بدأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الإثنين زيارة رسمية إلى تونس تستغرق يومين يتم خلالها التوقيع على اتفاقات خاصة بالتجارة والطاقة والتعاون الاقتصادي وبحث موضوعي الإرهاب والهجرة غير الشرعية. ويرافق الرئيس الفرنسي في هذه الزيارة سبعة وزراء ورؤساء نحو مئة شركة فرنسية. وزيارة ساركوزي هي الأحدث ضمن سلسلة من الرحلات إلى شمال إفريقية التي أبرم خلالها صفقات بمليارات الدولارات بين الشركات الفرنسية وكل من المغرب وليبيا والجزائر. وأعلن ساركوزي في مقابلة نشرتها صحيفة الشروق التونسية الأحد أنه يزور تونس للتعبير عن «تقديره» و«دعمه» للرئيس زين العابدين بن علي. وعبر عن «اهتمامه بتعميق العلاقات الفرنسية التونسية الممتازة من حيث قوتها وتنوعها». وتوصف فرنسا بأنها أهم شريك تجاري لتونس حيث بلغ حجم التجارة الثنائية نحو سبعة مليارات يورو (10.94 مليارات دولار) عام 2007. ويتوقع الانتهاء من صياغة عدد من الاتفاقيات بقيمة ملياري يورو تقريباً يتم التوقيع عليها خلال الزيارة. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن شركة إيرباص ستوقع رسمياً عقداً لبيع 16 طائرة إلى شركة تونس إير بعقد تبلغ قيمته مليار يورو وأوضح أن الناقلة التونسية ستشتري 12 طائرة ايه320 وأربع طائرات ايه350. وأضاف المصدر أن مجموعة الستوم الفرنسية للصناعات الهندسية الثقيلة فازت بمناقصة لبناء محطة كهرباء تقليدية قدرة 700 ميغاوات في تونس مضيفاً إن قيمة العقد 360 مليون يورو وأن شركة سيمنس الألمانية المنافسة كانت قدمت عرضاً هي الأخرى. وقال مسؤولون إن وكالة التنمية الفرنسية التي تشرف على المعونة في مجال التنمية ستوقع سبعة اتفاقات تمنح الحكومة التونسية ما مجمله 140 مليون يورو من القروض الميسرة من أجل تمويل قطاعات الطاقة والتنمية الريفية والحضرية. ويعتزم ساركوزي زيادة المعونة لتونس، وقال في مقابلة مع صحيفة لوتون التونسية الصادرة بالفرنسية: «تؤكد الاتفاقات التي يجري توقيعها والاتفاقات المالية الخاصة بالمعونة التي ستمنح لتونس تصميم فرنسا على المساعدة في تنمية البلاد وتطورها». وأمس وقع البلدان بالأحرف الأولى اتفاقاً للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية ينص على تسليم تونس محطة لتوليد الطاقة خلال 10 إلى 15 سنة. وتم توقيع الاتفاق بحضور الرئيسان بن علي وساركوزي ويشمل مجالات التدريب والبحث والأمن والإمداد بالكهرباء والتنقيب عن اليورانيوم. وأوضح مصدر فرنسي أنه بموجب التشريعات الدولية، ينبغي أن يحصل هذا الاتفاق على الضوء الأخضر من المفوضية الأوروبية والوكالة الذرية الأوروبية «يوراتوم» قبل دخوله حيز التنفيذ.وتوصلت فرنسا لاتفاقات مماثلة مع الجزائر وليبيا والمغرب ركزت على تدريب المهندسين النوويين. وتعتزم باريس وتونس أيضاً إبرام اتفاقات للتعاون بشأن الهجرة. ويعيش نحو 600 ألف مغترب تونسي في فرنسا التي هي أكبر مستثمر في تونس. وبلغ حجم التبادل التجاري سبعة ملايين يورو في عام 2007. وقال ساركوزي في المقابلة مع لوتوم: «الهجرات الشرعية هي محرك علاقاتنا. يتعين تسهيلها.. وسنحارب معاً الهجرة غير الشرعية». وكثير من المهاجرين غير الشرعيين يأتون من إفريقية جنوب الصحراء آملين في بدء حياة جديدة في أوروبا. كما يعتزم ساركوزي وبن علي تكثيف التعاون في مجال محاربة الإرهاب وسيتصدر جدول أعمال ساركوزي مناقشة اقتراحه بإقامة اتحاد متوسطي يضم أعضاء الاتحاد الأوروبي الذي يتألف من 27 دولة إضافة إلى الدول المطلة على حوض البحر المتوسط وهذا واحد من المشاريع الدبلوماسية المفضلة عند ساركوزي. وحظي ساركوزي باستقبال شعبي كبير عندما جاب برفقه زوجته كارلا بروني والرئيس بن علي شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة الذي زين بأعلام البلدين. وحيا ساركوزي وبروني آلاف التونسيين الذين خرجوا لاستقبالهم مرددين شعارات تنادي بحياة رئيسهم وبالصداقة التونسية الفرنسية. ومن المقرر أن يتسلم الرئيس الفرنسي اليوم الثلاثاء مفاتيح مدينة تونس كما سيلقي كلمة أمام منتدى لرجال الأعمال التونسيين والفرنسيين في فندق ساحلي شمال تونس، ثم يلتقي الجالية الفرنسية.