واشنطن ( يو بي آي)الفجرنيوز: كشف زعماء من الجالية المسلمة في فرنسا بالإضافة إلي باحثين أن نحو 70% من نزلاء السجون في البلاد هم من المسلمين، مشيرين إلي أن ذلك دليل علي فشل سياسة إدماج الأقليات التي تعتمدها باريس. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن زعماء من الجالية الإسلامية الفرنسية وعلماء اجتماع وباحثين أن كل سجن في فرنسا يضم بين جدرانه غالبية من المسلمين. وأوضح هؤلاء أن ما بين 60% إلي 70% من كل نزلاء السجون في فرنسا مسلمون علي الرغم من أن هؤلاء لا يشكلون أكثر من 12% من مجمل عدد سكان البلاد. وبحسب قادة مسلمين وباحثين وخبراء في علم الجريمة فإن أرقام المساجين المسلمين في فرنسا يشكل علامة فارقة مقارنة بباقي الدول الأوروبية. ورأي موسي خادم الله، عالم الاجتماع الذي أمضي سنوات يجري أبحاثاً بشأن المسلمين المسجونين في فرنسا، أن: النسبة العالية للمسلمين في السجون (الفرنسية) هو نتيجة مباشرة لفشل دمج الأقليات في فرنسا . ويري قادة الجالية المسلمة الفرنسية وعلماء اجتماع أن نظام السجون الفرنسي يعكس الانقسامات الاجتماعية والإثنية العميقة التي تعكر صفو فرنسا وجيرانها الأوروبيين مع تسبب المهاجرين والجيل الجديد من أولادهم بتغيير الصورة الديموغرافية والثقافية للقارة الأوروبية. من جهتهم برر مسؤولو السجون الفرنسيون العدد المرتفع للمساجين المسلمين بأنه نتيجة انتشار الفقر بين الناس الذين هاجروا إلي فرنسا قادمين من أفريقيا الشمالية وغيرها من البلدان الإسلامية خلال العقود الأخيرة. وقال مدير دائرة الاندماج والمجموعات الدينية في دائرة السجون الفرنسية جيني سوتيير إن العديد من المهاجرين يصلون إلي فرنسا وهم في أوضاع مالية صعبة ما يجعل ارتكاب الجنح يحدث بصورة متكررة . وشدد سوتيير علي أن الشيء الأكثر أهمية هو القول أن لا علاقة بين الإسلام وارتكاب الجنح . من جهتهم رد قادة الجالية المسلمة في فرنسا وعلماء الاجتماع ونشطاء حقوق الإنسان أن السياسات الاجتماعية التي تتبعها الحكومة الفرنسية أدت، وعلي العكس مما حدث في معظم الدول الأوروبية، إلي عزل المسلمين في الأحياء الفقيرة التي تتميز بارتفاع نسبة البطالة والمستوي المتدني للمدارس ومساكن دون المعايير المطلوبة. واعتبروا أن ذلك ساعد في تشكل جيل من أطفال المهاجرين ولد في فرنسا لكن لا يحدوه الأمل الكبير في إحراز تقدم علي صعيد السياسة الاجتماعية، كما يكن احتراماً أقل للسلطات الفرنسية. وفي هذا الإطار تدل أرقام وزارة العدل البريطانية علي أن نسبة المساجين المسلمين في سجون البلاد هي 11%، علي الرغم من أنهم يمثلون 3% من السكان. ونسبت الصحيفة الأميركية إلي بحث أجراه معهد المجتمع المفتوح أن 20% من المساجين البالغين في هولندا و26% من مجمل المساجين في البلاد هم من المسلمين مع أن هؤلاء لا يشكلون أكثر من 5.5% من السكان، في حين يشكل المساجين المسلمين من المغرب وتركيا في بلجيكا ما لا يقل عن 16% من مجموع النزلاء، علماً أن المسلمين في بلجيكا لا يشكلون أكثر من 2% من مجموع السكان.