روما وكالات الفجرنيوز:استنكر كبير كرادلة إيطاليا تصريحات مسيئة للإسلام أطلقها عضو حزب "رابطة الشمال" اليميني المعروف بمعاداته للمهاجرين والمسلمين، والتي طالب فيها بالدفاع عن النصرانية ضد ما أسماه "التدنيس الإسلامي"، على حد زعمه. وفي حديث لصحيفة "كوريري ديلي سيرا" الإيطالية اليوم السبت قال أنجلو باجنسكو، رئيس أساقفة مدينة جنوة ورئيس المؤتمر الكنسي: "أود أن أعرب عن رفض الكنيسة الكامل لتصريحات الإيطالي ماريو بورجيزيو عضو رابطة الشمال والبرلمان الأوروبي، والتي طالب فيها بالدفاع عن النصرانية ضد (التدنيس الإسلامي)". وجاءت تصريحات النائب الإيطالي خلال تجمع أقيم الجمعة 8-8-2008 لأعضاء حزب رابطة الشمال المتشدد احتجاجا على خطط مجلس مدينة جنوة الشمالية لإقامة صلاة مشتركة بين الأديان في كنيسة المدينة التي كانت مستشفى سابقا لمنظمة "فرسان مالطة" في القرن الثالث عشر الميلادي. وبحسب الصحيفة الإيطالية اقتحم بورجيزيو الكنيسة أمس برفقة عشرات الأشخاص الذين كانوا يحملون أعلام حزب رابطة الشمال، وأقسموا جميعا داخلها على "مواصلة معركة فرسان مالطة للدفاع عن النصرانية". و"فرسان مالطة" منظمة نصرانية كاثوليكية لعبت إبان القرون الوسطى دورا عسكريا هاما في الحملات الصليبية التي كان الغرب يشنها ضد الإسلام والمسلمين في الشرق، وخاصة ضد البلدان الإسلامية القريبة من سواحل إيطاليا، مثل: تونس، وليبيا، والمغرب، وهي معروفة أيضا باسم فرسان القديس يوحنا. والمنظمة متهمة أيضا بتنظيم حملات تنصير ضخمة في المناطق المضطربة في البلدان الإسلامية، مثل إقليم دارفور السوداني، تحت ستار تقديم المساعدات الإنسانية. وردا على اقتحام النائب اليميني للكنيسة قال الكردينال باجنسكو: إن "بورجيزيو انتهك حرمة الكنيسة"، مشددا على أن الكنائس هي دور للصلاة والعبادة فقط. "حامي النصرانية" حزب رابطة الشمال من أكثر الأحزاب المعادية للمهاجرين والمسلمين في إيطاليا. ويصور الحزب نفسه على أنه المدافع عن النصرانية في إيطاليا، وبدأ مهمته في الحكومة الجديدة التي يرأسها سلفيو برلسكوني في مايو الماضي بهدم مسجد في مدينة فيرونا شمال إيطاليا، لإقامة حديقة وموقف للسيارات مكانه. وفي سبتمبر الماضي نجحت حملة الحزب في وقف بناء مسجد بمدينة بولونيا الشمالية. ويملك حزب رابطة الشمال أربعة حقائب وزارية في حكومة برلسكوني، من بينها وزارة الداخلية. وحصل الحزب على 8% من الأصوات في الانتخابات العامة التي أجريت في أبريل الماضي، واستطاع تأمين أغلبية مريحة للائتلاف الذي يقوده برلسكوني في البرلمان. وبحسب مراقبين، فإن الحزب متهم بارتكاب العديد من الجرائم العنصرية في إيطاليا. وركز الحزب خلال حملته الانتخابية على قضايا تهم الناخب الإيطالي مثل الهجرة، والجريمة، والاقتصاد. ويعيش في إيطاليا نحو 1.2 مليون مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ 57.9 مليون نسمة.