تحليل اخباري الجهاد الإسلامي طالبت الرئيس الفلسطيني بوقف ملاحقة قادتها ومنتسبيها في الضفة الغربية الفصائل تتوقع اتفاق إطار في اغسطس أو سبتمبر المقبلين وأجمعت على حتمية حوار عباس مشعل عمان شاكر الجوهري الفجرنيوز: هل حقق الرئيس الفلسطيني خرقا مهما على حساب حركة "حماس" خلال زيارته الأخيرة للعاصمة السورية..؟ السؤال يطرح على مستوى بعض الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا رئيسا لها، آخذا بعين الإعتبار أن التقاء عباس عددا من الفصائل دون بعضها الآخر هو ما يوحي بتحقق الخرق. وكذلك يلفت هؤلاء إلى أن عباس ومساعديه ومستشاريه اعلنوا قبل بدء الزيارة أنه لا يعتزم التقاء أحد من الفصائل الفلسطينية في كليتها، لأنه قادم في زيارة للقيادة السورية، موحيا هنا بتحقيق خرق آخر في علاقات الفصائل مع دمشق، ما دامت دمشق تحاور وتباحث عباس بشأن تفاصيل المفاوضات الفلسطينية، والسورية مع اسرائيل، بعيدا عن حلفائها من فصائل الرفض الفلسطيني، وفي ظل عباس رفض التقاء خالد مشعل، رئيس المتب السياسي لحركة "حماس". لكن واقع الحال مغاير لذلك، وعلى أكثر من صعيد، وهذا يتمثل فيما يلي: أولا: فتح الرئيس بشار الأسد موضوع الحوار الوطني الفلسطيني مع عباس. وأصر عليه ضرورة التقاء خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، بهدف التوصل إلى حل للمأزق الفلسطيني، وذلك كونه كرئيس للقمة العربية الأخيرة، ملف بالعمل من أجل تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية. لكن عباس، الذي كان مهيئا لمثل هذا الطلب، عرض عليه مقترحا بديلا، من قبيل المناورة، جاء فيه: 1.تشكيل لجنة للحوار الشامل مع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة المقاومة الإسلامية "حماس". 2.يكون هدف اللجنة محصوراً في بناء أجهزة الأمن الفلسطينية برعاية عربية، وتشكيل حكومة تكنوقراط هدفها إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة. غير أن المصادر تقول إن رفض عباس التقاء مشعل ناجم عن تباين كبير في المواقف المستقبلية، ففي حين يرى عباس أن الحوار يجب أن يقود لإنهاء سيطرة "حماس" على قطاع غزة، يرى مشعل أن الهدف هو الحصول على شراكة حقيقية في مؤسسات منظمة التحرير والسلطة تتناسب وحجم تمثيل "حماس" في المجتمع، استناداً إلى نتائج الإنتخابات التشريعية الأخيرة. من مقر عباس لمقر مشعل ثانيا: توجه وفود الفصائل التي التقت عباس مباشرة من فندق الميرديان الذي أنزل فيه، إلى مكتب خالد مشعل ووضعه في صورة تفاصيل اللقاءات مع رئيس السلطة، فضلا عن أن "حماس" أبلغت الفصائل مسبقا أنها لا تتحسس من التقائها عباس من دونها. ثالثا: تأكيد جميع الوفود على: 1.ضرورة وقف المفاوضات مع اسرائيل. 2.ضرورة استئناف الحوار مع "حماس"، وضرورة التقاء عباس مع مشعل قبل مغادرته دمشق. 3.ضرورة سعي عباس من أجل الإبقاء على معابر غزة مفتوحة أمام التجارة وتدفق السلع والبضائع، وكذلك أمام حركة المسافرين. بل إن بعض الفصائل كان صريحا إلى درجة سمحت له بمفاتحة عباس فيما يتردد بشأن دوره الشخصي، وحكومة سلام فياض في العمل على تخريب التهدئة، ومفاوضات تبادل الأسرى، وإغلاق المعابر. إلى جانب ما سبق، فإن وفد حركة الجهاد الإسلامي طالب عباس بكل صراحة، بوقف ملاحقة الأجهزة الأمنية للسلطة لقيادات وكوادر ومجاهدي الحركة في الضفة الغربية بالتنسيق مع سلطات الإحتلال الإسرائيلي. كما تحدث الدكتور رمضان عبد الله الأمين العام لحركة الجهاد عن ضرورة محاورة عباس لحركة "حماس". وقال له لا مناص من ذلك، لأنه بكل بساطة ووضوح، لا وحدة وطنية دون "حماس"..مؤكدا له أن الجهاد مع المقاومة، وستظل مع النهج المقاوم، خاصة وأنك تقول إنك محبط من المفاوضات، ومن الموقفين الأميركي والإسرائيلي، وتنفي تحقق أي تقدم على مسار التفاوض. عباس من جهته لم يقدم وعودا جادة، أو واضحة، واكتفى بكلام انشائي، منتقلا إلى نفي أن يكون موقفه الرافض التقاء مشعل خاضعا لضغوط خارجية، من قبل واشنطن واللجنة الرباعية.. مبررا موقفه ب "كبر العملة التي أقدمت عليها حماس في قطاع غزة"..مؤكدا في ذات الوقت، بالرغم من وصفه لنتائج المفاوضات، والمواقف الأميركية والإسرائيلية بالمحبطة، أنه لا بديل عن التفاوض مع اسرائيل..! وترى المصادر أن لقاء عباس مع قيادة الجهاد، التي مثلها إلى جانب الأمين العام نائبه زياد نخالة، ومحمد الهندي، القيادي في الحركة، هو عبارة عن مناورة تهدف أساسا إلى إبراز عزل "حماس" عن أقرب حلفائها. ذات الأمر حدث، وإن مع بعض الفروقات، خلال اللقاء مع الدكتور طلال ناجي، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية/القيادة العامة، الذي ترأس وفد الجبهة، نظرا لرفض أحمد جبريل التقاء عباس، كون لا يثق بصدقيته، كما نقل عنه. مناورات لإضعاف الفصائل وامعانا من عباس في العمل على اظهار ضعف مواقف الفصائل الفلسطينية أمامه، تقول المصادر إنه ومستشاريه ومساعديه روجوا أنه قادم لمقابلة القيادة السورية دون قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق، لفكن واقع الحال هو أن فقط فصيلين هما الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية هما اللتان طلبتا التقاء الرئيس الفلسطيني، قبل وصوله دمشق، ما دام طار من رام الله إلى دمشق محلقا بجناحي هذين الفصيلين..؛يث شارك في عضوية وفده تيسير خالد، وعبد الرحيم ملوح ممثلا الجبهتين في اللجنة التنفيذية. وتضيف المصادر أن الجبهتين توفران غطاء سياسيا لكل تحركات ومواقف وسياسات عباس، بما في ذلك تغطيتهما لانعدام شرعية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والمجلسين المركزي والوطني، اللذان انتهت ولايتهما القانونية، وكذلك اللجنة التنفيذية، منذ شباط/فبراير 1991. ولكن ما مدى صحة فشل مفاوضات سلطة عباس مع الإسرائيليين..؟ تؤكد المصادر هنا على امرين: الأول: عدم توصل المفاوضات إلى ما يصون ويعيد الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني. الثاني: أن اتفاقا بين عباس وإيهود اولمرت سيتم الإعلان عنه في شهر آب/اغسطس، أو ايلول/ سبتمبر المقبلين. لكن هذا الإتفاق سيكون عبارة عن تفاق إطار، أو اتفاق مبادئ، لا اتفاقا للحل النهائي للصراع، كما هو مفترض. وعلى ذلك، فإن حديث الإحباط الذي أفرط عباس، وأحمد قريع في الحديث عنه لقادة الفصائل هو من قبيل التضليل، وتسكين معارضتهم لما هو آت من خطوات، لن تكون بعيدة عن مفاجأة اوسلو. وتضيف المصادر مؤكدة "الصحيح الطبخة تطبخ الآن في واشنطن في 15 و28 الشهر الجاري من أجل التمهيد لإعلان اتفاق مبادئ في آب/اغسطس، أو ايلول/سبتمبر المقلبلين". على كل، ملخص موقف الفصائل، وخاصة خالد عبد المجيد، أمين سر لجنة المتابعة للمؤتمر الوطني الفلسطيني في تصريحات لوسائل الإعلام، قبيل مغادرة عباس للعاصمة السورية قائلا، معبرة عن "امتعاضها وأسفها وعدم رضاها عن الأسلوب الذي انتهج في التعامل مع الفصائل". وقال عبد المجيد "الذي يريد الحوار والوحدة الوطنية لا يترك المجال لمستشاريه أن يطلقوا التصريحات من رام الله قبل وصوله دمشق بأنه لا لقاءات مع قيادات فلسطينية ولا مع حماس"، وذلك في اشارة لتصريحات اعلامية صدرت عن نبيل أبو ردينة، ونمر حماد، وياسر عبد ربه. هل هذا هو كل شيئ..؟ مصادر أخرى في دمشق تهمس أن زياد أبو عمرو، وزير الشؤون الخارجية الأسبق في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة اسماعيل هنية، زار مشعل والتقاه مبعوثا سريا لأبي مازن، لكن شيئا عن فحوى اللقاء وما دار فيه لم يتكشف بعد. 9/7/2008 المصدر بريد الفجرنيوز