اعترضت سوريا الاحد على مشروع قرار اعدته مصر وطرح على الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب المنعقد في القاهرة لبحث الوضع في لبنان والذي لم يحصل سوى على تاييد عشر دول وخصوصا بسبب فقرة تتضمن ادانة ضمنية لحزب الله اللبناني. واكدت مصادر مشاركة في الاجتماع المغلق ان سوريا اعترضت خصوصا على ما ورد في المشروع من "ادانة لاستهداف المؤسسات الاعلامية (اللبنانية) بالتخريب والاحراق المتعمد"، وكذلك على "رفض استخدام العنف المسلح لتحقيق اهداف سياسية خارج اطار الشرعية الدستورية". وقالت المصادر ان سوريا ممثلة بمندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف احمد اعترضت على مشروع القرار يؤيدها عدد اخر من الدول العربية بينها قطر والجزائر واليمن. وتم تقديم المشروع باسم سبع دول هي مصر والامارات والاردن والكويت والبحرين السعودية ولبنان. ويرحب مشروع القرار "بتفويض الحكومة اللبنانية للجيش بالتعامل مع القرارين الخاصين بجهاز امن المطار وشبكة الاتصالات السلكية ووضعهما في عهدة الجيش وكذلك الترحيب بتفويض الحكومة للجيش بتولي الامن وتهدئة الاوضاع".
و اعلنت الجامعة العربية عن ارسال وفد عربي برئاسة الامين العام عمرو موسى للتوسط بين الفرقاء اللبنانيين ووضع حد للازمة وقالت تقارير ان سورية التي تمثلت بمندوبها في الجامعة رفضت ارسال قوات عربية اسلامية الى لبنان وقالت الجامعة في بيان إن وزراء الخارجية العرب دعوا في اجتماعهم الطارئ في القاهرة الجيش اللبناني الى تسهيل دخول اللجنة الى بيروت وتحركها خلال الزيارة. ودعا الوزراء زعماء المعارضة التي يقودها حزب الله ومن بينهم الامين العام للحزب حسن نصر الله وكذلك زعماء التحالف المؤيد للحكومة الى اجراء محادثات مع اللجنة "لمناقشة الوضع الخطير ودعا وزراء الخارجية العرب الذين يعقدون اجتماعا طارئا في القاهرة "الى انسحاب المسلحين فى ضوء تصاعد العنف فى الجبل وفى مناطق أخرى من لبنان. والى تسهيل مهمة الجيش اللبنانى فى حفظ الامن وحقن الدماء." وقال الوزراء فى البيان الذى تلاه السفير أحمد بن حلى الامين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية "ان مجلس الجامعة الذى مازال منعقدا ارتأى توجيه هذا النداء العاجل نظرا لخطورة الظروف فى لبنان." وجاء في النص أنه "في ضوء ما ورد من أنباء بشأن تصاعد أعمال العنف والاشتباكات في منطقة جبل لبنان وفي مناطق أخرى، يوجه المجلس نداء عاجلا للوقف الفوري لأعمال القصف وإطلاق النار وكل أشكال ومظاهر العنف المسلح وانسحاب المسلحين من مناطق التوتر وتسهيل مهمة الجيش في حفظ الأمن حقنا للدماء". وبدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعهم الطارئ الأحد للبحث عن مخرج للأزمة في لبنان الذي يشهد منذ الأربعاء اشتباكات بين أنصار المعارضة والأكثرية النيابية أوقعت نحو 35 قتيلا. ويواصل مجلس الجامعة انعقاده لمناقشة "عدد من الخطوات والإجراءات المحددة لعلاج الموقف في لبنان مطروحة على الوزراء لإقرارها وتبنيها". وتأخر الاجتماع الوزاري، الذي كان يفترض أن يبدأ في ال12 ظهرا بالتوقيت المحلي لمدة ساعتين بسبب اجتماع ثلاثي عقد في مقر وزارة الخارجية المصرية ضم وزراء خارجية مصر أحمد أبو الغيط والسعودية سعود الفيصل وسلطنة عمان يوسف بن علوي. وشارك في الاجتماع الوزاري للجامعة العربية 17 وزيرا للخارجية وقد تغيب وزير الخارجية السورية وليد المعلم عن الاجتماع. وأكد عمرو موسى في تصريحات صحافية السبت أن موقف الجامعة بشأن لبنان واضح وهو مبني على المبادرة العربية وعلى أنه لابد من صيغة تحفظ لكل اللبنانيين كيانهم وللبنان سلامه وأمنه. وقال إن المبادرة العربية التي توافق عليها الجميع هي الأساس وأنه لا يرى أنها انتهت لكن هناك عنصر توتر قائم في لبنان وتبذل محاولة لحل المشكلة. وحذر الأمين العام للجامعة العربية من أن الوضع فى لبنان خطير ودقيق جدا. وعشية اجتماع وزراء الخارجية العرب أطلقت قيادة الجيش اللبناني آلية لمعالجة قرارين حكوميين تسببا بالأزمة الأخيرة في لبنان وهما إحالة شبكة الاتصالات السلكية لحزب الله على القضاء وتنحية رئيس جهاز أمن مطار بيروت. إلا أن المعارضة أصرت على المضي في عصيانها المدني رغم موافقتها على إلغاء المظاهر المسلحة.