نابل.. نتائج عمليّة القرعة الخاصّة بتركيبة المجالس المحلية والمجلس الجهوي    الرابطة 2.. نتائج مباريات الدفعة الثانية من الجولة 24    كرة اليد: الترجي يحرز كأس تونس للمرة 30 ويتوج بالثنائي    بنزرت: وفاة أب غرقا ونجاة إبنيه في شاطئ سيدي سالم    مداهمة تجمّع ''شيطاني'' في إيران    لوقف حرب غزة.. ماكرون "يتحدث العربية والعبرية"    شاطئ سيدي سالم ببنزرت: وفاة أب غرقا عند محاولته إنقاذ طفليه    تحذير طبي: الوشم يعزز فرص الإصابة ب''سرطان خطير''    3 دول عربية ضمن أعلى 10 حرارات مسجلة عالميا مع بداية فصل الصيف    وزارة المالية تعلن عن اطلاق منصة ''تاج''    محرزية الطويل تكشف أسباب إعتزالها الفنّ    إستقرار نسبة الفائدة عند 7.97% للشهر الثاني على التوالي    الحمادي: هيئة المحامين ترفض التحاق القضاة المعفيين رغم حصولها على مبالغ مالية منهم    عاجل/ الهلال الأحمر يكشف حجم المساعدات المالية لغزة وتفاصيل صرفها    عاجل/ الإحتفاظ بشخص يهرّب المهاجرين الأفارقة من الكاف الى العاصمة    بلاغ مروري بمناسبة دربي العاصمة    بداية من اليوم: اعتماد تسعيرة موحّدة لبيع لحوم الضأن المحلية    110 مليون دينار تمويلات لقطاع التمور...فرصة لدعم الإنتاج    غرق قارب بأفغانستان يودي بحياة 20 شخصا    إمكانية نفاذ منخرطي الكنام إلى فضاء المضمون الاجتماعي عبر منصة 'E-CNAM'    وزارة التربية: نشر أعداد ورموز المراقبة المستمرة الخاصة بالمترشحين لامتحان بكالوريا 2024    الهلال الأحمر : '' كل ما تم تدواله هي محاولة لتشويه صورة المنظمة ''    الشركات الاهلية: جهود مكثفة للإسراع بإعداد دليل مرافقة الباعثين    عاجل/ إتلاف تبرعات غزة: الهلال الأحمر يرد ويكشف معطيات خطيرة    كرة اليد: اليوم نهائي كأس تونس أكابر وكبريات.    غدا : التونسيون في إنتظار دربي العاصمة فلمن سيكون التتويج ؟    تجربة أول لقاح للسرطان في العالم    بعد إغتيال 37 مترشحا : غدا المكسيك تجري الإنتخابات الاكثر دموية في العالم    حريق ضخم جنوب الجزائر    عاجل : منع الإصطياف و التخييم في هذه المناطق الغابية بداية من اليوم    وزيرة الإقتصاد و مدير المنطقة المغاربية للمغرب العربي في إجتماع لتنفيذ بعض المشاريع    أنس جابر معربة عن حزنها: الحرب في غزة غير عادلة.. والعالم صامت    وزير الصحة : ضرورة دعم العمل المشترك لمكافحة آفة التدخين    قتلى في موجة حر شديدة تضرب الهند    اتحاد الفلاحة: هذه اسعار الأضاحي.. وما يتم تداوله مبالغ فيه    طقس اليوم: أمطار منتظرة بهذه الجهات    عاجل/ بنزرت: هذا ما تقرّر في حق قاتل والده    من الواقع .. حكاية زوجة عذراء !    غمزة فنية ..الفنان التونسي مغلوب على أمره !    لأول مرة بالمهدية...دورة مغاربية ثقافية سياحية رياضية    مسرحية «تيتان» هنا وهناك    الانتقال الطاقي...مشروع للضخ بقدرة 400 ميغاواط    انطلاقا من غرة جوان: 43 د السعر الأقصى للكلغ الواحد من لحم الضأن    وزارة الصناعة: توقيع اتفاقية تعاون بين أعضاء شبكة المؤسسات الأوروبية "EEN Tunisie"    مفقودة منذ سنتين: الصيادلة يدعون لتوفير أدوية الإقلاع عن التدخين    أول تعليق من نيللي كريم بعد الانفصال عن هشام عاشور    البرلمان : جلسة إستماع حول مقترح قانون الفنان و المهن الفنية    رئيس لجنة الفلاحة يؤكد إمكانية زراعة 100 ألف هكتار في الجنوب التونسي    مستشفى الحبيب ثامر: لجنة مكافحة التدخين تنجح في مساعدة 70% من الوافدين عليها على الإقلاع عن التدخين    قفصة: وفاة 3 أفارقة من جنوب الصحراء وإصابة 20 آخرين في انقلاب شاحنة    الشايبي يُشرف على افتتاح موسم الأنشطة الدّينية بمقام سيدي بالحسن الشّاذلي    الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية مجانا يوم الأحد 2 جوان    الرابطة المحترفة الأولى: مرحلة تفادي النزول – الجولة 13: مباراة مصيرية لنجم المتلوي ومستقبل سليمان    الإعلان عن تنظيم الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية من 23 إلى 30 نوفمبر 2024    من أبرز سمات المجتمع المسلم .. التكافل الاجتماعي في الأعياد والمناسبات    مواطن التيسير في أداء مناسك الحج    الدور الثالث من بطولة رولان غاروس : من هي منافسة أنس جابر ؟    عندك فكرة ...علاش سمي ''عيد الأضحى'' بهذا الاسم ؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ صالح العاروري: لم يعد الوقت طويلا ولا بعيدا لاندلاع انتفاضة جديدة في الضفة
نشر في الفجر نيوز يوم 02 - 01 - 2011

توسيع الاضرابات في سجون عباس لتشمل جميع المعتقلين وارد بقوة ولا استبعد اللجوء إليه
حماس في الضفة متجذرة أكثر مما يظن الكثيرون، ولو جرت انتخابات ستفوز بأكثر مما فازت به في الانتخابات الماضية
أكّد الشيخ صالح العاروري؛ عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنّ جهود المصالحة ولقاءاتها مجمدة، مشدّداً على أنّ حركته سعت أكثر من أي طرف آخر لتحريكها، وكانت جادة في طروحاتها حول المصالحة، كما وصف تهديد قيادات من ميليشيا عباس لعدد من المعتقلين في سجونهم بإبعادهم إلى الخارج بالموقف السخيف والتافه.
وفي مقابلة شاملة مع "المركز الفلسطيني للإعلام " قال العاروري الذي يتولى ملف الأسرى في الحركة : "موقف الحركة ثابت وهو أننا نريد المصالحة ونحن في الأصل من حرك هذا الملف، لكن في الوقت ذاته، لا يتوقع منا أحد تجاهل عذابات أبنائنا وإخواننا وأن نجلس جلسات حوار ماراثونية دون جدوى، وبالتالي لا أتوقع استئناف جولات المصالحة في ظل الوضع الحالي، ولا بد من تغيير حقيقي على الأرض".
وتطرق االشيخ العاروري في المقابلة إلى ملفات عديدة تتعلق بالحركة ومستقبل الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، وآفاق العلاقة مع حركة فتح، بالإضافة إلى حديث حول اوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وتاليا نص الحوار كاملا:
* ملف المصالحة الفلسطينية الذي تفاءل به الشعب الفلسطيني مؤخراً لكنه اصطدم بعقبة العقدة الأمنية وتطوراتها لاحقاً، وصولاً للإضرابات والموقف الذي اتخذته حماس بتعليق لقاءات المصالحة ريثما تحل إشكالية المضربين عن الطعام في سجون سلطة عباس، ما هي الصورة الآن التي يمكن أن تطلعنا عليها؟
** الأمور الآن مجمدة في مكانها، ونحن تفاءلنا كثيراً أكثر من أي طرف آخر، لأننا كنا جادين وصادقين في موضوع المصالحة، ورأينا أن هناك أجواء من الممكن أن تتقدم فيه مسألة المصالحة، خصوصاً أنهم أوصدوا الباب في وجه الصهاينة تلك الفترة، فمن المفترض أن يفتحوا الباب أمام الوحدة الوطنية وتقوية الصف الداخلي، لكن الآن بسبب التصعيد الخطير الذي قامت به سلطة عباس في الضفة الغربية من اعتقالات وتعذيب وملاحقة للمقاومة أصبح الوضع مع الأسف معقداً جداً وصعب للغاية .
*هل يمكن القول إن الموقف السياسي في الحركة الآن، أنه لا يوجد أي لقاءات مع فتح ريثما تُحلّ مشكلة المضربين عن الطعام فقط، أم مشكلة المعتقلين بشكل عام؟
** موقف الحركة ثابت وهو أننا نريد المصالحة ونحن في الأصل من حرك هذا الملف، لكن في الوقت ذاته، لا يتوقع منا أحد تجاهل عذابات أبنائنا وإخواننا وأن نجلس جلسات حوار ماراثونية دون جدوى، وبالتالي لا أتوقع استئناف جولات المصالحة في ظل الوضع الحالي، ولا بد من تغيير حقيقي على الأرض.

*هل تواصلتم مع حركة فتح في هذا الملف وتوصلتم إلى نتيجة، أم أن الأمور ما زالت معلقة الآن؟
** هناك اتصال في الفترة الأخيرة بين حركتي فتح وحماس فيما يخص استئناف الجلسات، وأبلغت حماس فتح أنه يجب أن تكون هنالك أجواء لإنجاح المصالحة، لأن الأجواء يتم تعكيرها بشكل لا يحتمل في الضفة الغربية، ولذلك أُجّل الموضوع لأجل غير مسمى .
*هل ردّت فتح أو علّقت بشيء على موقفكم؟
** ما تسمعه في الإعلام من تراشقات واتهامات من أننا نتخذ موضوع المضربين كشمّاعة للتهرب من موضوع المصالحة .
*بماذا تردّون على هذا الكلام؟
** نحن من حرّكنا الملف، ونحن معنيون بالمصالحة، وليس لنا خيار آخر سوى شعبنا والمصالحة والمقاومة، فليس لدينا أمريكا وإسرائيل أو غيرهما، ولذلك من غير المنطقي أن نتذرع بذرائع للهروب من ملف المصالحة، ولو كنا لا نريد المصالحة؛ لما قمنا بتحريك الملف بالأصل ؟.
*هل هناك خيار في الوقت الحالي لدى حركة حماس، كبديل لتعثر الجهود؟
** خيارنا الثابت والدائم هو خيار شعبنا، خيار المقاومة والوحدة، ومنع أي حرب أهلية، لذا نحن نحمل في الضفة الغربية منذ اليوم الأول على عاتقنا ألا يتسبب هذا الخيار لنشوب حرب أهلية، ونحن ندفع ثمن هذا الثمن غالياً مع الأسف، لأن الطرف الثاني يتهرب من أي مسؤولية .
*هل من الممكن أن تضعنا في صورة ملف المضربين عن الطعام؟
** الاخوة مازالوا مضربين عن الطعام، والتعريف القانوني للمضربين عن الطعام حسب اتفاقيات جنيف أنهم الذين لا يتناولون الطعام أو السوائل، مستمرون في تناول السوائل فقط، ومطلبهم هو بحث ملفاتهم من جديد وتطبيق قرارات المحكمة العليا في رام الله بالإفراج عنهم حيث ترفض ميليشيا عباس تطبيقها، ونحن نؤيدهم في مطلبهم .
*واضح أن ميليشيا عباس تتشبث في موقفها حيال هذه القضية، ما هي خياراتكم الآن للتعاطي مع هذا الموضوع، حيث طرحتم سابقاً خيار هوجمتم بسببه وهو إدراجهم على صفقة تبادل الأسرى، فما هي الخيارات العملية المطروحة الآن؟
** من حق الإخوة أن يكون لهم الخيار القوي بإضرابهم عن الطعام، ونحن نثمن كل من وقف وساند هذا الموقف من إعلاميين وحقوقيين، وندعو للمزيد من الدعم والمؤازرة لهذا التحرك علّه أن يؤتي ثماره، لأنه من المؤسف أن نشعر أنه لا يوجد جهة في السلطة تريد أن تأخذ على عاتقها مسؤولية حقيقية تجاه قرارات محكمة عليا في رام الله، ولذلك لم تترك لنا سلطة عباس خيارات أخرى إلا أن نضع المختطفين في صفقة التبادل .
*هل هذا عبارة عن تلويح فقط، أم أنه خيار مطروح بالفعل؟
** أريد أن أبعث لهم رسالة وهي أنه لا يعقل أن تغلقوا الأبواب بشكل حقيقي ولا تتركوا إلا هذا الباب، وأنا أدرك المغزى العميق لهذا الأمر، ولو تعاملنا معهم بهذه الطريقة سيضعون أنفسهم في موقع لا يحسدون عليه، لكن ما أخشاه هو أن يتحول هذا الخيار إلى أمر واقع لا نستطيع تفاديه، وهذا يتوقف عليهم .
وهناك أيضا خيار توسيع الاضرابات لتشمل جميع المعتقلين وهو وارد بقوة ولا استبعد اللجوء إليه، فما الذي يمنع شخص معتقل بشكل تعسفي بلا سبب وبلا محاكمة أن يُقدم على الإضراب عن الطعام، والذي دعا الأسرى لخوض إضرابات متكررة في سجون الاحتلال واستشهد في ذلك الكثير، الآن يتكرر، ويكون مدعاة لخوض هذه الإضرابات في سجون ميليشيا عباس .
*هناك من يتهم قيادات حماس بأنهم يدفعون أبناءها إلى الموت بهذه الإضرابات، كيف تردون؟
** خيار الإضراب لم يكن من القيادة، بل كان خيار المضربين أنفسهم، ونحن جربنا الإضراب عن الطعام، فلم ننتظر أن يقول لنا أحد أضربوا عن الطعام، نحن حينما كنا نشعر أن الأبواب قد أغلقت نقوم بالإضراب، والإخوة في السجون حينما أضربوا عن الطعام لم نعلم بذلك إلا حينما بدؤوا بذلك .
*هل تبلورت رؤية واضحة لدى حماس للتعامل مع حركة فتح بخصوص ملف المعتقلين في سجون عباس؟
** نحن في البداية نقول أنه يجب ألا يكون هناك معتقلون سياسيون عند أي فصيل، ونحن نؤكد أنه لا يوجد لدينا أي معتقل سياسي يخضع للتعذيب، وندعو من يشكك في هذا الكلام إلى تشكيل لجان تحقيق من الفصائل الفلسطينية والمستقلين ومؤسسات حقوق الانسان، للتحقق من تطبيق المعايير الوطنية في السجون الموجودة هنا وهناك، حتى لا يكون هناك معتقلون على خلفية انتماءهم السياسي، وإنما فقط سجناء جنائيون، ومن الواضح لكل الناس أن ميليشيا عباس لا تستطيع تطبيق هذا الأمر لأن هذا جزء من التزاماتها تجاه الاحتلال .
*هل يتوفّر لديكم الآن إحصائيات عن عدد المعتقلين في سجون ميليشيا عباس؟
** لا يوجد رقم ثابت لأن هذه العملية تشهد حراكاً دائماً، في كل يوم معتقلون جدد وآخرون يطلق سراحهم، وهناك من يفرج عنه الاحتلال فتعتقله الميليشيا، أو بالعكس، ولكني أستطيع تأكيد وجود مئات المعتقلين، ولكن لا يمكن إحصائهم بسبب تحول عملية الاختطاف الى دوامة مستمرة من التحقيق والتعذيب وإطلاق السراح المشروط والملاحقة وهكذا .
*من اللافت للانتباه أنه ما يلبث أن يخرج الأسير من سجون الاحتلال حتى يجد ميليشيا عباس تنتظره لتعتقله عندها وهذا يعد سابقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، في أي إطار تضعون هذه الحوادث والممارسات بما أنك أسير سابق في سجون الاحتلال؟
** أضعه في إطار قلب منظومة القيم في المجتمع الفلسطيني، حيث يقدّر مجتمعنا كثيراً المعتقلين لوطنيتهم وتضحيتهم، ويضعهم في المكان اللائق بهم ، وهذه المسألة كانت أكثر ما يؤرق الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة من الناحية النفسية، فأن تأتي الأخبار للأسير المعتقل في سجون الاحتلال بتهمة المقاومة، وتسمع أن أبناء جلدتك ينتظرون خروجك ليعتقلوك عند الحاجز، فهناك حوادث لا تحصى لأسرى لم يبق على خروجهم من سجون الاحتلال سوى يوم أو يومين، فتأتي ميليشيا عباس إلى منزله وتسلّم ذويه بلاغاً بضرورة تسليم نفسه فور خروجه من سجن الاحتلال، وبعض الأسرى حينما وصلوا بيوتهم وبدأوا باستقبال المهنئين جاءت ميليشيا عباس لتعتقله أو تسلّمه بلاغاً بضرورة مراجعته لهم .
وإن ملاحقة المعتقلين وكأنهم مجرمون، ما هي إلا محاولة لتغيير صورة المناضل الفلسطيني بأنه مجرم، حيث لم يعد يتوقف الأمر على المعتقل وحده، بل تعدى ذلك لتغيير الرأي العام والقيم الفلسطينية، حيث يراد أن يُشاع أمام الناس أن الذي يفعله هذا المعتقل أمر سيء ومن يقوم به سيلاحق، فينظر له بعين الريبة، فيراقَب ويقطع رزقه وهكذا .
*ما هو المبرر الذي تضعه سلطة عباس حينما تقوم بهذا الفعل؟
** السلطة لا تكلف نفسها عناء التبرير، بما أن الناس أصبحت تفهم المغزى من إجراءات السلطة، فالسلطة تعمل ضد المقاومة، لذا حينما تعتقل لا تبرر للناس أن اعتقال هذا المقاوم كان على خلفية أخرى، فلم يعودوا يعتذرون لأحد حينما يعتقلونك على أنك مقاوم ووطني .
*هل تؤكدون على ضرورة مواجهة المقاومين للميليشيا، أم أنكم تتعاطون مع المسألة بشكل آخر؟
** نحن لا نقبل هذا الاعتقال، ويجب أن يتوقف، وقد تم توجيه الأخوة أن يرفضوا هذا الاعتقال، لكن آلية التعاطي مع هذا الرفض متروكة للناس في الداخل، كل بحسب ظرفه، فكل واحد أدرى بوضعه .
*ما تعليقكم على تهديد قيادات من ميليشيا عباس لعدد من المعتقلين في سجونهم بإبعادهم إلى الخارج، وهذه تعد سابقة خطيرة جداً؟
** نحن لم نعلّق على هذا الأمر لأنه موقف سخيف وتافه، كما أننا ندرك أنه ليس باستطاعتهم فعل ذلك، لذا لم نأخذ الأمر بعين الاعتبار، رغم أن السلطة أقدمت على أشياء خطيرة غير مسبوقة أيضاً، لكنها لن تستطيع القيام بهذا الفعل، لأن الانعكاسات التي تترتب عليه شعبياً ووطنياً ودولياً وسياسياً لا يمكنها من فعل ذلك، وعلى أي حال هي نفت أن يكون هذا التهديد قد صدر .
*كيف يصف الشيخ صالح العاروري وضع حماس في الضفة؟
** حماس في الضفة ليست حركة هامشية أو ظاهرة عارضة، وبالتالي لا يمكن لأي أحد الانقضاض عليها والقضاء على وجودها، حماس متجذرة أكثر بكثير مما يظن ويفكر هؤلاء وغيرهم، وقوة الحركة وعمقها هو في الضفة، وشعبيتها أمر أكبر من يؤثر فيه هؤلاء، ولو جرت انتخابات في الضفة، ستفوز حماس بأكثر مما فازت به في الانتخابات الماضية، وقدرتهم الآن للجم المقاومة نابع من عوامل متعددة منها سياسة السلطة وسياسة الصهاينة في السنوات الأخيرة والتنسيق فيما بينهما، لكن رغم هذا فلن يبقى أمام الشعب في الضفة إلا معاودة الثورة مجددا، فهو لن يقبل ببقاء الاحتلال، وستحضر المقاومة، واعتقد أنه لم يعد الوقت طويلا ولا بعيدا لكي تندلع انتفاضة جديدة .
*هل يوجد على الأرض ما يعزز هذا التفاؤل، حيث يعلم الجميع أن الحركة تعرضت لحملة شرسة في الضفة الغربية، وقياداتها نسفت بالكامل هناك، بين معتقل وشهيد ومطارد؟
** أولاً الحركة لم تنسف قياداتها، صحيح أن المؤسسات أغلقت وصودرت معداتها وأموالها، لكن الناس الذين بنوا تلك المؤسسات ما زالوا موجودين، وليس بإمكان أي أحد إزالتهم مهما بلغ من القوة، وأولئك الناس لديهم من الخبرة والإرادة والعزيمة ما يسمح لهم أن يجددوا المقاومة، التي ليست حكراً على حماس، فكل الشعب بمن فيه المحسوبين على حركة فتح لا يقبل ببقاء الاحتلال .
*ماذا سيكون مصير السلطة في ظل هذا التصور الذي طرحتموه؟
** السلطة تمر بأزمات عميقة، حيث اقتصادها منهار، وهي تستمد المال من الدول المانحة، فإذا تحولت الساحة إلى ساحة مقاومة فستقطع تلك الدول إمداداتها للسلطة، وبالتالي لن يبقى هناك شيء يسمى سلطة فلسطينية .
كما أنها لا تملك قاعدة جماهيرية، ومن المؤسف أن تستخدم هذه السلطة حركة فتح - التي أعتبرها حركة وطنية- كغطاء، وأجزم بأن حركة فتح ستعود إلى خيار المقاومة لكثرة ما رأيت من قيادات لها يحملون نفس المقاومة، فهذه الحركة لا يمكن أن ترضى بالعيش في ظل الاحتلال، وأذكر أنه في بداية انتفاضة الأقصى كانت هناك قرارات بعدم الانخراط في المقاومة، لكن ذلك لم يحدث، وانخرطت حركة فتح في المقاومة، لذا أعتقد أن حركة وطنية لها هذا التاريخ النضالي مكانها الطبيعي أن تكون في قلب المقاومة، لكن السلطة بتركيبتها التي تستبعد حركة فتح من مواطن صنع القرار وتستخدمها كغطاء تجعل شكلها مستنكراً داخل المجتمع الفلسطيني .
*لكن الواقع يقول أن قيادات الأجهزة الأمنية هم من فتح، وقيادات السلطة السياسيين هم أيضاً من فتح، فلماذا التفرقة بين هذه وتلك؟
** الحكومة التي يرأسها سلام فياض الآن هي من يمسك بالخيوط، فهو صاحب المال وهو من يتحكم بكل شيء، وهناك العديد من أبناء فتح طالبوا بحل هذه الحكومة وتشكيل حكومة جديدة من أبناء فتح لكنهم غير قادرين لأن سلام فياض يرفض ذلك .
والأجهزة الأمنية شهدت تغييراً جوهرياً في بنيتها، ليكون ملاء العناصر فيها لحكومة فياض، لكن اللعبة هي أن يضعوا شخصيات فتحاوية على رأس الأجهزة، فحركة فتح ليست هي السلطة، والمشكلة أن السلطة تتخذ من فتح غطاء لها، ومع ذلك فأنا لا أعفي حركة فتح من مسؤولياتها .
ولكن في ظل تحول القيادة العليا التي تملك المال والقدرة، إلى خيار السلطة فلم يعد بإمكان هؤلاء فعل شيء إلا إذا تغيرت الظروف وحدثت هبّة شاملة، عندها تعود القوة لمكانها الطبيعي .
*على ماذا يتوقف قرار الشراكة الوطنية مع حركة فتح؟
** مرهون بأن تصل حركة فتح لقرار حاسم بأن الاحتلال لا يغب وغير مستعد لإعطاء شعبنا حقوقه، وإذا لم تتنزع هذه الحقوق بالقوة فلن تعود إلينا، وأن الاستمرار في مشروع السلطة وهو بناء سلطة في ظل الاحتلال الدائم أمر غير ممكن وخيار غير عملي، ولا بد من العودة لشعبنا لخوض هذه المعركة وتقديم الثمن المطلوب لهذه المرحلة، وهو ثمن الحرية، عندئذ تسير الأمور في طريقها الصحيح .
*هل ثمة جديد بخصوص صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال؟
** لا جديد في هذه الصفقة، لأن حكومة الاحتلال يمينية متطرفة، ويبدو أنه لا يوجد لديها رغبة في تحقيق هذه الصفقة، لذا فهي تضع شروطاً لا تقبل بها حركة حماس، حيث تريد تبديل جزء كبير من القائمة التي قدمتها الحركة من قبل، وإبعاد البقية إلى خارج الوطن ، وتعتقد حركة حماس أن مطالبها مشروعة وواضحة، لا لم توافق على مقترح الاحتلال الأخير .
*كيف تصف وضع الحركة الأسيرة الآن، وما هي الرسالة التي توجهها للعالم العربي والإسلامي بما أنك ابن لهذه الحركة التي قدمت التضحيات الكثيرة ؟
** وضع الأسرى يزداد سوءاً وألماً وعذاباً، فنحن نتكلم عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، يقضون عشرات السنين في سجون الاحتلال، وإن مسألة الأسرى يجب أن ينظر إليها بأن الإنسان خلق ليكون حراً وسلبت منه حريته لأنه طالب بحرية وطنه وهذه الحرية مسلوبة منه لعشرات السنين، فالأمة كلها لا تعفى من المسؤولية تجاه الأسرى .
*ماذا قدمت الأطراف التالية تجاه الأسرى، وخاصة سلطة رام الله؟
** يكفي أن تريحنا من ملاحقة الأسرى، ولا نريد منها شيئاً .
*وماذا قدمت حركة حماس للأسرى؟
** أنا لا أعفي حركة حماس مسؤولياتها بسبب هذه المدة الطويلة التي ما زال الأسرى يعانون فيها، فكان على الحركة أن يكون هذا الأمر أكثر مركزية وألا يمكث الناس كل هذه المدة في السجون، لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، فالحركة نجحت في خطف عشرة جنود في السابق، والآن خطفوا شاليط ودُفع ثمن هؤلاء الحرب الأولى والثانية، فهذا يدل على أن الحركة تقدر هذا الإنسان وهي مستعدة لدفع ثمن حرية هذا الإنسان
المركز الفلسطيني للإعلام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.