تزامن تبني المؤتمر العام للحزب الاشتراكي الحاكم في أسبانيا مبدأ منح المهاجرين حق التصويت في الانتخابات المحلية القادمة مع موجة من الاحتجاجات والمظاهرات على خلفية اعتقال ستمائة مهاجر مغربي في إقليم مورسيا شرقي أسبانيا بطريقة "مهينة" دفعت المتظاهرين إلى طلب "حماية حكومية مغربية" لهم. مهاجرون مغاربة في اسبانيا شهد إقليم موريسيا الواقع شرقي أسبانيا أمس الأحد تظاهرة للعديد من المهاجرين من أصول مغربية قدر عددهم بنحو ألف، منددين بالطريقة غير الإنسانية التي عوملوا بها من طرف الشرطة في مدينة "تورو باشيكو" منذ نحو أسبوعين. وكان أفراد من الشرطة قد اعتقلوا نحو 600 مهاجر مغربي في الساحات العمومية لمدة ساعات على مرأى من العامة قبل أن تحدد هوية المهاجرين السريين منهم، ووصف شهود عيان ظروف الاعتقال الذي دام لساعات بأنها أشبه ما تكون "بالمعتقلات الحربية" بالنظر إلى الحراسة المشددة التي ضربت حولهم. قال ناطق باسم جمعية العمال المهاجرين المغاربة في أسبانيا "أيه.تي.أم.إي." إن عناصر من الشرطة الوطنية والمحلية في مدينة تورو باشيكو، يرافقهم أفراد من شرطة المهاجرين شنوا حملة واسعة اعتقلوا فيها المئات من المهاجرين المغاربة بالقرب من مسجد الرحمة الذي يرتاده الكثير من المغاربة، و في مقاهي الإنترنت ومحلات البقالة أيضا، ووصفها المتحدث نفسه ما حدث ب "حملة العار". ونقلت تقارير صحفية مغربية أن عدد المعتقلين في تلك الحملة بلغ الألف شخص من بينهم مسنون و أطفال احتجزوا في الحدائق العامة لأزيد من ست ساعات و تعرضوا فيها للعنف اللفظي و الجسدي بعد مداهمة شارع "لا إسطاثيون" وسد منافذه، ويعد من أحد الضواحي التي يسكنها عدد كبير من أبناء الجالية المغربية. وقال نفس المتحدث باسم جمعية المهاجرين المغاربة في أسبانيا إن "حملة الاعتقال تهدف إلى دفع المهاجرين من أصول مغربية إلى الرحيل من إقليم موريسيا الذي يشهد ركودا اقتصاديا و ارتفاعاً حاداً في نسبة البطالة". ويعيش في إقليم موريسيا قرابة الخمسين ألف مهاجر مغربي يعمل جلهم في قطاع الفلاحة التي تعتبر المجال الاقتصادي الأول للإقليم. وقالت جمعية المهاجرين العمال المغاربة في أسبانيا (أيه.تي.أم.إي) في بيان لها إنها تعتزم القيام بمظاهرة أخرى يوم السبت المقبل في إقليم موريسيا بمساندة منظمات أخرى "من أجل المساواة في الحقوق ووقف المعاملة غير الإنسانية" و أضافت أن المتظاهرين سيطالبون بفتح تحقيق في الأحداث التي شهدتها مدينة باشيكو وتحديد المسئولين عن "سوء معاملة المهاجرين". ويعتزم الحزب الاشتراكي الحاكم في أسبانيا بزعامة خوسيه ثباتيرو تقديم مشروع قانون يمنح المهاجرين العاملين في البلاد لأكثر من خمس سنوات الحق في المشاركة في انتخابات المجالس المحلية ابتداء من الانتخابات المقبلة. لكن الحزب الذي أنهى مؤتمره السابع والثلاثين أمس الأحد، استدرك بالقول إن هذه العملية لن تكون سهلة، لأن الدول التي ينحدر منها المهاجرون عليها في المقابل أن تمنح حق التصويت للجالية الأسبانية المقيمة على أراضيها. والمقصود هنا أن تعترف المغرب بحق أعضاء الجالية الاسبانية بالمشاركة السياسية في المجالس المحلية مقابل حصول المهاجرين المغاربة في أسبانيا على نفس الحق.