اليوم انطلاق تحيين السجل الانتخابي    في مسيرة لمواطنين ونواب ونشطاء .. دعم لسعيّد ... ورفض للتدخل الأجنبي    "دبور الجحيم"..ما مواصفات المروحية التي كانت تقل رئيس إيران؟    الحرس الثوري الإيراني: تلقينا إشارة من طائرة الرئيس المفقودة    العداء الشاب محمد أمين الجينهاوي يتأهل رسميا لدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024    انخفاض في أسعار الدجاج والبيض    الخارجية الإيرانية: جهود الوصول إلى مكان مروحية الرئيس متواصلة    يوميات المقاومة .. ملاحم جباليا ورفح تدفع بالأمريكان والصهاينة الى الاعتراف بالفشل...الاحتلال يجرّ أذيال الهزيمة    ردود أفعال دولية على حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني..    ماذا يحدث في حال وفاة الرئيس الإيراني وشغور منصبه..؟    البينين تشرع في إجلاء طوعي    انفعال سيف الجزيري بعد منع زوجته من دخول الملعب بعد تتويج الزمالك بالكونفدرالية (فيديو)    أولا وأخيرا .. «صف الياجور»    لَوَّحَ بيده مبتسماً.. آخر صور للرئيس الإيراني قبل سقوط مروحيته    قفصة: مداهمة منزل يتم استغلاله لصنع مادة الڨرابة المسكرة    حوادث.. وفاة 12 شخصا وإصابة 455 آخرين خلال 24 ساعة..    4 تتويجات تونسية ضمن جوائز النقاد للأفلام العربية 2024    الزارات -قابس: وفاة طفل غرقا بشاطئ المعمورة    جندوبة: تحت شعار "طفل ومتحف" أطفالنا بين روائع مدينة شمتو    تراجع توقعات الإنتاج العالمي من الحبوب مقابل ارتفاع في الاستهلاك العالمي    يوفر مؤشرات التخطيط الاقتصادي: اعطاء إشارة انطلاق المرحلة التمهيدية لتعداد السكان والسكنى    يوسف العوادني الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يتعرّض الى وعكة صحية إستوجبت تدخل جراحي    القيروان: الملتقي الجهوي السادس للابداع الطفولي في الكورال والموسيقى ببوحجلة (فيديو)    عاجل/ الرصد الجوي يحذر من حالة الطقس ليوم غد..    بعد "دخلة" جماهير الترجي…الهيئة العامة لاستاد القاهرة تفرض قرارات صارمة على مشجعي الأهلي و الزمالك في إياب نهائي رابطة الأبطال الإفريقية و كأس الكاف    الأهلي المصري يعامل الترجي بالمثل    هام: انخفاض أسعار هذه المنتوجات..    عاجل : ايران تعلن عن تعرض مروحية تقل رئيسها الى حادث    سفيرة الامارات في زيارة لصالون الفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس    لماذا كرمت جمعية معرض صفاقس الدولي المخلوفي رئيس "سي آس اي"؟    السيارات الإدارية : ارتفاع في المخالفات و هذه التفاصيل    اليوم : انقطاع التيار الكهربائي بهذه المناطق    نابل: اختتام شهر التراث بقرية القرشين تحت شعار "القرشين تاريخ وهوية" (صور+فيديو)    طقس اليوم ...امطار مع تساقط البرد    أخبار النادي الإفريقي .. البنزرتي «يثور» على اللاعبين واتّهامات للتحكيم    في عيده ال84.. صور عادل إمام تتصدر مواقع التواصل    اليوم العالمي لأطباء الطب العام والطب العائلي : طبيب الخط الأول يُعالج 80 بالمائة من مشاكل الصحة    بوسالم.. وفاة شاب غرقا في خزان مائي    قبل أسبوعين من مواجهة ريال مدريد.. ظهور صادم لمدافع دورتموند    المجلس المحلي بسكرة يحتجّ    بوكثير يؤكد ضرورة سن قوانين تهدف الى استغلال التراث الثقافي وتنظيم المتاحف    النجم الساحلي يمرّ بصعوبة الى الدور ربع النهائي    كأس تونس : النجم الساحلي يلتحق بركب المتأهلين للدور ربع النهائي    القصرين: القبض على شخص صادرة في حقه 10 مناشير تفتيش    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    وزيرة الصناعة: مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا فريد من نوعه    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    المنستير: القبض على 5 أشخاص اقتحموا متحف الحبيب بورقيبة بسقانص    تفكيك شبكة لترويج الأقراص المخدرة وحجز 900 قرص مخدر    جندوبة : يوم إعلامي حول تأثير التغيرات المناخية على غراسات القوارص    الصادرات نحو ليبيا تبلغ 2.6 مليار دينار : مساع لدعم المبادلات البينية    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمريكا تريد والله فعّال لما يريد… الحلقة الرابعة
نشر في الفجر نيوز يوم 11 - 11 - 2010

غزو العراق وأفغانستان مسمار في نعش المشروع الأمريكي
تأليف: د .عبد الحي زلوم
في كتابنا “نذر العولمة” الذي صدر سنة 1998 تساءلنا “هل يستطيع العالم أن يقول لا للرأسمالية المعلومالية” . في هذا الكتاب نبين أن العالم قد قال لا بالقلم العريض . الأزمات الاقتصادية المتعاقبة، والعولمة، وأدواتها المالية كالمشتقات المالية اعتمدت على مبدأ أن هناك أحمق يولد كل دقيقة، أما العولمة فاعتمدت على مبدأ أن العالم قد أصبح مسرحاً للتفتيش عن هؤلاء الحمقى، وقد وجدوهم في كل مكان . قال صمويل هنتغتنون “لم يربح لغرب العالم بسبب تفوق أفكاره أو قيمه أو ديانته، وإنما ربحه بسبب تفوّقه في استعماله للعنف المنظم، والغربيون غالباً ما ينسون هذه الحقيقة، أما غير الغربيين فلا ينسونها أبداً” . الأزمة الاقتصادية الاخيرة وحروب الإرهاب الغربي في العالم الإسلامي مباشرة أو عن طريق الوكلاء كما في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها، هي مسامير في نعش المشروع الامبراطوري الأمريكي الذي جعل من “العولمة” حصان طروادته .
كتبت ليندا هيرد ف أراب نيوز “السعودية” بتاريخ 29/6/2010 بعد 9 سنوات من اندلاع الحرب من أقوى قوة سطرها التاريخ، ما زال أسامه بن لادن حيّاً، وما زال الملاّ عمر يدير معركته العسكرية عبر دراجته النارية، والفساد أكبر مما كان في تاريخه، ولم يتحقق أي هدف مطلق للولايات المتحدة .
كما كتبت أراب- نيوز “سعودية “ بتاريخ 1/7/2010 كيف يستطيع جيش غير نظامي يتكون من 000 .30- 40،000 رجل الصمود ضد القوة العالمية العظمى الوحيدة لتسع سنوات طوال، خصوصاً عندما نضيف أن مع هذه الولايات المتحدة تحالفاً من أقوى جيوش العالم الأخرى؟
أمريكا في أفغانستان
في يونيو/حزيران 2010 أصبحت الحرب الأمريكية في أفغانستان هي الأطول في تاريخ حروب الولايات المتحدة، بالرغم من إنفاق مئات البلايين من الدولارات ضد خامس أفقر دولة في العالم . ولعل هذا سؤال يجب أن نوجهه إلى انتباه العالم العربي، والإسلامي بشكل معكوس: كيف أمكن لكيان لا يزيد على 6 ملايين من أن يدب الرعب في قلوب من يسمون بالنخبة لأمة زاد عدد سكانها على 300 مليون، وهم يمتلكون مفتاح كل شيء في مدنيات الغرب ألا وهو النفط .
كاتب مقال Rolling Stem - بتاريخ 22/6/2010 الذي أطاح بالجنرال ماك كرستال القائد الأمريكي في أفغانستان، قد وصل إلى نتيجة مفادها: كسب الحرب في أفغانستان، “يبدو حقيقة بأنه أمر غير ممكن . كذلك اعترف الجنرال ماك كرستال للصحافي”: Hastings “قتل الروس مليون أفغاني، وذلك لم ينه المشكلة . . لا يمكن حل مشكلة أفغانستان بمزيد من القتل” .
فإذا كان هدف الحرب الأمريكية تحت لافتات الحرب المختلفة لتغيير مفاهيم الحضارة الإسلامية، والأمر هو كذلك، فقد أجاب عن ذلك الضابط الأمريكي المتقاعد بوضوح دوغلاس ماكغريغر “التفكير بأنه إذا أنفقنا تريليون دولار لإعادة هيكلة الحضارة الإسلامية في العالم هو مجرد هراء” .
إن الوجود الأمريكي في آسيا الوسطى هو ببساطة واحدة من حلقات خطة الهيمنة على “منطقة تلو منطقة”، والتي كان أول ظهورها في 1992 خلال رئاسة جورج بوش الأب . ففي هذا الوقت أصبح واضحاً أن السياسة الأمريكية، ومنذ سقوط الاتحاد السوفييتي، اتخذت من الإمبريالية العالمية هدفاً مركزياً لها، وكانت المخابرات المركزية الأمريكية واستراتيجيو صفوة متنفذي البلد من اليمين المتطرف في عام ،1992 يعرفون جيّداً بأن حقول النفط الرئيسية خارج الشرق الأوسط وربما الاتحاد السوفييتي السابق، كانت آخذة في النضوب بسرعة، لذلك أصبح إحكام السيطرة على طرق الوصول إلى النفط ذا أهمية قصوى . وقدرت الولايات المتحدة أن الآن هو الوقت لماكينتها العسكرية الضخمة كي يدور رحاها في مرحلة جديدة من العمليات . . وكان تم عرض هذه الاستراتيجية الجامحة في ما دُعي ب”مبدأ وولفوتز” - دليل التخطيط الدفاعي للبنتاجون-1992 الذي وضعه بول وولفوتز وكيل وزارة دفاع الولايات المتحدة للسياسات، وبعد تسريبها إلى صحيفة نيويورك تايمز في مارس/آذار ،1992 تم وعلى نطاق واسع، تعريفها ووصفها بالإمبريالية، وبأنها تُحبّذ الإجراءات العسكرية الاستباقية لإخماد التهديدات في مهدها، ولإعاقة حصول بلدان أخرى على وضعية قوة عظمى، ولم يكن مفاجئاً ظهور عددٍ من توصياتها في وقتٍ لاحق ضمن مبدأ بوش، وكان الجنرال نورمان شوارزكوف الذي قاد حرب الخليج 1991 لغزو العراق قد استبق وثيقة وولفوتز في 1990عندما أبلغ الكونجرس: “بأن نفط الشرق الأوسط هو بمثابة دم الحياة للغرب، فهو يزودنا بالوقود اليوم، وبما أنه يشكل 77 في المئة من احتياطات العالم الحر المؤكدة من النفط فسيبقى يزودنا عندما تنضب موارد بقية العالم” .
جاء في “مبدأ وولفوتز” - دليل التخطيط الدفاعي للبنتاجون- “إن هدفنا الكلّي في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا هو . . الحفاظ على قدرة الولايات المتحدة والغرب في الوصول إلى مناطق النفط، كما أننا نبتغي حماية حريتنا في الوصول إلى الأجواء والطرق البحرية الدولية . وكما أوضح غزو العراق للكويت يبقى مهمّاً وبشكل أساسي منع قوى هيمنةٍ أو تحالف . . من التحكم في المنطقة، وينسحب هذا بشكلٍ خاص على شبه الجزيرة العربية، ولهذا فإنه ينبغي علينا الاستمرار في لعب دور، عبر تعزيز الردع والتعاون الأمني المتقدم” .
باكستان وأفغانستان
نشأ محمد ضياء الحق البنجابي المسلم ككابتن في جيش المستعمرات البريطاني فيما كان يعرف باسم الهند، وذلك قبل تقسيم شبه القارة الهندية إلى هند وباكستان هذه الأيام، وكان والده موظفاً مدنياً من مريدي الإنجليز . وقد صنعت الباكستان بذريعة اسم الإسلام، على الرغم من أن مؤسسها محمد علي جناح كان علمانيّاً . ولا بدّ أنه كان ذا حظوةٍ عند السلطات البريطانية والتي أسبغت عليه لقب “سير”، وعلى كل حال فقد مات قبل أن يتمكن من ترسيخ مبادئة العلمانية، كما أن خلفاءه الضعفاء لم يتمكنوا من إرساء مبادئه . وبدأ أبو الأعلى المودودي حركة إسلامية قيل إنها متأثرة بحركة الإخوان المسلمين، وضربت هذه الحركة بجذورها في الباكستان وأصبحت تعرف باسم الجماعة الإسلامية أو عصبة المسلمين، وكان ضياء الحق متعاطفاً مع تعاليم هذه الحركة، وفي أواخر السبعينيات من القرن الماضي، وبينما كانت ثورة الخميني تفتعل ثم نجحت في خلع الشاه محمد رضا بهلوي . . فقد أعلن ضياء الحق، والذي بلغ رتبة جنرال الآن وأصبح رئيساً للباكستان، أعلن الباكستان دولة إسلامية، وعلى الرغم من أنه كان متديناً فإنه لم يكن على أي نحو متطرّفاً . وفيما يلي كيف وصف ضابط مخابرات برتبة لواء من المخابرات الداخلية الباكستانية ضياء الحق:
“مسلم ورع ؟! . . نعم . . إلا أنه كان سياسيّاً إلى حد لا يمكنّه من أن يحوز حماس التعصّب والتشدّد” . وأضاف: “ومن دون ضياء الحق، فلعلّه لم يكن وجود جهاد ناجح ممكناً . . .” . وهكذا، وفي أغلب الظن، فإن هذا كان سبب وجوده في سدّة الرئاسة .
وفي يناير/كانون الثاني 1984 أعطى بيل كيسي الرئيس ريجان إيجازاً مضمونه أن مقاتلي المجاهدين قتلوا أو جرحوا 170،000 جندي سوفييتي، وطبقاً لتقديرات سرية لوكالة المخابرات المركزية، والتي كان كيسي يزود ريغان بأرقامه منها، فإن السوفييت قد فقدوا من 350 إلى 400 طائرة في القتال، كما دمّر المجاهدون قرابة 2750 دبابة وناقلة جنود سوفييتية مدرّعة، وحوالي 800 شاحنة وجيب وعربات أخرى، وكإجمالي وحتى ذلك التاريخ كبد جهاد المسلمين الاتحاد السوفييتي حوالي 12 بليون دولار . وأما كلفة ذلك بالنسبة للولايات المتحدة فلم تتعدّ 200 مليون دولار .
أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات
ويبدو أن ذاكرة الغرب قصيرة ولا يتعلم أبداً من التاريخ، ففي القرن التاسع عشر أسمى ملك أفغاني يدعى دوست محمد نفسه أميراً للمؤمنين، وهو اللقب نفسه الذي أطلقه ملاّ عمر طالبان على نفسه، وكان ذلك عندما أراد البريطانيون الإمبرياليون احتلال أفغانستان كي تشكل منطقة عازلة بينهم في شبه القارة الهندية وبين روسيا، إلا أن الثوّار الأفغان، مسلحين بحماسة الجهاد الإسلامي، ذبحوا آلافاً من جيش الاحتلال البريطاني وأفياله وأرغموه على “تقهقرٍ مشين” .
وغاصت أفغانستان في العنف والحرمان بعد أن هجرت الولايات المتحدة المجاهدين، كما تخلّت الولايات المتحدة عن سائر المساعدات لأفغانستان بعد سنتين من تسلم بيل كلينتون السلطة .
وبعد تفجّر الاتحاد السوفييتي داخليّاً اختفت أجندة أفغانستان من أجندة السياسة الأمريكية، وتُركت الأطراف الأفغانية المتحاربة وبنية أفغانستان التحتية المدمّرة لأقدارها، وكان قدرها مع طالبان . . سلالة دوست محمد وبرئاسة أمير المؤمنين الملاّ عمر، ومع ظهور روسيا الجديدة فقد تشاركت مع الولايات المتحدة في قلقها واهتماماتها حيال الصحوة الإسلامية المتصاعدة في أرجاء العالم الإسلامي كله، من شمال إفريقيا وحتى إندونيسيا بما في ذلك أفغانستان . وكان الملاّ عمر وطالبان هم الذين برزوا كقوّةٍ مسيطرة بعد احتلالهم لكابول عاصمة أفغانستان .
وبعد الانتصار الانتخابي الإسلامي في الجزائر، وصعود حزب الله في لبنان، وحماس في فلسطين، أصبحت هذه الصحوة الإسلامية مصدر القلق الأمريكي في العالم الإسلامي، وكانت إلى ذلك أمراً مزعجاً لحلفاء أمريكا العرب والمسلمين . وحتى عندما اختار ياسر عرفات وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية المنتمية إليها لسلام مع “إسرائيل” أصبحت حماس مشكلته:
“جمعت منظمة التحرير معلوماتٍ استخبارية حول جمع حماس للتبرعات، وحول مدارسها الدينية، وشبكاتها لتهريب السّلاح، وقد تجمع أفراد أحد فروع حماس ويدعون الجهاد الفلسطيني الإسلامي حول أسامة بن لادن، كان هذا ما أبلغته منظمة التحرير الفلسطينية لرئيس محطة المخابرات المركزية الأمريكية في تل أبيب، وكانت منظمة التحرير الفلسطينية تأمل في أن تنضم المخابرات المركزية الأمريكية إليهم في معركتهم ضد الإسلاميين مقوّضة بذلك حماس” .
وفيما مثّله الملاّ عمر وحركة طالبان فقد حصلت أمريكا وحلفاؤها على ما لا يريدون، فقد كان، عكس ضياء الحق، مسلماً ملتزماً لا يساوم على مبادئه من أجل السياسة، كما لم يكن لديه أية مطامح شخصية ولا تهمّة المقتنيات الدنيوية، وقد أوضح أن طالبان: “هي عصبة بسيطة من الشباب الصغار الذين كرّسوا أنفسهم وبتصميم، لإقامة قانون الله في الأرض، ومستعدين لبذل الغالي والرخيص لتحقيق هذا الهدف” .
وأضاف “إن طالبان ستقاتل إلى أن لا يتبقى في أفغانستان دماء يمكن أن تبذل أو أن يصبح الإسلام طريقة شعبنا في الحياة” وأبلغت السفارة الأمريكية في باكستان واشنطن أن طالبان تلقت مساعدات من عدد من المصادر بما فيها باكستان، ولكنها سارعت إلى الاستخلاص بأن الراعين لذلك سرعان ما سيدركون بأنهم “قد خلقوا نمراً لديه أكثر من الإرادة باتخاذ إجراءات مستقلة وأنه لن يكون صنيعة أحد أو أداة له” .
ولكن مثل هذه الآراء لم تحدث فرقاً . . حيث إن أفغانستان وببساطة لم تكن على أجندة واشنطن كلينتون السياسية، وبقيت الحال على ما هي عليه، إلى أن فرضت مصالح النفط والغاز ضرورة الانخراط في الشأن الأفغاني مرّةً ثانية .
وجاء دور النفط
أونوكالUnocal ، وهي الشركة رقم 12 في ترتيب شركات الطاقة الأمريكية آنذاك، قدّرت أن مغامرةً تتعلق بنفط وغاز جمهوريات آسيا الوسطى التي كانت تابعةً للاتحاد السوفييتي السابق ربمّا عوضتها عن انتكاساتها الأخيرة في أعمالها، وقرّرت أن تركز جهودها على جمهورية تركمانستان الصغيرة التي استقلّت حديثاً، والتي لا يجاوز عدد سكانها الخمسة ملايين نسمة . . ولكن مع 159 تريليون قدم مكعّبة من الغاز الطبيعي غير المستغل، و32 بليون برميل من النفط . وهذه الاحتياطيات الضخمة تدعى “النفط والغاز الجانح”، حيث إن البلد محاط باليابسة، ولهذا ومع أنهم سيحتاجون لاستثمارات ضخمة لرسوم العبور ولإنشاء خطوط أنابيب نقل هذه الاحتياطيات، إلا أنهم بحاجة إلى بلد يسمح لهم بالعبور، ومع أن إيران يمكن أن تبدو الخيار الأكثر منطقية، فإن الاعتبارات الجيوبوليتكية أدت إلى استبعاد هذ الخيار، كذلك تمّ استبعاد روسيا للسبب نفسه، وأفضى ذلك إلى أن تصبح أفغانستان الخيار المفضل التالي .
وأرادت مجموعة أخرى من شركات نفط غربية، أمريكية وبريطانية في معظمها، أن تبني خط أنابيب من باكو متفادياً روسيا وعابراً لجورجيا وتركيا، ورحبت تركيا بالفكرة، وأما جمهورية جورجيا الحديثة الاستقلال فيمكن إقناعها عبر ثورة ملونة، إذ أصبحت ثورات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الملونة تقليداً لتغيير نظم الحكم، حيث يكون ذلك ممكناً، وفي مجال أعمال النفط فإن شيئاً ما لا يتأتى بسهولة، غير أن العوائد والجوائز تستأهل العناء .
واختارت أونوكال مارتي ميلر، والذي كان يدنو من نهاية خدمته، وكان يتطلع إلى شيءٍ فيه تحدّ محرز يقوم به .
وكان على ميللر الآن أن يحاول إقناع طالبان في أفغانستان . وفي وقت متأخر من ربيع ،1996 توجه إلى قندهار لمقابلة طالبان وأطلعهم على صور وحاول التأثير فيهم بأرقام الوظائف والدولارات التي ستجلبها مشاريع خطوط الأنابيب لأفغانستان، وكان قد أمن ترجمةً إلى لغة الباشتو للوحات التوضيحية التي استخدمها، ولكونهم غير مسلمين فقد تم إبلاغ جماعة أونوكال أن ليس بمقدورهم مقابلة الملاّ عمر رئيس طالبان، إلا أنهم قابلوا آخرين من قادة طالبان في غرفةٍ خالية من الأثاث إلا من بعض البُسُط على الأرض . وكان ميللر أحضر معه مسودة اتفاقية مبدئية، إلا أنه اكتشف أن طالبان لم يكونوا في نهاية المطاف على تلك الدرجة من البدائية، فقد أرادوا التعامل ولكن بموجب شروطهم الخاصة . فما كان من ميللر إلا أن حزم أمتعته وغادر قاصداً حاكم طالبان في بلدة هيرات، وقد اعتقد الحاكم أن ميللر كان طيباً للغاية ولذلك سأله: “لماذا لا تعتنق الإسلام”؟ وبالتأكيد لم يكن ذلك ما حضر ميللر من أجل أن يفعله في أفغانستان، وما إن عاد ميللر إلى الولايات المتحدة حتى زاره أحد ضباط العمليات من رجال وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في مكاتب أونوكال في شوجر لاند تكساس، وكان مثل هذا الأمر روتينياً فإما أن يقوم ميللر بزيارة وكالة المخابرات المركزية في لانجلي، أو أن ترسل لانغلي ضابط عمليات لتبادل المعلومات مع ميللر بعد عودته من رحلات خارجية، وكانت هذه اللقاءات في الغالب تكرّس لتقارير ميللر عن رحلاته، وفي أحيان أخرى قليلة، فلربما تعطي الوكالة تلميحةً أو معلومة ذات قيمة لميللر، ولقد كانت تلك علاقة متداخلة بين حكومة الولايات المتحدة وإحدى شركات الولايات المتحدة في سبيل تمكين الحكومة من أن تكون بتصرّف الشركات .
نشرت جريدة نيويزرك تايمز في 13/6/2010 خبراً بعنوان: “الولايات المتحدة تجد معادن بكميات هائلة في أفغانستان” جاء فيه “ إن الولايات المتحدة اكتشفت قرابة تريليون دولار 000 .000 .000 .1000 $ من مناجم المعادن التي لم يتم استغلالها . . هذه المناجم تتكون من كميات هائلة من الحديد، والنحاس والكوبالت، والذهب، ومعادن مهمة جداً للصناعة مثل الليثيوم، مما سيجعل أفغانستان أحد أهم مراكز إنتاج المعادن في العالم . وفي مذكرة داخلية للبنتاغون، فإن افغانستان ستكون كما السعودية للنفط، والليثيومهو مادة أساسية لتصنيع البطاريات لأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة . . وفي الوقت ذاته يخشى المسؤولون الأمريكيون من أن تصبح الصين هي المستثمر لهذه المعادن كونها متعطشة للمزيد من الثروات المعدنية” .
أمريكا في العراق
إن المبادرة لاحتلال أرض الآخرين والأدوار المسندة ذاتياً للتدخل في شؤون البلدان الأخرى، قديمة قدم التاريخ الأمريكي نفسه، ففي 1823 شرّع الرئيس مونرو ما أصبح يعرف لاحقاً بمبدأ مونرو، وضمن نقاطٍ أخرى أوضح هذا المبدأ أنه ليس لأي دولة أوروبية أن تقيم منطقة نفوذ - على الإطلاق - في اي بلد في الأمريكيتين باعتبارها منطقة نفوذ للولايات المتحدة، كما أنه أطلق عقيدة أن الولايات المتحدة ستعتبر أي محاولة كهذه للاستعمار تهديداً لأمنها القومي، وفي وقت لاحق سيضيف الرئيس ثيودور روزفلت عبارته المشهورة والتي يمكن إيجازها كما يلي: “تحدّث بنعومة واحمل عصا غليظة” . وفي 1962 أطلع دين راسك وزير خارجية كيندي إحدى لجان مجلس الشيوخ على 103 تدخلات عسكرية أمريكية في شؤون البلدان الأخرى بين 1798 و 1894 فقط، وكان درس رسك في التاريخ - في جوهره - دفاعاً عن هجوم الإدارة على كوبا، وهو غزو خليج الخنازير الفاشل في 1961 . وفي 1963 أوضح دين أتشيسون وزير خارجية ترومان السابق والمستشار في وقتٍ لاحق لكل من إدارات كنيدي وجونسون ونيكسون، أوضح وبفظاظة أن بقاء الدول هو مسألة ليس للقانون من شأن بها .
تشابهات غريبة
عندما قرر بوش تغيير الحقائق من أجل شن حرب احتلال مدّعياً بوجود صلةٍ بين صدام و 11/،9 كما تضرّع للربّ لتأييدها ودعمها، فعندها كان التاريخ يعيد نفسه . كان السبب الرسمي لتعليل بدء الولايات المتحدة الحرب الإسبانية الأمريكية سنة ،1898 هو الادعاء بأن إسبانيا دمرّت المدمرّة الأمريكية يو .إس .إس . مين Maine في هافانا، وتم التحقيق في الادعاء، ولكن فقط بعد احتلال كوبا ومناطق اسبانية أخرى، اتضح أن الانفجار على المدمرة مين Maine كان على الأرجح “حادثا فنّيا” ولم يكن مدبراً من إسبانيا، أما المفجر الحقيقي لهذه الحرب فإنما كان رغبة أمريكا في التوسع إلى أسواق الشرق الأقصى خاصةً الصين، وهنا تدخل الفلبين إلى المشهد: فمن أجل تأمين معبرٍ إلى “الشرق” فقد كانت الولايات المتحدة مصممة على احتلال هذا البلد ذي الجزر ذات الموقع الاستراتيجي .
إلا أن أكثر الأمور مدعاةً للاستغراب كان الكيفيّة التي برر فيها الرئيس ماكينلي الغزو، ولقد استخدم كل من ماكينلي وبوش الربّ من أجل الذهب، فماكينلي أبلغ مجموعةً من زوار البيت الأبيض كيفية تلقيه رسالة إلهية لاحتلال وضم أراضي شعوب أخرى:
“الحقيقة هي أنني لم أكن أريد الفلبين، ولكن عندما جاءتنا كهدية من الرب لم أدر ما الذي أصنعه بها . . لذا طلبت النصح والمشورة من جميع الجهات - من الديمقراطيين ومن الجمهوريين - على حد سواء ولكن لم أوفق سوى في الحصول على القليل من المساعدة، وفكرت في البداية أن نكتفي بأخذ مانيلا فقط، ثم لوزون، ثم . . ربما جزر أخرى أيضاً، وبقيت أذرع أرضية البيت الأبيض جيئةً وذهاباً، ليلة بعد ليلة، وحتى منتصف الليل، ولست خجلاً من إبلاغكم، أيها السادة، بأنني جثوت على ركبتي وصليت للرب الكلي القدرة طلباً للنور والهداية ولأكثر من ليلةٍ واحدة، وفجأة وفي وقتٍ متأخرٍ من احدى الليالي أتتني على هذا النحو . . ولا أدري كيف كانت إلا أنها أتت . . لم يعد هناك من شيء علينا فعله سوى الاستيلاء عليها جميعاً، ومن ثمّ تعليم الفلبينيين والارتقاء بهم وتحضيرهم وتنصيرهم . . . وبعد ذلك أويت إلى الفراش لأنام، ورحت في نومٍ عميقٍ مريح” . أما توكل بوش على الهداية الخاصة فقد كان أكثر بياناً، فقبل أسبوع من غزو الولايات المتحدة للعراق في 10 مارس/آذار ،2003 كتب هوارد فينمان في النيوزويك كجزء من تقرير خاص حول، بوش والرب .
“يستيقظ جورج بوش قبل الفجر في معظم الأيّام . . وانسحب إلى مكانٍ هادئ لكي يقرأ على انفراد، ومادة قراءته ليست ملخصاتٍ إخبارية عن برقيات المخابرات . . وليست قراءة من النوع المسلي . . . وإنما بدلاً عن ذلك، كما أخبر أصدقاءه، يقرأ كتاباً إيفانجيليكيا يحتوي على عظات قصيرة My Utmost For His Highest، والمؤلف هو أوزوالد تشامبرز، وتحت هذه الظروف فإن الأصداء التاريخية عالية، فتشامبرز كان واعظاً بابتيّاً جواًلا من أسكتلندا، مات في شهر تشرين الثاني عام 1917 بينما كان يحضر الإنجيل للجنود الأستراليين والنيوزيلنيديين المتحشدين في مصر “في جيش الجنرال اللنبي”، ومع حلول الكريسماس كانوا قد ساعدوا في اغتصاب فلسطين من الأتراك “المسلمين “، والآن يدور كلام حول حرب جديدة في الشرق الأدنى، ولكن في هذه المرة في أرضٍ تدعى بابل، وفي وقت لاحقٍ من ذلك اليوم . . أبلغ بوش مذيعين متدينين . . أن الولايات المتحدة مدعوة لمنح كل إنسان في العالم هدية الرب ألا وهي الحرية” .
نقمة النفط
لم يعرف عن جورج دبليو بوش، على الإطلاق، لا حدة الذهن ولا المعرفة بالشؤون الخارجية، وفي الحقيقة، عندما سئل من قبل مجلة جلامور في مايو/أيار 2000 عما إذا كان يعرف من تكون طالبان، أجاب بأنها فرقة لرقصة روك أندرول . وكواحدٍ من رجال النفط وابن رجل نفط، وعنده ديك تشيني نائباً للرئيس . . وهو رجل نفط، وكوندوليزا رايس عضو مجلس إدارة واحدة من عماليق شركات النفط الأمريكية، ومستشارته لشؤون الأمن القومي، لذلك فقد كانت إدارة جورج دبليو . بوش، إدارة من الدرجة الأولى لأمريكا الشركات البترولية، ولجهدها الإمبريالي في السيطرة الكاملة على نفط العالم، ولم يكن هذا مرغوباً فيه لتعزيز أرباح الشركات فقط، وإنما كان إلزامياً ولا بدّ منه لأمريكا كي تتمكن من إنفاذ دورها الناشئ عن تعيينها لذاتها منفذاً للعولمة، ولتأمين الاحتياجات النفطية للامبراطورية الأمريكية وحلفائها، في وقت وصلت فيه مواردهم البترولية قمة إنتاجها، وأصبحت في مراحل نضوبها الأخيرة . وقد تحدث الأمريكيون قليلاً عن وصول نفطهم حد إنتاجيته الأعلى، ولكنهم يعرفون الكثير . . فالولايات المتحدة قد استنزف نفطها، بينما يمتلك العالم الإسلامي في الشرق الأوسط وأواسط آسيا معظم ما تبقى من نفط، وفي الحقيقة فإن معظم احتياطيات النفط في العالم كانت آخذة في الانحدار إنتاجياً صوب نهايتها، فيما عدا الشرق الأوسط ودول أواسط آسيا الإسلامية .
وكانت المعضلة واضحة، فحضارة أمريكا والغرب القائمة على النفط . . إنما تعتمد على نفطٍ لا تملكه، ويقع في بلادٍ إسلامية ترفض بعناد الانضواء تحت مظلة الغرب الذي تقوده الإمبراطورية الأمريكية . أما أجندة بوش فتتلخص في سطرٍ واحد، ففي أيار2001 وبعد شهرين من استلامه السلطة قال:
“ما يحتاج الناس إلى سماعه وبصوتٍ عالٍ وواضح، هو أن الطاقة في أمريكا تنضب” .
العوامل الأساسية لغزو العراق
ونختم بأن العراق تم غزوه وأطيح بصدّام حسين ومن ثمّ تم شنقه في الواقع لعدّة أسباب:
* النفط كما تم إيضاحه أعلاه هو العامل الرئيسي، إلا أن عوامل أخرى كانت موجودة . .
* حافظ العراق على اقتصادٍ تديره الدولة خلافاً لنصح ورغبة الولايات المتحدة نصيرة التجارة الحرة، والتي كانت ترغب في انفتاح العراق للشركات الأمريكية متعددة الجنسيات، ويتوفر لدى العراق 80 حقلاً نفطيّاً مؤكداً 20 منها فقط تم تطويرها، وتنتج، مع احتياطي يقدر ب115 مليار برميل . وبهذه الحقول ال20 فقط، يملك العراق ثاني أكبر احتياطيات نفطية في العالم، وعلينا أن نتصور الحال عندما تكون جميع هذه الحقولال 80 تحت سيطرة وفي أيدى شركات النفط الأمريكية .
* أصبح صدّام قوة عسكرية إقليمية تخطت الحدود المقبولة خاصّة في منطقة حساسة، حيث يمكن خلال دقائق من الطيران النفاث الوصول إلى حوالي 70% من احتياطيات العالم النفطية .
بعد أن غزت أمريكا العراق وأعادت تسمية غزوها إلى “عملية الحرية”، ألقت الكاتبة الهندية روي آرونهاتي خطاباً في نيويورك في 13 مايو/أيار 2003 بعنوان “الديمقراطية الامبريالية سريعة الذوبان: اشتر واحدة واحصل على أخرى مجاناً” وفيما يلي مقتطفات من الخطاب:
“قبل أن تبدأ الحرب على العراق، أرسل مكتب إعادة الإعمار والمساعدة الإنسانية إلى البنتاجون قائمة ب16 موقعاً حيويّاً لحمايتها، وكان المتحف الوطني ثانياً على تلك القائمة، ومع ذلك فإن المتحف لم ينهب فقط وإنما دنس وانتهكت قدسيته . . وآخر مبنىً في قائمة مكتب إعادة الإعمار والمساعدة الإنسانية من بين ال 16 موقعا واجبة الحماية كان وزارة النفط، وكانت هي الوحيدة التي منحت الحماية، ربما لأن جيش الاحتلال اعتقد أنه في البلاد الإسلامية تقرأ القوائم بالمقلوب
عن المؤلف
* د . عبدالحي يحيى زلوم أنهى دراسته الجامعية الأولى والعليا في الولايات المتحدة في الهندسة والإدارة . أسهم في الأعمال التأسيسية للعديد من شركات أوبك الوطنية . ألّف ثمانية كتب بالعربية وخمسة بالإنجليزية، وترجمت كتبه إلى لغات اخرى ومنها الألمانية وكانت موضوعاتها عن النفط والاقتصاد السياسي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.