تونس:على امتداد شهر كامل لم يكن أي صوت قادرا على أن يعلو فوق صوت السياسة في تونس بعد الثورة الشعبية الأخيرة التي عرفتها البلاد والتي انتهت بالإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.وتواصل الحديث عن السياسة التي شغلت بال القاصي والداني، بل ازدادت حدة بعد تعيين الحكومة المؤقتة وخروج الأحزاب السياسية إلى واجهة الجلسات الإعلامية، حتى أن البعض علق على ذلك بقوله: "قبل سقوط نظام بن علي كان في تونس 10مليون محلل رياضي وبعد الرابع عشر من شهر كانون الثاني/يناير صرنا نملك في تونس 10 مليون محلل سياسي"، وفي ذلك إشارة إلى الاهتمام البالغ للشارع التونسي بأهمية التحولات السياسية والاجتماعية في تونس. وأذكى نار ارتفاع أسهم البرامج السياسية توقف الدوري في تونس وببقية النشاطات الرياضية التي كانت تحظى باهتمام كبير من لدن المواطن التونسي حيث كانت بمثابة "الأفيون" للتونسيين.
الكرة تتفوق على حظر التجول شهد الثلاثاء قرار رفع حظر التجوال في تونس والذي كان توقيته من منتصف الليل إلى الرابعة صباحا مع الإبقاء على حالة الطوارئ. وكان الاعتقاد سائدا أن يشهد هذا القرار تفاعلا ايجابيا لا مثيل له لدى الشارع التونسي خاصة وأن حظر التجوال قد أثر سلبا على سير الاقتصاد في تونس وكل الأنشطة الليلية، ناهيك وأن التونسي من هواة العيش ليلا ويمقت حظر التجوال. ولكن تفاعل الشارع الرياضي في تونس كان أقوى مما كان منتظرا فقرار رفع حظر التجوال تزامن مع المباراة الهامة للمنتخب التونسي للمحليين المشارك في بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين والمواجهة الحاسمة لمنتخب تونس أمام منتخب السنغال. ورد المنتخب التونسي الدين بتأهله إلى الدور ربع النهائي بعد فوزه بثنائية نظيفة أهلته في المركز الأول متصدرا لمجموعته ليلاقي السبت القادم نظيره من جمهورية الكونغو الديمقراطية. هذا الفوز وجد صدى إيجابيا لدى الشارع الرياضي في تونس وتفاعل معه الشارع الرياضي بشكل كبير، مما جعل الحديث عن كرة القدم وترشح المنتخب التونسي يعلو هذه المرة عن الحديث في السياسة والتغيرات الاجتماعية، ما من شأنه أن يخفف حدة الاهتمام بالسياسة ويفسح المجال أمام الحكومة المؤقتة للعمل في أكثر راحة وبعيدا عن الضغط. (يوروسبورت عربية) من نبيل التليلي Eurosport