اوتاوا(ا ف ب)-الفجرنيوز:حقق عمر خضر الغربي الوحيد المعتقل في غوانتانامو الجمعة انتصارا اذ قررت المحكمة العليا الكندية تمكينه من الاطلاع على معلومات سرية معتبرة ان اوتاوا شاركت في آلية غير شرعية في هذا المعتقل. وكان محامو المعتقل الكندي يطالبون بالاطلاع على وثائق سلمتها السلطات الكندية الى واشنطن بعد استجواب عمر خضر في غوانتانامو. وحكم القضاة التسعة في المحكمة العليا في قرار اتخذ بالاجماع باطلاعه على هذه المعلومات لان اوتاوا شاركت في "آلية مخالفة لواجبات كندا الدولية في ما يتعلق بحقوق الاشخاص". ويفيد الحكم ان "المحكمة الاميركية العليا رأت ان الآلية المتبعة في غوانتانامو حين استجوب المسؤولون الكنديون (خضر) ثم نقلوا المعلومات الى السلطات الاميركية (..) مخالفة للقانون الداخلي الاميركي وللمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الاشخاص والتي وقعتها كندا". ورأت المحكمة ان كندا انتهكت بذلك ميثاقها الدستوري حول الحقوق الذي ينص في بنده السابع على انه لا يمكن التعرض لحق الاشخاص في الحرية سوى في اطار آلية تراعي "مبادئ العدل الاساسي". غير ان انتصار عمر خضر الذي سيحاكم هذا الصيف بتهمة قتل جندي اميركي في افغانستان في تموز/يوليو 2002 يبقى جزئيا اذ اعتبرت المحكمة انه لا يمكنه الاطلاع سوى على الوثائق التي لا تشكل خطرا على الامن القومي. ويعود لقاض في المحكمة الفدرالية ان يقرر الوثائق التي ستسلم الى محامي المتهم. وقال ناثان ويتلينغ احد محامي عمر خضر "ثمة عناصر جيدة وعناصر اقل ايجابية" في الحكم الصادر موضحا ان "المحكمة العليا تؤكد ما كان الجميع يعلمه وهو ان النظام القائم في غوانتانامو مخالف للقانون الدولي". وتابع ان "القضاة اكدوا ايضا ان الحكومة الكندية انتهكت حقوق خضر الانسانية الاساسية بمشاركتها في هذا النظام". ورأى انه "من المؤسف ان تحدد المحكمة الوثائق التي سنطلع عليها" مشككا بصورة خاصة بان يتم تسليمه وثيقة "جوهرية" في حوزة الحكومة الكندية اعدتها القيادة العسكرية الاميركية وتصف ظروف جريمة القتل التي يتهم بها عمر خضر. وقال ان "الحكومة الاميركية اضاعت هذا التقرير. انها لا تعثر عليه ولا يمكنها تسليمنا اياه لانها لم تعد تجده ومن السخرية ان الطريقة الوحيدة للحصول عليه هي عبر كندا". ووصفت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان قرار المحكمة العليا بانه "ادانة كبرى للحكومة الكندية" مبدية املها بان يدفع اوتاوا على التدخل لدى السلطات الاميركية لصالح الشاب. وعمر خضر البالغ اليوم 21 عاما كان في الخامسة عشرة حين اعتقله الجيش الاميركي في افغانستان عام 2002. ويشتبه بان خضر ناشط في القاعدة وهو متهم بقتل جندي اميركي بالقاء قنبلة يدوية لدى اعتقاله وقد وجهت اليه التهمة رسميا بالقتل ومحاولة القتل والتآمر ودعم الارهاب والتجسس. وكان احد محاميه الكومندان وليام كوبلر اعلن اخيرا ان شهودا على الاشتباك الذي قتل فيه الجندي الاميركي اوحوا بان العسكري قد يكون قتل بايدي جنود اميركيين آخرين شوهدوا يلقون قنابل يدوية على مقربة من الضحية. ودعا محامو الدفاع ورجال قانون دوليون مرارا الى معاملة عمر خضر بصفته من الاطفال الجنود. وقبل توجيه التهم اجرى موظفون كنديون ولا سيما من اجهزة الاستخبارات مقابلات معه في غوانتانامو عام 2003. وتستند الاتهامات التي وجهت اليه لاحقا الى بعض المواضيع التي طرحت معه خلال تلك الجلسات.