الرديف:يطمح المخرج التونسي علي العبيدي الى جعل الجنوبالتونسي قطبا سينمائيا متطورا يكون في خدمة قطاعي السينما والسمعي البصري في تونس وخارجها وذلك بمناسبة اطلاق مشروع اول وحدة انتاج سينمائي في مدينة الرديف على بعد 350 كلم جنوب غرب العاصمة تونس.واوضح العبيدي لوكالة فرانس برس الثلاثاء اثر وضع حجر اساس لهذا المركز في منطقة سيدي منصور المتاخمة للحدود مع الجزائر، ان المشروع "سيجعل من الجنوبالتونسي قاعدة للانتاج السينمائي والسمعي البصري وسيعطي دفعا جديدا لانتاج الفيلم والمسلسل العربي والاجنبي من الفه الى يائه في تونس لما يوفره من تقنيات من اعلى طراز". وتضم وحدة الانتاج المقامة على مساحة اربعة هكتارات بميزانية اولية تقدر بحوالى مئة الف دينار (150 الف دولار), استوديوهات تصوير وتحميض ومونتاج وحجر ملابس. وقد اطلق عليها اسم "تابديت" نسبة الى قرية بربرية تقع في الرديف, مسقط رأس العبيدي الذي رأى في اقامة هذا المشروع "محاولة للقطع مع المحورية والمركزية وخلق ديناميكية جديدة بين شمال وجنوب" تونس. وسبق ان انشأ المنتج العالمي طارق بن عمار ورئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلسكوني استوديوهات مشتركة في منتجع الحمامات على بعد 60 كيلومترا شمال العاصمة التونسية واخرى في منطقة قمرت في ضاحيتها الشمالية. واشار العبيدي الى "اهمية دور السينما في التنمية من خلال توفير الوظائف وتنمية السياحة الثقافية". واكد على دور هذا المشروع في توفير "فرصة هامة لبروز جيل جديد من الفنيين التونسيين في الانتاج السينمائي والسمعي البصري" الذين يشهد عددهم تزايدا في السنوات الاخيرة لافتا الى ان "20 تقنيا شابا من خريجي المدارس السينمائية في تونس سيتم توظيفهم بالمناسبة". وكشف علي العبيدي لوكالة فرانس برس انه باشر بالاشتراك سينمائيين تونسيين شبان كتابة سيناريو فيلم طويل سيتم انتاجه في هذا الفضاء الذي من المتوقع ان ينطلق العمل فيه مطلع نيسان/ابريل المقبل. ويروي العمل السينمائي الجديد قصة علاقة بين عائلتين واحدة تونسية واخرى اجنبية في الفترة ما بين 1940 و1970. وهو مقتبس عن كتاب "ظهيرة في الصحراء" للاديب التونسي مصطفي التليلي المقيم في الولاياتالمتحدة والحائز جائزة "كومار" للابداع العام 2008. ويعد هذا المشروع السينمائي اضافة لتجربة علي العبيدي (60 عاما) السينمائية التي تجاوزت العشرين عاما اخرج خلالها عددا من الافلام القصيرة والطويلة كان اخرها فيلم "الساعة الاخيرة" الذي عرض للمرة الاولى بالمناسبة وقد اهداه الى "روح طاهر الشريعة" مؤسس ايام قرطاج السينمائية الذي غيبه الموت الخميس الماضي. ويتطرق الفيلم الى المعاناة اليومية التي يعيشها صحافيو جرائد الاثارة في البحث عن موضوع مثير يخرج عن المألوف حتى وان جانب الحقيقة. ومن خلال هذه الفئة في المجتمع يكشف المخرج على سلوكيات منافية للاخلاق والمبادىء والقيم باتت تسود المجتمع ويفضح سلوك بعض وسائل الاعلام التي تجري فقط وراء الربح السريع على خلفية ان المعلومة سلعة تباع وتشترى بعيدا عن قوانين المهنة الصحافية النزيهة. واوضح العبيدي ان "هناك تطابقا كبيرا بين المعاناة التي يلاقيها الصحافي والضغوطات التي يتعرض اليها المبدع لا سيما السينمائي" مؤكدا على انه "بعيد كل البعد عن السينما التونسية السائدة التي تركز على البعد الذاتي وتتسم بكثير من النفاق". وعلي العبيدي حائز شهادة الاستاذية في الفنون-اختصاص اخراج سينمائي العام 1978 من المعهد العالي للفنون المسرحية والسينمائية في بوخارست. وقد سبق ان اخرج "برق الليل" (1990) ف"الرديف 54" بعد سبع سنوات. وبعد انقطاع دام نحو العشر السنوات اخرج العبيدي فيلمه الطويل الثالث "اللمبارة" العام 2007. وهو ايضا رئيس جمعية البيئة في الرديف التي ستنظم في الربيع المقبل "الدورة الاولى للمهرجان الدولي للافلام الوثائقية حول البيئة" في منطقة الرديف المنجمية المنتجة للفوسفات من اجل "قلب المفاهيم" على ما كشف العبيدي الذي سيصدر قريبا مجلة سينمائية بعنوان "الصورة الاصلية" بالعربية والفرنسية والانكليزية.