واشنطن وكالات الفجرنيوز:اعترض عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) مكلفين المشاركة في استجواب معتقلين في غوانتانامو والعراق وافغانستان على التقنيات القاسية التي وضعها الجيش ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) على ما جاء في تقرير حكومي نشر امس الأول. ويفصل التقرير الواقع في 370 صفحة، خصوصا الاحتكاكات التي قامت بين اف بي اي والبنتاغون حول قضية ابو زبيدة المقرب من اسامة بن لادن والذي اوقف في مارس 2002 ومحمد القحطاني المعتقل في غوانتانامو والذي اعتبر لفترة طويلة قرصان الجو العشرين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. وعلق جميل جعفر من منظمة الدفاع عن الحريات على ذلك بقوله ان التقرير "يؤكد ان كبار مسؤولي اف بي آي كانوا على علم منذ 2002 بان وكالات اخرى استخدمت اساليب استجواب قاسية وغير مشروعة" لكنهم لم يفعلوا شيئا لمنعها، معبرا عن "قلقه" لرؤية ان "قيادة اف بي آي مهتمة على ما يبدو في تفادي تحمل اي مسؤولية اكثر من فرض تطبيق القانون". وأشار تقرير لعملية استجواب مفصلة نشر في 2005 ان القحطاني تعرض للتعذيب خلال اسابيع عدة شمل عزله تماما واذلاله وحرمانه من النوم واسماعه موسيقى صاخبة للغاية ودرجات حرارة قصوى وعشرين ساعة استجواب في اليوم. من ناحيتها قالت محامية المواطن السعودي الذي كان من المزمع أن يصبح المهاجم رقم 20 بين المشاركين في هجمات 11 سبتمبر ان موكلها حاول الشهر الماضي الانتحار في السجن الامريكي بخليج جوانتانامو في كوبا بعد أن علم أنه يواجه اتهامات يمكن أن تصل عقوبتها للاعدام. وقالت المحامية جيتانجالي جويتيريز ان محمد القحطاني أصاب نفسه بقطع ثلاث مرات في بداية ابريل بينها مرة كان القطع غائرا لدرجة كافية لان تحدث (نزيفا غزيرا) مما تطلب نقله للمستشفى للعلاج. وتابعت أن القحطاني اعتقد فيما يبدو أن اعدامه أصبح وشيكا وأصيب بانهيار عصبي. واستطردت (فقد الأمل تماما). وكان مسؤولون بالحكومة الامريكية قالوا ان القحطاني كان يعتزم الانضمام للخاطفين ومجموعهم 19 خاطفا الذين قادوا أربع طائرات ركاب وصدموا بها مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع في 11 سبتمبر عام 2001 ولكن مسؤول هجرة رفض السماح له بدخول الولاياتالمتحدة في مطار فلوريدا. والقحطاني محتجز في جوانتانامو منذ أكثر من ستة أعوام وخضع (لبرنامج تحقيق خاص) أقره وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد عام 2002. من جانبه أعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان بلاده "محرجة" بسبب سجن غوانتانامو نتيجة الشك بمصير المعتقلبن الذين سيطلق سراحهم في حال إقفاله. وردا على سؤال امام لجنة برلمانية حول امكانية اغلاق المعسكر الذي فتح بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 لنقل السجناء الدوليين المشتبه بانهم يهددون امن الولاياتالمتحدة، قال غيتس "نحن محرجون" مع غوانتانامو. ونقل حوالي 800 معتقل الى معسكر غوانتانامو ولا يزال فيه 270 سجينا. وأضاف غيتس "هناك حوالى 70 سجينا نحن مستعدون لتسليمهم لدولهم" ولكن "اما حكومات بلدانهم لا تقبل بهم واما نخشى ان تتركهم وشأنهم" مذكرا بان معتقلا كويتيا سابقا في غوانتانامو نفذ مؤخرا هجوما في مدينة الموصل العراقية. وأوضح أن "المشكلة الثانية هي اننا لا نعلم ما يجب ان نفعله بهؤلاء ال70 او80 (سجينا) الذين لا يمكننا ان نطلق سراحهم ولكن لن تتم محاكمتهم ولن يسلموا لحكوماتهم".