غزة:يشتكي أهالي الأسرى في قطاع غزة من ضعف كبير بالخدمات التي تقدمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر لأبنائهم المعتقلين بسجون الاحتلال الإسرائيلي والمقدر عددهم ب730 أسيرا وأسيرة واحدة.ويرى هؤلاء أن الصليب الأحمر بات في الآونة الأخيرة عاجزا عن تقديم خدماته المفترضة لأبنائهم المعتقلين خاصة فيما يتعلق بالزيارات ونقل الملابس ومتطلبات الحياة الضرورية.
ومنذ أسرت المقاومة الفلسطينية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في غزة عام 2006 بدأت سلطات الاحتلال بممارسة مزيد من التضييق على أسرى قطاع غزة وحرمت ذويهم من الزيارات ونقل ما يلزمهم.
عجز وتعنت وتقول الحاجة أم إبراهيم بارود والدة الأسير إبراهيم -المحكوم ب27 عاما قضى منها عشرين- إن الصليب الأحمر بات عاجزا منذ أربعة أعوام عن تقديم الخدمات المفترض عليه تلبيتها للأسرى لأسباب تقول "إنها بسبب تعنت الاحتلال وربطه قضية الأسرى بملف الجندي شاليط".
وأوضحت أم إبراهيم أن الصليب الأحمر كان قبل عام 2006 يستطيع أن ينسق لزيارات الأهالي وينقل الكثير من الاحتياجات للأسرى أما الآن "فنحن لا نعلم شيئا عن أبنائنا ولا كيف يعيشون في سجون الاحتلال؟ وتزداد معاناتهم مع زيادة احتياجاتهم".
وأضافت الحاجة الستينية للجزيرة نت "اجتمعنا مع مندوب الصليب الأحمر وأخبرنا أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا في قضية الزيارات لأن الاحتلال يربط كل ما يتعلق بالأسرى بقضية شاليط".
وتشير إلى أن ممثلين عن الصليب الأحمر يزورون بين الفينة والأخرى السجون وينقلون رسائل من بعض الأسرى لذويهم.
شح الخدمات أما إبراهيم الحلبي (40 عاما) شقيق الأسير رامز فأوضح أن خدمات الصليب الأحمر تكاد تكون معدومة لأسرى غزة منذ أربعة أعوام، موضحاً أن أقصى ما تستطيع فعله لجنة الصليب الأحمر في الوقت الحالي هو نقل رسالة شفهية كل ستة شهور أو أكثر من ذوي الأسير لابنهم وبالعكس.
وأشار الحلبي في حديث للجزيرة نت إلى أنه في وقت سابق كان الصليب ينقل للأسرى كل ما يحتاجونه من ملابس وكتب وأدوات رياضية ورسائل مكتوبة.
من جهته قال مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة إن الاحتلال يضع عوائق كثيرة أمام الصليب الأحمر تمنعه من أداء مهامه وخاصة فيما يتعلق بأسرى قطاع غزة الذين يربط رفع المضايقات عنهم بالإفراج عن الجندي شاليط.
وأوضح حمدونة للجزيرة نت أنه يتعين على الصليب الأحمر أن يضغط على السلطات الإسرائيلية لتوفير الزيارات لأهالي أسرى قطاع غزة المحرومين منذ عام 2006 من كافة حقوقهم.
ويضيف "إذا لم يستجب الاحتلال لضغوطات اللجنة الدولية فعليها أن ترفع ذلك للأمم المتحدة وتدين إسرائيل وتتهمها بانتهاك قواعد حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف"، مشيرًا إلى أن الصليب لا يقوم بذلك مطلقا ولا يتحدث عن أنه لا يستطيع تقديم خدماته بسبب عراقيل الاحتلال وتعنته المتواصل.
لا تقصير في المقابل قال مدير دائرة الإعلام في مكتب الصليب الأحمر بغزة عمر فيري إن موضوع المعتقلين يدخل في صلب عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وإنهم يزورون أماكن الاعتقال ويتحققون من كون المعتقلين يحظون بحقوقهم الأساسية.
وأوضح فيري للجزيرة نت أن اللجنة إذا وجدت أي انتهاك أو سوء معاملة أو قصور فإنها تتحدث مباشرة مع سلطات السجن وإن لم تستجب تنقلها لمن هم أعلى منهم، مؤكداً أنهم يسعون بالحوار لحل ميداني للمشكلات التي يعيشها المعتقلون.
ورداً على الانتقادات الموجهة إليهم بالقصور تجاه أسرى غزة، قال فيري "نتفهم رؤية الأهالي بالنسبة لموضوع الزيارات ونحن نحاول دائما مع السلطات الإسرائيلية لإعادة برنامج الزيارات، ولكننا لم نصل لنتيجة حتى الآن معهم".
ونبه فيري إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليست بديلاً عن السلطة التي تعتقل والأخيرة هي المسؤولة عن احتياجات الأسرى، مؤكداً أنهم مستمرون في الزيارات لأسرى غزة ونقل رسائلهم لذويهم في غزة.