بوسالم.. وفاة شاب غرقا في خزان مائي    عمر الغول.. الولايات المتحدة تريد قتل دور مصر بالميناء العائم في غزة    مهرجان «بريك المهدية» في نسخته الأولى: احتفاء بالتّراث الغذائي المحلّي    المجلس المحلي بسكرة يحتجّ    منال عمارة: أمارس الفنّ من أجل المال    عاجل/ ليبيا: اشتباكات عنيفة في الزاوية.. وهذه حصيلة الضحايا    عاجل/ صفاقس: انقاذ 52 شخصا شاركوا في 'حرقة' وإنتشال 4 جثث    عاجل/ ضبط 6 عناصر تكفيرية مفتّش عنهم في 4 ولايات    النجم الساحلي يمرّ بصعوبة الى الدور ربع النهائي    اتحاد الفلاحين: ''أسعار أضاحي العيد تُعتبر معقولة''    كأس تونس : النجم الساحلي يلتحق بركب المتأهلين للدور ربع النهائي    تمدد "إنتفاضة" إفريقيا ضد فرنسا..السينغال تُلّوح بإغلاق قواعد باريس العسكرية    القصرين: القبض على شخص صادرة في حقه 10 مناشير تفتيش    الإنتخابات الرئاسية: إلزامية البطاقة عدد 3 للترشح..هيئة الإنتخابات تحسم الجدل    عضو بمجلس هيئة الانتخابات: لا يمكن تجاوز هذا التاريخ كأقصى موعد للرئاسية    الوطن القبلي.. صابة الحبوب تقدر ب 685 ألف قنطار    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    قريبا.. الحلويات الشعبية بأسعار اقل    بقلم مرشد السماوي: كفى إهدارا للمال العام بالعملة الصعبة على مغنيين عرب صنعهم إعلامنا ومهرجاناتنا!    في إطار تظاهرة ثقافية كبيرة .. «عاد الفينيقيون» فعادت الحياة للموقع الأثري بأوتيك    المهرجان الدولي للمشمش بحاجب العيون في دورته الثانية ...مسابقات وندوات وعروض فروسية وفنون شعبية    قراءة في أعمال ومحامل تشكيلية على هامش معرض «عوالم فنون» بصالون الرواق .. لوحات من ارهاصات الروح وفنطازيا الأنامل الساخنة    شبهات فساد: الاحتفاظ بمعتمد وموظف سابق بالستاغ وإطار بنكي في الكاف    عاجل : مسيرة للمطالبة بإيجاد حلول نهائية للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء    فقدان 23 تونسيا شاركو في عملية ''حرقة ''    محيط قرقنة مستقبل المرسى (0 2) قرقنة تغادر و«القناوية» باقتدار    كرة اليد: الاصابة تحرم النادي الإفريقي من خدمات ركائز الفريق في مواجهة مكارم المهدية    الحشاني يُشرف على اجتماع لجنة القيادة الاستراتيجية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي    وزارة الصناعة : ضرورة النهوض بالتكنولوجيات المبتكرة لتنويع المزيج الطاقي    القيمة التسويقية للترجي و الأهلي قبل موقعة رادس    وزيرة الصناعة: مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا فريد من نوعه    تضم منظمات وجمعيات: نحو تأسيس 'جبهة للدفاع عن الديمقراطية' في تونس    أبو عبيدة: استهدفنا 100 آلية عسكرية للاحتلال في 10 أيام    نهائي دوري ابطال إفريقيا: التشكيلة المتوقعة للترجي والنادي الاهلي    هذه القنوات التي ستبث مباراة الترجي الرياضي التونسي و الأهلي المصري    طقس اليوم: أمطار و الحرارة تصل إلى 41 درجة    ضمّت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرا في السينما العربية في 2023    قانون الشيك دون رصيد: رئيس الدولة يتّخذ قرارا هاما    جرجيس: العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين    ألمانيا: إجلاء المئات في الجنوب الغربي بسبب الفيضانات (فيديو)    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    نحو 20 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم يمكنهم العلاج دون الحاجة الى أدوية    السبت..ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة    ابرام اتفاق شراكة بين كونكت والجمعية التونسيّة لخرّيجي المدارس العليا الفرنسيّة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    بينهم طفلان..مقتل 5 أشخاص نتيجة قصف إسرائيلي على لبنان    داء الكلب في تونس بالأرقام    حلوى مجهولة المصدر تتسبب في تسمم 11 تلميذا بالجديدة    كمال الفقي يستقبل رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    جندوبة : يوم إعلامي حول تأثير التغيرات المناخية على غراسات القوارص    حفل تكريم على شرف الملعب الإفريقي لمنزل بورقيبة بعد صعوده رسميا إلى الرّابطة الثانية    الصادرات نحو ليبيا تبلغ 2.6 مليار دينار : مساع لدعم المبادلات البينية    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفجرنيوز: تنشر المسودة الثانية لمشروع البرنامج السياسي لحركة فتح
نشر في الفجر نيوز يوم 17 - 06 - 2008


عمان شاكر الجوهري الفجرنيوز
"فتح" تدعو لحوار استراتيجي مع ايران وعلاقات خاصة
مع سوريا وترفض تحرير الأراضي الفلسطينية بالقوة
من حق الشعب الفلسطيني مقاومة الإحتلال سياسيا واعلاميا ودبلوماسيا وبالمفاوضات
تدعو لميثاق وطني فلسطيني جديد وتخيّر اسرائيل بين حل الدولتين أو الدولة الديمقراطية الواحدة
دعت المسودة الثانية لمشروع البرناج السياسي لحركة "فتح"، التي اقرها الإجتماع الأخير للجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس للحركة، الذي تثور شكوك حقيقية حول امكانية عقده قبل نهاية العام الحالي، إلى إقامة "حوار استراتيجي مع إيران"، و"الإستمرار في بناء علاقة خاصة بسوريا"، وهما الدولتان اللتان تتهمهما "فتح" بدعم حركة "حماس" المنافسة، وما تسميه بالإنقلاب الذي قامت به في قطاع غزة.
وبخلاف مسودة البرنامج الأولى، تقر المسودة الجديدة، التي تقد في خمسين صفحة، حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، لكنها تحدد مفهوما جديدا للمقاومة يشتمل على "الكفاح محدود العنف والسلمي، بالمظاهرات والإعتصام والعصيان المدني والمواجهات ضد قطعان المستوطنين، وبالنضال السياسي والإعلامي والقانوني والدبلوماسي، وبالمفاوضات مع سلطة الإحتلال"، وذلك بعد أن يشير إلى "انطلق (سابقا) نضالنا الثوري بالكفاح المسلح"..! وتدعو المسودة للتفريق على هذا الأساس بين حق الشعوب المحتلة بالمقاومة، وبين "الإرهاب"..مؤكدة ادانتها للإرهاب، منوهة إلى أنها من بين الأطراف المؤيدة لعقد مؤتمر دولي لتعريفه..لافتة إلى أن فتح تتبنى العقلانية والإعتدال والديمقراطية والتسامح ومواكبة العصر ورفض التطرف والإرهاب". وتخلص المسودة إلى رفض تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة بالقوة..!!!
وتعرف المسودة حق "تحرير الوطن" بأنه يشمل "حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير". وتقول "تتبنى الحركة السلام العادل والشامل خيارا استراتيجيا، تتعدد الوسائل للوصول إليه ولكنها لا تقبل الجمود بديلا، وهي تتبنى النضال وسيلة للوصول إلى السلام".
وتطرح المسودة خيارين لحل القضية الفلسطينية "خيار الدولتين"، أو "خيار الدولة الديمقراطية الواحدة التي تضم المسلمين والمسيحيين واليهود"، مذكرة بأن هذا الشعار كانت طرحته "فتح" في بداية انطلاقتها الثانية بعد حرب حزيران/يونيو 1967.
وتدعو مسودة البرنامج السياسي إلى إعادة بناء حركة "فتح"، وإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وانضمام جميع الفصائل الفلسطينية إليها، وتكريسها مرجعية للسلطة الفلسطينية، التي تنص المسودة كذلك على ضرورة اصلاحها، و"العمل على صياغة ميثاق وطني جديد يلاحظ التبدلات الأساسية التي طرأت على القضية الفلسطينية ويؤسس لإستراتيجيات جديدة أكثر دقة وموضوعية". كما تنص المسودة على " لكنها تخصص في ذات الوقت بندا كاملا ل "استعادة غزة والتصدي للحصار".
وتشير المسودة إلى "التداول السلمي للسلطة باعتباره من مهمات السلطة في المرحلة المقبلة".
وكانت "الفجرنيوز" نشرت مضمون المسودة الأولى للبرنامج التي أعدها في حينه الدكتور ناصر القدوة، وزير الشؤون الخارجية الأسبق في حكومة السلطة، وتم رفضها من قبل اللجنة التحضيرية جراء ردود الفعل الغاضبة التي ترتبت على نشرها، ما أدى لاستقالة القدوة من عضوية اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس للحركة.
بعد عرض تاريخي يبرر تراجع الحركة عن شعارات الكفاح المسلح بشكل موارب، وذلك على مدى 35 صفحة، يقول مشروع البرنامج السياسي الذي تولى صياغته الدكتور نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية، وزير الدولة الأسبق للشؤون الخارجية في حكومة محمود عباس:
يمكن تلخيص الأهداف والرؤى الثابتة في استراتيجية حركة "فتح" بما يلي:
1 تحرير الوطن وإنهاء استيطانه والوصول إلى الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني:
تحرير الوطن هو محور نضال حركة "فتح"، ويشمل ذلك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وهو حق ثابت غير قابل للتصرف لا يسقط بالتقادم اعترف به وأكده المجتمع الدولي، وحقه في اقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وحق لاجئيه في العودة والتعويض، ويرتكز في الأجل المنظور على التصدي للإستيطان وإنهاؤه، تتبنى الحركة السلام العادل والشامل خيارا استراتيجيا، تتعدد الوسائل للوصول إليه ولكنها لا تقبل الجمود بديلا، وهي تتبنى النضال وسيلة للوصول إلى السلام.
وترى الحركة أن تناقضها مع الإحتلال هو التناقض الرئيس، وإن كل الصراعات الأخرى تمثل تناقضات ثانوية، وأن حقوق الشعب الفلسطيني لا تسقط بالتقادم، ولكنها تبرز وتنضج بالنضال، وأن كل بقعة أرض فلسطينية مقدسة ومهمة مثل غيرها، مع اولوية خاصة للقدس عاصمة بلادنا ودرتها ورمزها، اولى القبلتين، ومحط أنظار المؤمنين الموحدين في العالم بأسره.
2 أساليب النضال وأشكاله:
ينطلق النضال من حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال، والإستيطان والطرد والترحيل، والتمييز العنصري، وهو حق تكفله الشرائع والقوانين الدولية. انطلق نضالنا الثوري بالكفاح المسلح في وجه الإغتصاب المسلح لأرضنا، ولكنه لم يقتصر عليه أبدا، وتنوعت ادواته وأساليبه لتشمل الكفاح محدود العنف والسلمي بالمظاهرات والإعتصام والعصيان المدني والمواجهات ضد قطعان المستوطنين، وبالنضال السياسي والإعلامي والقانوني والدبلوماسي، وبالمفاوضات مع سلطة الإحتلال. واختيار أسلوب في الزمان والمكان يعتمد على القدرات الذاتية والجماهيرية والأوضاع الداخلية والخارجية، ومعادلات القوى وحساباتها وضرورات الحفاظ على الحركة، وعلى قدرة الشعب على التمرد والصمود والإستمرار في الكفاح.
الغايات لا تبرر كل الوسائل في حسابات "فتح"، فهناك وسائل تتناقض مع الأهداف العامة على المدى الطويل وبخاصة أن "فتح" طرحت منذ البداية حلولا انسانية تكفل التعايش المستقبلي بين المسلمين والمسيحيين واليهود في دولة ديمقراطية واحدة أو في دولتين متجاورتين. رفضت حركة "فتح" منذ انطلاقتها ضرب المدنيين وارهابهم، كما رفضت نقل المعركة إلى الخارج ولم تقاتل خارج الوطن إلا دفاعا عن النفس، ولذلك فهي رفضت خطف الطائرات، وأخذ الرهائن من النساء والأطفال، والقيام بالعمليات التفجيرية، وإطلاق الصواريخ محدودة التوجيه ضد أهداف مدنية، كما رفضت فوضى السلاح وسوء استخدامه والفلتان الأمني.
3 الشخصية الوطنية والهوية الفلسطينية:
ناضلت حركتنا منذ انطلاقتها لتأكيد الشخصية الوطنية ولتثبيت الهوية الفلسطينية. هذه الهوية هي مرتكز حقنا في بلادنا، ورفضنا إعادة التوطين في الأقطار العربية المجاورة باعتبارنا عربا في بلادنا أو جوارنا، ترى الحركة أن تأكيد الشخصية الوطنية يتطلب الإهتام بالإنتماء للجماهير والوطن والمكونات الإجتماعية الأساسية.
لا يمنع الإنتماء إلى الهوية الفلسطينية من الإنتماء العربي والإسلامي أو المسيحي والإنساني وكذلك المهني، ولكن الحركة تصرفت دائما على أن انتماء الحركة هو بالأساس وطني فلسطيني، وإن هذا الإنتماء هو الذي يقرر الحركة السياسية وأولوياتها. انطلقت الحركة في زمان تشتت فيه الإنتماء الفلسطيني إلى أحزاب قومية وأخرى دينية وثالثة أممية ايديولوجية، بما يؤدي إليه ذلك أحيانا من فقدان الهوية الأصلية والسقوط في كمين التبعية للخارج وأهدافه، ولذلك فهي منذ انطلاقتها رائدة المشروع الوطني وحاميته في المراحل كافة على قاعدة الشخصية الوطنية المستقلة والبرنامج الوطني لتحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
4 رؤيتنا للشعب الفلسطيني وللوحدة الوطنية:
الشعب العربي الفلسطيني وحدة واحدة داخل الوطن وخارجه في الشتات، وتعرض لمحنة تاريخية أدت إلى تفرقه الجغرافي داخل الوطن (داخل الخط الأخضر وفي الضفة والقدس وغزة) وخارجه. ويعيش جزء كبير من أبناء شعبنا في مخيمات اللاجئين داخل الوطن وخارجه. يؤمن شعبنا بالإسلام والمسيحية وينتمي لهما ويراهما واليهودية أديانا توحيدية سماوية يؤمن بها.
انتمى أبناء شعبنا إلى حركة "فتح"، وإلى فصائل ومنظمات وأحزاب أخرى، وانضم بعضها إلى منظمة التحرير، وبقي البعض خارجها. الشعب الفلسطيني شعب أصيل واضح الهوية والإنتماء إلى وطنه تمسك بهما وناضل قرنا من الزمان من أجل العودة إلى وطنه، وتحريره من الإحتلال والإستيطان. تؤمن "فتح" بوحدة الشعب الفلسطيني أينما تواجد ولأي أحزاب انتمى، وتعمل لتحقيق هذه الوحدة والدفاع عنها وحمايتها فهي الوحدة الوطنية الحقيقية. ترفض "فتح" الإقتتال الفلسطيني وتدينه، وتعتبر الدم الفلسطيني خطا أحمر، وإراقته جريمة وخطيئة.
ناضلت "فتح" من أجل وحدانية التمثيل السياسي للشعب الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية، وما زالت تعمل لاستمرارها ممثلا للشعب الفلسطيني ينضوي تحت لوائها الفصائل والأحزاب والشخصيات الوطنية المستقلة كافة. حاولت "فتح" دائما تجنب الصراع الداخلي، طبقيا كان أو اقليميا أو طائفيا أو ايديولوجيا لكي تستطيع مواجهة التناقض الرئيس مع الإحتلال الإستيطاني الإسرائيلي.
5 رؤيتنا لعلاقاتنا العربية:
الشعب الفلسطيني شعب عربي، وجزء لا يتجزأ من الأمة العربية، نصادق من يصادقها ونعادي من يعاديها. ناضل الأحرار العرب معنا وانتمى الكثير منهم إلى حركتنا. قدمت لنا أمتنا الدعم والحماية وشاركتنا في معركة التحرير بدماء ابنائها وامكاناتها وهي ترى أن المشروع الإستعماري الإستيطاني الذي استهدفنا إنما يستهدف وطننا العربي. انطلقت "فتح" في ادبياتها من شعار "فتح فلسطينية المنطلق وعربية القلب والعمل، وتحرير فلسطين واجب قومي، ومنظمة التحرير الفلسطينية عضو كامل العضوية في الجامعة العربية وستكون الدولة الفلسطينية كذلك. علاقتنا بالحكومات العربية هي أفضل العلاقات الأخوية، ونحن كحركة نلتزم بقرارات الجامعة العربية، ولكننا لا ندخل في تحالفات جزئية مع بعض الدول العربية ضد دول عربية أخرى، وندرك الأهمية الخاصة لدول الجوار وفي طليعتا مصر، ولكننا نسعى للحفاظ على المسافات المتساوية في علاقاتنا بالجميع. وناضلنا من أجل قرارنا الوطني المستقل ولا نقبل الوصاية والتبعية، ونسعى للوحدة العربية المنشودة بكل قوانا.
6 رؤيتنا للأديان السماوية:
فلسطين هي الأرض المقدسة للأديان السماوية، والإسلام هو دين الأغلبية من أبناء الشعب الفلسطيني، وهو الدين الرسمي للسلطة والدولة، ولكن للمسيحية نفس القدسية والإحترام، ولا تسمح حركة "فتح" بأي تمييز بين الفلسطينيين على اساس دينهم وعقيدتهم، ونحترم حرية العبادة للجميع، بما فيهم اليهود. وقد انطلقت حركتنا تدعو لدولة ديمقراطية لا طائفية للمسلمين والمسيحيين واليهود.
تستلهم الحركة القيم الروحية والدينية من الإسلام والمسيحية، فهي حركة تحافظ على القيم الأخلاقية والروحية، وتؤمن بالله ورسله وكتبه، ولكن "فتح" حركة لا تقبل الطائفية وترفض الإقتتال والصراع الطائفي والمذهبي، وترفض التعصب والتطرف وترى أن الدين الصحيح يحض على الإخاء والتسامح وطلب العلم والتعايش بين الشعوب.
منظمة التحرير عضو مؤسس لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي نشأت نتيجة لحريق المسجد الأقصى، وكان الرئيس الراحل النائب الأول لرئيسها مدى الحياة.
7 علاقاتنا الدولية:
لا توجد علاقات دولية ثابتة، وإنما تستند العلاقات الدولية إلى المصالح والرؤى والقيم المشتركة، ومعادلات القوى، ولكنها تستند أيضا في عصرنا إلى الحق والعدالة والقانون االدولي. تسعى الحركة دائما إلى تنمية علاقاتها الدولية وتطويرها موسعة دائرة اصدقائها وحلفائها، مؤمنة بالقانون الدولي وبشرعية الأمم المتحدة ملتزمة بميثاقها، مستندة دائما في حركتها الشعبية والرسمية إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وحقه في الإستقلال والعودة، كما أنها تستند إلى الحمايات التي كفلها القانون الدولي الإنساني وبالأخص اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب، وأحكام المادة 49 منها والتي كرست لحماية المدنيين تحت الإحتلال الأجنبي، وأحكام القانون الدولي والعهود الدولية التي أكدت حق جميع الشعوب في مقاومة الإحتلال والحق في الكفاح من أجل حريتها واستقلالها وتقرير مصيرها.
تنطلق الحركة من أن القانون الدولي يشكل حماية للشعب الفلسطيني من محاولات سلطة الإحتلال الإستفراد بنا واعتبارنا "قضية داخلية" تتعامل معها بعيدا عن القانون الدولي الإنساني وحمايته، مما يمكنها من الإستمرار في الإستيطان والتهجير. وهنا تبرز الأهمية البالغة للوعي على حقيقة طبيعة الصراع بين شعبنا والإحتلال العسكري الإسرائيلي على أنه صراع للتخلص من الإحتلال العسكري لأرضنا وليس نزاع على أراض لا حق لأحد فيها، وهناك فرق كبير بين الحالتين، فالنزاع على الأرض يعني أن الأرض متنازع عليها وهي ليست لأحد بعينه، والنزاع عادة يمكن حله بالإتفاق أو بالقوة، وفي هذه الحالة يفقد شعبنا حقه بالأرض، كما يفقد امكانية تطبيق أحكام لقانون الدولي على حقيقة الصراع، وبالتالي نزع صفة الإحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية وهذا ما تريده اسرائيل وتتصرف على أساسه.
بنت الحركة علاقات وثيقة بالدول والجماهير الإسلامية، وبنت علاقات متميزة بالأحزاب والقوى اليسارية في اوروبا، وبخاصة مع الأحزاب الإشتراكية، والتي كان لها الأثر الأبرز في تعمق وتجذر علاقاتنا مع اوروبا، خاصة وأن هذه الأحزاب تصل دوريا إلى السلطة. وقد ثمنت الحركة دوما دور حركة التضامن الشعبي الدولي، والتي تجلت بالدور الذي قام به المتضامنون الدوليون في التصدي للغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982، ثم في تواجدهم التضامني في مختلف مواقع الكفاح الشعبي أثناء عملية السور الواقي وحصار الرئيس عرفات، وأثناء المقاومة في قرية بلعين وغيرها من الفعاليات الشعبية المناهضة للإستيطان وجدار الفصل العنصري.
وقد لعبت حركة عدم الإنحياز دورا هاما في دعم حقوقنا الثابتة ونضالنا من أجلها تحقيق هذه الحقوق في الأمم المتحدة ومختلف المحافل الدولية.
8 "فتح" تتبنى العقلانية والإعتدال والديمقراطية والتسامح ومواكبة العصر ورفض التطرف والإرهاب:
وهي سمات كسبت دائما جماهيرها وساعدتها على توسيع دائرة اصدقائها وحلفائها، ولكنها تنطلق جميعها من الثوابت، ومن الرؤية الداخلية للنضال الضروري لتحقيق الأهداف.
تبنت "فتح" هذه السمات لأنها انطلقت كحركة للشعب الفلسطيني كله، وليست حزبا نخبويا، ولأنها في تحليلها للمعطيات قررت أن تعمل للأجل الطويل، بعيدا عن الإنتهازية والمغامرة، ولأنها آمنت بالديمقراطية والوحدة، التزمت بالحوار والإعتدال، ولأنها طرحت مشروعا انسانيا تقدميا على عدوها، كان من الضروري أن ترفض التطرف والإرهاب، وفي هذا السياق لا بد من التميز بين الإرهاب الذي يقتل المدنيين لأهداف سياسية، وبين المقاومة المشروعة للإحتلال الأجني وكفاح الشعوب من أجل حريتها واستقلالها وتقرير مصيرها. ولذلك نحن نقف مع العالم الذي يطالب بعقد مؤتمر دولي لتعريف الإرهاب وإبراز الفرق بين أعمال الإرهاب المرفوضة والمدانة، وحق الشعوب في كفاحها من أجل التخلص من الإحتلال الأجنبي والإستعمار وكل أشكال السيطرة والهيمنة الأجنبية.
التزمت حركة "فتح" بالتقدم ومواكبة العصر في مواجهة خصم متقدم علميا وتقنيا ولبناء وطن تحيط به التحديات من كل مكان.
تتمسك الحركة بالقيم الإنسانية، قيم العدل والسلام وحقوق الإنسان، والمساواة، والحوار بين الأفراد والجماعات، وبين الثقافات والحضارات، وتقف بقوة إلى جانب أهداف ورسالة الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، وخاصة أهداف ورسالة منظمة اليونسكو في تأكيد دور الثقافة والتربية لتوطيد الأمن والسلم الدوليين، وكذلك ايمانها بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة، والإعلان العالمي للتنوع الثقافي الصادر عن اليونسكو الذي يعتبر أن ثقافات العالم هي ملك للبشرية جمعاء، والذي يقف بقوة إلى جانب الثقافات المهددة بسبب الإحتلال.
هذه هي الرؤى والإلتزامات الثابتة لحركة "فتح". تمثل مجموعة الأهداف والوسائل والرؤى هذه اسلوبا خاصا لحركة "فتح"، وشخصية مميزة وخطا استراتيجيا نضاليا تنطلق منه في التعامل مع المتغيرات الداخلية والخارجية. تعيش "فتح" في عالم دائم التغير وتخطط له من خلال برامج مرحلية ضمنتها برامجها السياسية التي اعتمدتها مؤتمراتها العامة، ما يتطلب تحديدا واضحا لمهام المرحلة القادمة.
رابعا: مهام المرحلة القادمة:
يمثل المؤتمر العام السادس لحركة "فتح" منصة إقلاع لقيادة مرحلة جديدة من مراحل النضال الوطني الفلسطيني، وإذا كانت المراحل السابقة جميعها قد انطوت على صعوبات كبرى وتهديدات جسام على مستقبل قضيتنا الوطنية، فإن المرحلة المقبلة تبدو أكثر تعقيدا وأشد خطورة بحكم تضافر عوامل خارجية وداخلية متنوعة ومتعددة أهمها الإنحياز الأميركي الأعمى لإسرائيل وانقسام الموقف العربي والإنشقاق الداخلي الفلسطيني الذي ألحق أفدح الأضرار بقضيتنا وبوحدتنا الوطنية وبقدرتنا على مواجهة الإحتلال.
مستندة إلى تراث كفاحي عظيم، وخبرة نضالية اغتنت بالتجربة الطويلة والشاقة، ووصايا قادة وشهداء بذلوا دماءهم الزكية دفاعا عن الحق، وأجيال جديدة شابة ترنوا بأبصارها إلى القدس وتظهر عزما لا يلين على متابعة المسيرة واستكمال درب التحرير، تدرك "فتح" أنها ستواجه المرحلة المقبلة وستجتازها مظفرة كما واجهت واجتازت ما سبقها من مراحل، وإنها تملك من عناصر القوة ما يهيؤها للإنطلاق بقوة نحو المستقبل:
شعب ملتزم بقضيته مؤمن بعدالتها، أمة عربية ما زالت قضية فلسطين المحرك الأول لضميرها، أمة اسلامية تزداد تعاطفا مع الشعب مسلوب الأرض والحقوق، خصم فقد بوصلته يقف وحيدا مع حليفه الأميركي في مواجهة الأسرة الدولية، ويعاني الهزائم والفضائح والتراجع التدريجي في موقفه وقوته وقدرته على رسم المستقبل على قياس مصالحه التوسعية.
إن مواجهة المرحلة المقبلة تتطلب قبل أي شيئ آخر، تعريفا دقيقا وتشخيصا واضحا للمهام الكفاحية التي تطرحها تلك المرحلة، باعتبار ذلك القاعدة الأساس لصياغة سياسات وآليات وأدوات المواجهة.
أولا: إعادة بناء الحركة وتفعيلها وتوحيدها:
1. استعادة الدعم الجماهيري للحركة بالعودة إلى المبادرة والفعل.
2. أداء مهمات إعادة البناء الحركي، واستمرار الإنتخابات والحوار الديمقراطي الإيجابي داخل الحركة، وانتظام عقد المؤتمرات الحركية.
3. استكمال بناء المفوضيات والمؤسسات الحركية في الوطن والخارج.
4. تجديد شباب الحركة، والتعاون بين الأجيال، وإعادة هيكلة وتفعيل منظمة الشبيبة الفتحاوية لتلعب دورها الأساسي في تأهيل وخلق كوادر فتحاوية شابة، ولكي تلعب دورها المستقبلي بفعالية ونجاح، والإهتمام بالأشبال والزهرات، وخلق إطار حركي متميز لرعايتهم وتوجيههم كقاعدة أساسية عريضة تمثل مع الشبيبة مستقبل الحركة، والعمل على جسر الهوة ومد جسور العلاقة بين الشباب والأجيال السابقة على أساس دفعهم نحو اكتساب المزيد من الخبرة والممارسة الثورية والحنكة السياسية، لإعدادهم لتولي قيادة الحركة وضمان استمرارها.
5. تنمية دور المرأة، وإعداد كادر نسوي مؤهل علميا وثقافيا وسياسيا، وتوسيع ودعم دور المرأة في الحركة، حيث أثبتت قوائم الإنتخابات الأخيرة الحاجة إلى ذلك في ظل الفرصة العريضة المتاحة لتمثيل المرأة في الحياة النيابية الفلسطينية.
6. القضاء على الظاهر السلبية وفي طليعها مراكز القوى، بفصل الأجهزة الأمنية عن التنظيم المدني، وبرفض أي تمويل خارجي للكوادر أو الأجهزة والمؤسسات الحركية دون رقابة مركزية، وبالحفاظ على الشرعية والتراتبية التنظيمية والإنضباط الحركي، وبتصعيد المحاسبة.
7. تحقيق وحدة الحركة بين الداخل والخارج وبين الضفة والقطاع.
8. تنمية مالية الحركة بالإعتماد على الذات والجماهير الفلسطينية أولا.
9. الحرص على اخلاقيات أبناء الحركة في تعاملهم داخل الحركة ومع الجماهير، وتجديد قانون المحبة في التعامل بين أبناء الحركة.
10. الحرص على استقلال الحركة.
11. إعادة النظر في الخطاب الإعلامي للحركة من خلال تسليم مسؤوليته لمتخصصين قادرين على خلق المواصفات المطلوبة لنجاحه من وضوح وصدق وتكامل وإقناع وتبني مبدأ المبادرة وليس رد العل وإشراك كافة مستويات الحركة في صياغة مفاهيمه.
12. تكريس التوجه نحو تقديم الحركة للخدمات المجتمعية، وخاصة في مجال الصحة والتعليم والثقافة والتراث.
13. الإهتمام بالتعبئة الفكرية والتوجيه من خلال التأكيد على الإجتماعات الحركية وإصدار التعميمات الحركية.
ثانيا: منظمة التحرير الفلسطينية:
1. إعادة هيكلة وتفعيل مؤسسات المنظمة ودوائرها وممثلياتها.
2. عقد مجالسها الوطنية والمركزية بانتظام.
3. تأكيد دور منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية أعلى للسلطة الفلسطينية، وصياغة الأسس الدستورية التي تنظم العلاقة بين المنظمة والسلطة.
4. تعزيز حضور المنظمة في أوساط اللاجئين الفلسطينيين.
5. إحياء وتفعيل روابط المنظمة مع قوى التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني.
6. تطوير علاقات المنظمة على المستويين العربي والدولي، شعوبا وأحزابا وحكومات.
7. العمل على ضم القوى والفصائل الفلسطينية الجديدة إلى المنظمة، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في مجلسها الوطني.
8. العمل على صياغة ميثاق وطني جديد يلاحظ التبدلات الأساسية التي طرأت على القضية الفلسطينية ويؤسس لإستراتيجيات جديدة أكثر دقة وموضوعية.
9. تحديث مفاهيم وآليات والتزامات مشاركة الفصائل والقوى في مؤسسات المنظمة بما يكفل الإلتزام باستراتيجياتها ومنطلقاتها ويحد من تفاقم التناقضات الثانوية.
ثالثا: الوحدة الوطنية الفلسطينية:
1. اطلاق حوار وطني شامل وجاد حول أهداف النضال الفلسطيني واستراتيجياته وأدواته وتحديد الموقف إزاء الشرعيات العربية والدولية وتحريم الإقتتال الداخلي.
2. إعداد ميثاق شرف وطني ينظم الخلاف في الساحة الفلسطينية ويحدد ما هو مسموح وما هو غير مسموح به من أشكال الخلاف وأدواته.
3. تنظيم أوسع حملة شعبية للدفاع عن مبادئ الوحدة الوطنية والآليات الديمقراطية والتداول السلمي وحقوق وواجبات الأكثرية والأقلية.
4. التحفيز على إنشاء هيئات شعبية، داخل الوطن وخارجه، للدفاع عن الوحدة الوطنية وتحريم الإقتتال الداخلي.
رابعا: استعادة غزة والتصدي للحصار:
1. الشروع في حوار مع "حماس" على قاعدة إنهاء الوضع الشاذ في غزة وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة تفتح الطريق أمام نظام سياسي جديد وائتلاف وطني على اساس التمثيل النسبي الكامل.
2. تعزيز صمود غزة في وجه الحصار، ومنحها الأولوية في تقديم الدعم الوطني من خلال مالية السلطة والمنح الدولية.
3. إطلاق حملة دولية انسانية مناهضة للحصار والتجويع وتعريف العالم بالجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها اسرائيل بحق المواطنين في غزة.
4. تعليق أي تقدم في المفاوضات على التقدم في إنهاء الحصار وفتح المعابر أمام المواطنين والبضائع.
5. العمل على إنجاز تهدئة متبادلة ومتزامنة في غزة والضفة الغربية توطئة لإنهاء الحصار.
6. فك ارتباط غزة بالسوق الإسرائيلية خاصة الكهرباء والوقود والغاز والمواد الغذائية الأساسية، والإستعاضة عنها بالسوق المصرية والعربية.
7. العمل على صياغة اتفاقية جديدة لتنظيم معبر رفح، لا تعطي الإحتلال فرصة التحكم بفتح وإغلاق هذا المعبر.
8. العمل مع مصر والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على فتح سائر المعابر، خاصة معبر رفح، سواء وافقت اسرائيل على فتحه أم لم توافق.
خامسا: استنهاض القدرة على مواجهة الإحتلال الإستيطاني وطرح سياسة جديدة لتحرير الوطن وعودة اللاجئين:
1. استمرار الإلتزام بالثوابت وفي مقدمتها تحرير الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في يونيو 1967 إلى (خط الهدنة لسنة 1949)، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وتحقيق حل عادل لمشكلة اللاجئين استنادا للقرار 194.
تتمسك "فتح" بحق العودة للاجئين في العودة والتعويض واستعادة الممتلكات، وبوحدة قضية اللاجئين دون النظر لأماكن تواجدهم، كما ترى ضرورة المحافظة على المخيم إلى أن تحل قضية اللاجئين كشاهد سياسي أساسي للاجئين الذي حرموا من العودة ليدارهم، وضرورة التمسك بوكالة الغوث كعنوان دولي واعتراف بقضية اللاجئين، وهذا مع العمل على تحسين أوضاع اللاجئين والمخيمات, ومع التأكيد على أن منظمة التحرير هي المرجعية السياسية للاجئين.
2. استعادة المبادرة لكسر الجمود ورفض واقع اللاحرب واللاسلم الذي تحاول اسرائيل فرضه، والتمسك بخيار السلام، دون الإقتصار على المفاوضات لتحقيقه:
أ استنهاض النضال المناهض للإستيطان وبخاصة الكفاح المدني محدود العنف والسلمي (بلعين X 10000) ضد المستوطنات والجدار ولإنقاذ القدس ورفض تهويدها.
ب مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وممارسة أشكال جديدة من العصيان المدني ضد الإحتلال.
ج إتاحة الفرصة لطرح فكرة الدولة الديمقراطية الموحدة، التي ترفض العنصرية والهيمنة والإحتلال، والعودة إلى إعلان قيام الدولة على حدود 1967، وغيرها من البدائل الإستراتيجية. والعمل على تصعيد حملة دولية لمقاطعة اسرائيل بالإستفادة من تجربة جنوب افريقيا.
د العمل المستمر للإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وإنهاء الحواجز وتحقيق حرية الحركة.
ه العودة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لأخذ مسؤولياتهم في حل الصراع وإنهاء الإحتلال.
3. تطوير أدائنا في المفاوضات وصيانة حقوقنا بما يلي:
أ الإصرار على التفاوض في إطار المبادرة العربية للسلام، والشرعية الدولية، والإصرار على وضع جدول زمني للمفاوضات.
ب الإصرار على وقف الإستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات.
ج رفض تأجيل التفاوض على القدس أو قضية اللاجئين، أو أي من قضايا الحل النهائي.
د رفض الدولة ذات الحدود المؤقتة.
ه رفض الإعتراف بإسرائيل دولة يهودية، حماية لحقوق اللاجئين ولحقوق أهلنا عبر الخط الأخضر.
و رفض دعوة اسرائيل بإنهاء المطالب الفلسطينية قبل الوصول إلى حل نهائي، وعلى الأخص فيما يتعلق بمشكلة اللاجئين.
ز الذهاب إلى استفتاء شعبي لاعتماد اتفاق السلام الذي يتم التوصل إليه عبر المفاوضات النهائية.
ح الإصرار على آلية للتحكيم ملزمة للطرفين.
4. استعادة علاقتنا المباشرة والقوية بمعسكر السلام الإسرائيلي.
سادسا: مهام السلطة الوطنية الفلسطينية:
1. التأكيد على مبادئ الديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة، وتعميق الأسس الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية وحقوق الأفراد التي هي أساس بناء الدولة.
2. تحقيق الأمن والأمان وإنهاء الإنقلاب الأمني واحترام القانون، وإعادة بناء وتنظيم الأجهزة الأمنية.
3. استكمال بناء وإعادة بناء مؤسسات الدولة، والحفاظ على الدستور والقوانين المنظمة للحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
4. تنمية القيم والمفاهيم المستندة إلى المعايير الدولية إزاء المرأة والطفل والأسرة والشباب والحقوق السياسية والمدنية والعنف والحريات العامة.
5. تعزيز دور المرأة ومنع كل أشكال التمييز ضده، والعمل على تمتعها بكافة حقوقها المدنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، ومنح الأهمية الخاصة لبرنامج صحة المرأة والصحة الإنجابية والثقافة الصحية.
6. محاربة الفساد وتحقيق الإصلاح الجذري في إدارة السلطة والقضاء وتوفير حمايته، وتنفيذ احكامه واستقلاله واحترام القانون، والعمل على بلورة آليات الحكم والفصل بين السلطات.
7. تعزيز حضور ومشاركة منظمات المجتمع المدني.
8. تطوير الإقتصاد الوطني على أساس الفاعلية الإقتصادية والعدالة الإجتماعية، ودعم قطاع خاص قوي، وآلية سوق سليمة تحافظ على المنافسة الفاعلة المشروعة وتقيد الإحتكار وتحقق الحماية للمستهلك، وخلق مناخ استثماري مشجع، ومنح التسهيلات، والعمل على نشر الإستثمار في كافة المحافظات والمناطق، والعمل على تنمية الطاقات والموارد البشرية وصيانتها، وعلى تدبير أفضل الشروط للتجارة الدولية الحرة لتيسير ودعم الصادرات، وتوفير شبكة أمان وحماية للفئات الأكثر معاناة في المجتمع، وللذين قدموا ارواحهم وصحتهم وحريتهم من أجل العمل الوطني: الشهداء وأسرهم والجرحي والمعوقون والأسرى والمعتقلون في سجون العدو وقدامى المجاهدين.
9. التركيز على تحقيق انتاج اقتصادي قادر على المنافسة وتحقيق عمالة كاملة.
10. احترام حق كل فلسطيني في العمل والسعي الدائم لتوفير فرص العمل، والإلتزام بحد أدنى للأجور، وتفعيل ودعم الأطر والنقابات العمالية.
11. كفالة حق المشاركة في الحياة الثقافية بكل ابعادها، واكتشاف ورعاية المواهب والمبدعين، والإهتمام بالإرث الثقافي الفلسطيني وحمايته، وإبرازه في كافة المحافل والمؤسسات.
سابعا: مهام تفعيل العمل العربي والإصرار على استقلال القرار الوطني الفلسطيني:
1. العمل على توفير أكبر قدر من الدعم العربي، بالعمل المكثف مع الدول العربية ثنائيا، وعلى الأخص مع دول الجوار مصر والأردن وسوريا ولبنان والسعودية، ومع الجامعة العربية والأطر العربية المشتركة، ومع المؤسسات الجماهيرية العربية، وتعزيز الإلتزام العربي برفض التطبيع مع إسرائيل قبل إنهاء الإحتلال الإسرائيلي التزاما بمبادرة السلام العربية، والعمل مع اشقائنا العرب على فرض اجراءات مقاطعة اسرائيل ومعاقبتها على جرائمها وسلوكها، وبخاصة إذا أصرت على استمرار الإستيطان.
2. ربط أوثق الصلات مع الجماهير العربية، من خلال إعادة بناء أوثق العلاقات بالمؤسسات والأحزاب الجماهيرية العربية، والعمل على إعادة تشكيل لجان الدعم والمساندة الشعبية لدعم كفاح الشعب الفلسطيني.
3. بناء علاقات خاصة بدول الجوار كما يلي:
• الإستمرار في بناء علاقة سياسية خاصة مع مصر لدورها القيادي العربي والدولي، ولأنها دولة الجوار الأساسية لقطاع غزة.
• الإستمرار في بناء علاقة خاصة بالأردن لتداخل الشعبين الفلسطيني والأردني وللوجود الشعبي الفلسطيني القوي في الأردن، ولأنها دولة الجوار للضفة الغربية.
• الإستمرار في بناء علاقة خاصة بسوريا لدروها التاريخي القيادي ولعلاقاتها المائية الهامة بفلسطين، وللتواجد الشعبي الفلسطيني في سوريا ولبنان.
• الإستمرار في بناء علاقة خاصة بلبنان، حيث المشكلة الأساسية للاجئين الفلسطينيين في الشتات، والحرص على الحيادية في الشؤون الداخلية اللبنانية، ورعاية مصالح اللاجئين ورفض التوطين، والحرص على الوحدة الوطنية اللبنانية.
• الإستمرار في بناء علاقة خاصة بالمملكة العربية السعودية، لدورها التاريخي ودعمها السياسي والإقتصادي، وكونها دولة الجوار في جنوب الضفة.
4. الإستمرار في اقامة علاقات متميزة مع تونس، التي احتضنت القيادة الفلسطينية في أصعب الأيام، والجزائر التي دعمت "فتح" منذ انطلاقها ورعت المجالس الوطنية، والمغرب راعية لجنة القدس وصندوقها، ودول الخليج لدعمها السياسي والمالي ولاحتضانها لجالية فلسطينية هامة، واليمن والسودان لدورهما السياسي الرائد.
5. العمل على تعزيز دور الجامعة العربية، بيت العرب، كمركز للتضامن والتعاون والعمل المشترك العربي، في القضايا السياسية والثقافية والإقتصادية كافة، والعمل على تطويرها وتطوير منظماتها المتخصصة.
6. الحفاظ على استقلال القرار الوطني الفلسطيني، ورفض سياسة المحاور في الوطن العربي، والحفاظ على مسافات متساوية مع الأشقاء العرب فيما يتعلق بمشاكلهم العربية والدولية مع الإنحياز إلى الديمقراطية والتعددية.
7. إبلاغ الدول العربية بالتطورات السياسية، وبخاصة في المفاوضات مع إسرائيل في القضايا ذات الإهتمام المشترك كاللاجئين وقضايا الحدود والمياه، وتحقيق التنسيق الفاعل معهم.
8. العمل على تحقيق احترام حقوق اللاجئين الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية في الأقطار العربية التي تستضيفهم، وحقهم في العمل والعيش بكرامة، في ظل احترام القوانين المعمول بها في هذه الدول، ورفض التوطين القسري في أي دولة عربية.
9. التضامن مع الشعب العراقي الشقيق بما يضمن سيادته ووحدة اراضيه، وتخلصه من الإحتلال الأميركي، ووقوفنا إلى جانب سوريا في سعيها لاستعادة الجولان المحتل، وتأكيد حق لبنان في استعادة مزارع شبعا والعمل على إحياء التضامن العربي، والوقوف إلى جانب السودان والصومال في سعيهما لتحقيق الوحدة الوطنية والسلام والإستقرار.
ثامنا: العلاقات الدولية:
1. تكثيف الحركة والإتصالات الثنائية والدولية المتعددة الأطراف لتعزيز الدعم الدولي للحقوق الفلسطينية وللتصدي للإستيطان والحصار والجدار ولحماية القدس والإفراج عن الأسرى ولإستمرار المعونات المالية والإقتصادية، والإستعداد لتصعيد الحملة الدولية ضد الممارسات العنصرية الإسرائيلية وصولا إلى المقاطعة الدولية تمثلا بالخبرة جنوب الإفريقية.
2. إحياء العمل مع هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، تأكيدا للشرعية الدولية ودورها، والعمل مع محكمة العدل الدولية واللجنة الرباعية والمؤسسات الدولية المختلفة وعلى الأخص لجنة حقوق الإنسان والأطراف السامية المتعاقدة لاتفاقية جنيف الرابعة لمواجهة الحصار والإستيطان.
3. الإنحياز إلى البيئة الدولية الداعية إلى الإلتزام بالقانون الدولي وتشجيع التعايش السلمي ونبذ العنصرية والإحتلال والتوسع والإرهاب والتطرف، مع التمييز بين الإرهاب والمقاومة المشروعة.
4. العمل على الإنضمام للحملة العالمية ضد التسلح النووي، والتذكير بالسلاح النووي الإسرائيلي، والعمل على إخلاء منطقة الفجرنيوز الأوسط من هذا السلاح.
5. تعميق العلاقة مع الحكومات والمؤسسات الإقليمية والتجمعات السياسية، كمنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الإنحياز والإشتراكية الدولية، بما يلتزم مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وبما يخدم الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.
6. الإهتمام بالعلاقة مع الأحزاب والتجمعات السياسية الإسلامية والآسيوية والإفريقية وكذلك مع الأحزاب الغربية، في إطار يعتمد الإحترام المتبادل، وبما يحقق دعم القضية الفلسطينية.
7. الإهتمام بشكل خاص بالعلاقة مع الإتحاد الأوروبي وروسيا والصين واليابان والهند وماليزيا واندونيسيا وتركيا وجنوب افريقيا ونيجيريا والبرازيل والنرويج وسويسرا، والعمل على فتح حوار استراتيجي مع إيران.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.