بيروت:قررت هيئة الحوار الوطني اللبناني اثر اجتماع عقدته الخميس "الاسترشاد من الدروس المستفادة" من الاشتباكات الحدودية الدامية التي وقعت قبل اكثر من اسبوعين بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي خلال بحثها في استراتيجية دفاعية للبلاد.وافاد بيان صادر عن المجتمعين في قصر بيت الدين المقر الصيفي لرئيس الجمهورية، انه جرى الاتفاق على "مواصلة البحث في الاستراتيجية الوطنية الدفاعية واستكمال تقديم الدراسات الخاصة بهذا الموضوع والاسترشاد في هذا المجال من الدروس المستفادة من واقعة العديسة". ووقع في الثالث من آب/اغسطس اشتباك حدودي بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي تسبب بمقتل جنديين وصحافي في الجانب اللبناني وضابط اسرائيلي في مواجهة عسكرية هي الاخطر منذ حرب تموز/يوليو 2006 بين اسرائيل وحزب الله، والاولى من نوعها بين الجيشين منذ عقود. واطلق رئيس الجمهورية ميشال سليمان في السابع من اب/اغسطس من موقع الاشتباك قرب قرية العديسة اللبنانية الحدودية "حملة وطنية وعربية ودولية لتسليح الجيش اللبناني". وبحسب بيان اليوم الخميس، نوه سليمان في افتتاح جلسة الحوار "بالتصدي البطولي للجيش اللبناني في مواجهة العدوانية الاسرائيلية وبموقف المقاومة التي وضعت نفسها بتصرف الجيش"، في اشارة الى حزب الله. واكد سليمان "اهمية تسليح الجيش وتوفير العناصر اللازمة لوضع خطة تسليحه موضع التنفيذ". وقد اعلن وزير الدفاع الياس المر السبت انشاء صندوق لدعم الجيش لدى مصرف لبنان لتلقي الهبات المخصصة لتمويل تجهيز الجيش. ويعاني الجيش اللبناني الذي يضم ستين الف عنصر على الاقل، من نقص في العتاد والتجهيزات، ولا يملك منظومة عسكرية جوية تستطيع التصدي لسلاح الجو الاسرائيلي الذي يخترق الاجواء اللبنانية بشكل شبه يومي. وعقدت جلسة الحوار التي تضم القيادات اللبنانية الممثلة لكل الاطراف والاحزاب السياسية برعاية سليمان وفي حضور رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري، وغياب وزير الدفاع الياس المر "بدواع صحية" والزعيم المسيحي ميشال عون الذي يقود التيار الوطني الحر. وعقدت القيادات اللبنانية حتى الآن احدى عشر جلسة حوار تستهدف في الاساس البحث في استراتيجية دفاعية للبلاد ومن ضمنها سلاح حزب الله. ويتمسك حزب الله، ابرز اركان قوى 8 آذار الممثلة بالاقلية النيابية، بالاحتفاظ بسلاحه في مواجهة اسرائيل. ويشير حلفاؤه الى عدم امتلاك الجيش اللبناني القدرات اللازمة لهذه المواجهة، للدفاع عن سلاح الحزب. في المقابل، تدعو قوى 14 آذار (اكثرية) الى ان تصبح ترسانة الحزب التي تضم كمية كبيرة من الصواريخ، جزءا من منظومة الجيش. وخلال جلسة اليوم، طرح سمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية الذي ينتمي الى قوى 14 آذار، على المجتمعين "مداخلة دفاعية موضوعية ومرحلية على اثر حادثة العديسة، وذلك حتى التوصل لحل لسلاح حزب الله". وجاء في مداخلة جعجع التي اطلعت عليها فرانس برس "يطلب من حزب الله ان يضع مجموعاته واسلحته في امرة الجيش وان لم يطلعه على نقاط تمركزها ووجودها". وعلق النائب عن حزب الله الذي شارك في الجلسة محمد رعد بالقول للصحافيين عقب الجلسة الحوارية ان مداخلة جعجع "لم تكن ايحابية ولا مشجعة". وحدد المجتمعون في بيت الدين الثلاثاء 19 تشرين الاول/اكتوبر موعدا لانعقاد الجلسة المقبلة في القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت. واكد البيان الصادر عن الاجتماع ايضا "اهمية الوفاق الوطني وترسيخ الاستقرار السياسي والامني (...) والاستمرار بنهج التهدئة الاعلامية والسياسية". كما اعلن "المضي في الحملة الوطنية الهادفة لتاكيد حق العودة ورفض التوطين". وانعقد الاجتماع الذي وصفه بري ب"الهادىء بنسبة 70 %"، في وقت يختبر لبنان وقع التطورات المرتبطة بقضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والقرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تحقق في الجريمة. ويخشى حزب الله تضمين القرار الظني اتهاما له بالتورط في الاغتيال. وكلف مجلس الوزراء اللبناني الاربعاء وزير العدل اعداد ملف عن شهود زور محتملين في القضية بناء على طلب من حزب الله، الذي سلم القضاء اللبناني الثلاثاء مستندات طلبها مدعي عام المحكمة الخاصة بلبنان وتتعلق باتهام الحزب ل"اسرائيل" بالتورط في الجريمة. واغتيل الحريري في انفجار شاحنة مفخخة في الرابع عشر من شباط/فبراير 2005، وقتل معه 22 شخصا آخرين.