واشنطن:سعت الولاياتالمتحدة الجمعة إلى استباق عاصفة جديدة بعد إعلان موقع ويكيليكس انه سيكشف وثائق مربكة على الأرجح، فتوجهت إلى حلفائها وشركائها في كل أصقاع العالم على أمل الحد من تأثير هذه التسريبات. وكانت واشنطن التي أقرت بأنها تستعد لأسوأ السيناريوات، أعلنت الاربعاء أن الأجهزة الدبلوماسية الأمريكية شرعت في ابلاغ حكومات أجنبية أن ويكيليكس يعتزم أن ينشر قريبا وثائق سرية من شأنها أن تثير توترات معها. وقال رئيس هيئة أركان الجيوش الامريكية الاميرال مولن في مقابلة تبثها شبكة (سي ان ان) الامريكية الأحد وحصلت وكالة فرانس برس على نصها الجمعة إن موقع ويكيليكس لا يزال يقوم بأمور خطيرة للغاية، خصوصا على أمن الجنود الامريكيين، داعيا المسؤولين عن الموقع إلى الامتناع عن عملية النشر هذه. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الاربعاء انها تستعد لما سينشره الموقع من برقيات دبلوماسية تخص عددا كبيرا من الملفات والدول. وفي موسكو أكدت صحيفة كومرسانت أن هذه التسريبات تتضمن توصيفات مزعجة عن الوضع السياسي والقادة الروس قد تسيء إلى موسكو. وكتبت الصحيفة أن كشف المعلومات يمكن أن يتسبب بتوتر بين الولاياتالمتحدة وروسيا وكذلك مع نصف بلدان العالم. لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استخف بهذه المعلومات، وسأل صحافيين كانوا يسألونه بشأن هذا الملف عن سبب اهتمامهم ب(سارقين صغار) على الانترنت. وفي روما أبلغت واشنطن وزير الخارجية فرنكو فراتيني أن بعض الوثائق تتعلق بايطاليا. واشارت الحكومة الايطالية في بيان إلى انعكاسات سلبية محتملة بالنسبة لايطاليا. وكندا، البلد الأخير حتى الساعة الذي علق على هذه المعلومات سعيا إلى الحد من الاضرار الممكنة، اشارت بعد ظهر الجمعة إلى أن سفارتها في واشنطن تعالج هذه المسألة مع وزارة الخارجية. وفي بغداد، أعرب السفير الامريكي لدى العراق جيمس جيفري الجمعة عن قلقه حيال عزم موقع ويكيليكس نشر مجموعة جديدة من الوثائق السرية، معتبرا ذلك أمرا سيئا للغاية ويشكل عقبة كبيرة للدبلوماسية في هذا البلد. وقال جيفري للصحافيين في مبنى السفارة في بغداد إن وثائق ويكيليكس تشكل عائقا كبيرا للغاية بالنسبة لعملي الذي يتطلب مناقشات تتميز بالثقة مع الناس. لا افهم الدافع وراء هذه الوثائق كونها لا تساعد انما هي ببساطة تلحق اضرارا بقدرتنا على اداء عملنا هنا. وردا على سؤال حول رد فعل مسؤولين عراقيين أجاب "من الواضح انهم غير مرتاحين. كل شخص يجري محادثات سرية تجد بالنهاية طريقها الى الاعلام سيكون مستاء". وأعلن الموقع المتخصص بكشف وثائق سرية، انه سينشر الاثنين وثائق ستكون أكثر (بسبع مرات) من وثائق حرب العراق التي بلغ عدد المنشور منها حوالى 400 الف وثيقة. وكانت التسريبات الاولى التي نشرها موقع ويكيليكس حول أفغانستان في تموز/ يوليو تتضمن القليل من المعلومات المهمة. أما تلك الصادرة عن العراق فركزت في غالبيتها على تجاوزات ارتكبت بين مكونات عراقية مختلفة. وقد تشعر واشنطن بارتباك أكبر اثر نشر وثائق أعدها دبلوماسيوها وخصوصا اذا كانت تمس شركاء أجانب للولايات المتحدة. وبحسب وزارة الخارجية الفنلندية، فإن السفارة الأمريكية في هذا البلد تعتقد بأن نشر هذه الوثائق ستكون الاخطر. ونقلت صحيفة هآرتس الاسرائيلية الجمعة عن مسؤول إسرائيلي كبير ان إسرائيل التي تعتبر واشنطن من أهم حلفائها، تبلغت أن تسريب برقيات دبلوماسية أمريكية متوقع خلال الأيام المقبلة قد يتناول تقارير سرية أرسلتها سفارة الولاياتالمتحدة إلى إسرائيل. وفي أنقرة، أشار دبلوماسي تركي رفيع المستوى إلى أن تركيا تم اخطارها كذلك بهذا الموضوع. ووفق معلومات الصحافة، فإن التسريبات الجديدة ستتناول بشكل خاص مساعدة قدمتها تركيا إلى مقاتلي القاعدة في العراق ودعم الولاياتالمتحدة للمتمردين الاكراد في حزب العمال الكردستاني اللاجئين في العراق. واعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في وقت لاحق انه من غير الوارد السماح بأعمال ارهابية تتخذ من تركيا منطلقا لها وتستهدف بلدا مجاورا. وشدد كذلك على التعاون الوثيق بين واشنطن وانقرة للتصدي لحزب العمال الكردستاني. وأشار مسؤولون في بريطانيا وكذلك في النروج والدنمارك إلى أن بلدانهم تم اخطارها بهذه المعلومات من جانب الولاياتالمتحدة.