرة الجديدة، واستمرار تدفق مياه الفيضان في بحيرة ناصر خلف السد.. وإلى بعض مما عندنا:
هجوم على البرادعي ومصطفى بكري يشكو
ونبدأ بالمعارك والردود، ونبدأها مع رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف، زميلنا وصديقنا إسماعيل منتصر، وهجومه في 'مجلة أكتوبر' التي تصدر عن الدار على الدكتور محمد البرادعي، وقوله عن تصريحاته لشبكة 'سي ان ان'.
'النجاح الحقيقي الذي استطاع الدكتور محمد البرادعي تحقيقه والانجاز الوحيد الذي قام به على امتداد الفترة الماضية، هو إجبار الجالسين في مقاعد الحياد من قضيته على التخلي عن مقاعدهم والوقوف ضده.
الرجل يطرح نفسه رئيسا لمصر وهو مثل أي خواجة لا يعرف من شؤونها إلا القليل ولا يملك برنامجا واحدا لمواجهة مشاكلها، يقضي في الخارج معظم وقته، فإذا عاد لمصر في زيارة قصيرة قام بأفعال مضحكة لتسويق نفسه،
يتحدث عن الديمقراطية ويتحالف مع الإخوان وهو يعلم أنهم أبعد ما يكون عن هذه الديمقراطية، ثم إن كل أحاديثه وكلامه للإعلام الغربي، كأنه يريد أن يضمن أن تصل رسائله إلى من يهمهم أمره، وهو بعد ذلك لا يخجل من التحريض ضد وطنه وأمته العربية، فيحذر الدول الغربية من فقدان مصداقيتها لدى الشعوب العربية لأنها تغمض عينيها عن الديمقراطية الزائفة في مصر، وتساند أنظمة الحكم الديكتاتورية في العالم العربي. من الذي يمكن أن يتعاطف مع الدكتور البرادعي بعد ذلك؟
من الذي يمكن أن يثق فيه؟ من الذي يستطيع تصديق كلامه ووعوده؟ من الذي يتحمل تصريحات مثل تصريحاته الأخيرة لشبكة 'سي إن إن؟'.
ومنه إلى زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير جريدة 'الأسبوع' الأسبوعية المستقلة وعضو مجلس الشعب مصطفى بكري، الذي بدأ يشكو من مضايقات الحكومة له في حملاته الانتخابية، بعد أن تم تقسيم الدائرة التي يمثلها، فقال 'في كل مكان أذهب إليه، من المعصرة وحتى كفر العلو تطوقني الحشود الغفيرة بوقفتها البطولية، والتي تعبر عن أسمى المعاني النبيلة في شعبنا المصري الأصيل، يوم الجمعة الماضي بعد صلاة الجمعة وحتى قبل المغرب بقليل طافت بي الجماهير الأبية كافة شوارع ومناطق ومنادر وجمعيات عرب كفر العلو، كانت قلوبهم العامرة بالصدق والإيمان أبلغ رد على من مزقوا دائرتي الانتخابية، لقد أكد الشرفاء في وقفاتهم وتحديهم أنني كنت على الموقف الصحيح حين أعلنت بوضوح عزمي خوض الانتخابات في حلوان، وفي مواجهة الدكتور سيد مشعل وزير الدولة للإنتاج الحربي، متسلحاً بالثقة الكاملة في الجماهير القادرة بإيمانها على قهر المستحيل. لقد بدأت الحكومة تتدخل بكل ما تملك من امكانيات بينما يجري فرض الحصار عليَّ من كل اتجاه، وإذا كنتم تريدون حسم المعركة من الآن بطريقة أن الحكومة سوف تتدخل تدخلا مباشرا فنحن نتوجه إلى رئيس الدولة ونتساءل: هل مسموح باستغلال إمكانيات الحكومة وأموال الحكومة لصالح مرشح على حساب الآخرين؟'.
الأقباط و'دولة الكنيسة' ونكت البابا شنودة
وإلى أشقائنا الأقباط ومعاركهم، حيث تعرض البابا شنودة الثالث الى هجوم شديد يوم الخميس من زميلنا محمد علي إبراهيم رئيس تحرير 'الجمهورية' وعضو مجلس الشورى المعين، جاء فيه 'أن الكنيسة المصرية اختلفت في عهد البابا شنودة عنها في عهود سابقة، فلأول مرة تصبح مشاكل الأقباط وزواجهم أو طلاقهم مانشيتات صحف، ولأول مرة يدخل الكهنة والقساوسة مجال السياسة فيتحدثون عن الانتخابات وأحكام القضاء كما تحدث بعضهم عن أمله في أن تمنحهم الدولة نسبة مقاعد في البرلمان أسوة بكوتة السيدات، ولا شك أن الكهنة والقساوسة الذين تخرجوا في مدارس الأحد التي أنشأها ودعمها البابا شنودة أصبحوا الآن أقوى فصيل غير سياسي في الشارع المصري.
تحولت الكنيسة إلى دولة لها قوانينها التي لا يرضى الأقباط بغيرها، وأصبح هناك قانون واحد للأقباط وهو الذي يرضى عنه البابا، فعندما قال البابا إن لائحة 38 التي تنظم حالات طلاق الأقباط باطلة، تظاهر الأقباط تأييدا لقراره واعتراضا على حكم المحكمة التي أباحت لاثنين من الأقباط الحصول على ترخيص بالزواج مرة أخرى.
هنا تبدأ المشكلة حيث تصورت الكنيسة أن المحكمة تدخلت في الإنجيل، وأعلن البابا شنودة وكهنته وأساقفته أن هذا الحكم لن يطبق! معنى ذلك أن الكنيسة تقول للدولة لكم قوانينكم ولنا قوانيننا! وأجدني في هذه النقطة بالذات مدفوعا لسؤال الأخوة الأقباط، إذا كنتم خائفين من دولة دينية إسلامية تطبق عليكم الجزية وتحولكم إلى مواطنين من الدرجة الثانية ألا نخشى نحن كمسلمين من دولة دينية قبطية ترفض القوانين المصرية إذا كان فيها ما يخالف الإنجيل، هل ستصبح مصر دولة برأسين؟! وكان طبيعيا أن يغضب المسلمون من الشعار الذي رفعه الأقباط بعد التعديلات الدستورية، عام 2007 وطالبوا فيه بإلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على ان الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع.
لكن الشيء العجيب أن المادة الثانية من الدستور التي لا تعجب الأقباط كانت هي حجة مستشاري البابا ومنهم الأستاذ نجيب جبرائيل في الطعن على الحكم، قال طعن الكنيسة (إن الشريعة الإسلامية لا تجيز للحاكم المسلم أن يتدخل في معتقدات غير المسلمين، بل إن الشريعة الإسلامية تلزمه أن يحترم ويوقر هذه الأديان ويتركها لأصحابها فهم أولى بها).
وهكذا صارت الكنيسة دولة، تنتقد الإسلام والمسلمين، وتخرج المظاهرات ضدهم مطالبة بالقصاص والثأر وغسل العار.
والسؤال الذي يجب أن أسمع إجابته من أهل الاختصاص في الشأن القبطي، هل يجوز أن نفصل الأحكام على مقاس الأقباط فنرضى بما يتفق معهم ونرفض ما غير ذلك؟
القانون المصري يستمد الكثير من نصوصه وروحه من الشريعة الإسلامية، ولن نقبل قط أن تكون هناك دولتان في مصر تقبل إحداهما بعض القوانين وترفض البعض الآخر وتتظاهر ضده'.
والملاحظ هنا أن استمرار إبراهيم في هجماته ضد البابا والأقباط يحمل رسالة إليهم من جهة ما ردا على ما تعتبره استفزازات منهم وتحديا لسلطة الدولة.
أما البابا نفسه فكان مشغولا بإلقاء النكات والقفشات وهو مشهور عنه انه ابن نكتة، وكذلك المواعظ أثناء لقائه الأسبوعي في مقر الكاتدرائية، حيث يتلقى الأسئلة من الحاضرين، وقد نقلها إلينا مشكورا، مأجورا، على حسن صنيعه زميلنا وصديقنا ب'أخبار اليوم' جميل جورج ومنها 'سؤال من شاب يقول: أحد الكهنة سمح لي بالإفطار قبل التناول، ما رأي قداستكم؟
البابا: هذه تعاليم غير أرثوذكسية وغير جائزة نهائيا، الصيام قبل التناول الهدف منه تهيئة الجسد نهائيا من أي طعام، والمفروض على الأب الكاهن أن يرشدك الى الصح، وأرى انه يجب أن توقع عليه عقوبتين، الأولى لأنه لم يقدم التعاليم الصحيحة، والثانية لا لمكاره.
سؤال: في بعض الأحيان يسمحون للفتيان والسيدات اثناء الدورة الشهرية بدخول الهيكل والتناول، ما رأي قداستكم؟
البابا: هل هم بروتستانت؟ ان هذا غير مصرح به نهائيا، لأننا نعتبرها مفطرة، ووصف مثل هذا الأمر بالخطير ويجب امتحان الكهنة الذين لم يدرسوا في الكلية الاكليريكية حتى لا يفسدوا الشعب.
وطالب ايضا بامتحان زوجات الكهنة قائلا، ربنا يستر.
سؤال من زائر لدير المحرق: عندما أقف تحت مظلة الدير يطالبونني بسداد عشرين جنيها وأنا رجل فقير.
وهنا استدعي الأنبا يؤانس، لا يجوز هذا، بل وناشد الكهنة والمطارنة بسداد العشور، مش حاسيبكم، الكل مطالب بالعشور والبكور.
وسأل أحد الشباب عن عدد زوجات سليمان الحكيم وداود النبي، فقال البابا: وهل تريد ان تناسبه؟ عدد زوجات سليمان كثيرات، أما داود نحو ثمانية'.
لا، لا، الرجل يسأل، ولا نية لديه لمناسبة سيدنا سليمان.
وأخيرا الى 'مجلة المصور' وتحقيق متميز لزميلنا عماد حبيب عن الأقباط الذين يحفظون القرآن، وكانت فيه حكايات عجيبة، قال 'في قرية قرارة في مركز مغاغة بالمنيا وتمتد هذه القرية أسفل سفح الجبل وسكانها جميعهم من الأقباط ويوجد بها مقابر المسلمين من القرى المجاورة لها، في قرارة يحفظ الأطفال والشيوخ الأقباط القرآن ويقرأونه على مقابر المسلمين حتى ان ذلك أصبح مصدر الدخل الوحيد لبعض منهم.
عدد كبير من الأقباط المصريين يحفظون القرآن ويقرأونه ويدرسون تفسيره جيدا، علاوة على ان القرآن يدرس في كليات اللاهوت الإنجيلية والأرثوذكسية للطلاب الذين يصبحون قسساً وكهنة في المستقبل. التدريس هنا ليس بهدف التصادم والنقد إنما بهدف تقريب وجهات النظر وخلق لغة من الحوار ومساحات من التفاهم. 80 في المائة من القرآن موجود في الإنجيل مثل قصة آدم ونوح وزكريا وغيرهم من الأنبياء هذا ما يقوله كبار الكهنة الذين يحفظون القرآن.
ومن أشهر الذين حفظوا القرآن من الأقباط وكان يستشهد به في العديد من المواقف والمناسبات.
هو الذي أدخل مادة مقارنة الأديان الى كلية الإكليريكية والتي تهدف الى قيام الطلاب بالتعرف على جوانب التقارب بين الإنجيل والقرآن بهدف تنمية لغة الحوار بعد تخرجهم وعملهم كهنة في الكنائس وأسند تدريس هذه المادة إلى شقيقه القمص بطرس جيد راعي كنيسة العذراء بالزيتون لأنه كان يحفظ القرآن جيدا لأنه حفظه في قرى سلام بأسيوط مسقط رأسه في الكتاب ولكن بعد وفاة القمص بطرس جيد اسند تدريس هذه المادة إلى القمص عبدالمسيح بسيط راعي كنيسة العذراء في مسطرد ولكن بعد فترة تم إلغاؤها وأصبحت مادة اختيارية للطلاب، ومن أهم الكهنة الذين حفظوا القرآن القمص ارثناسيوس زكي راعي كنيسة العذراء بمسرة ويتحدث في القرآن جيدا، وحينما يتكلم ينال إعجاب الجميع وكان يستخدمه في المواقف التي تجمع بينه وبين المسلمين سواء في المؤتمرات والندوات.
وفي مطرانية شبرا الخيمة القمص بشوي ناثان يحفظ القرآن جيدا ودرس تفسيره مثله مثل مشايخ الأزهر.
والقمص باسليوس باسليوس بالكنيسة البطرسية بالكاتدرائية والقمص غبريال كاهن حارة الروم الأرثوذكس يحفظ القرآن ويعرف تفسيره جيدا وكان مشهورا بذلك ،والقمص بوليس باسيلي راعي كنيسة الأنبا انطونيوس في وسط القاهرة والقمص حزقيال وهبة كاهن كنيسة العذراء في مهمشة بالشرابية'.
الازهر والشيعة الجعفرية والاثنا عشرية
وإلى الإسلاميين ومعاركهم وتحقيق مجلة 'الأهرام العربي' الذي أعده زميلنا أحمد خالد عن المرحوم المجدد الديني وشيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت، وقوله عنه 'وتظل فتوى الإمام العلامة الشيخ شلتوت حول جواز التعبد بالمذهب الشيعي مثارا للجدل حتى الآن.
فهو قد أفتى بجواز التعبد بالمذهب الشيعي الجعفري في ضوء محاولاته للتقريب بين المذاهب، تظل هذه الفتوى مثارا للجدل حتى الآن، وهو جدل تخطى النقاش حولها إلى إنكار أن تكون صدرت عنه أصلا كما أكد الشيخ القرضاوي.
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وفي لقاء له في دورة علماء المستقبل التي انعقدت بالقاهرة في 7 نيسان (إبريل) 2009، عقب إلقائه محاضرة عن (الفتاوى الشاذة في الفقه الإسلامي، سأله أحد الحاضرين حول ما إذا كان فضيلة الشيخ محمود شلتوت، رحمه الله، قد أصدر فتواه بجواز التعبد على المذاهب الإسلامية الثابتة والمعروفة والمتبعة ومنها مذهب الشيعة الإمامية الجعفري، فبادره الشيخ بالإجابة: أنا أقول لك: هات لي الفتوى دي في أي كتاب من كتبه، أنا لم أر هذه الفتوى، أي واحد منكم فليقل إني شفتها في كتاب كذا أو مجلة كذا، أنا عايشت الشيخ شلتوت عدة سنوات وكنت من أقرب الناس إليه ما رأيته قال هذا، أين كتبها؟ وفي أي كتاب من كتبه؟ أنا أخرجت كتب الشيخ شلتوت الأربعة الأساسية، كتاب الإسلام عقيدة وشريعة، وكتاب فتاوى الشيخ شلتوت والأجزاء العشرة الأولى في كتاب التفسير وكتاب من توجيهات الإسلام، وكانت هذه ضائعة في الصحف والمجلات والاذاعة، فجمعت هذه الأشياء أنا وزميلي الأخ أحمد العسال، ونوه القرضاوي بأن الطبعة الأولى من كتب الشيخ شلتوت التي صدرت بناء على تكليف من د .محمد البهي أحد علماء الأزهر والتي أخرجها الأزهر تقول في مقدمتها: نشكر الشابين الأزهريين يوسف القرضاوي وأحمد العسال على جهدهما في إعداد هذه الكتب، كما أكد الشيخ العسال ما ذهب إليه الشيخ القرضاوي، قائلا: هذا كلام صحيح حديث القرضاوي والله على ذلك شهيد. وأضاف: عندهم أصحاب المذهب الجعفري مبدأ عصمة الأئمة وهذا لا يجوز شرعا، لأن الله تبارك وتعالى هو وحده المعصوم، ومثل هذا الخلاف السابق غريب جدا خصوصا أنه جاء في وقت نحن أحوج فيه الى التقريب والتقارب وليس التنافر والتباعد، وهو ايضا ضد ما كان يدعو إليه الشيخ شلتوت، فقد جاء إسهام الشيخ شلتوت الأكثر تميزا، كما يقول ياسر حجازي، في التقريب بين المذاهب الإسلامية، فقد كان يرى أن تفرق المسلمين وتشرذمهم هو السبب الأساسي وراء تأخرهم واغتصاب حقوقهم.
وكانت دعوة التقريب بين السنة والشيعة (الإثنى عشرية) قد بدأت في مصر عام 1946، وتبناها الكثير من علماء الأزهر ورجاله، وواجهت الدعوة إلى التقريب في بدايتها معارضة من كلا الفريقين (السني والشيعي) لسوء فهمهما لقصدها ،حيث أشيع أنها تريد إلغاء المذهب أو إدماج بعضها.
أدخل الإمام شلتوت فقه الشيعة في مناهج الدراسة بالأزهر إلى جانب فقه المذاهب الإسلامية للتقريب بين جماعات المسلمين وأصدر من خلال مجلة (رسالة الإسلام) لسان حال جماعة التقريب تفسيرا للقرآن اتخذ من خلاله منحى يساير جماعة التقريب في طرح الخلافات المذهبية فلا يقحم فيه القرآن أو على القرآن من رأي خارج عنه أو مصطلح انتزع من مصدر آخر، فجعل كلمات القرآن يفسر بعضها بعضا، كما أطلق الحرية للقرآن في أن يدلي بما يريد دون أن يحمل على ما يراد وبهذه المثابة يصبح تفسير القرآن تفسيرا للمسلمين أجمعين، وعليه يقام أساس التوفيق بين المسلمين'.
والقرضاوي يشير إلى عمله هو وأحمد العسال في وزارة الأوقاف بعد الإفراج عن الإخوان المسلمين عام 1955 في أعقاب الصدام الذي حدث مع ثورة تموز (يوليو) عندما حاولوا اغتيال خالد الذكر في ميدان المنشية في أكتوبر عام 1954.
وكان قد تم تعيينهم في الوزارات والمصالح المختلفة وإعادة الآخرين الى أماكنهم، وهم الذين أفرج عنهم.
وكان الدكتور البهي وزير الأوقاف من الإخوان، أما بالنسبة للشيخ محمود شلتوت (رحمه الله) فكان وراء فكرة تطوير الأزهر، وتم الاعتراف بعد الثورة بالمذهب الاثني عشري في الأزهر، والآن تم الإقرار بجواز التعبد عليه وعلى المذهبين الأباضي والزيدي.
ومن معارك الإسلاميين ايضا ما قاله الدكتور مصطفى الشكعة في حديثه ب'مجلة الإذاعة والتليفزيون'، مع زميلتنا الجميلة ريهام كمال عن أسباب ابتعاده عن المحظورة، آسف، الإخوان المسلمين، قال 'فمنشىء الإخوان المسلمين توفي إلى رحمة الله منذ أكثر من نصف قرن، وكان إماماً جليلا ومعلماً للأجيال وقد تعرفت عليه عن طريق التحاق أخي الأكبر بالجمعية وأنا تلميذ في الثانوية وظللت ابنا للإخوان وأنا في التعليم الجامعي ثم تخرجت وعملت بالتدريس وطلبت للعمل في صنعاء باليمن، وفي تلك الفترة التي عشتها في اليمن وقعت الثورة الأولى التي قتل فيها الإمام يحيى حميد الدين ومن قاموا بالثورة أرسلوا يدعون البنا لكي يحضر ويبارك ثورتهم ولكن الاستاذ ارسل اثنين من كبار الإخوان، أحدهما يحتل منصبا في الجماعة والثاني كان محررا في جريدة الجماعة، الشخصية الأولى لم تكن جيدة السلوك وحدث منها بعض التجاوزات الأخلاقية التي لا تؤهله لعضوية الإخوان فلما عدت إلى القاهرة بعد تلك الرحلة قدمت استقالتي الى المرشد العام من الجماعة ما لم يفصل ذلك العضو الذي كان في اليمن والذي أساء لنفسه وللإخوان، وقبل أن يبت أو يحسم البنا أمره المطروح، انتهت حياته على النحو المعروف، وانتهت صلتي بالإخوان منذ ذلك التاريخ'.
والذي أتذكره ان من الذين أرسلهم البنا إلى اليمن كان الجزائري الفضيل الورثلاشي، والثاني لا أتذكره الآن، قاتل الله الشيخوخة.
مسلسل 'الجماعة' والدعم الخليجي للاخوان
وإلى الإخوان المسلمين، وهذه المرة من زاوية ردود الأفعال على المسلسل التليفزيوني (الجماعة) والذي يعرضه التليفزيون المصري وقال عنه امس في صفحة ( رمضان كريم) ب'جريدة الشروق' زميلنا محمد عدوي 'لا أعرف إذا كان كل من يتحدث عن مسلسل الجماعة في حلقاته الأولى يدرك ان ما يرونه في المقام الأول ينتمي الى فصيل الدراما والأعمال الإبداعية الفنية وليس كتابا أو مقالا خطه مؤلف المسلسل وحيد حامد بيديه، فأغلب الظن أن الجماعة ومن يحركها لا يبحثون إلا في أفكار وحيد حامد وما يرون من أنه عداء مباشر لهم، وقسوة متناهية عليهم، وهذا حقهم فهم لا يعون دور المخرج ومدير التصوير والممثلين وصناع العمل الآخرين.
والحقيقة أن الصراع الذي وضع فيه مسلسل الجماعة مهد لما يحدث الآن، فقد تبارت الأقلام والمنتديات التي تؤكد أن الإخوان كتائب منظمة (كما أكد وحيد حامد في المسلسل) فهم يعملون وفقا لاستراتيجية هجوم مدبر ومخطط على الرجل منذ اللحظات الأولى لعرض الجماعة، صحيح أن بعض أفكار وحيد حامد يمكن مراجعتها والتناقش فيها، لكن لا يمكن أن تقابل بهذا الهجوم الضاري، والاتهامات التي تهدف لإرهابه، وإرهاب من يرون أن المسلسل جاء في توقيت مناسب جدا لكشف خبايا التنظيم المحظور، كنت أتمنى أن يكون الرد في إطار مناظرة بين وحيد حامد وبين الإخوان بدلا من شن هجوم على الإنترنت داخل كتائب الردع الإخوانية التي تشن حربا فكرية وتدعي أنها كتائب لمكافحة الإرهاب الفكري، في النهاية لابد أن نعترف بأن مسلسل الجماعة من الأعمال الفنية التي تستحق المتابعة كما يستحق صناعه الذين سقطوا كضحايا في معركة الأفكار المتبادلة بين الإخوان ووحيد حامد الشكر والثناء'.
أما زميلنا عبدالله كمال رئيس تحرير جريدة 'روزاليوسف'، وعضو مجلس الشورى المعين، فقد وجه هجومه ضد القنوات الخليجية والمصرية الخاصة لعدم عرضها المسلسل، بقوله أمس ايضا 'عمل بهذه الضخامة وهذا المستوى الفني البديع كان لابد ان يعرض في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، لكن غالبية القنوات الخليجية التي تخضع لاعتبارات سلفية معقدة وتربط المسيطرين عليها تحالفات مفهومة مع أطراف إخوانية، كان ان قال مسؤولوها: إن قرار العرض في المحطات يحتاج الى تصريح سياسي من قيادات الدول، لا أظن انه توافر حتى الآن، على الرغم من ان هناك قنوات خليجية تحمست قبل عامين لبث مسلسل حاول الثناء على عصر الملكية في مصر، اي مسلسل الملك فاروق الذي انتجته وأذاعته مرارا محطة الإم بي سي، ليس على قنوات الخليج حرج، حساباتها مفهومة ومتفهمة، ولكن ماذا عن القنوات المصرية المهتمة بالدراما الرمضانية أو المتفرغة لها، لماذا لم يبث هذا المسلسل في قنوات الحياة الثلاث، أو في قناتي دريم، أو في قناتي بانوراما دراما، أو في قناتي ميلودي دراما، أو في قناة المحور؟هل هذه سياسات القنوات؟ هل هي ارتباطات الوكالات الإعلانية؟ هل هي الحسابات الخليجية لتلك المحطات على اعتبار ان بعضها بدأ ارتباطه بسوق الإعلان الخليجي ينمو، بدليل قبول بعضها لإعلانات يمكن القول انها ذات طابع سياسي، وبعضها ينجرف الى ان يكون عن طريق مساهمات مالية خليجية ظاهرة أو ارتباطات غير ظاهرة ينجرف إلى أن يكون عنصرا في منظومات الإعلام الخليجي حتى لو كانت لافتاتها مصرية؟'.
المحامون المستوردون والرشاوى
وإلى المشاكل التي يموح بها المجتمع، وتتعدد وتتنوع، وقد أشار إلى واحدة منها زميلنا وصديقنا بمجلة 'روزاليوسف' والكاتب الساخر عاصم حنفي بقوله عنها 'ولماذا إذن لا نستورد محامين من بلاد بره للنزول بأسعار الصنف المحلي، وجميع التقارير واستطلاعات الرأي التي قمت بها شخصيا تؤكد ارتفاع اتعاب المحامين، وبعضهم يتعامل معنا على الموضة، وبالدولار الأخضر، بما يعني ان العدالة عرجاء، بدليل فشل المراكبي الفقير في التعاقد مع محام على قد الحال فحكمت عليه المحكمة بالسجن المشدد عشر سنوات، في حين نجحت شقيقة الممثلة زينة في التعاقد مع محام خمس نجوم، تقاضى خمسة ملايين فأخرجها من القضية مثل الشعرة من العجين، ونسمع عن أتعاب المحامين، وكأنهم من بلاد أخرى، والمحامي نصف المشهور يتقاضى مليونا وهناك محام من البهوات يشترط قبل الإطلاع على القضية أن يحصل على خمسين ألف جنيه ، وقبل أن يحدد ان كان سيتولى الدفاع أم سوف يعتذر، وهناك من المحامين من يعتذر سلفا عن قبول قضايا جديدة، سعادته يختار القضية تبعا لأطرافها، فلو كانوا من السادة نجوم رجال الأعمال فأهلا وسهلا، ولو كانوا من طينتنا فالنوم في البيت أسهل وأرخص، هناك محام مشهور تخصص في الدفاع عن المرتشين ولصوص المال العام يتقاضى حاليا في قضية معروضة امام القضاء عشرين مليونا من عملتنا الوطنية وأمسك الخشب منعا للحسد والقر والعين التي تفلق الحجر'.
وأما ثانية المشاكل فستكون من نصيب زميلنا محسن حسنين نائب رئيس تحرير 'مجلة أكتوبر'، وهو خفيف ظل وساخر ايضا مثل عاصم، قال 'ياجماعة حد يلحق حي شرق مدينة نصر دا بيولع بجاز وسخ! فصديق صيدلي شكى لي وهو يضحك ويغضب في نفس الوقت عن الرشاوى اللي بتتاخد عيني عينك في الحي ومن على شباك التراخيص، الموظف قال له: عايز ألفين جنيه حق الشاي بتاعي علشان أطلع لك الترخيص، فرد الصيدلي طب لو ما دفعتش.
قال له: تبقى تقابلني في المشمش لو خدت الترخيص.
فقال له الصيدلي: طب خليهم ألف جنيه.
فرد الموظف ببجاحة: هما 1350 جنيها من الآخر، ومفيش فصال.
فقال له الصيدلي وهو يهمس في أذنه: طيب أنا مستنيك بره علشان تركب معايا العربية وأديك الأمانة.
رد عليه الموظف ضاحكا، إيه يا عم جو الرعب اللي أنت عامله ده؟
اديني الفلوس دلوقت، وخلصني.
قال له: بس الناس كلها شيفانا، ومديرك اللي وراك شايفنا.
رد عليه الموظف المرتشي ساخرا: يا عم ما أنا عايزه يشوفني وأنا باخد الفلوس علشان هو اللي هيقاسم معايا.
هذا الكلام طبق الأصل من 'رواية' الصيدلي لما يحدث في حي شرق مدينة نصر، وأتمنى أن يكتب لنا المحافظ المحترم الدكتور عبدالعظيم وزير نهاية لهذه الرواية الرديئة'.
جمال مبارك والتوريث والقبيلة
وإلى جمال مبارك واستمرار المعارك بسببه ومن حوله ومعه وضده، وقال زميلنا وصديقنا في "الأهالي" مدحت الزاهد، في "العربي"، لسان حال حزبنا العربي الديمقراطي الناصري الذي لم أعد عضوا في لجنته المركزية أو أمينا للإعلام بأمانة القاهرة "هل قرأ جمال قانون صعود وهبوط القوى السياسية في مصر منذ مطلع الألفية؟ ليرى أن جماعات التغيير التي صعدت ومارست درجات من التأثير على بعض السياسات هي التي صعدت ومارست درجات من التأثير على بعض السياسات ،هي التي تمردت على ارتداء ثوب مهترىء ضاق عن الحد الأدنى من الاستجابة لمطالب الحريات الديمقراطية، وهي التي تخطت حدود هيكل سياسي وتشريعي خانق، والقوى التي هبطت هي القوى الرسمية التي تم احتجازها خلف قضبان تعددية مقيدة فتراجعت خلف القضبان وفقدت بريقها، وهل تغني الزفة البلدي جمال أو غيره من الإجابة عن سؤال كيف يحكم مصر، وماذا يفعل الرئيس الجديد (مهما يكن السيناريو الذي دفع به الى السلطة) مع حقيقة تركز الثروة المنهوبة بصورة غير مسبوقة في تاريخ مصر، وهبوط أغلبية الشعب تحت خط الفقر وهي أوضاع تعبرعن قوى اقتصادية واجتماعية وسياسية متنفذة؟ يرتكز عليها بالأساس مشروع التوريث وهو آخر ما تحتاجه مصر في ظروفها الراهنة حتى لا تنقلب الزفة البلدي لسرادق عزاء".
أما الأستاذ بكلية الطب وأبرز مؤسسي جماعة 9 مارس بالجامعات الدكتور محمد أبو الغار، فقد شن هجوما عنيفا في نفس اليوم، الأحد، في "المصري اليوم" ضد من أطلق عليهم قبيلة جمال مبارك وقال عنهم "قبيلة جمال مبارك هي قبيلة تأسست منذ أقل من عقد من الزمان وبدأت القبيلة طور التكوين حين قرر جمال مبارك بعد عودته من لندن الانخراط في السياسة وفكرت في تكوين حزب سياسي جديد يحتل مكان الحزب الوطني، كما احتل الحزب الوطني مكان حزب مصر برعاية الرئيس السادات، ولكن الحرس القديم وكان في عنفوانه لم يوافق على هذه الفكرة خوفا من ضياع نفوذه وظهرت الفكرة باختراع لجنة جديدة في الحزب سميت بلجنة السياسات وترأسها جمال مبارك.
كانت النواة الأولى لقبيلة جمال مبارك تضم مجموعة صغيرة من أساتذة كلية الاقتصاد وانضم إليها بعض من رجال الأعمال المتطلعين لنفوذ سياسي، وكانت مهمة طليعة القبيلة هي تطوير الصورة الذهنية لدى الشعب المصري عن نجل الرئيس. بمرور الوقت اكتشف عدد كبير من الطامعين في السلطة والنفوذ من ناحية والراغبين في إحداث طفرة في ثرواتهم من رجال الأعمال من ناحية أخرى ان الالتحاق بلجنة السياسات والالتفاف حول جمال مبارك فيهما ميزة واضحة، وفعلا نجح عدد كبير من الملتحقين الجدد في أن يصبحوا بين زعماء الحزب الوطني بالرغم من انه لم تكن لديهم أي اهتمامات سياسية أو حتى وطنية سابقا، وكان مدخلهم للسياسة هو الالتحاق بركب جمال مبارك، وهو ما يفسر حجم الانتهازية الكبير في هذه المجموعة وانعدام الضمير الوطني في معظمها، ومع ارتفاع عمر الرئيس مبارك واحتمال تقاعده فإن فئة المنتفعين من أعضاء اللجنة ازدادت شراسة، وأخيرا عقد جمال مبارك اجتماعا مع بعض المثقفين شبه الرسميين نظمه وزير ثقافة لجنة السياسات ليرتبط اسم اللجنة بالثقافة للمرة الأولى.
هذه القبيلة التي توحشت شعرت بأنه آن الأوان لتنقض على منصب رئيس الجمهورية ولا يهم ان الرئيس ما زال رئيسا ولا يهم ان الشعب لا يطيقهم، ولا يهم أن تتويجهم بالسلطة سوف يكون توريثاًَ وبالتزوير، كل هذا لا يهم، ولكنهم يريدون المنصب وأن ينهشوا ما تبقى من مصر، وإن فشلت هذه القبيلة في تحقيق هدفها فسوف تذوب وتختفي في ثوان، لأنه ليس لها هدف وطني أو رؤية، وإنما فقط منفعة شخصية. قوم يا مصري، مصر دايماً بتناديك".
'القدس العربي' من حسنين كروم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.