عاجل/ هذا ما قررته محكمة التعقيب بحق المتهمين في قضية "انستالينغو"..    مجلس وزاري يتابع إجراءات مختلف الوزارات استعدادا لعودة التونسيين بالخارج إلى أرض الوطن..    280 مؤسسة توفر 100 ألف موطن شغل تونس الثانية إفريقيا في تصدير مكونات السيارات    بورصة تونس ..مؤشر «توننداكس» يبدأ الأسبوع على ارتفاع    أخبار المال والأعمال    تحطم طائرة عسكرية من نوع "إف 35" في ولاية نيومكسيكو الأمريكية (فيديو)    الاحتلال يترقب قرارا من غوتيريش يصنفها "قاتلة أطفال"    رونالدو يشد عشاقه بموقفه الرائع من عمال الملعب عقب نهاية مباراة النصر والاتحاد (فيديو)    اليوم في رولان غاروس .. أنس جابر من أجل الدور الثالث    الرابطة في مأزق...الترجي يطالب باحترام الرزنامة    جينيف: وزير الصحة يؤكد الحرص على التوصّل لإنشاء معاهدة دولية للتأهب للجوائح الصحية    نبيل عمّار ل«الشروق»...انتظروا اتفاقيّات نوعية بين تونس والصين    قريبا يشرع البرلمان في مناقشته هذه ملامح القانون الجديد للشيك دون رصيد    الحزقي: قريبا رقمنة الرقابة الإدارية    موجة اعترافات أوروبية جديدة بدولة فلسطين ...تسونامي يعصف بالاحتلال    بنزرت: الاذن بالاحتفاظ بشخص وفتح بحث تحقيقي من اجل اضرام النار عمدا بمنقولات في حادث نشوب حريق بمستدودع الحجز البلدي    تشييع الجندي المصري ضحية الاشتباك مع الإسرائيليين على معبر رفح    نائب فرنسي يرفع علم فلسطين خلال جلسة الجمعية الوطنية الفرنسية    بن عروس: متابعة ميدانية لوضعية المحصول بالمساحات المخصّصة للزراعات الكبرى    بطاقة إيداع بالسجن ضد سمير العبدلي من أجل شبهات جرائم إرهابية    نقص فرص العمل عن بعد وضعف خدمات رعاية الأطفال يمثلان عائقا رئيسيا لوصول النساء إلى سوق العمل (دراسة)    تصفيات كاس العالم 2026:غدا الاعلان عن قائمة لاعبي المنتخب التونسي    ملعب غولف قرطاج بسكرة يحتضن نهاية هذا الاسبوع كاس تونس للغولف    البطولة السعودية: نزول فريقي سعد بقير وأيمن دحمان الى الدرجة الثانية    قفصة: الدفعة الثالثة والأخيرة من حجيج الجهة تغادر اليوم في إتجاه البقاع المقدّسة عبر مطار قفصة-القصر الدولي    تعظيم سلام يا ابن أرض الرباط ... وائل الدحدوح ضيفا على البلاد    قبل جولته الأدبية في تونس العاصمة وعدة جهات، الكاتب جلال برجس يصرح ل"وات" : "الفعل الثقافي ليس فقط في المركز"    افتتاح الدورة السادسة للمهرجان الدولي للموسيقيين والمبدعين من ذوي وذوات الإعاقة بعد أكثر من 4 سنوات من الغياب    الشركة التونسية للكهرباء والغاز تطلق خدمة إلكترونية جديدة    وزير الصحة يشارك في مراسم الاعلان عن مجموعة أصدقاء اكاديمية منظمة الصحة العالمية    وزارة الصحة تنظم يوما مفتوحا بعدد من الولايات للتحسيس بمضار التدخين في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين    الليلة أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 18 و28 درجة    قابس: الاحتفاظ بشخص مفتش عنه وحجز كمية من الهواتف الجوالة المسروقة    جنيف: وزير الصحة يستعرض الاستراتيجيات والخطط الصحية الوطنية في مجال علاج أمراض القلب    المنستير: أجنبي يتعرّض ل'براكاج' والأمن يتدخل    عملية بيع تذاكر'' الدربي'' : الأسعار... متى و أين ؟    لدعم خزينته: الأولمبي الباجي يطرح تذاكرا افتراضية.. وهذا سعرها    فتح باب الترشح للدورة 36 لمهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية    بداية من اليوم.. مدينة الثقافة تحتضن الدورة السادسة للمهرجان الدولي للموسيقيين والمبدعيين من ذوي الإعاقة    عاجل : شكاية جزائية ضد وزيرة العدل ليلى جفال    عاجل : الديوانة بميناء حلق الوادي تحبط محاولة تهريب'' زطلة و مخدرات ''    تذمّر المواطنين بسبب غلاء أسعار الأضاحي..التفاصيل    لأول مرة.. إعتماد هذا الإجراء مع الحجيج التونسيين    حادث مرور مروّع في القصرين    وزير التجارة الجزائري يدعو إلى عقد منتدى أعمال ثلاثي جزائري تونسي ليبي    عاجل :عطلة بيومين في انتظار التونسيين    هيونداي تونس تتوج بعلامة "أفضل علاقات عامة" في المؤتمر الإقليمي لشركة هيونداي موتور في جاكرتا    قفصة: القبض على 5 أشخاص من أجل ترويج المخدّرات    هذا فحوى لقاء رئيس الدولة بالصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح..    في الملتقى الوطني للتوعية والتحسين البيئي... ياسين الرقيق يحرز الجائزة الأولى وطنيا    في إطار تظاهرة الايام الوطنية للمطالعة بعين دراهم ...«الروبوتيك» بين حسن التوظيف والمخاطر !    فضيحة الساعات الفاخرة 'روليكس' تلاحق رئيسة بيرو    4 ألوان تجذب البعوض ينبغي تجنبها في الصيف    بن عروس : اختتام الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان علي بن عياد للمسرح    أولا وأخيرا «عظمة بلا فص»    أليست الاختراعات التكنولوجية كشفٌ من الله لآياته في أنفس العلماء؟    معهد الفلك المصري يكشف عن موعد أول أيام عيد الأضحى    مواقف مضيئة للصحابة ..في حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهدي عاكف مرشد الإخوان في حوار طال كل مفردات المشهد السياسي المصري
نشر في الفجر نيوز يوم 31 - 05 - 2008

وافقت توريث جمال مبارك قبل تعديل المادة 76 ولكني أرفضه الآن بشدة
لا نسعي إلي السلطة إلا بإرادة الشعب وعبر الانتخابات الحرة
نتعامل مع النظام بسياسة الحكمة والصبر الجميل ونرفض لغة الدم
السيف علي مسلط علي الاخوان قبل إقرار قانون مكافحة الارهاب
القاهرة -محمد العدس: إشكالية العلاقة بين الحكم في مصر وجماعة الاخوان المسلمين ما زالت علي التباسها منذ النظام الملكي ومرورا بعبد الناصر وانور السادات وصولا الي عصر مبارك التي دخلت فيه هذه العلاقة مرحلة تكسير العظام ومع ذلك تظل العديد من الاسئلة مثارة علي صعيد هذه العلاقة خاصة فيما يتردد من صفقات سرية بين الجانبين مازالت تخضع للرفض من كليهما ولعل تجليات ذلك تمثلت في اعلان مرشد عام الجماعة في فترة سابقة تأييده لترشيح جمال مبارك للرئاسة في مصر وان كان قد تراجع عن ذلك في حديثه الشامل هذا.
في هذا الحديث أكد عاكف استعداد الجماعة لتولي السلطة في مصر بعدما يئس المصريون من النظام الحاكم الذي يعاملهم بمنطق اللامعقول علي حد وصفه وان رهن ذلك بارادة الشعب المصري عبر آلية الانتخابات الحرة المباشرة.
وتطرق عاكف الي الكثير من مفردات المشهد السياسي المصري نتابع تفاصيلها فيما يلي.
بداية ما تقييمك للوضع الراهن في مصر وهل هناك حالة احتقان عامة كما يردد البعض؟
- نعم هناك حالة احتقان شديدة في المجتمع بل هي حالة فوران وتوتر علي كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية فمصر حاليا تمر بوضعية شديدة السوء وغيرمسبوقة في تاريخها من فرط غياب الحريات وتسلط الاجهزة الامنية وتحكم فئة قليلة من رجال الاعمال علي السلطة والثروة وللاسف.
لم يعد النظام الحاكم يستمع لنصيحة الراشدين والعقلاء خاصة فيما يتعلق باجراء الاصلاحات التي باتت موضع اجماع مختلف القوي السياسية فضلا عن فشله وحزبه الحاكم في معالجة المشكلات التي يعاني منها المواطنون كالبطالة وارتفاع الأسعار وتدني الأجور والتضخم وهو ما افضي الي ظهور وتفشي حالة الاحتقان والفوران في المجتمع المصري التي من الممكن ان تذوب باحترام حريات المواطنين وهنا ليس امامي إلا القول :" حسبي الله ونعم الوكيل " فيمن يصدر الغاز لأعدائنا الصهاينة بينما اشقاؤنا في غزة يعيشون في ظلام دامس فإذا غاب العدل وغابت الحرية غاب كل شيء.
استمرار الاحتقان :
الي اي مدي تتوقع استمرار هذا الوضع خلال الفترة القادمة؟
- في تقديري فان حالة الاحتقان والغليان ستستمر الي ان يشاء الله وان كان الشعب فيه بقية من حياة فان النخبة الحاكمة لن يرضيها ذلك لكن الله سبحانه وتعالي قادر علي أن ينصر هذا الشعب ويخزي هؤلاء جميعاً لان الحالة في مصر حالة فريدة وتتسم باللامعقولية.
هناك حملة اعتقالات موسعة من قبل أجهزة الامن المصرية ضد جماعة الاخوان المسلمين في الاونة الاخيرة فما تفسيرك لها؟
- لا تفسير لها سوي ان حزب السلطة الحاكم لا يريد المنافسة الشريفة والموضوعية ولذلك يلجأ لهذه الاجراءات الاستثنائية من تجاوزات واعتقالات في كل حملة انتخابية وفي مواجهة كل تصرف من الاخوان لا يحظي برضاه الامر الذي ينعكس في قيام الاجهزة الامنية باعتقال المئات بل الآلاف لكن الاخوان في المقابل يتعاملون مع هذه الاجراءات بحكمة بالغة وصبر جميل لأنه دون ذلك ستكون هناك الدماء ونحن نكرهها بشدة وكلما ازدادوا فساداً وظلماً وإصراراً علي هذا الظلم ازداد الاخوان قوة وحيوية ونشاطا.
تصعيد الحراك
من وجهة نظرك هل ستصعد الجماعة من حركتها السياسية لمواجهة هذه الحملات التي طالت كوادرها؟
- نحن نرفض سياسة التصعيد لاننا اصحاب رسالة ومنهج في الاساس ونسعي الي اذاعتهما في العالمين ولا نخاف في ذلك لومة لائم ونقول الحق الذي يرضي الله اولا وآخرا رغم أنف الكبير والصغير سواء قوي خارجية او داخلية ولاشك حزب السلطة الحاكم لا يريد ان ينافسه أحد ولذلك يلجأ لهذه الإجراءات ويفرض لغة الاعتقالات الشعواء بهدف إقصاء الجماعة عن العمل السياسي علي الساحة المصرية لانه يخشي من وجود فصيل سياسي له منهج وجذور راسخة وانتشار في الشارع.
لكن البعض وصف هذه الاعتقالات بأنها الأعنف في تاريخ الجماعة منذ سبتمبر 1981 فما رأيك؟
- النظام دأب علي هذه الإجراءات الاستثنائية منذ فترة طويلة وفقاً لأهداف ومصالح معينة ويبدو انه يعلم جيداً ان رصيده في الشارع المصري ضعيف وباهت لذلك يطارد الاخوان ولكن الاعتقالات الاخيرة ليست الأعنف في التاريخ فقد تم اعتقال 3 آلاف إخواني خلال الاحتجاجات علي تعديل نص المادة 76 من الدستور وأيضاً في انتخابات مجلس الشعب 2005 وفي الانتخابات التكميلية للشوري اعتقل المئات وما اود ان الفت الانتباه في هذا الصدد هو ان الاخوان اعتادوا علي هذا الاسلوب القمعي الامني رغم اننا لا نعطي لها اهتماماً ولا نضعه في اعتبارنا.
والأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقد تم مصادرة أموال الاخوان بقرار من المحكمة العسكرية مؤخرا وأظن ان ذلك يتجاوز المنطق والعقل رغم ان المحكمة برأت قادة الاخوان من تهمة غسيل الأموال ولكنها قررت الاستيلاء علي الأموال ومن ثم فان ما حدث يفوق اللامعقول ويعكس الرغبة في التحكم في كل شيء في الوقت الذي حصل الاخوان علي 6 آلاف حكم قضائي دون ان تجد طريقها الي التنفيذ سواء قبل وبعد الانتخابات المحلية وهو ما يجعلني اقول ان التعامل مع مثل هذا يتطلب حكمة بالغة وصبرا جميلا حتي يحكم الله بيننا وبينهم.
- ثمن المواقف
هل توافق علي ماردده البعض بأن الجماعة تدفع بهذه الاعتقالات والاجراءات المناهضة لها ثمن إعلانها عن برنامج الحزب السياسي والمشاركة في انتخابات المحليات رغم انها خرجت منها صفر اليدين؟
- لا أعرف حكاية دفع الثمن ولكن ما يمكن قوله في هذا السياق ان تعامل الحكم مع الاخوان المسلمين لا يختلف كثيرا عن السياسة العنصرية التي كان يمارسها البيض ضد السود في جنوب أفريقيا قبل التحولات التي شهدتها هذه الدولة فهو يتعامل معنا وكأننا لسنا مصريين أو ننتمي الي وطن اخر فهل هذا يدوم؟ أعتقد لا لقوله تعالي أما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ، فالاخوان المسلمون باتوا رقما مهما في المعادلة السياسية سواء في مصر او عربيا وعالميا عبر التزامهم بهذا المنهج الراقي المتمثل في الدين الاسلامي.
- في الوقت نفسه فان الحرية والديمقراطية غير قابلتين للمنح ولكن تنتزعان نوعا وفق منطق التاريخ ولذلك فإن الجماعة قبلت القيام بالأمانة وتحمل تبعاتها ونحن مدركون انه لا يمكن ان ينال الشعب حريته ولا حقه في تقرير مصيره الا اذا دفع الثمن من وقته وماله وحريته.
- البرنامج الحزبي
من وجهة نظرك ما أبرز الانتقادات التي وجهت لبرنامج حزب الاخوان بعدما تم إرسال نسخ منه للعديد من المفكرين والمثقفين؟
- ثمة ثلاثة انتقادات وجهت لبرنامجنا اولها فيما يخص هيئة العلماء وهي كما في البرنامج هيئة نطالب بانتخابها من كبار العلماء بهدف انتخاب شيخ الازهر وهذه هي رؤيتنا للهيئة التي يجب الا يكون لها سلطة في إدارة شئون الدولة واذا أراد احد ان يستشيرها فليستشرها فهي ليست صاحبة قرار او سلطان.
اما الانتقاد الثاني فتركز علي موقف الاخوان من حول الاقباط ورؤيتنا الواضحة في هذا الصدد انهم جزء لا يتجزء من نسيج الشعب المصري ونحن معهم منذ ان يولدوا حتي يصلوا لرئاسة الجمهورية ولهم حقوق وعليهم واجبات لم نشرعها نحن بل شرعها الله سبحانه وتعالي فنحن نتعامل معهم بشرع الله ونحسن اليهم ونتعامل معهم علي اساس أخلاقي شديد الرقي وعندما نأتي لرئاسة الجمهورية نحتكم الي الشرع فهناك البعض من الفقهاء اجاز للقبطي ان يصبح رئيساً للجمهورية اما البعض الاخر لم يجز ذلك ومن ثم فان موقف الاخوان بخصوص هذا الامر بات مرهونا باختيار الشعب حتي يكون هو صاحب الرأي الاخير ليقل ما يشاء ومن حقنا ان نختار اي الآراء كذلك الامر بالنسبة لموقفنا من المرأة والذي تعرض لانتقادات عديدة ايضاً وما يحكم هذا الموقف هو أن لها حقوقاً معروفة في الاسلام منذ أن تولد الي ان تصل لرئاسة الجمهورية وهي قد كرمت تكريماً عظيماً ولكن بعض العلماء رأي امكانية ان تتولي رئاسة الجمهورية والبعض الاخر رفض ذلك ونحن من حقنا ان نختار أي الرأيين ثم نعرض الامر علي الشعب ليختار ما يشاء ولدينا قاعدة تقول انه عند اختلاف العلماء فان الشعب هو صاحب الرأي الحاسم والقاطع واذا اتفقوا فنحن معهم فما الغلط في هذا، هذا هو منهجنا.
أما بالنسبة لبرنامج الحزب السياسي فهو اجتهاد عرضناه علي المثقفين والسياسيين لمعرفة رؤيتهم وأنا شخصياً استفدت من آراء هذه الشخصيات الذين زودونا بمعان وبكلام طيب تستفيد منه.
أولوياتنا القادمة
هل هناك موعد زمني محدد للاعلان عن برنامج الحزب بشكل نهائي؟
- لا أولوية لذلك الآن وان كانت له الاولوية في الماضي غير اننا سنصدر هذا البرنامج قريباً في صورته النهائية.
اذن ماهي اولوياتكم في المرحلة القادمة من وجهة نظرك؟
- مواجهة الظلم والفساد الذي تفشي في المجتمع المصري والوقوف بجوار الفلسطينيين في غزة فالقضية الفلسطينية تتصدر قائمة اولوياتنا الي جانب اشقائنا في العراق والصومال والسودان ولبنان ولاشك ان هذه القضايا تحتاج الي جهد كبير.
أدوات المكافحة
- وما هي أدواتكم لمواجهة الفساد في مصر؟
- أدواتنا تتمثل اساسا في الكلمة والعمل الدؤوب لجمع الشعب المصري علي كلمة سواء وهذه مهنتنا وكما تري فان في مصر الان ما يسمونه الفيس بوك والانترنت وهي وسائل يلجأ اليها الشباب بعد ما ضاقت بهم السبل فغضبوا من أجل مصر ونحن نغضب معهم وقناعتنا ان الاصلاح لن يتأتي الا من خلال الطريق السلمي حتي يكتمل الشعب علي رؤية سليمة وفي حالة اجتماعه لن يقف أمامه اي ديكتاتور او أي ظالم
قلت في أحد تصريحاتك الصحفية اخيرا ان الجماعة لا تنوي الوصول للسلطة في الوقت الحالي فهل تستعدون لها في المستقبل القريب؟
- السلطة ليست مغنما ولكنها تكليف ونحن لا نتطلع الي السلطة الا اذا كلفنا بذلك الشعب المصري ضمن سياق من الديمقراطية والحرية في الانتخابات اي انه عندما ينتخبني الشعب فأنا لن اتردد في تحمل المسئولية ولكن دون ذلك لا نسعي الي السلطة مطلقا لأننا نؤمن ان الشعب هو صاحب السلطان وعندما يفطن بوعيه فلن يتردد في تكليف الاخوان المسلمين بمسئولية الحكم عن طريق الديمقراطية والانتخابات الحرة
وكيف تفكرون في السلطة وليس لديكم حزب سياسي شرعي؟
- الدستور المصري يسمح لكل مصري بأن ينشيء حزباً سياسياً ولكن النظام الحالي عدل وغير الدستور لتقنين الاستبداد ولو راجعنا مواد دستور 1971 سنجد انه سيمفونية رائعة للحريات وحقوق الانسان واحترام الدين ولكن النظام وحكومة الحزب الحاكم شوهت مصر ودستورها بتعديل المواد 76 و 77 وغيرهما من مواد لاضفاء الصفة القانونية علي الاستبداد علي اي حال فان رؤيتنا ان كل ذلك في طريقه الي الزوال والتلاشي ولن يبقي الا الحق والشعب ليقول كلمته
نرفض التوريث
- لماذا رفضت توريث حكم مصر! رغم أنك أعلنت تأييدك لهذا المنصب سابقاً؟
- كان في البداية عندما ظهر هذا المعني أعلنت أنه من حق جمال مبارك ان يرشح نفسه كأي مواطن ولكن بعد أن تم تعديل المادة 76 لتفصل عليه وعلي أمثاله أعلنت اذا اراد جمال مبارك بعد تعديله هذه المادة ان يرشح نفسه فانه يتعين عليه ان يترك قصر أبيه ويعيش مع الشعب في الشارع ، ثم بعد ذلك كانت المفاجأة بتعديل 35 مادة في الدستور لتقتين الاستبداد والقمع كما ذكرت سابقا، ونظرت فوجدت ان جمال مبارك يرأس لجنة السياسات في الحزب الحاكم ، ووجدت أن هذه اللجنة تبيح المحاكم العسكرية وتبيح الاستبداد وقهر الانسان ولا تحترم القانون ، اذن هو يمارس سياسة ضد الشعب وهو دفعني الي تغيير رأيي وإعلاني الرفض المطلق لترشيح جمال مبارك للرئاسة لانه أنسان يعتمد علي الامن والقهر والاستبداد وعلي تحالف الثروة والسلطة ضد الشعب وهوما اناهضه بشده.
رغم أن الكثير من المراقبين السياسيين أكدوا أن امتناع الاخوان عن المشاركة في اضراب 6 ابريل جاء في سياق محاولة لمهادنة مع الدولة لتحقيق مكاسب في محاكمة الشاطر ورفاقه إلا أنه صدر حكم قاس ضد الاخوان ، ما الامر أذن!
- نحن نشارك في كل الاضرابات والاحتجاجات التي تهدف الي تحقيق مصلحة للشعب المصري ، في حين أننا لم نرفع الشعارات الخاصة بنا لعدم احراج بعض القوي السياسية الأخري ومن ثم جاءت مشاركتنا في اضراب 6 ابريل الماضي في اطار إظهار التأييد فقط خوفاً علي المواطنين بينما شاركنا في اضراب 4 مايو علي نحو واضح وجلي تأييداً منا للشباب الغاضب علي سياسات الحكم في مصر ، وكانت مشاركة معنوية لم نتوجه للشارع وانما جلسنا في المنازل ، وهو ما تعارض مع فهم الناس للاضراب باعتباره نزولا للشارع والتصادم مع الامن حتي يكون للاضراب قيمة ، وهذا ما نرفضه لاننا أصحاب أجندة ولدينا رؤية استراتيجية تعتمد علي المنطق والقراءة الناضجة لمفردات الواقع السياسي ..
إذن ما تفسيرك للمحاكمات العسكرية والهدف منها؟
- المحاكمات العسكرية تعد نوعاً من انواع البطش اللامنطقي واللاعقلاني ، فهل يعقل أن يقوم ضابط واحد ويتحرك في 5 قارات من أجل ان يوجه ل 40 اخوانيا هذه النوعية من التهم التي استندت اليها المحكمة العسكرية في احكامها القاسية ضدهم انها مهزلة بكل المقاييس وحتي الآن فان القاضي الذي اصدر الحكم لم يصدر حيثيات الحكم بل لم يتم التصديق عليه.
وما الهدف منه؟
- لقد وصلتني رسالة من الامن والمسئولين تفيد بتكسير عظام الاخوان .. فقلت لهم لن تكسر عظامنا باذن الله ولكن نحن الذين سنكسر عظامكم ، واستطيع ان اؤكد لك انه لن يصيبنا من هذا القهر والظلم اكثر مما اصاب اخواننا في السجون وهي ليست المرة الاولي بل هي سابع مرة يتعرض فيها الاخوان لمحاكمات عسكرية ، وانا شخصياً كنت ضحية هذه المحاكمات وكانت تهمتي انني دعوت الي استاذية العالم وحكم علي بالسجن 3 سنوات في العام 1996 اذن كل ما يحدث من النظام ضد الاخوان والشعب المصري يدخل تحت مظلة اللا معقول!
قلت أن الحكومة دبرت أحداث المحلة في السادس من 6 ابريل الماضي واستفادت منها ، فما هي الاسباب والبراهين التي تستند اليها في ذلك؟
- هذه حقيقة .. فالحكومة هي التي دبرت أحداث المحلة والمواطنون أكدوا ذلك فالمدينة كانت تشهد هدوءا تاما ثم ، تدخل الامن وتصادم مع المضربين .. ورغم أن الاخوان لم يشاركوا نهائياً!
تردد دائماً بصفتك المرشد العام للاخوان المسلمين بأن الانتخابات وسيلة وليست غاية فمتي تكون وسيلة وغاية عند الجماعة؟
- هي وسيلة عند الاخوان المسلمين لمشاركة الناس في ادارة الامة والتعامل بالطرق الديمقراطية حيث انه لا يوجد طريق ديمقراطي يشارك الاخوان بارائهم فيه الا عن طريق الانتخابات ولذا نشارك في كافة الانتخابات الطلابية والمحلية والبرلمانية والنقابية وغيرها.
مستقبل باهر:
كيف تري مستقبل الجماعة خلال الفترة المقبلة قبل انتخابات الرئاسية؟
- مستقبل باهر وما دام هذا الدين قائما فان مستقبل الاخوان مضمون بالاساس حملة دين قبل العمل بالسياسة ومن ثم الدين باق والمستقبل له.
الا تري أن الدور السياسي الذي تمارسه الجماعة في ظل الظروف الصعبة الان سوف يؤثر سلبا علي الجانب الدعوي لها في الفترة القادمة؟
- الاخوان المسلمون هيئة اسلامية جامعة تشتمل علي السياسة والاقتصاد والتربية والتعليم والرياضة وإذا كانت السياسة في بلد ما تحتاج الي حزب فإن الدستور يسمح للجماعة بأن تمارس كل أنواع النشاطات.
هل تخطط الجماعة للانتخابات الرئاسية المقبلة؟ رغم أنك أكدت ان الجماعة غير مستعجلة علي رئاسة الجمهورية او الوزراء؟
- اؤكد لك انه لايشغلنا التفكير في رئاسة الجمهورية في الوقت الحالي ولكن بكل تأكيد نخطط للوصول اليها استنادا الي اختيار الشعب عندما يرضي بمنهجنا ورؤيتنا و عبر انتخابات حرة مباشرة.
لماذا تطالب بمحاسبة الحزب الحاكم في مصر .. كيف يتم ذلك من وجهة نظرك؟
- الجماعة عليها أن تقول وعليها أن تظهر الفساد الموجود في مصر.
ذكرت مؤخرا انك ترغب في ان تستريح من منصبك الحالي بعد بلوغك سن ال 80 عاماً مالذي يحول دون ذلك؟
- قلت الف مرة انني اتطلع الي أن أكون مرشداً سابقاً اذا لم أمت وانا في منصبي ومازلت الح علي ذلك! ولكن مؤسسات الجماعة وهيئاتها هي صاحبة القرار في هذا الشأن ...
لماذا لم تقدم الجماعة اقتراحات لحل أزمة ارتفاع الاسعار وبخاصة في ظل وجود 88 نائباً لها في البرلمان المصري؟
- اننا لانحمل مسؤولية ذلك وبالتالي لا أحد يطالبنا بما يفوق طاقتناوحسب منظورنا فان المطلوب اولا ،رفع الاستبداد واتاحة الحرية كاملة للشعب عندئذ سيكون بمقدور الجميع ان يساهم فيايجاد حلول للمشكلات القائمة وبالتالي فانه لن يكون بوسع الاخوان تقديم الحلول وهم يعانون من الاضطهاد في زمن ليس فيه حرية ولا عدل ولا قانون.
ولماذا لم يواجه ال 88 عضواً اخوانيا في البرلمان هذه الأزمة؟
- مواجهتهم لا قيمة لها .. فهم ينحازون الي الحق لكن الاغلبية توافق علي ما تقوله حكومة الحزب الحاكم وأخرها ما حدث علي صعيد إثارة تزويد اسرائيل بالغاز المصري بأبخس الاسعار.
ائتلاف المعارضة :
من وجهة نظرك لماذا تم استبعاد الاخوان عن ائتلاف الاحزاب المصرية المعارضة؟
- أسألهم هم .. فنحن حريصون علي أي ائتلاف ينشأ لانه يصب في خانة تقوية الاحزاب.. ودعني اؤكد لك ان اي ائتلاف يتم بعيداً عن الاخوان سيفقد قوته وتأثيره ولاشك ان " أحزاب المعارضة "ترتكب خطأ جسيما عندما تسعي الي إقصاء الاخوان ارضاء للحزب الحاكم.
تردد ان هناك صراعا علي منصب المرشد العام خاصة بعد محاكمة خيرت الشاطر ورفاقه؟
- اتمني ان يكون كذلك .. فالمرشد العام ليس مغنما بل مغرم ، وثمة هروب منه لانه عبء ثقيل وياليتني أجد من ينافسني عليه حتي استريح!
هناك اتهام للجماعة بالانتماء لتنظيم القاعدة! فهل هذا صحيح؟
- هل يعقل لجماعة بهذا الحجم و تطالب بالاصلاح بالطرق السلمية وترفض العنف والدماء ان تنتمي للقاعدة. ان قراءتنا لفكر هذا التنظيم يكاد يكون وهما اطلقه الامريكان حتي يكون ذريعة لمحاربة الدول العربية ، واتساءل هنا هل القاعدة هي التي تدخل قوات الاحتلال المدن العراقية لتدميرها .. وتدخل لبنان لتهدمه ان الامريكان هم الارهابيون وهم الذين يصطنعون الذرائع للقضاء علي المقاومة في الدول العربية!
وماذا تقول في اتهام د. عبد الحي الفرماوي الاستاذ بالازهر بدعم حماس في خطف قادة من فتح بالقاهرة وتصنيع أسلحة وطائرات؟
- هو كلام فارغ بكل تأكيد لا أساس له من الصحة وهل يعقل ان أستاذا بجامعة الازهر يتهم بصنع طائرة بدون طيار.
هل تري أن قانون الارهاب الجديد يعد سيفاً مسلطاً علي المعارضة وبخاصة الاخوان المسلمين في مصر؟
- لا .. فالسيف مسلط علي الاخوان من غير قانون ولكن النظام يريد ايجاد حالة من حالات الجمود والركود في مصر ، يريد ان يحتفظ الشعب المصري بسلبيته وان يصلوا به الي حالة من اليأس والاحباط واشاعة نوع من الخوف والفزع حتي لا يطالب بحقوقه وبالاصلاح وبتقرير مصيره.
مراجعة كامب ديفيد
هل تري أن دور مصر تراجع خارجياً؟
- نعم وبخاصة منذ ابرام اتفاقية كامب ديفيد في 1979 فقد تراجعت في كل شيء داخلياً وخارجياً ولذا فاننا نطالب بشدة بمراجعة نصوص كامب ديفيد حتي تعود لمصر مكانتها في الشرق والغرب.
ما شكل العلاقة بين الاخوان وحماس؟
- حماس نحن منها وهي منا لانها تربت علي مباديء الاخوان .. ونقف معها بصلابة ومع كافة القوي الوطنية الفلسطينية وبجوار كل المجاهدين والمناضلين للحصول علي حقوقهم وتحرير اراضيهم من يد العدو الصهيوني الغاشم!
ما تفسيرك لما يحدث الآن في لبنان؟ وهل الامر ننذر بحرب أهلية؟
- الفرقاء اللبنانيون عقلاء والامر لا ينذر بحرب أهلية جديدة وهم يفهمون ذلك جيداً ولكن القوي العالمية والاقليمية لها مصلحة فيما يحدث بها الان ، فالامريكان واسرائيل مهمتهما حالياً القضاء علي المعارضة والمقاومة سواء حزب الله في لبنان وايران وسوريا والاخوان المسلمين في مصر؟ هل تري ان هناك قوي خارجية تحرك الازمات في منطقة الشرق الاوسط وخاصة انها في وقت واحد في لبنان والصومال والسودان وفلسطين؟
- هناك يد خفية بالفعل تعبث بمنطقة الشرق الاوسط وبخاصة في الدول العربية والافريقية ، فالقوي الخارجية لا تريد ان تظهر اي قوي في الشرق الاوسط حتي لا تمس أمن اسرائيل.

الراية القطرية: السبت31/5/2008 م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.