الفجرنيوز: لم تكن حرب العراق وافغانستان مجرد تسلية أو لعبة تخوضها أمريكا بنجاح، كما يصفها كبار القادة الاميركان للجيش، معولا على ترسانته العسكرية والتي تعد الاقوى في العالم، ذلك ان النظرية شيء، والعملية التطبيقية على أرض الواقع شيء آخر تماما. وإلى جانب ذلك كله المدة التي يقضيها الجندي الامريكي بعيدا عن وطنه وأسرته، مما يخلق هذا نوعا من الحالات المرضية المعقدة مثل الاكتئاب والتمرد، والذي بدوره يقود إلى الانتحار. وإلى جانب ذلك كله حالات الهلع التي تصيبهم جراء العمليات الإنتحارية التي تشن عليهم، فترديهم بين قتيل مبعثر، وجريح فاقد الأمل بالعودة إلى الحياة الطبيعية. الفجرنيوز:في سياق التقرير التالي تعرض على القارئ الكريم ما تخلفه الحرب في العراق وافغانستان على الجندي الامريكي من حالات مرضية يعدها الاطباء حالات معقدة إضافة إلى الجرحى المصابين في الحرب وصعوبة إمكانية شفائهم. الجنود الأميركان وفترة الخدمة الإضافية في العراق بعد مرور 12 شهرا من 15 شهرا من الخدمة في شوارع العاصمة العراقية بغداد يرى الجندي الامريكي جيسون ايليس أن أصعب جزء هو العودة لوطنه في اجازة ليرى ابنه الذي يبلغ من العمر 18 شهرا. وقال الجندي البالغ من العمر 22 عاما في مركز سابق للشرطة العراقية بغرب بغداد تحول الى مقر لفرقته: أمر مخيف. رحلت منذ فترة طويلة. تتساءل ان كانوا سينسون أمرك. وعندما عاد ايليس الى موطنه في مدينة أوستن بولاية تكساس في عطلة كان ابنه الصغير قد بدأ يمشي ويتحدث. وقال ايليس ان الصغير بدا أنه يتذكر والده. وقال: لديك عطلة مدتها اسبوعان وتحاول أن تضغط 15 شهرا في هذين الاسبوعين. عدم التواجد أثناء فترة الطفولة المبكرة ليس سهلا. لن أستعيد ذلك الوقت أبدا. وفي وقت سابق أعلن الرئيس الامريكي جورج بوش انه سيعاود خفض مدة الخدمة العسكرية في الحرب الى عام من 15 شهرا فرضها العام الماضي لتوفير المزيد من الافراد لعملية زيادة القوات في العراق. بحسب رويترز. ويقول الجنود في العراق ولا سيما من لديهم أسر شابة في الولاياتالمتحدة ان الشهور الثلاثة التي أضيفت الى مدة الخدمة كانت عبئا ثقيلا. ويقر القادة العسكريون بأن الفترة الاضافية تضع ضغوطا على القوات ولاسيما الجنود الذين لهم أسر شابة في موطنهم بينما يساور القلق الجيش من أثر ضغوط القتال على جنوده. وأظهر تقرير أصدرته وزارة الدفاع الامريكية الشهر الماضي أن الضغط يصبح مشكلة أكبر بالنسبة للجنود الذين يذهبون للعراق في أكثر من مدة خدمة. وفي دراسة مسحية للجنود في العراق وأفغانستان أجريت العام الماضي كان نحو 18 في المئة من الجنود يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية وزادت النسبة الى أكثر من 25 في المئة بين الجنود الذين خدموا في ثلاث أو أربع نوبات. وركز هذا التقرير بشكل أكبر على تأثير عمليات النشر المتكررة وليس الطويلة. ولم تسر مدة الخمسة عشر شهرا الا في أبريل نيسان الماضي ومن ثم فان تقييم أثرها سيستغرق وقتا. من جانب آخر قال الجندي تيموثي أندرسن: هناك أيام تجلس فيها وتشعر بالاكتئاب وتقول لنفسك ليتني كنت في الوطن الان. ويكون هذا هو جل ما يشغل فكرك اعتدت على ذلك الان. ومثل الكثير من الوحدات التي قدمت للعراق خلال مرحلة زيادة القوات العام الماضي وصلت الفرقة ب في فترة من العنف الشديد الذي تراجع بشكل جزئي. وخلال أسابيع قليلة من وصول الفرقة في يونيو حزيران الماضي قتل أربعة من أفرادها وأصيب اخر بجروح بالغة بسبب انفجار قنبلة زرعت على الطريق وأسفرت عن تدمير مركبة مدرعة في حي الجامعة الذي كان معقلا لمسلحي تنظيم القاعدة انذاك. واليوم يسود هدوء ملحوظ تلك المنطقة. وعاود أصحاب الاعمال مزاولة أنشطتهم وبدأ أفراد مجالس الصحوة في الانضمام للشرطة العراقية وبات بامكان الجنود الامريكيين الدخول الى المتاجر وتبادل الاحاديث. وقال السارجنت جيف بوتراتز انه عندما وصلت الفرقة للعراق كانت تلك المنطقة خطيرة وتخضع لسيطرة المسلحين. وقال: كانت القاعدة تسيطر على حي الجامعة. خضنا معارك لنحو شهرين ثم انتصرنا. ووصل بوتراتز الى العراق قبل 11 شهرا ولايزال أمامه أربعة أشهر أخرى. واحتفل ابناه التوأم بعيد ميلادهما الاول مع والدتهما في مسقط رأسه بأيوا. وعندما رآهما خلال العطلة كان أحدهما يمشي بالفعل والثاني لايزال يحاول. وتابع، لو كانت مدة الخدمة 12 شهرا لكنا سنستعد على الارجح لتسليم القطاع والعودة للوطن لكننا لا نزال هنا. الجنود بين المشاكل العقلية والنفسية وتشوش الذاكرة خلصت دراسة حديثة إلى أنّ نحو 300 ألف جندي أمريكي يعانون من حالات اكتئاب حاد وتوتّر متقدم، بسبب مشاركتهم في حربي العراق وأفغانستان. كما قالت الدراسة إنّ 320 ألف جندي أمريكي تلقوا إصابات في الدماغ، وفق ما نقلت أسوشيتد برس. وأضافت الدراسة التي أعدتها مؤسسة RAND إنّ نحو نصف هؤلاء تلقوا علاجا، في الوقت الذي قالت فيه تيري تانيليان، التي شاركت في الدراسة إنّ: هناك أزمة صحية بالغة تواجه هؤلاء الرجال والسيدات الذين خدموا أمتنا في العراق وأفغانستان. وأضافت، إذا لم يتلق هؤلاء العلاج المناسب والفعّال، ستكون هناك آثار طويلة المدى ليس فقط بالنسبة إليهم وإنما بالنسبة إلى أمّتنا. والدراسة، التي جاءت في 500 صفحة، هي الأولى من نوعها التي تجرى بمثل هذا الحجم حيث شملت 1965 جنديا من مختلف أنحاء البلاد ومن ضمن جميع صفوف القوات المسلحة بما فيهم قدامى محاربين وآخرون مازالوا في الخدمة. وتعدّ نتائج الدراسة متوافقة مع أرقام تقارير حول الصحة العقلية لدى الجنود الأمريكيين قدمتها الحكومة الأمريكية، رغم أنّ البنتاغون لم يعلن حتى الساعة رسميا عن عدد الأشخاص الذين تولى معالجتهم من مشاكل عقلية. بحسب (CNN). غير أنّ قسم شؤون قدامى المحاربين أوضح هذا الشهر أنّ سجلاته تشير إلى أنّ من ضمن 120 ألفا، هناك قرابة 60 ألفا يعانون من مشاكل صحية عقلية ونفسية. وفي مارس/آذار، خلصت دراسة إلى أن ثلث الجنود الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان، خلال الفترة من عام 2001 إلى 2005، عانوا من اضطرابات نفسية وأمراض عقلية. وعاينت الدراسة، التي أجراها باحثون من "جامعة كاليفورنيا" و"مركز سان فرانسيسكو الطبي VA" و نشرت في دورة ارشيف الطب الداخلي بيانات 103788 جندياً أمريكياً، 13 في المائة منهم من النساء، و54 في المائة منهم تحت سن الثلاثين، وثلثهم من عرقيات مختلفة، وقرابة نصفهم من الحرس الوطني أو الاحتياط. وشُخص 32010 من تلك المجموعة- أي 31 في المائة منهم - بالإصابة باضطرابات نفسية أو أمراض عقلية، من بينهم 25658 خضعوا لعلاج الأمراض العقلية، كما عانى أكثر من نصف المجموعة - 56 في المائة - من أنواع عدة من الاضطرابات النفسية. وتعد الاضطرابات النفسيةK التي تعقب ما بعد التعرض للإصابة أو المرور بتجربة شديدة (post-traumatic stress disorder)K من أكثر الأمراض شيوعاً وقد ينجم عنها الإصابة بالاكتئاب، وإيذاء النفس وتشوش الذاكرة والإدراك. تزايد في حالات الانتحار بين صفوف الجيش الكندي اظهرت وثائق نشرتها شبكة "راديو كندا" التلفزيونية العامة ان عدد حالات الانتحار داخل الجيش الكندي ازدادت خلال الاعوام الماضية ووصلت في العام 2007 الى مستوى غير مسبوق منذ اكثر من عشر سنوات. وكان معدل عمليات الانتحار سنويا في صفوف الجيش الكندي 16 حالة بين 1994 و2005 وقد تخطى العدد ال 20 حالة في 2006 ثم وصل الى 36 في 2007 حسب الوثائق التي حصل عليها باحث كندي بموجب قانون الوصول الى المعلومات. ونقلت الشبكة عن ميشال سارتوري وهو ضابط في القوات الكندية انهى حاليا اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه حول هذه المسألة قوله "وقعت عن الكرسي ولم اصدق ما رأيته. كان علي ان اراجع الوثيقة ما لا يقل عن خمس او ست مرات". ولا توضح المعطليات المكان الذي انتحر فيه الجنود ولكن الباحث ربط هذه الزيادة في عدد عمليات الانتحار بمهمة الجنود الكنديين في افغانستان. بحسب فرانس برس. وتنشر كندا كتيبة من 2500 رجل في قندهار بجنوب افغانستان للتصدي لحركة طالبان. ويبدو ان ارتفاع عدد عمليات الانتحار في صفوف الجيش الكندي هي على غرار ما يحدث في صفوف الجيش الاميركي حيث ارتفعت نسبة عمليات الانتحار خلال السنوات الماضية لتصل في العام 2006 الى مستوى غير مسبوق منذ 25 عاما حسب البنتاغون. وقد انتحر 102 جنديين اميركيين في العام 2006 اي حوالى مرتين اكثر مما كان عليه العدد في 2001. وحاول اكثر من الفي جندي الانتحار حسب ما اوضح مسؤولون اميركيون في كانون الثاني/يناير. انماء أنسجة جديدة للجنود المصابين في العراق وأفغانستان قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان فريقا من علماء الجامعات وبدعم من الحكومة يعمل على انماء أنسجة جلدية جديدة واذان وعضلات وأنسجة أخرى للجسم للجنود الجرحى في العراق وأفغانستان. وقالت الوزارة انه خصص للبرنامج 250 مليون دولار من منطلق حرص البنتاجون على رعاية الجنود العائدين من مناطق الحروب باصابات مركبة كانت تؤدي منذ سنوات الى الوفاة. وقال وارد كاسكيلز مساعد وزير الدفاع الامريكي للشؤون الصحية: لدينا أكثر من 900 شخص رجال وبعض النساء ممن تعرضوا لبتر عضو او اخر منذ بداية الصراع في أفغانستان والعراق. وأضاف، مهمتنا هي مساعدة هؤلاء الناس على النهوض وتمكينهم من اداء وظيفتهم والاندماج والعمل حتى يكونوا قادرين على مساعدة أسرهم وان يكونوا اعضاء عاملين في المجتمع بشكل كامل. بحسب رويترز. وفي اطار هذه المبادرة دشن البنتاجون معهد القوات المسلحة للطب التجديدي والذي يضم فريقين الاول يتبع جامعة ويك فورست بنورث كارولاينا وجامعة بيتسبيرج والثاني يتبع جامعة روتجرز في نيوجيرزي ومستشفى كليفلاند. ويهدف العلماء الى ان يطورا خلال خمس سنوات علاجات لاصلاح الحروق واندمال الجروح دون ان تخلف ندبا واعادة بناء تقاطيع الوجه واعادة بناء الاطراف في اطار ما يعرف بالطب التجديدي. ويقول العلماء ان هذا العمل بدء بالفعل وجرب على الحيوانات لكن لم يختبر بعد على البشر. وأعرب اللفتنانت جنرال اريك شوميكر وهو جراح في الجيش الامريكي عن أمله في ان يساعد هذا العلاج الجنود المصابين اصابات بالغة خلال سنوات معدودة. وعرض صورة فوتوغرافية لجندي من مشاة البحرية الامريكية وقد غطت الحروق وجهه وقال انه خضع لاربعين عملية جراحية لكن ما من سبيل لاعادة تقويم أنفه وأذنيه. وأضاف شوميكر انه باستخدام الوسائل الجاري دراستها يمكن للخلايا الجذعية الخاصة بالجندي ان تستخدم لانماء مزيد من الخلايا التي توضع بعد ذلك على مجسم على شكل الانف والاذنين. وبعد فترة حضانة تستمر اسابيع تزرع هذه المجسمات الحيوية في الجلد مرة أخرى وتمتص تماما لتعود وتؤدي وظائفها كاملة. وتسببت القنابل التي تزرع في الطرق والتفجيرات الانتحارية في العراق وأفغانستان في زيادة هائلة في اصابات الجنود الامريكيين. وقدمت وزارة الدفاع الامريكية 85 مليونا من المبلغ الذي يحتاجه برنامج الطب التجديدي وتأتي بقية الاموال من أجهزة أخرى في الحكومة الاتحادية ووكالات الدولة والمؤسسات الاكاديمية.