لندن- وكالات الفجرنيوز:تخطط الحكومة البريطانية لتشكيل مجلس جديد من علماء الدين وقادة الأقلية المسلمة لإعطاء النصائح للشباب المسلم بشأن قيم المواطنة ومعالجة "التطرف" الديني. ولاقت الخطوة التي ستمول من قبل الحكومة ترحيبا من مجلس مسلمي بريطانيا الذي أكد ضرورة أن يكون المجلس الجديد مستقلا عن الحكومة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن هيزل بليرز وزيرة الأقاليم والحكم المحلي البريطانية تأكيدها الجمعة 18-7-2008 ضرورة تزويد الشباب المسلم في الأقلية المسلمة بالمهارات اللازمة للوقوف في وجه "المتطرفين". وقالت: "يجب علينا إيجاد أماكن آمنة لإجراء حوارات منطقية بشأن المسائل التي يمكن أن يسعى المتطرفون إلى استغلالها والعمل على تعريف الشباب بأن دينهم ينص على تعلم قيم المواطنة المشتركة". وسيضم المجلس المزمع 20 من علماء الدين الإسلامي لا يزال العمل جاريا على اختيارهم. وسيعقد المجلس الجديد ندوات فى جامعتي أكسفورد وكامبريدج حول وضع المرأة في المجتمع والولاء لبريطانيا. وستعقد الندوات أيضا في كل أنحاء البلاد وستتركز على المساواة بين الجنسين وواجبات مسلمي بريطانيا كمواطنين. ويعد إنشاء المجلس إحدى الخطوات التي اتخذتها الحكومة البريطانية مؤخرا لمحاربة ما تصفه بالتطرف في البلاد. ويأتي المجلس الجديد ضمن خطط جديدة للحكومة لإعطاء دروس للشباب البريطاني المسلم حول قيم المواطنة في المدارس التابعة للمساجد للحيلولة دون تأثرهم ب"التطرف". وسيتم تطبيق تجربة الدروس الجديدة بدءا من الفصل الدراسي الجديد في سبتمبر المقبل في لندن وغيرها من المناطق التي تسكنها أعداد كبيرة من المسلمين مثل برمنجهام وليشستر وسط إنجلترا وأولدهام وروشتديل وبرادفور شمال إنجلترا. ترحيب إسلامي في المقابل، لقيت خطوة إنشاء مجلس من علماء مسلمين ترحيبا من قبل مجلس مسلمي بريطانيا، حيث قال الشيخ إبراهيم موجرا العضو البارز في المجلس: "لقد كنا في حاجة لشيء من هذ القبيل للمساعدة في خلق منهج أفضل لتعليم أطفالنا". مشيرا إلى أن مجلس مسلمي بريطانيا هو من اقترح إنشاء المجلس الجديد. وأضاف قائلا: نشعر بأننا في حاجة لتعليم أطفالنا أنهم بوسعهم الافتخار بدينهم الإسلامي والافتخار أيضا بأنهم بريطانيون". وقال: "إن أي شيء يسهم فى تقوية مجتمعاتنا يجب الترحيب به طالما لا يستخدم في عزل أو التحكم في الأقلية أو تغيير وضعها". ودعا موجرا الحكومة البريطانيا الى رفع يديها عن المجلس الجديد قائلا: "إنه يجب أن يدار عن طريقنا (المسلمين) لكن بدعم من الحكومة". وأضاف: "أوضحنا للحكومة أنها لا يمكنها التدخل فى ديننا أو طريقتنا في تعليم الناس في مجتمعنا". وسعت السلطات البريطانية إلى التفاعل أكثر مع المسلمين في البلاد منذ تفجيرات لندن في 2005 والتي أدت إلى مقتل 52 شخصا، وألقي بالمسئولية فيها على عاتق مسلمين "متطرفين". آخر تلك المساعي تمثلت في نشر الحكومة الشهر الماضي برنامج "التخلص من التطرف" الذي يتضمن نصائح للسلطات المحلية بترسيم مناطقها استنادا إلى الديانة لضمان وضع أنظمة تقضي على أي تمويل أو دعم من جماعات غير مناسبة. وفي مايو الماضي، أرسلت الحكومة عددا من أئمة المساجد لإعطاء دروس للطلاب حول كيفية مواجهة "التطرف". ويتم في هذه الدروس التركيز على تشجيع روح الهوية الوطنية المشتركة لمكافحة ما يسمى ب"صدام الحضارات" بين الشرق والغرب خصوصا بعد حرب العراق. وفي عام 2006، أطلق مسلمو بريطانيا منتدى لمواجهة الأفكار والدعاية المتطرفة ومن جهة أخرى الترويج لمبادئ التسامح والمواطنة. ويوجد 400 ألف طالب مسلم في بريطانيا التى يبلغ عدد مسلميها نحو 2 مليون نسمة.
