1 . خبرٌ:(برلمان لبنان يسمح للاجئين الفلسطينيين بالعمل كالأجانب.) نص مقدمة الخبر:أقرّ البرلمان اللبناني اليوم الثلاثاء تعديلًا على قانون العمل يمنح اللاجئين الفلسطينيين حقّ العمل في كل القطاعات المسموح بها للأجانب، بعد أن كانت حقوقهم تقتصر على العمل في بعض القطاعات الحرفية واليدوية. التاريخ: 8/9/1431 ه الموافق 18-08-2010 م. إلى متى سيظل النظام العربي الرسمي يمثل دور النعامة التي تدس رأسها في الرمال،أو تخفيه تحت جناحها عندما يدركها التعب من مطاردة الصياد فتستسلم دون الاعتراف بالهزيمة وتكابر وتتهرب من نتيجة تلك الهزيمة؟ فهل يريد لبنان أن يكون استثناءً بذريعة المعادلة الديموغرافية والحجج الطائفية والعلائق مع أكثر من دولة غربية لأكثر من جهة فيه؟ المبادرة العربية للسلام التي أقرت في مؤتمر القمة العربي ببيروت وبالإجماع الرسمي عام 2002م،تقضي بتوطين اللاجئين كل في مقر إقامته،وهو مطلب سلطة جواسيس أوسلو صراحة على لسان(رئيسها منتهي الولاية فاقد الشرعية محود رضا عباس مرزا)الذي تحتضنه الجامعة العربية ،وتفرضه رئيسًا مزعومًا على الشعب الفلسطيني. ومنذ ذلك الحين وجميع الإجراءات الرسمية العربية تسير في هذا الاتجاه بهدف تصفية كل ذيول القضية الفلسطينية انطلاقًا من قبول اليهود ملاكًا لفلسطين،واعترافًا بهم رسميًا كدولة تحظى باعتراف خمسين دولة إسلامية كما يسوقها الوكيل محمود رضا عباس مرزا. 2. مطبخ جورج ميتشيل:تطبيعٌ وتطبيعٌ وتطبيع وتطبيقًا لمطالب الإدارة الأمريكية الصهيونية الصريحة والضمنية وفي أكثر من مناسبة وعلى لسان أكثر من مسؤول وبصيغ صريحة لا تقبل النقاش بضرورة التطبيع الكامل مع اليهود بفتح الحدود والمطارات ورفع القيود وإزالة جميع أشكال المحذورات عن تنقلهم عبر جميع البلاد العربية إن لم يكن بجوازات يهودية رسمية فبجوازات سفر من كل الدول الأوروبية والأمريكية. ومتابعة للتحليل فإنه يبدو أن هذا النهج الجديد هو جزء مما قام بفرضه جورج ميتشيل عبر إدارة باراك أوباما في إطار خطته التي تمهد لولادة حل الدولتين الخادع،وفرض وضع لا يمكن الفكاك منه على سلطة أوسلو العميلة في رام الله لتصفية القضية،والتفريط في الحقوق الشرعية،تحت لعبة المفاوضات غير المباشرة والضمانات والتمنع اليهودي والرباعية والمرجعية وغير ذلك مما تجاوزته الأحداث على أرض الواقع. وفي المقابل شهدت سنوات ما بعد المبادرة المذكورة وفي أكثر من بلد عربي تشديد القيود على قطاع غزة وحصار حكومة حماس ،وتوجيه الضغوط خاصة إلى كل من يحمل وثيقة السفر الفلسطينية المصرية،وحصرهم في أضيق الحدود،وإثارة الشكوك حولهم،وإحاطتهم بجو من الريبة التي توجب التشدد،وزيادة المعاناة ليقبلوا بالأمر الواقع الذي يتنشر قبوله رسميًا وشعبيًا وبكل المستويات في البلاد العربية من الخليج إلى المحيط بعد أن جرى الترويج له إعلاميًا ومعرفيًا في قطاعات واسعة في الصحافة والقنوات الفضائية والأوساط المقربة من دوائر القرار الرسمي،وجرت عملية واسعة من تأسيس الشركات المشتركة مع اليهود،ومشاريع الاستثمار في قطاعات اقتصادية متنوعة:تجارية وصناعية وزراعية،وخدمة لهذا التوجه في إطار المبادرة المذكورة يجري التنسيق الأمني المباشر وغير المباشر بكل مستوياته وأشكاله،وفي هذا الإطار وفي روح هذه البيئة جرى اغتيال الشهيد المبحوح في دبي دون أن يظهر مجرد أمل في التوصل إلى قتلته الذين استخدموا جوازات أوروبية مزورة ،وأطلقت ألمانيا سراح أحدهم بكفالة مع أنه مطلوب دوليًا حسب مذكرة شرطة إمارة دبي. واستفادة من هذه الأجواء من التطبيع وجه الصهاينة الصفعة المهينة لحكومة رئيس الوزراء التركي أردوغان من خلال العدوان على أسطول الحرية التركي المتجه إلى غزة ،حيث قتلوا وأصابوا عددًا من الناشطين التراك تحديدًا على ظهر السفينة مرمرة. 4. العبرة في التطبيق بسقوط منطق الغيتو · فهل ينهي القرار البرلماني اللبناني الديموقراطي حالة الغيتو الفلسطيني في لبنان؟ · وإلى أي مدى سيقبل الطرف المسيحي اللبناني بمختلف أطيافة أمرًا رفضه بالأمس القريب وكاد يحدث فتنة داخلية؟ · وهل يمكن أن نقول إن هذا الطرف المعارض قد تفهم معطيات واستحقاقات معادلة جديدة واردة في حل وشيك قادم حتي قبل إسقاط التابو والفيتو الذي كان يرفعه من أعلى قمة الهرم السياسي والديني إلى القواعد الاجتماعية والإعلامية الصغرى في تياراته وتشكيلاته المختلفة؟ · وما مدى قابلية هذا القرار للتنفيذ في وجود تأثير الكثير من المزاعم التي شكلت سيفًا مسلطًا على رقاب من رمتهم الأقدار إلى مخيمات اللجوء في رحاب (إخوتهم) من اللبنانيين العرب مسيحيين ومسلمين،وفُرضت عليهم لعقود طويلة وخاصة بعد خروج المنظمة من لبنان عام 1982م وضعًا أقسى وأنكى وأكثر إهانة للإنسانية مما كان يعاني منه سكان الغيتو اليهودي التقليدي في القرون الوسطى؟ · أفلا كان الأحرى بهؤلاء أن يكسبوا بياض الوجه؛فيتعاملوا مع الوضع من منطلق واقعي ومنذ سنوات طويلة مضت،وهم يعرفون أن المواطنين اللبنانيين الذين يذرعون العالم شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا يحظون بالقبول ويقطفون ثمرات ومميزات العمل في كل قطاعات الحياة في البلاد العربية والإسلامية وغيرها دون أي إشارة من تمييز بين مسيحي أو مسلم أو علماني أو حتى شيوعي أو درزي أو شيعي أو أرمني أو غيرها من المسميات التي تتمترس خلفها بعض الرموز ويرفعونها ذريعة لحصر الفلسطينيين في الغيتو اللبناني لعقود طويلة؟ 5 . من غرائب الأحداث إن أغرب ما كان في الوضع السابق لهذا القرار هو أن رجال الدين المسيحيين من المطارنة والكرادلة ومن يتمنطقون بالأحزمة المقدسة ويرفعون شعارات الديانة النصرانية الرحيمة المتسامحة كانوا على رأس من تنكروا لنصوص الإنجيل في التسامح والتراحم والسلام والتسامح في هذه القضية بدعوى مقاومة ومعارضة التوطين،وخالفوا سيرة وتعاليم النبي الكريم الرحيم عيسى بن مريم على رسولنا وعليه وعلى أمه أزكى الصلاة وأتم التسليم،مما جعل المرء يتعجب كيف أن بعض الأحزاب والقيادات اليسارية والعلمانية أكثر رحمة وإنصافًا وعدلاً وعقلانية وإنسانية من هؤلاء. ربما تكون روح العصر الحالي الذي تحكمه العولمة وتتصاعد فيه الدعوة إلى التمتع بالحرية والعدل وحقوق الإنسان هي أحد العوامل التي فرضت نفسها في النهاية وساوت بين الفلسطينيين وبين العمال الأجانب،حيث لا دخل للروابط الدينية والقومية والإنسانية والشعارات اليوتوبية والعبارات الرنانة في فرض ما أقره مجلس النواب اللبناني أخيرًا، ولا يعدو الأمر أن يكون مجرد استجابة لضغوط واقعية فرضتها العولمة التي لا تعرف إلا لغة المصالح المادية المجردة. 6. الشكر الموصول لأهل الأصول على أي حال فلا يسعنا إلا أن نشكر البرلمان اللبناني الشقيق على هذه الخطوة،ولا شك أن ذلك يأتي منسجمًا مع حقيقة الموقف اللبناني الإنساني والعروبي الذي أعاد العربة إلى المسار الصحيح،وهو انسجام مع وضع يمثل تاريخًا نضاليًا طويلاً من التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب العربي اللبناني البطل بكل أطيافه ومكوناته من خلال احتضانه للقضية الفلسطينية في كل مراحلها،وهذا تعبير حقيقي عن نبل هذا الشعب وعراقته وأصالته ونبله المتأصل والمتجذر في أعماق تربته.