كتب: بيرو دي يونغ 26-12-2007 الأشخاص الذين يتسمون بالجرأة يسبحون ضد التيار، ويتحدون الأفكارالسائدة. تخصص إذاعة هولندا العالمية هذا العام بورتريهات لمجموعة من الأشخاص الذين برهنوا على جرأتهم، منهم السياسي، والمثالي أو مجرد جارة لك. خير النساء غُل نتناول اليوم سيرة خير النساء غُل زوجة الرئيس التركي عبد الله غُل التي تعرضت لانتقادات واسعة وحادة بسبب إصرارها على ارتدائها غطاء الرأس الحجاب. الحجاب أو غطاء الرأس، الرمز الإسلامي، أمر غير طبيعي في القصر الرئاسي في أنقرة، تظاهر الملايين من الأتراك الربيع الماضي ضده فيما اعترض الجيش على ذلك أيضا بلغة خشنة. للثبات على موقفها ضد كل هذه الضغوط احتاجت السيدة غُل للكثير من الجرأة والشجاعة وهي ما أثبتت أنها تملكه. "مجرد إتباع القواعد" "عفوا لكن لا أرى أن في الأمر شجاعة" تقول الكاتبة والممثلة نظمية اورال "النساء اللاتي يرتدين الحجاب يجدن أن ذلك طبيعي، انه طبيعي في البيت في الحديقة وفي المطبخ، أنها ببساطة القواعد الإسلامية". وترى السيدة اورال أن رد فعل العسكر مبالغ فيه "زوجها يقف إلى جانب الأشياء ذاتها وربما أكثر. لكن لا يمكنك أن ترى ذلك في مظهره الخارجي." يعتبر السيد عبد الله غُل رجلا أساسيا في حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقوده رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. "من الطبيعي أن ترتدي زوجة رجل كهذا الحجاب". الشجعان الحقيقيون بنظر نظمية اورال نادرون "الحق، تعلمت بان الجميع يتصرفون وفقا، لدواخلهم". الحجاب كهدف لإطلاق الرصاص عن الشجاعة والحجاب، يمكننا الحديث مع سونغُل كوتش البالغة من العمر 47 عاما من مدينة انتورب. بينما كان الصراع في تركيا حول الرئاسة في أوجه، ظهرت كوتش في محكمة الشعب لتشهد ضد الشاب ذي الأعوام التسعة عشر هانس فان تيمشه، الذي ضبط في المدينة وبحوزته بندقية صيد قبل عام مضى، وهو يحاول اصطياد الأجانب، وكانت كوش الناجية الوحيدة من ضمن ثلاث ضحايا والتي تمكنت من الإدلاء بشهادتها. "موكلتي سيدة شجاعة، ولو لم تكن كذلك لما تمكنت من البقاء على قيد الحياة" يقول المحامي يوس فان در فلبن. "ولدت الشجاعة معها... اكتسبتها من أمها" ومن المفارق أنها قررت ارتداء الحجاب قبل الحادث بوقت قصير جدا حيث كانت سونوك كوتش ذات "مظهر غربي جدا" لكنها تحولت لتأكيد هويتها والاقتراب من صورة أمها، التي جاءت إلى مدينة انتورب كمهاجرة في سنوات الستينات من القرن الماضي. "كانت موكلتي تجلس في المقعد الأول تقرا كتابا ذا عنوان مميز "كيف تجاوزت الضغوط النفسية" وتجلس في المقعد المجاور امرأة فلامنكية، بنفس عمر موكلتي تقريبا، وبنفس ملامح الوجه. إذن فانا على قناعة بان السيدة كوتش لم تكن لتتعرض لإطلاق النار لو لم تكن ترتدي الحجاب". تواز يؤكد فان در فلبن، ان ارتداء الحجاب بالنسبة لكوتش هو مسألة تتعلق بتطور شخصيتها. "لقد عملت طوال الوقت، وعندما جلست في البيت دون عمل، وتوفر لها الوقت للقراءة مجدداً، قرأت القران وكتباً أخرى، توقفت عن الدراسة بعد السادسة عشر من العمر لكنها كانت امرأة محبة للمعرفة، أجد ذلك رائعا جدا". دعنا نقارنها مع السيدة خير النساء غُل زوجة الرئيس التركي، فهي الأخرى لم تكمل تعليمها الثانوي، وتزوجت وهي شابة صغيرة وفقا للمعايير الغربية. تطورت زوجة الرئيس لاحقا أيضا، لكنها الآن سارت ضد تيار النظام التركي الذي يمنع المحجبات من الدخول إلى الجامعات. مشهد من العاصمة التركية اسطنبول الخيار الواعي "انه تمييز" ترى نظمية اورال. "أنا اؤيد منع ارتداء الحجاب في المدارس الإسلامية، إذ أن الفتيات لا يضعنه بمحض إرادتهن. فليس لهن خيار، وارى ذلك انتهاكا للطفولة. لكني أرى أن منع طالبات الجامعات من ارتداء الحجاب إجراء غير مقبول. هناك الكثير من النساء الذكيات اللواتي التقيتهن، وهن قد رسمن حياتهن بالضبط وفقا للطريقة التي أردنها هن. فمن أنا لأتعامل مع الناس وكأنهم معاقون ذهنيا؟". وتجد اورال أن كلام خير النساء غُل أمام المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان، يبعث على الكثير من الأمل. "وان كان الناس الذين يتمسكون بإتباع قيم وتقاليد دينهم، يجدون طريقهم إلى المؤسسات القانونية بشكل جيد". في الواقع تعتقد اورال أن خير النساء غُل أبدت شجاعة ما في موقفها، كان ذلك بالضبط في مواقفها العصرية. "لقد حاولت، ونجحت مثلا في اجتذاب مصمم أزياء تركي لتصميم حجاب خاص بها يناسب جميع النساء في كل البلدان. في الواقع قالت حول ذلك: لا يمكنني التخلي عن الحجاب- وأنا اظن بأنها مؤمنة بذلك- ولكن بامكاني أن أحاول قدر الامكان، أن أبدو سيدة أولى أنيقة وموفورة الكرامة." مدى الحياة في 28 أغسطس من هذا العام أصبح عبد الله غُل برغم معارضة العسكر رئيسا لتركيا. وبعد ستة أسابيع، سمعت سونغُل كوتش التي أصيبت بعاهة دائمة، ادانة محكمة انتورب لهانس فان تيمش والحكم عليه بالسجن مدى الحياة. يقول محامي كوتش "رأت موكلتي الموت بأم عينيها، لكنها مع ذلك لا تريد أن تبدو كضحية بائسة. وقالت أمام القاضي: لا يمكنني أن أعيش مع الكراهية. تلك هي عظمتها".