تنطلق اليوم أعمال المؤتمر الرابع ل«حركة مجتمع السلم»، التي تعد أكبر حزب إسلامي في الجزائر. وخلال هذا المؤتمر سيختار حوالي 1200 مندوب بين مرشحين رئيسيين: الرئيس الحالي أبو جرة سلطاني، ونائبه عبد المجيد مناصرة الذي يرفع شعار «الشرعية التاريخية» الموروثة عن الرئيس والمؤسس الراحل محفوظ نحناح. ويدخل سلطاني معترك المؤتمر الذي سيجري في العاصمة ويدوم ثلاثة أيام، ضعيفا نسبيا بسبب شرط فرضه عليه مجلس الشورى الموالي لمناصرة، يتمثل في استقالته من وزارة الدولة إذا رغب في الترشح لولاية ثانية. وسيسعى سلطاني وأنصاره لإسقاط هذا الشرط بتمرير لائحة تحمل توقيعات غالبية المندوبين. أما الورقة الثانية التي يراهن عليها سلطاني، فهي إسقاط مكتب تنظيم المؤتمر الذي يتكون من 7 أعضاء كلهم من أنصار مناصرة. وفي المقابل سيشارك مناصرة في المباراة الحاسمة في مساره السياسي، منقوصاً من خدمات ولايات ثقيلة في الوعاء النضالي لحركة مجتمع السلم، مثل ولاية وادي سوف (جنوب) والشلف (غرب) والمسيلة (جنوب شرق). لكنه يستفيد من دعم ولايات هامة على رأسها باتنة (شرق) التي يتحدر منها، والجزائر العاصمة، وبومرداس (شرق)، ومن تأييد «هيئة المؤسسين» التي تحظى باحترام كبير في أوساط أعضاء الحزب. ويشار إلى أن الحزب يشارك في الحكومة بخمس وزارات. ويتفق مراقبون على أن حظوظ المترشحين متكافئة إلى حد ما، وأن الفائز منهما سيحظى بفارق أصوات ضئيل، كما حصل لسلطاني الذي فاز في مؤتمر 2003 بفارق 5 أصوات فقط عن منافسه عبد الرحمن سعيدي، الذي استفاد حينها من دعم فريق قادة مناصرة. ومن المفارقات أن سعيدي يقف اليوم مع سلطاني ضد مناصرة. ويتمتع سلطاني، 54 سنة، بشعبية في أوساط أعضاء الحركة، فهو إمام خطيب وأستاذ في كليتي الأدب العربي والشريعة في ثمانينات القرن الماضي. ويعيب عليه مناصرة وبعض القيادات البارزة، أنه ترشح في صفوف حزب «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» في انتخابات البرلمان التي كانت مقررة في مايو (أيار) 1991، وهو لا يزال مناضلا في صفوف «حركة المجتمع الاسلامي» (حماس) سابقا (حمس حاليا). ودخل سلطاني الحكومة عام 1996 وزيرا للصيد البحري، ثم وزيرا للمؤسسات المتوسطة ثم وزيرا للعمل، وأخيرا عينه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وزير دولة بدون حقيبة، وهو منصب جلب عليه سخط مناصرة والموالين له بدعوى أنه يحد من هامش استقلال رئيس الحركة ويكبله بواجب التحفظ. أما عبد المجيد مناصرة، 44 سنة، فهو من الطلبة الجامعيين الذين استفادوا من رعاية نحناح والذي يرفعون اليوم شعار «الوفاء لخط المؤسس». وتخرج مناصرة من معهد الميكانيك، واشتغل في التدريس بالجامعة بضع سنوات، ثم قربه إليه نحناح في الحزب وعينه ناطقا باسم الحركة، مما جلب عليه سخط بعض القيادات التي تساند سلطاني اليوم حيث كانت ترى نفسها أهلا لهذه الوظيفة بحكم قدمها في الحزب. وأبرز هذه القيادات عبد الرزاق مقري الذي يعد من أشد خصومه.