بغداد:قال رئيس الجهاز المركزي للاحصاء وتكنولوجيا المعلومات يوم الاربعاء ان العراق سيمضي قدما في خطط اجراء أول تعداد كامل للسكان منذ عام 1987 يوم 24 اكتوبر تشرين الاول.وقد يثبت ان تعداد السكان مثير للجدل في بلد مزقته سنوات من الحرب الطائفية ومازال يعاني من الفرقة بين الغالبية الشيعية والسنة الذين كانوا يهيمنون في وقت من الاوقات على الساحة السياسية والاقلية الكردية. وحذر مسؤولون امريكيون من التسرع الى اجراء التعداد. لكن مهدي العلاق رئيس الجهاز المركزي للاحصاء وتكنولوجيا المعلومات قال انه لا توجد خطة لتأجيل التعداد مرة ثانية رغم فشل السياسيين منذ انتخابات مارس اذار في تشكيل حكومة جديدة. وزاد الجمود السياسي منذ السابع من مارس اذار المخاوف من العودة الى عنف أوسع نطاقا بينما تنهي القوات الامريكية عملياتها القتالية يوم 31 اغسطس اب ومن اصابة القطاع العام بالشلل.وقال العلاق لرويترز "تشكيل الحكومة أمر منفصل تماما عن اجراءات تنفيذ التعداد ... انه لا يتعارض مع تأخر تشكيل الحكومة." وتأجل اجراء التعداد لمدة عام بسبب القلق من اضفاء الصبغة السياسية عليه. ويعارض اجراء التعداد الجماعات العرقية في مناطق متنافس عليها مثل مدينة كركوك الشمالية التي يقطنها عرب واكراد وتركمان وبها حقول نفط مهمة لانه قد يكشف عن توزيع للسكان قد يقوض الطموحات السياسية. والاحصاء قد يقدم اجابات أو يخلق نزاعات في بلد يخيم عليه العنف منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003 ويحاول الان تعزيز امن هش وهو يقرر كيف يقتسم ثروته النفطية. ولدى العراق ثالث أكبر احتياطيات نفطية في العالم. ولن يسأل التعداد عن عمد المسلمين العراقيين ان كانوا شيعة أم سنة. لكنه قد يذكي التوترات العربية الكردية.ويزعم الاقليم الكردي الذي يتمتع بحكم ذاتي في الشمال ان كركوك تابعة له. وسيحدد التعداد ان كان الاكراد هم أكبر كتلة عرقية في المدينة وهو الامر الذي يمكن ان يعزز مطالبهم. وهذا التعداد سيكون الاول الذي يشمل الاقليم الكردي منذ عام 1987. واذا وجد ان الاكراد يمثلون نسبة مئوية أكبر في اجمالي تعداد السكان عما كان يعتقد في السابق فان الدستور ينص على انه يجب ان يحصل الاقليم على شريحة أكبر في الميزانية الاتحادية من النسبة الحالية التي تبلغ 17 في المئة وعلى مدفوعات بأثر رجعي. وقال العلاق "استعداداتنا تعتبر في المراحل النهائية. نحن ماضون في طريق تنفيذ التعداد .. لا يوجد أي قرار لتأجيله ولا نتمنى ان يحصل أي قرار لتأجيله." والاصرار على المضي قدما في اجراء التعداد في توقيت حساس فيما تنهي الولاياتالمتحدة العمليات القتالية يوم 31 اغسطس اب ويقل عدد القوات الامريكية الى ما دون 50 الف جندي وبينما يواصل الزعماء العراقيون التشاحن بشأن نصيبهم في السلطة فان كل هذه الامور تصيب بالقلق بعض المسؤولين الامريكيين. ويوم الثلاثاء قال الجنرال ريموند اوديرنو قائد القوات الامريكية في العراق المنتهية مدته "أعتقد انه يجب علينا ان نراقب هذه الامور بعناية كبيرة."وقال اوديرنو للصحفيين "انني أشعر بالقلق اذا تمسكنا بالتعداد فما هي العواقب.. هل يمكن ان تزيد التوترات دون ان تكون هناك حكومة تتعامل معها." وقال العلاق ان الجهاز أجرى احصاء تقريبيا للمنازل والاسر وان النتيجة جاءت قريبة من التقديرات السابقة بأن تعداد سكان العراق الان يبلغ 32 مليون نسمة.وسيسعى التعداد للحصول على اجابات للعديد من الاسئلة مثل عدد الارامل والايتام والمعاقين في العراق بعد عقود من الحرب.