شرم الشيخ - وسط أجواء من التوتر على خلفية الصراعات المسلحة وبؤر التوتر في عدة بلدان أفريقية افتتح الرئيس المصري حسني مبارك امس الأحد بشرم الشيخ اجتماعات الدورة التاسعة عشر لقمة "مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في أفريقيا"، المعروفة اختصاراً باسم "النيباد"، بمشاركة رؤساء 20 دولة أفريقية، وذلك على هامش أعمال القمة الحادية عشر لرؤساء الدول الأفريقية .وألقت الخلافات الثنائية بين دول أفريقيا بظلالها على القمة الأفريقية التي يستضيفها منتجع شرم الشيخ، وبعد مشاورات مارثونية لم تتوصل إلى نتائج حاسمة قرر وزراء الخارجية الأفارقة إحالة هذه الخلافات إلى القادة في اجتماع القمة يوم غدٍ الاثنين، وفي الصدارة منها سلسلة الأزمات المتشابكة والمعقدة بين دول القرن الأفريقي، والنزاع المسلح بين السودان وتشاد، وهو ما توقع معه مصدر دبلوماسي مصري أن يسعى الرئيس المصري حسني مبارك للجمع بين رئيسي البلدين على هامش المؤتمر لمحاصرة الخلافات .ويبحث قادة الدول الاعضاء في النيباد الخطوات التي تتخذ لاندماج النيباد ضمن منظومة الاتحاد الأفريقي وتجديد عضوية الدول غير الدائمة العضوية، وعددها خمس عشرة دولة، وتعيين مدير تنفيذي جديد لسكرتارية النيباد، ومقرها جنوب أفريقيا، بجانب الاعداد للقاء السنوي بين رؤساء الدول الخمس المؤسسة للنيباد ورئيس الاتحاد الأفريقي وزعماء مجموعة الدول الثمان الصناعية الكبرى على هامش قمتهم المقرر عقدها في هوكايدو باليابان يوم السابع من شهر يوليو المقبل . كما يركز هذا اللقاء الدوري السنوي لقادة النيباد على عدة موضوعات من أهمها التنمية الأفريقية وأزمة الغذاء العالمي والانتاجية الزراعية وتغيير المناخ والطاقة ، بالاضافة إلى سبل ضمان حشد التمويل اللازم لتنفيذ المبادرة التي تعتبر سلاح القارة الأفريقية الجديد لمواجهة الفقر وتحقيق طموحات النهضة والتنمية. وكانت كل من مصر والجزائر ونيجيريا وجنوب أفريقيا قد تبنت مبادرة "برنامج الألفية الأفريقية" التي تعرف اختصاراً باسم "ماب"، بينما أقترحت السنغال مبادرة أخرى عرفت باسم "أوميغا" وذلك في إطار الحرص الأفريقي على طرح مبادرة تتضمن رؤية دول القارة ومقترحاتها للتعامل مع المشكلات الرئيسية التي تواجهها وتعرقل مسيرة تنميتها الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء . وجرى خلال الدورة التاسعة عشر لقمة مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في أفريقيا "نيباد" تجديد عضوية الأعضاء غير الدائمين مع إبقاء الدول دائمة العضوية الدول المؤسسة للنيباد وهي "مصر والجزائر ونيجريا والسنغال وجنوب أفريقيا"، وذلك بالاتفاق بين الأقاليم الجغرافية الأفريقية الخمسة .وتهدف مبادرة النيباد في المقام الأول إلى دحر الفقر، الذي طالما عانت ومازالت بعض دول القارة ووضع الدول الأفريقية على طريق التنمية المستدامة وتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من العولمة والاندماج في الاقتصاد العالمي إضافة إلى تحقيق الحكم الرشيد باعتباره مطلبا أساسيا للوصول إلى السلام والأمن وبناء الشراكات بين الدول الأفريقية بعضها البعض، الي ذلك تتصدر قضايا ازمة الغذاء ونقص المياه مؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي التي من المقرر افتتاحها اليوم الاثنين في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الاحمر. وقال حسام زكي، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية امس ، إن جدول أعمال القمة يتضمن 17 بندا رئيسيا يأتي على رأسها موضوعات التنمية، والحد من أسعار السلع الغذائية. وأضاف زكي ان جلسة العمل الاولى ستتضمن الاستماع الى تقرير مفصل حول وضع الزراعة والأمن التنمية الريفية فى القارة الافريقية كما يتضمن التقرير جانبا متعلقا بالأهداف الانمائية المتعلقة بالمياه والصرف الصحي. واشار زكي الى ان القادة سيقرون اعلانا يتعلق بأزمة الغذاء العالمية يتضمن عددا من النقاطمن بينها اقامة نوع من الشراكة العالمية التي تتناول مسببات الأزمة وتعالج قضية الأمن الغذائي فى إطار اقتصادي واجتماعي وأيضا أهمية التوصل لمدونة سلوك تتعلق بموضوع الوقود الحيوى وهو موضوع هام. وفي الجانب السياسي يناقش القادة الأفارقة قريرا مرحليا عن تنفيذ المقرر الخاص باصلاح الأممالمتحدة والتعاون العربي الافريقي.